ملتقى أهل العلم - الموقف الثاني :بعد نجاته من الطوفان

الموقف الثاني: ] بعد نجاته من الطوفان [
] قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ[ {هود 48}.
بعد أن منَّ الحق سبحانه على نوح u ومن معه بنجاتهم من الطوفان،وإهلاك عدوهم،جاءت مرحلة ما بعد الطوفان،فعيشوا بسلام وأمان،جزاء التصديق والصبر،ولك مع الأمان والسلامة البركة،وأصل البركة من الثبات والدوام،ومنها بركة الماء،ومبرك الإبل.ومن لبركة الدائمة لنوح u أنه أبو البشر بعد آدم u ،ولذا يقال له آدم الأصغر،لأن البشر من ذريته ومن نجا معه من الطوفان.
قوله تعالى:] قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ [ سبق في علم الله تعالى أنه سيكون في الأرض أمم مؤمنة أتباع الرسل عليهم السلام،وأمم كافرة يعادون أنبياء الله تعالى،وهؤلاء المكذبون سيمتعون في الدنيا،ثم يحشرون إلى الله تعالى،ومأواهم جهنم وبئس المصير .ومن الأمم التي سينالها بركة نوح u ،أمَّة النبي محمد r والحمد لله رب العالمين.
قال محمد بن كعب القرظي:(دخل في ذلك السلام كل مؤمن ومؤمنة ،إلى يوم القيامة)[1].ذلك أن الصلاح يسري في الذرية،فيبارك الله تعالى فيها ،والصلاح يورث الذكر الجميل على مرِّ العصور،فالأنبياء عليهم السلام،كلما ذكروا يقال عليهم السلام،والرسول r كلما ذكر أو كتب اسمه الشريف صُلِّي عليه،والصحابة ومن بعدهم من الصالحين،كلما ذكروا تُرُضِّي عنهم.
نسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم،أن يرزقنا محبة ومتابعة ****** المصطفى r في الأقوال والأفعال والأحوال،وأن يحشرنا في زمرة الصالحين ،تحت لوائه ،ويرزقنا شفاعته ،إنه على كل شيء قدير ،,بالإجابة جدير.

1) جامع البيان 7/55 وانظر تفسير القرآن العظيم 2/589 والجامع لأحكام القرآن 9/48