![]() |
افتقـاركَ .. سرُ افتخـاركَ .. افتقـاركَ .. سرُ افتخـاركَ .. http://www.nawasreh.com/rose/up/11937886583335.gif كلما استشعرتَ حقيقةَ افتقاركَ إلى اللهِ سبحانه ، وشدةَ حاجتكَ إليهِ ،، شعوراً يملأُ عليكَ حنايا قلبكَ ، ويصبح هاجساً يشغلك في كل أوقاتك ، وحيثما كنتَ .. فهناكَ تنهلّ على قلبكَ شوارقُ أنوارٍ تحسها إحساساً واضحاً لا لبسَ فيه .. ولذا قالوا : من أرادَ أن يغمرَ اللهُ قلبهُ بألوانِ العطاءِ ، فليتحققْ بالافتقار التام بين يدي الله سبحانه .. فإنما الصدقاتُ للفقراءِ والمساكين ..فافهم ..!! http://www.nawasreh.com/rose/up/11874283875634.gif وقالوا : من أرادَ ورودَ المواهبَ إليهِ .. فليحققِ الفقرَ والحاجةَ لديهِ .. وفي الأثر الإلهي يقولُ الرب جل جلاله : أنا عند المنكسرة قلوبهم .. وهو معنى عجيبٌ يلهبُ القلبَ الحيّ ويزلزله ، ليبقى في حالة انكسار مستمرٍ ، ما دام هذا الانكسار ثمرته : أن يكون اللهُ جلّ في علاه قريبا منه ، حبيبا إليه ، لطيفاً به ..!! وهناكَ معنى خفي عجيب آخر ..هذا المعنى يكمن في الحقيقة التالية : كلما حققتَ افتقاركَ لله سبحانه ،، أغناكَ الله سبحانه من واسع كرمه ..!! وكلما تحققتَ بروحِ الذلِ بينَ يديه ، ملأ قلبكَ بشعورِ العزةِ على الدنيا كلها وأهلها..!! ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) .. http://www.nawasreh.com/rose/up/11874283875634.gif وللهِ در القائل : ... وأستعلي بإيماني على الدنيا وما فيها ..!! هذه العزة إنما تتجلى بوضوح في كلّ قلبٍ ، استطاع صاحبه أن يذللـه بين يدي الله . وعلى قدر قوة افتقاركَ وذلّك له سبحانه ، تكونُ قوةُ شعورك بهذه العزة ، المتكسبة من الله جل في علاه .. http://www.nawasreh.com/rose/up/11874283875634.gif وشيء آخر يُضاف إلى كل ما تقدم .. اعلم رحمك الله ، وبارك الله فيك .. أن الافتقارَ إلى الله في جوهرهِ ، إنما هو تحقيقٌ لروحِ العبودية لله سبحانه ، وهل يريدُ الله منكَ ، إلا أن تتحققَ بمعانيَ العبوديةِ بين يديه في كل أوقاتك ..؟!! وكلما كنتَ متحققاً بعبودتك لهُ سبحانه ، على الوجه الذي يريد : كانَ لك ، ومعكَ . حافظاً ومؤيداً ونصيرا ومعيناً .. ( قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ) .. ( قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ ) .. ( فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُم ) ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) .. http://www.nawasreh.com/rose/up/11874283875634.gif والآيات كثيرة في كتاب الله .. إنما يربيك الله سبحانه بها ، على هذا المعنى وأمثاله : لتملأ قلبك ثقةً ويقيناً وإشراقاً وأنتَ تواجه طوفانَ فتنِ الحياةِ من حولكَ ..!! ثم ... وهذه لطيفةٌ أرجو أن لا تفوتكَ ، فاقرأ وتأمل هذا المعنى : لأن السجودَ أجلى مظهرٍ للافتقارِ بين يدي الله عز وجل : فإنك في لحظةِ السجودِ تكونُ أقربَ ما تكونُ من الله سبحانه .. فافهم .. http://www.nawasreh.com/rose/up/11874283875634.gif في الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أقرب ما يكونُ العبدُ من ربه وهو ساجدٌ ، فأكثروا الدعاء" .. رواه مسلم و في هذا تهييجٌ لنا لنكثرَ من السجود بين يدي الله ، لنكون في أكثر أوقاتنا في مقام قربٍ منه سبحانه ..! بل في هذا تعليم لنا أن نكونَ في حالة سجودٍ دائمٍ بين يدي الله ، لنكونَ في حالة قربٍ من الله مستمر .. ومن كان مع الله في كل أنفاسه ، فلن يضيعهُ ، ولن يخيبه .. http://www.nawasreh.com/rose/up/11874283875634.gif سئل أحد العارفين : أيسجدُ القلب ؟ قال : نعم ،، سجدة لا يرفعُ رأسه منها أبداً ..!! ولذا قالوا : من فهمَ سرّ السجود ، وذاقَ قلبهُ حلاوة الأنس فيه : سحبَ هذا الافتقار الذي تحققَ به في سجودهِ ، وذاقَ حلاوته ، سحبهُ على بقية حياتهِ ، ليبقى في حالةِ قربٍ من ربه في ليله ونهاره ، وبهذا تهبّ على قلبه نسائمُ سماويةٌ ، ونفحاتٌ ربانية حيثما كان . ومثل هذا الإنسان يصبحُ ويمسي وهو متميزٌ بلا شك .. أعني يصبحُ مباركاً أينما كان . فاجهدْ جهدكَ لتتحققَ بفقركَ التام بين يدي الله ، على كل حالٍ تكونُ فيها ، فمن تحقق بالافتقار إليهِ سبحانه ، أغناهُ الله بغير مال .. وأعزهُ الله بغير جاه .. وهل هذا قليل ..؟!! http://www.nawasreh.com/rose/up/11874283875634.gif ولقد كان بعض الصالحين يكثر أنْ يقول في مناجاته : اللهم أغننا بالافتقار إليك ، ولا تفقرنا بالاستغناء عنك . . فالافتقار إليكَ وحدكَ ، هو عينُ الغنى بكَ .. والاستغناء عنكَ موتٌ محقق.. !! وجزاكم الله خيرا http://www.nawasreh.com/rose/up/11973106747617.gif |
بارك الله كلام جميل جدااا يشفي النفوس شكرا لك |
وفيك اللهم بارك اختنا الفاضلة روضة شكر الله لك مرورك الكريم |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي