ملتقى أهل العلم - عقيدتي (( 1 )) ..(( الخرافات ))!!

http://www.islammessage.com/sanadkid...gories/353.gif

http://www.islammessage.com/sanadkid...gories/355.gif

(( 1 ))

الخرافات

محمد حسام الخطيب
عاد سند من المدرسة ساعة الظهيرة، وما إن قرع باب المنزل حتى فتحت له أمه؛ فحياها بتحية الإسلام ثم قال:
-أمي؛ أين أبي؟.
-إنه في غرفة الجلوس.
-أودُّ أن أراه.
وأسرع سند إلى غرفة الجلوس، فرأى أباه جالساً فيها، فحياه بتحية الإسلام ثم أردف متعجلاً:أبي، أودُّ أن أخبرك بخبر سمعته قبل قليل.
قال الأب: على رِسْلِك يا بني؛ تكلم على مهل. ما الخبر؟.
-أبي؛ عند انصرافي قبل قليل من المدرسة، سار معي في طريقي إلى المنزل صديقي زهير، وحدثني بأن جارةً لهم حدَّثته نهار أمس عن رجل عاش في قديم الزمان اسمه عوج بن عنق، كان ضخم الجثة كثيراً جداً، وطويلاً جداً جداً، حتى إنه كان يمد يده إلى أعماق البحر، فيتناول منه الحوت الضخم.. فيرفعه بيده جهةَ الشمس.. فيشويه بحرارتها.. ثم يأكله!!! أصحيح هذا يا أبي؟.
http://www.islammessage.com/media_ba...ge/خرافات2.jpg

قال الأب: وماذا قلت لصديقك بعد أن حدثك بهذا؟.
-قلت له: أنا لا أصدق هذا الخبر حتى أسأل والدي عنه.
-أحسنت يا سند! واحذر أن تصدق كل ما يقال لك؛ حتى تستوثق من صحته.
-أجل يا أبي؛ وها أنا ذا أستوثق منك.
-هذا الخبر يا بني حديث خُرافة، أي هو من الأخبار الكاذبة.
-وكيف عرفتَ هذا يا أبي؟.
-أنا من عادتي يا بني أنني كلما سمعت خبراً لا أثق بصحته أعرضه على آيات القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية الصحيحة، فإن وجدتُ فيها ما يؤيده صدَّقته، وإن لم أجد فيها ما يؤيده رددته ولم أصدِّقه.
-وهذا الخبر يا أبي؛ ألا يوجد في آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة ما يؤيده؟.
-لا؛ بل فيها ما ينفيه ويكذِّبه.
-كيف هذا يا أبي؟.
-أما في القرآن الكريم فلم يرِد شيء عن هذا المخلوق، وأما في الحديث الصحيح فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خَلَقَ الله آدم طوله ستون ذراعاً، فلم يزل الخَلق ينقص بعد» ( 1 ). أي إن أطول إنسان خلقه الله سبحانه هو أبونا آدم عليه السلام وكان طوله ستين ذراعاً – أي حوالي 42 متراً – ثم أخذت أطوال البشر بالتناقص حتى وصلت إلى ما نراها عليه اليوم.
وأردف الأب قائلاً: وهذا الحديث النبوي الصحيح يبيِّن كذِب الخبر الذي حدثك به صديقك عن عوج بن عنق.
فقال سند بارتياح: جزاك الله عني خيراً يا أبي، لقد أنقذتني من خرافة كدتُ أصدقها، ولَأُخبرنَّ صديقي غداً بما عرفته منك.

(( 1 )) : صحيح البخاري – كتاب أحاديث الأنبياء