![]() |
تحرير في مفهوم التطير والطيرة تحرير في مفهوم التطير والطيرة : وأكمل تعريف للطيرة أن يقال: التشاؤم العملي بمرئ أو مسموع أو معلوم لا ارتباط قدري بينه وبين الضرر المتوقع منه . وهذا التعريف في أصله مأخوذ من كلام ابن القيم( ) , ولكن زيدت عليه قيود , حتى يكون أكثر ضبطا ودقة . قوله :"التشاؤم" هو انقباض القلب وتوقع الشر . قوله :"العملي" أي : ترتيب العمل في الظاهر أو في الباطن على التطير , وأما إذا كان التشاؤم مجرد تفكير في العقل من غير ترتيب عمل فإنه لا يدخل في الطيرة المحرمة شرعا . ويدل على ذلك قوله النبي صلى الله عليه وسلم :"إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك"( ), فهذا الحديث يدل على أن حصول التفكير بالتشاؤم في القلب من غير عمل لا يدخل في الطيرة المحرمة شرعا . وحديث معاوية بن الحكم وفيه :" قلت : ومنا رجال يتطيرون، قال :"ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدهم"( ). وكذلك حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"الطير شرك –قالها ثلاثا- , وما منا , ولكن الله يذهبه بالتوكل"( ) أي : وما منا إلا ومن يقع في قلبه شيء من التطير , ولكنا لا نستجيب لها , وتعتمد على الله . قوله :"بمرئ" ما يتعلق به الرؤية , كالعرج والعور وغيرهما . قوله :"بمسموع" ما يتعلق به السمع , كسماع كلمة خاسر أو عاثر أو خائب أو نحوها . قوله :"بمعلوم" ما يتعلق به العلم , كالتشاوم بالأيام والشهور والأعداد و والرؤى والمنامات. قوله :"لا ارتباط قدري بينه وبين الضرر المتوقع منه" هذا وصف مقيد , يخرج التخوف من الأسباب الحقيقية , فإن الخوف والتشاؤم-الانتقباض القلبي- إذا كان من سبب حقيقي فإنه ليس حراما , فمن خرج من بيته مسافرا , ثم وجد سبعا في طريقه وخاف ورجع , فإن ذلك ليس تشاؤما محرما , أو من قصد الذهاب إلى بلد وسمع أن بها بلاء , فخاف ورجع فإن ذلك ليس تشاؤما . وذلك أن الأمور في ارتباطها بما يرتبه الناس عليها قسمان( ) : القسم الأول : ما علم أنه سبب مؤد إلى أثره قدرا وواقعا , وجرت عادة الناس بمعرفة ذلك , ككون ملاقاة السباع تؤدي إلى الهلاك , أو أكل السموم والمآكل الضارة يؤدي غلى الهلاك , وغيرها , فالخوف منها وترك الإقدام عليها واجب شرعا وليس تطيرا . القسم الثاني : ما علم أنه ليس سببا مؤد إلى أثر لا قدرا ولا واقعا , ولم تجر عادة العقلاء بمعرفة ذلك , كما هو الحال في صور التطير التي سبق ذكرها , فهذا هو التطير المحرم . وثم أقسام أخرى هي محل تردد وتجاذب بين ذينك القسمين , فبعضها يميل إلى القسم الأول , وبعضها يميل إلى القسم الثاني , ولأجل هذا جعل بعض العلماء الأقسام أربعة( ). سلطان العميري |
رد: تحرير في مفهوم التطير والطيرة جزاكم الله خيرا وبارك فيكم |
رد: تحرير في مفهوم التطير والطيرة بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي