![]() |
وفي البقية خير !!! ( و في البقية خير ) نعم . . . لقد غيب الموت أحد أبرز العلماء الربانيين ، الذين عرفوا بين النـــــاس بحــب العلم ؛ نشراً وتدريساً وإفتاءً وبحثاً وتحقيقاً وتدقيقاً ، تفوق دروسه الأربـــــعين في الأسبوع بين حديث وفقه ، تفسير وسيرة ، وعلوم العربية والســـــياسة الشرعـــــية ، ويتحمل الشيخ على كبر سنه – شارف 80 عاماً -حِمْلَ التنـــــقل بــــــــــين المساجد فمن جامع الراجحي بشبرا إلى مسجد الراجحي بالربوة ، ومن مسجد محمد بن إبراهيم بالدخنة إلى جامع الملك جامع بأم الحمام ، ومن جامع عتيقة إلى مــــــسجد البرغش ، صبور لا يمل العلم ، وقور تعلوه هيبة العلماء ، يضرب للــــــناس – عالمــــهم وعاميهم – مثلاً مُشَاهداً لسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، و طريقة السلف الصالح . إذن .. مات الشيخ الذي : ( لعب وقفز على بيوت الطين المنتـــشرة بالقويعية , شرب من مياه الآبار الضحلة ، وجلس على أطرافها يسمع الأخبــــار والحكايات , لبس الملابس المتواضعة في قريته الطينية , لم يلبس الغــــالي والنفيس , لم يفكر في شراء أثواب كل شهر أو شهرين , بل كان مثل أبناء الجزيــــرة العربية آنذاك يفرح بالثوب والثوبين من العيد إلى العيد , عاش بــين الـناس الذين تقاربت مستويات معيشتهم , عاش بآمـالهم , وعــــــاش بأحلامهم , وتغنى بمستقبلهم , ضحك بين النخيل , جرى مع الطيور والعصافير يداعبها وتداعبه , وجرى مــــع الصبية وهم يلهون بين ماء الزروع وبقايا الغنم والإبل هناك , يراه الناس وهو قــــد ملأ الطين رجليه وساقيه النحــــيلتين ، ويفــــرح بذلك الجو البهيج ، فهو يعتبر ذلك شعاراً للإنسان الحر النبيل ) . عرفتُ فضيلته واعظاً يتخول مساجد مدينة الدمام- وأنا لا زلت في نهايات المرحلة الابتدائية – فارتسمت في ذاكرتي صــورة العالم الذي يتدافع الناس للقرب منه ونـيل الحظوة بالحديث إليه ومعه ؛ ولو بافــتراض سؤال لم يقع ، ثم قرت عيني برؤيته واعظاً ومفتياً بالمعهد العلمي مرحـــلة الثانــــوية بالــــدمام ؛ وقد تحيـَّنت الفــــرصة للــــصلاة إلى جــــواره بعد انتــهاء كـــلمته لأنـظـر صـلاتـــه ، و اكـــتسب الخشوع – كما أزعم – و أُقبَّل الكيان الذي ملئ علماً و زُهداً وصبراً . نعم . . . عرفت ابن جبرين رحمه الله تعالى في دروس الفقه والعقائد ، والتي لم يزل تقـــرير عويـص مسائلها تكييفاً وترجيحاً ؛ محفوظاً لدى طـلابه من خلاله دروسه في الدمام والريـــــاض ، و لا زلتُ محــتــفظاً بكلمته الشجية الصادقة التي داعبت مسمعي ، وشحذت همتي للعلم ونيل شهـــــادة الدراسات العليا ، إذ قال : ( كنـــتُ ممن درس وكتب وذاكر ونسخ الكتب الكبيرة على ضوء الشـــمع ، واليــــوم - ومع وجود الكهرباء إلا أن الـــطلاب يتضجرون . . ) . وقبل الختام : إن القلـــــــب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الرب ، وإن لفراقك شيخنا لمحزونون ، وتسليتنا في فراقك ( إن في البقية خير) . وقد جادت نفسي بهذه الأبيات ، والخاطر مكدود : أرخَتِ الدُّنيا على العـــــــِـــلم السُّدلْ بعدَكُم يا شيــــــــــــــــــــخَ قولٍ وعملْ وافتــــــــــــــــــــــــــــقدنا جبلاً نأوي لهُ عندَ خـــــــــــــــَـــــــطبٍ قد تدلَّى ونزلْ كان بعــــلـــــم هَــصُـــــــوراً مُقدِماً غَيرَ خَتـــــَّـــــــارٍ و لا للبــــــــــــُؤسِ ذَلّْ يدفــــــــــــــــعُ الشَرَّ، ويُجْلِي الحَقَّ لا يرتضي قولاً مَشِــــــــــــــــيناً في الأُوَلْ قد رَثـتــْـــــهُ النـــــــــاس مُســتـنِـكَرةً هل تُعزَّى الأمُ في حـــالِ الثـــــكـَلْ ؟! وبدا للبحرِ جَـــــــــــــــــــزرَاً ، و حوى في ثنايا مـــــــــــــــوجِهِ الحُــــزنَ الأجَلّْ زَخَـــــــــــــــــــرَتْ أرفُفُنا مِن كُتْبِهِ مـن ردودٍ وحُلــــــــــولٍ للعُــــــــضَلْ أوضـــــــــــــــــــــحَ الفِقهَ ؛ وقد أصَّلَهُ كلَّ قــــــــــــــــــــــــولٍ بدلــــيلٍ أو عِللْ كم أقضَّتْ مضجــــــعَ الشيخِ الأُمُو رُ ، اللّـواتي وقْعُــــــــها تُــــــــردِي البَطَل لم تُغادِرْ بسمةٌ فاهُ ؛ وكـــــــــــــم أغنَتِ البسمةُ عن نَسْـــــــــجِ الجُمَلْ وتَغنَّى الطيـــــــــــــــــــــــــرُ من ترتيلِهِ وانتــــــشى اليأسُ رجـــــــــــــــــــــاءً وأملْ سطِّري ( أيَّـــــــــــامُ ) شيخاً ألمعاً بارز الجهـــــــــــــــــلَ بجِدٍّ واحتملْ فجـــــــــــــــــزى الرحمنُ خيراً مُسبَغاٌ عبدَهُ الجِبـــــــــــــــــــرينَ من دارِ الحُلَلْ واجـبُرِ اللهُ مُصــــــاباً حــــــلَّ بي فلعلَّ النفـــسَ تســـــــــلَى ، وَلعلّْ . كتبه / فضيلة الشيخ محمد بن علي البيشي عضو هيئة التحقيق والادعاء العام بالمنطقة الشرقية ومدير قسم الدعوة والإرشاد بالمكتب التعاوني بالدمام |
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا اخي ****** ابو الوليد |
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... |
بارك الله فيك أخي الفاضل أبو الوليد اللـهـم اغـفـر لـه ولـوالـديـه مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر.. وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار.. و أدخـلـهـم الـفـردوس الأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن .. واجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة .. ووالدينا ومن له حق علينا الــلـهــم آمـــــــيــــــــن. . |
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي