ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   - " من أحب أن يتمثل له الناس قياما ، فليتبوأ مقعده من النار " (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=136646)

طويلب علم مبتدئ 10 / 02 / 2019 45 : 01 AM

- " من أحب أن يتمثل له الناس قياما ، فليتبوأ مقعده من النار "
 
357 - " من أحب أن يتمثل له الناس قياما ، فليتبوأ مقعده من النار " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 627 :
أخرجه البخاري في " الأدب " ( 977 ) و أبو داود ( 5229 ) و الترمذي ( 2 / 125 )و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 40 ) و اللفظ له و أحمد ( 4 / 93 ، 100 )
و الدولابي في " الكنى " ( 1 / 95 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( ق 196
/ 2 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 51 / 2 ) و البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 7 / 69 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 219 ) من طرق عن حبيب بن الشهيد عن أبي مجلز قال :
" دخل معاوية بيتا فيه عبد الله بن الزبير ، و عبد الله بن عامر ، فقام ابن
عامر ، و ثبت ابن الزبير ، و كان أدر بهما فقال معاوية : اجلس يا ابن عامر
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
و قال الترمذي : " حديث حسن " .
قلت : بل هو حديث صحيح ، رجال إسناده ثقات رجال الشيخين ، و أبو مجلز اسمه لاحق بن حميد ، و هو ثقة ، و حبيب بن الشهيد ثقة ثبت كما في " التقريب " ، فلا وجه للاقتصار على تحسينه ، و إن سكت عليه الحافظ في " الفتح " ( 11 / 42 ) ،
لاسيما و له طريق أخرى ، فقال المخلص في " الفوائد " : حدثنا عبد الله أنبأنا
داود : أنبأنا مروان أنبأنا مغيرة بن مسلم السراج عن عبد الله بن بريدة قال :
" خرج معاوية فرآهم قياما لخروجه ، فقال لهم : اجلسوا فإن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : من سره أن يقوم له بنو آدم ، و جبت له النار " .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير شيخ المخلص عبد الله ،
و هو الحافظ أبو القاسم البغوي ، و مغيرة بن مسلم السراج و هما ثقتان بلا خلاف
و داود هو ابن رشيد ، و مروان هو ابن معاوية الفزاري الكوفي الحافظ . و قد
تابعه شبابة بن سوار حدثني المغيرة بن مسلم به إلا أنه قال :
" من أحب أن يستجم له الرجال ... " و الباقي مثله .
أخرجه الطحاوي ( 2 / 38 - 39 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 13 / 193 ) .
و للحديث عنده ( 11 / 361 ) شاهد مرسل في قصة طريفة ، أخرجه من طريق عبد الرزاق بن سليمان بن علي بن الجعد قال : سمعت أبي يقول :
" لما أحضر المأمون أصحاب الجوهر ، فناظرهم على متاع كان معهم ، ثم نهض المأمون لبعض حاجته ، ثم خرج ، فقام كل من كان في المجلس إلا ابن الجعد ، فإنه لم يقم ،قال : فنظر إليه المأمون كهيئة المغضب ، ثم استخلاه فقال له : يا شيخ ما منعك أن تقوم لي كما قام أصحابك ؟ قال : أجللت أمير المؤمنين للحديث الذي نأثره عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : و ما هو ؟ قال علي بن الجعد : سمعت المبارك
بن فضالة يقول : سمعت الحسن يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( فذكره باللفظ الأول ) قال : فأطرق المأمون متفكرا في الحديث ، ثم رفع رأسه
فقال : لا يشترى إلا من هذا الشيخ ، قال : فاشترى منه في ذلك اليوم بقيمة
ثلاثين ألف دينار " .
قلت : فصدق في علي بن الجعد ( و هو ثقة ثبت ) قول الله عز و جل :
( و من يتق الله يجعل له مخرجا ، و يرزقه من حيث لا يحتسب ) .
و نحو هذه القصة ما أخرج الدينوري في " المنتقى من المجالسة " ( ق 8 / 1 - نسخة حلب ) : حدثنا أحمد بن علي البصري قال :
" وجه المتوكل إلى أحمد بن العدل و غيره من العلماء فجمعهم في داره ، ثم خرج
عليهم ، فقام الناس كلهم إلا أحمد بن العدل ، فقال المتوكل لعبيد الله :
إن هذا الرجل لا يرى بيعتنا ، فقال له : بلى يا أمير المؤمنين و لكن في بصره
سوء ، فقال أحمد بن العدل : يا أمير المؤمنين ما في بصري من سوء ، و لكنني
نزهتك من عذاب الله تعالى ، قال النبي صلى الله عليه و سلم : " من أحب أن يمثل
له الرجال قياما فليتبوأ مقعده في النار " ، فجاء المتوكل فجلس إلى جنبه " .
و روى ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 19 / 170 / 2 ) بسنده عن الأوزاعي حدثني
بعض حرس عمر بن عبد العزيز قال :" خرج علينا عمر بن عبد العزيز و نحن ننتظره يوم الجمعة ، فلما رأيناه قمنا ،فقال : إذا رأيتموني فلا تقوموا ، و لكن توسعوا " .

فقه الحديث :
--------------
دلنا هذا الحديث على أمرين .
الأول : تحريم حب الداخل على الناس القيام منهم له ، و هو صريح الدلالة بحيث
أنه لا يحتاج إلى بيان .
و الآخر : كراهة القيام من الجالسين للداخل ، و لو كان لا يحب القيام ، و ذلك
من باب التعاون على الخير ، و عدم فتح باب الشر ، و هذا معنى دقيق دلنا عليه
راوي الحديث معاوية رضي الله عنه ، و ذلك بإنكاره على عبد الله بن عامر قيامه
له ، و احتج عليه بالحديث ، و ذلك من فقهه في الدين ، و علمه بقواعد الشريعة ،
التي منها " سد الذرائع " ، و معرفته بطبائع البشر ، و تأثرهم بأسباب الخير
و الشر ، فإنك إذا تصورت مجتمعا صالحا كمجتمع السلف الأول ، لم يعتادوا القيام
بعضهم لبعض ، فمن النادر أن تجد فيهم من يحب هذا القيام الذي يرديه في النار ،
و ذلك لعدم وجود ما يذكره به و هو القيام نفسه ، و على العكس من ذلك إذا نظرت
إلى مجتمع كمجتمعنا اليوم ، قد اعتادوا القيام المذكور ، فإن هذه العادة
لاسيما مع الاستمرار عليها فإنها تذكره به ، ثم إن النفس تتوق إليه و تشتهيه
حتى تحبه ، فإذا أحبه هلك ، فكان من باب التعاون على البر و التقوى أن يترك هذا
القيام ، حتى لمن نظنه أنه لا يحبه خشية أن يجره قيامنا له إلى أن يحبه ، فنكون
قد ساعدناه على إهلاك نفسه و ذا لا يجوز . و من الأدلة الشاهدة على ذلك أنك ترى
بعض أهل العلم الذين يظن فيهم حسن الخلق ، تتغير نفوسهم إذا ما وقع نظرهم على
فرد لم يقم له ، هذا إذا لم يغضبوا عليه و لم ينسبوه إلى قلة الأدب ، و يبشروه
بالحرمان من بركة العلم بسبب عدم احترامه لأهله بزعمهم . بل إن فيهم من يدعوهم
إلى القيام ، و يخدعهم بمثل قوله " أنتم لا تقومون لي كجسم من عظم و لحم ،
و إنما تقومون للعلم الذي في صدري " ! ! كأن النبي صلى الله عليه و سلم عنده لم
يكن لديه علم ! ! لأن الصحابة كانوا لا يقومون له ، أو أن الصحابة كانوا لا
يعظمونه عليه السلام التعظيم اللائق به ! فهل يقول بهذا أو ذاك مسلم ؟ !
و من أجل هذا الحديث و غيره ذهب جماعة من أهل العلم إلى المنع من القيام للغير
كما في " الفتح " ( 11 / 41 ) ثم قال :
" و محصل المنقول عن مالك إنكار القيام ، ما دام الذي يقام لأجله لم يجلس ،
و لو كان في شغل نفسه ، فإنه سئل عن المرأة تبالغ في إكرام زوجها ، فتتلقاه
و تنزع ثيابه ، و تقف حتى يجلس ؟ فقال : أما التلقي فلا بأس به ، و أما القيام
حتى يجلس فلا ، فإن هذا فعل الجبابرة ، و قد أنكره عمر بن عبد العزيز " .
قلت : و ليس في الباب ما يعارض دلالة هذا الحديث أصلا ، و الذين خالفوا فذهبوا
إلى جواز هذا القيام بل استحبابه ، استدلوا بأحاديث بعضها صحيح ، و بعضها ضعيف
و الكل عند التأمل في طرقها و متونها لا ينهض للاستدلال على ذلك ، و من أمثلة
القسم الأول حديث " قوموا إلى سيدكم " . و قد تقدم الجواب عنه برقم ( 67 ) من
وجوه أقواه أنه صح بزيادة : " فأنزلوه " فراجعه .
و من أمثلة القسم الآخر حديث قيامه صلى الله عليه وسلم حين أقبل عليه أخوه من
الرضاعة فأجلسه بين يديه .
فهو حديث ضعيف معضل الإسناد ، و لو صح فلا دليل فيه أيضا و قد بينت ذلك كله في" الأحاديث الضعيفة " ( 1148 ) .

سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها...

شريف حمدان 12 / 02 / 2019 40 : 10 PM

رد: - " من أحب أن يتمثل له الناس قياما ، فليتبوأ مقعده من النار "
 
http://up.ahlalalm.info/photo2/KRv01523.gif


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط