ملتقى أهل العلم - النداء الخامس .(وجوب الايمان بالرسول غليه الشلام

النداء الخامس : ] وجوب الإيمان بالرسول r[
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً [{النساء 170}.
يأتي هذا النداء في سياق الحديث عن الأنبياء عليهم السلام،وموقف المشركين من دعوتهم،وان المشركين وأهل الكتاب أنكروا نبوة الرسول r ،فردَّ الحق سبحانه بشهادته Y بنبوته ورسالته،وأنه أنزل معه النور المبين،ثمَّ ثنَّى بشهادة الملائكة،وإن كانت شهادته كافية.
وقد وصف هؤلاء المنكرين بالضالين المضلين،لأنهم يعلمون أن محمداً r نبي مرسل،يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل،وقد تواترت معجزاته للمشركين وأهل الكتاب،ولكنَّ العناد والتكبر أعمى بصائرهم ،قال تعالى:] قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ [{الأنعام 33}.
وهؤلاء الضالون لم يكتفوا بجحد نبوة الرسول r ،بل ذهبوا يصدون الناس عنه.
قوله تعالى:] فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ[ إنَّ إعراضكم وكفركم،سيكون وبالا عليكم،فآمنوا بمحمد r فالإيمان بمحمد r خير لكم،وأما الإعراض فإنه سيهلككم في الدنيا،وي*** لكم العذاب الأليم يوم القيامة،وإنكم لتعلمون أنه رسول الله يقينا،كما تعرفون أبناءكم.وتعلمون أنه منصور ،وأن الله تعالى سيظهره على عدوه.
قوله تعالى: ] وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ [ فإن أعرضتم وتوليتم،فإن لله خلائق غيركم تذكره وتطيعه،وهو غني عبادتكم،فالكون وما فيه يسبح لله،الجمادات والنباتات والحيوانات. ] يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ[ (الجمعة:1) .وقال تعالى ] وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ[ (الرعد:15) وقال U] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ[ (الحج:18) .
قوله تعالى:]وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً[ فيه تهديد للمشركين المعرضين عن الإيمان بنبوة محمد r ،فهو يعلم بواعث تكذيبهم،وحكيم حيث يجعل رسالته.