ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   ملتقى اُسرتنـــــــــا (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=59)
-   -   الأسرة وبناء اللغة ! (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=16520)

ابو الوليد البتار 10 / 04 / 2009 57 : 07 PM

الأسرة وبناء اللغة !
 
الأسرة وبناء اللغة
د. محمد بن عبد الله الدويش

تمثِّل الأسرة مؤسسة تربوية لها أهميتها في تشكيل شخصية أولادها؛ ودورُها في صياغة شخصية الأولاد أوسع بكثير مما نفترض.
وحين نتحدث عن الأسرة ينصرف ذهن كثير من الناس إلى دورها في التربية على التديُّن، والبناء السلوكي سلباً وإيجاباً، واكتساب العادات الحسنة وغير الحسنة.
وهي مجالات لها اعتبارها وأهميتها البالغة، ولكنْ ثمَّت تأثير بالغ للأسرة قلما يُتفطن له.
إن الأسرة تبني الشخصية بناءً يبقى أثره على المنتمين لها في مستقبل حياتهم، ويتحول إلى جزء من شخصيتهم شعروا بذلك أو لم يشعروا.
ومما يزيد من خطورة هذا الدور أن كثيراً من عوامل البناء وأدواته غير منظورة ولا مقصودة للأسرة؛ فهي تندرج ضمن إطار المنهج الخفي.
ومن مجالات البناء المهمة في الشخصية: البناء اللغوي، وهو أوسع من مجرد اكتساب مفردات اللغة والقدرة على النطق بها والتواصل من خلالها.
ولئن كان إتقان الفرد لمفردات اللغة وتوظيفها الصحيح نحوياً وصرفياً من مهمة المدرسة؛ فإن للأسرة تأثيراً بالغاً في البناء اللغوي قلَّما يلقى العناية الكافية.
في الأسرة يتعلم الفرد ما يلي:
* التعبير عن الحقوق بلغة واضحة جلية مراعياً الأدب والذوق.
* بيان رأيه، أو الاعتراض على قرار يُتخذ بشأنه من سلطة أعلى.
* انتقاد مواقف الآخرين وبيان أوجه القصور في تصرفاتهم بلغة بعيدة عن التجريح والتنقُّص.
* الدقة في التعبير عما في نفسه..إلخ.
إن هذا التوظيف للغة يكتسبه الطفل سلباً وإيجاباً من أسرته، ويتعلم من خلالها أساليب التعبير، وحين تخفق الأسرة في تنمية لغة الطفل في هذا الإطار يعيش صراعاً بين خيارين: السكوت كرهاً عن حقوقه، أو المطالبة بها بلغة تخرج عن حدود اللباقة.. الخضوع للسلطة دون اقتــــناع، أو التمرد عليها.. مسايرة الآخرين في أخطائهم، أو النقد الجارح لهم.
وربما امتدت هذه الآثار حتى بعد اكتسابه للعلم والثقافة؛ حيث يظهر أثر الخلل في بنائه اللغوي في كتاباته ومحاوراته وردوده.

ومن الوسائل المهمة التي تسهم في تحقيق البناء اللغوي السليم للطفل ما يلي:
* القدوة الحسنة من الوالدين في الحوار بينهما والتخاطب مع الآخرين؛ ففاقدُ الشيء لا يعطيه.
* ما يتلقَّاه من تواصل لغوي من قِبَل والديه؛ فالرقي في التعبير بين الوالدين وأطفالهم له أثره في نموِّ التعبير اللغوي لدى الطفل، واكتسابه التعبير اللغوي الإيجابي، ومن مجالات ذلك:
اختيار المفردات الملائمة وتجنُّب المفردات غير اللائقة.
استخدام الكناية والتعريض عما يفحُش ذكره.
وصف الطفل والأطفال بالألفاظ التي تعطي دلالة لغوية إيجابية؛ كـ (الطفل) بدلاً من الألفاظ العامية الشائعة التي تعطي إيحاءً سلبياً.
البُعْد عن الإيغال في العامية؛ سواء كان ذلك في المفردات أو التراكيب والصياغة، ولا يعني ذلك استخدام الفصحى بصورة صارمة؛ فيمكن استخدام (عامية المثقفين).
• التقويم الإيجابي للأداء اللغوي غير المناسب من قِبَل الطفل، وتزويده بالبدائل الإيجابية دون لوم أو تعنيف، ومن ذلك على سبيل المثال: (هل تقصد كذا وكذا؟) (ألا تـرى أنه لو تم التعبير بالجملة الآتية.. ؟).
تقديم مواد مسموعة ومرئية للطفل تثري لغته وتوسع خيارات التعبير اللغوي لديه.
ومساحة هذه المقالة تضيق عن استيعاب الوسائل والأساليب المناسبة في ذلك.


أم نيره 11 / 04 / 2009 54 : 07 PM

ربنا يعزك ويكرمك
شكرا لك

ابو الوليد البتار 13 / 04 / 2009 32 : 03 PM

اللهم امين واياك اختي الفاضلة ام نيرة
شكرا لمرورك الكريم


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط