![]() |
لا تتّبعوهم، اتركوهم، لا تستأصلوا شأفة أعداء ترجون صداقتهم، واستبقوهم لأشد عداوة منهم. عبد الرحمن الداخل وأمارات نجابة وعلم وذكاء كان عادة المحاربين في ذلك الزمن أن يتبع الجيشُ المنتصرُ فلول المنهزمين والفارّين، ليقتلوهم ويقضوا عليهم، ومن ثَمّ على ثورتهم، وحين بدأ اليمنيون يجهّزون أنفسَهم ليتتبعوا جيش يوسف الفهري منعهم عبد الرحمن بن معاوية وقال لهم قولةً ظلّت تتردد في أصداء التاريخ، أمارةً على علم ونبوغ، وفهم صحيح وفكر صائب في تقدير الأمور، قال لهم: لا تتّبعوهم، اتركوهم، لا تستأصلوا شأفة أعداء ترجون صداقتهم، واستبقوهم لأشد عداوة منهم. يريد رحمه الله أن هؤلاء الذين يقاتلوننا اليوم سيصبحون غدًا من جنودنا، ومن ثَمّ عونًا على أعدائنا من النصارى وغيرهم في ليون وفرنسا وغيرها. فهكذا رحمه الله كان ذو نظرة واسعة جدًا تشمل كل بلاد الأندلس، بل تشمل كل أوروبا، بل إني أراه بذلك التفكير يستطيع أن يعيد ملك الشام بعد ذلك أيضًا إلى أملاك الأمويين، وذلك لما يلي: أولًا: ليس في قلبه غلّ ولا حقد على من كان حريصًا على قتله منذ ساعاتٍ قليلة. ثانيا: الفهم العميق للعدو الحقيقي وهو النصارى في الشمال. ثالثا: رغم كونه لم يتجاوز الخامسة والعشرين إلا إنه كان يمتلك فهمًا واعيًا وإدراكًا صحيحًا، وفقهًا وعلمًا وسعة اطلاع، علم به أنه إن جاز له شرعًا أن يقاتلهم لتجميع المسلمين حول راية واحدة، فهو في ذات الوقت لا يجوز له شرعًا أن يتتبعهم، أو أن يقتل الفارّين منهم، ولا أن يُجْهِزَ على جريحهم، ولا أن يقتل أسيرهم، لأن حكمهم حكم الباغين في الإسلام وليس حكم المشركين، وحكم الباغي في الإسلام أنه لا يتتبع الفارّ منهم، ولا يُقتل أسيره، ولا يجهز على جريحه، بل ولا تؤخذ منه الغنائم. سأكمل معكم بإذن الله وحكم ومواقف والكثير عن بلادى الأندلس :) |
فعلا صدقت فى ما نقلته اخى الاسلام دائما لا يحث على الحقد والغل والهجوم الغير مشروع على الفريسة بل هو دين السماحة جزاك الله خير وبامر الله نتابع معك باقى الموضوع |
بارك الله فيك وبسعيك الطيب اخي ما اروع سماحة الاسلام مع الاعداء متبابعين باذن الله |
هذا هو ديننا الحنيف بارك الله فيكم اخي ****** احمد |
جزاك الله خيرا أخي ****** فتى الأندلس على الطرح الطيب والمميز لأنه يبرز محاسن الدين الإسلامي الذي إن قلت أنه كله محاسن فما كذبت والله. وصقر قريش رحمه الله طبق ما طبقه نبينا صلى الله عليه وآله وسلم الذي غير أغراض الحرب وأهدافها ومفهومها, فالحرب في الجاهلية كانت عبارة عن سلب ونهب وسفك للدماء وتقتيل وإفساد في الأرض وإهلاك للحرث وقهر للضعيف وانتهاك للأعراض وتخريب العمران، وقسوة محضة, صارت هذه الحرب في الإسلام جهاداً في تحقيق أهداف نبيلة، وغايات محمودة، ليتخلص الناس من نظام القهر والعدوان، إلى نظام العدالة والإنصَاف, بل وقد شرع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم للحروب قواعد شريفة ألزمها لجنوده، ولم يسمح لهم الخروج عنها أبدا فكان صلى الله عليه وسلم يقول قبل كل غزو: (اغزوا بسم اللّه، في سبيل اللّه، قاتلوا من كفر باللّه، فلا تغلوا، ولاتغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليداً...) الحديث. وكان يأمر بالتيسير ويقول: (يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا)......... فرحم الله صقر قريش عبد الرحمن بن معاوية حفيد هشام بن عبد الملك بن مروان تحية وإعزاز للحبيب فتى الأندلس |
اقتباس:
وللتوضيح فالمغزى من الموضوع عدم الافراط فى الخلاف و العداوة بين بنى الاسلام بعضهم البعض لان العدو الحقيقى هم الكفرة والمشركين وفي يوم ما ستجمع الجبهة من كانوا بالأمس فى خلاف ضد عدوهم اللدود اليهود والمشركين وهذا ما كانت تراه مخيلة صقر قريش رحمه الله فى قتال النصارى من اسبانيا والبرتغال فى بلاد الأندلس |
جزاك الله خيرا اخي الفاضل فتى الاندلس متابعين معك اخي الكريم واصل بارك الله فيك |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي