ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=211)
-   -   الجزء الثامن والعشرون من السلسلة الضعيفه للامام الالباني (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=103813)

ابو عبدالله عبدالرحيم 08 / 04 / 2016 05 : 03 AM

الجزء الثامن والعشرون من السلسلة الضعيفه للامام الالباني
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:
الجزء الثامن والعشرون من السلسلة الضعيفه للامام الالباني

1387 - " لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة قال له جبريل : رويدا
فإن ربك يصلي ! قال : و هو يصلي ؟ قال : نعم . قال : و ما يقول ؟ قال : يقول :
سبوح قدوس رب الملائكة و الروح ، سبقت رحمتي غضبي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/571 ) :

منكر
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/119 ) من طريق محمد بن يحيى الحفار :
حدثنا سعيد بن يحيى الأموي : حدثني أبي عن ابن جرير عن عطاء قال : فذكره ،
و قال ابن الجوزي :
" رجاله ثقات ، موقوف على عطاء ، فلعله سمعه ممن لا يوثق به ، و لا يثبت مثل
هذا بهذا " .
قلت : و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 1/22 ) فقال :
" قلت : قال في " الميزان " : " محمد بن يحيى الحفار لا يدرى من ذا " و أورد له
هذا الحديث و قال : " هذا منكر " انتهى . لكن رأيت له طريقا آخر " .
قلت : ثم ساقه السيوطي من رواية ابن نصر بإسناد صحيح عن ابن جريج عن عطاء :
بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به .. الحديث نحوه ، و ليس فيه "
إن ربك يصلي " و هو الشيء المستنكر في الحديث .
و أنا أقول : إن إعلال الحديث بعنعنة ابن جريج أولى من إعلاله بإرسال عطاء له ،
ذلك لأن الإرسال و إن كان علة قائمة بنفسها كافية في تضعيف الحديث ، فإن ابن
جريج كان يدلس عن الضعفاء و المتروكين ، و لذلك قال الإمام أحمد :
" بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة ، كان ابن جريج لا
يبالي من أين يأخذها " ، كما سبق نقله مرارا .
ثم ذكر السيوطي للحديث شاهدا من حديث أبي هريرة ، و هو الذي قبله ، و قد ذكرت
هناك علته ، و قد روي بلفظ آخر و هو :
" قال بنو إسرائيل لموسى : هل يصلي ربك ؟ فتكابد موسى لذلك ، فقال الله تعالى :
ما قالوا لك يا موسى ؟ فقال : الذي سمعت . قال : فأخبرهم أني أصلي ، و أن صلاتي
تطفئ غضبي " .

(3/386)

1388 - " قال بنو إسرائيل لموسى : هل يصلي ربك ؟ فتكابد موسى لذلك ، فقال الله تعالى :
ما قالوا لك يا موسى ؟ فقال : الذي سمعت . قال : فأخبرهم أني أصلي ، و أن صلاتي
تطفىء غضبي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/572 ) :

ضعيف
ذكره السيوطي في " اللآلي " ( 1/22 ) شاهدا للذي قبله من حديث أبي هريرة
يرفعه ، و لم يذكر من خرجه ، إلا أنه نقل عن الفيروزابادي صاحب " القاموس " أنه
قال :
" و إسناده جيد ، و رجاله ثقات يحتج بهم في الصحيحين ، و ليس فيه علة غير أن
الحسن رواه عن أبي هريرة ، و لم يسمع منه عند الأكثرين " .
قلت : فإذن فيه علة ، فأنى له الجودة ؟ ! على أنه لو سلم بثبوت سماعه منه في
الجملة لجاءت علة أخرى ، و هي عنعنة الحسن ، فقد كان مدلسا ، كما سبق مرارا ،
فالإسناد ضعيف إذن .
و لعل الحديث من الإسرائيليات ، أخطأ بعض الرواة فرفعه إليه صلى الله عليه وسلم
، والله أعلم .
ثم رأيت السيوطي في " الجامع الكبير " عزاه للديلمي و ابن عساكر .
و هو عنده في " تاريخ دمشق " ( 17/190/1 ) من طريق قتادة عن الحسن عن أبي هريرة
مرفوعا .

(3/387)

1389 - " كان إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه ، فإن كان غائبا دعا له ،
و إن كان شاهدا زاره ، و إن كان مريضا عاده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/573 ) :

موضوع
أخرجه هكذا أبو الشيخ في " كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم و آدابه " ( ص
75 ) :
حدثنا أبو يعلى : نا الأزرق بن علي : نا يحيى بن أبي بكير : نا عباد بن كثير عن
ثابت عن أنس به .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، آفته عباد بن كثير ، و هو البصري ، قال الحافظ في
" التقريب " :
" متروك ، قال أحمد : روى أحاديث كذب " .
و الحديث أورده الهيثمي ( 2/295 - 296 ) من رواية أبي يعلى بزيادة طويلة في
آخره ، و قال :
" و فيه عباد بن كثير ، و كان رجلا صالحا ، و لكنه ضعيف الحديث متروك لغفلته "
.
و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي يعلى مختصرا كرواية أبي
الشيخ ، و تعقبه المناوي بما نقلته عن الهيثمي ، و الأولى تعقبه بما صنعه
السيوطي نفسه في " اللآلي " ( 2/404 - 405 ) فإن الحديث أورده بتمامه ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 3/206 - 207 ) من رواية ابن شاهين ، ثم قال ابن
الجوزي :
" موضوع ، و المتهم به عباد " .
فأقره السيوطي على ذلك ، و نقل كلام الهيثمي المتقدم ، ثم قال :
" و قال الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " : تفرد به عباد بن كثير ، و هو
واه ، و آثار الوضع عليه لائحة " .
و أقره أيضا ، و مع ذلك أورده في " الجامع " !
و أما المناوي فله موقفان مختلفان باختلاف كتابيه ، فهو في " الفيض " نقل كلام
الهيثمي و أقره ، و ذلك معناه عنده أنه ضعيف جدا ، و أما في " التيسير " فقد
قال :
" إسناده ضعيف " !
و مما لا شك فيه أن الأول أقرب إلى الصواب ، والله سبحانه و تعالى أعلم .

(3/388)

1390 - " اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس ، فإن الأمور تجري بالمقادير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/573 ) :

ضعيف
تمام في " فوائده " ( 2/62/1 ) : أخبرنا أبو زرعة محمد بن سعيد بن أحمد القرشي
يعرف بابن التمار : حدثنا علي بن عمرو بن عبد الله المخزومي : حدثنا معاوية بن
عبد الرحمن : حدثنا حريز بن عثمان : حدثنا عبد الله بن بسر المازني مرفوعا
به .
قلت : و هذا سند ضعيف ، من دون حريز لم أعرف أحدا منهم غير معاوية بن
عبد الرحمن ، فقد أورده هكذا ابن أبي حاتم في " الجرح " ( 4/1/387 ) و قال :
" روى عن عطاء ، و عنه محمد بن إسحاق ، سمعت أبي يقول ذلك ، و سألته عنه فقال :
ليس بمعروف " .
و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 7/468 ) على قاعدته المعروفة !
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " برواية تمام و ابن عساكر عن عبد الله بن
بسر ، و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء سوى أنه قال : " رمز لضعفه " !
ثم رأيت الحديث في " الأحاديث المختارة " للضياء ( 105/2 ) رواه من طريق تمام !
و هذا مما يدل على تساهله في الاختيار ، و قد مضى له أحاديث أخرى من هذا النوع
أقربها برقم ( 1319 ) .

(3/389)

1391 - " لكل شيء معدن ، و معدن التقوى قلوب العارفين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/574 ) :

موضوع
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/171 - 172 ) من رواية الخطيب ( 4/11 )
بسنده عن وثيمة بن موسى بن الفرات : حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن سمعان عن
الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر بن الخطاب مرفوعا .
و قال ابن الجوزي :
" لا يصح ، ابن سمعان كذبه مالك و يحيى ، و وثيمة ; قال ابن أبي حاتم : حدث عن
سلمة بموضوعات " .
قال السيوطي في " اللآلي " ( 1/124 ) :
" كذا قال في " الميزان " : إن هذا الحديث موضوع . أورده في ترجمة عبد الله بن
زياد بن سمعان ، ثم في ترجمة وثيمة ، و اتهم به في " اللسان " ابن سمعان خاصة ،
و قد أخرجه البيهقي في " الشعب " من هذا الطريق إلا أنه قال : " عن رجل ذكره عن
ابن شهاب " لم يسم ابن سمعان و قال :
هذا منكر ، و لعل البلاء وقع من الرجل الذي لم يسم انتهى .
و وجدت له طريقا آخر :
قال الطبراني ( يعني في " المعجم الكبير " 3/193/1 ) : حدثنا أبو عقيل أنس بن
سلمة الخولاني : حدثنا محمد بن رجاء السختياني .. " .
قلت : و ساق سنده إلى ابن عمر مرفوعا به ، و سكت عليه ، و ليس بجيد ، فإن أبا
عقيل هذا لم يذكروه ، و محمد بن رجاء متهم ، قال الذهبي :
" روى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد خبرا باطلا في فضل معاوية اتهم بوضعه " .
و أقره الحافظ في " اللسان " فهو علة هذا الطريق ، فلا ينبغي أن يستشهد به ،
و لا يخرج به الحديث عن الوضع الذي وصفه به ابن الجوزي ثم الذهبي و العسقلاني .

(3/390)

1392 - " لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن ، بهم يعافون ، و بهم
يرزقون ، و بهم يمطرون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/575 ) :

موضوع
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 2/61 ) و من طريقه ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 3/150 - 152 ) عن عبد الرحمن بن مرزوق : حدثنا عبد الوهاب بن
عطاء الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
أورده ابن حبان في ترجمة ابن مرزوق هذا ، و قال :
" كان يضع الحديث ، لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه " .
و قال ابن الجوزي :
" لا يصح " .
ثم ذكر قول ابن حبان المذكور ، و زاد :
" و عبد الوهاب بن عطاء قال أحمد : هو ضعيف الحديث ، مضطرب " .
قلت : هذا و إن كان فيه ضعف ، فقد وثقه بعضهم ، و أخرج له مسلم ، فالأغلب أنه
لا دخل له في هذا الحديث ، و إن كان أقره السيوطي على ذلك كله في " اللآلي " 0
2/331 ) ، فالآفة ابن مرزوق ، كما هو ظاهر كلام ابن حبان ، و تابعه الذهبي ،
فأورد الحديث في ترجمته من " الميزان " و قال :
" و هذا كذب " .
و وافقه العسقلاني في " اللسان " ، و لكنه مال إلى توثيق ابن مرزوق هذا ، فقال
:
" فكأن هذا الحديث أدخل عليه ، فإنه باطل " .
و مع هذا كله و إقرار السيوطي لابن الجوزي على وضعه ، فقد أورده في " الجامع
الصغير " من رواية ابن حبان ، فتعقبه المناوي في " فيضه " بقوله بعد أن ذكر قول
ابن حبان المتقدم :
" و حكاه عنه في " الميزان " و أورد له هذا الخبر ، ثم قال : هذا كذب . اهـ .
و به يعرف اتجاه جزم ابن الجوزي بوضعه ، و من ثم وافقه على ذلك المؤلف في "
مختصر الموضوعات " مع بيان ضعفه ، و ما صنعه المؤلف هنا من عزوه لمخرجه ابن
حبان و سكوته عما عقبه به غير صواب " .
و أقول : هذا التعقب و إن كان سليما في ذاته ، و لكنه شكلي بالنسبة للمناوي ،
فلا يكون له قيمة ، ذلك لأن في " الجامع " حديثا آخر بعد هذا برواية ( طس ) عن
أنس مثله إلا أنه قال :
" أربعين بدل ثلاثين " و زاد :
" ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر " .
و قد قال السيوطي في " الجامع الكبير " :
" و حسن " .
يشير بذلك إلى الهيثمي ، فإنه هو الذي حسنه ، فقال في مجمع " الزوائد " ( 10/63
) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و إسناده حسن " .
و نقله عنه السيوطي في رسالته " الأبدال " ( 2/460 - الفتاوى ) و كذلك نقله
المناوي في " الفيض " و تبنى تحسينه إياه في كتابه الآخر " التيسير " فقال دون
أن يعزوه لأحد :
" و إسناده حسن " !
قلت : فإذا كان حسنا عنده ; فما فائدة ذلك النقد الذي وجهه للحديث الأول و هو
موجود متنا في هذا الذي قواه ، بل و في زيادة على الأول كما رأيت ؟
و لكن هل أصاب الهيثمي و من تبعه في تحسين إسناده أم أخطأوا ؟ ذلك ما سيأتي
بيانه بإذن الله تعالى برقم ( 4341 ) ، و هو ولي التوفيق ، و الهادي إلى أقوم
طريق .
و اعلم أن أحاديث الأبدال كلها ضعيفة لا يصح منها شيء ، و بعضها أشد ضعفا من
بعض ، و قد سبق من حديث عبادة بن الصامت برقم ( 936 ) ، و تحته حديث عوف بن
مالك ، و سيأتي من حديث علي بن أبي طالب برقم ( 2993 ) .
ثم تتبعت أحاديث كثيرة من أحاديث الأبدال التي جمعها السيوطي في رسالته التي
سماها " الخبر الدال على وجود القطب و الأوتاد و النجباء و الأبدال " ، و تكلمت
على أسانيدها و كشفت عن عللها التي سكت السيوطي عنها ، و ذلك في آخر هذا المجلد
برقم ( 1474 - 1479 ) .

(3/391)

1393 - " كان يعجبه النظر إلى الأترج ، و كان يعجبه النظر إلى الحمام الأحمر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/577 ) :

موضوع
و قد روي عن أبي كبشة ، و علي ، و عائشة ، و أنس ، و طاووس مرسلا .
1 - أما حديث أبي كبشة ، فيرويه بقية : حدثني أبو سفيان الأنماري عن حبيب بن
عبد الله بن أبي كبشة عن أبيه عن جده رفعه .
أخرجه يعقوب بن سفيان في " تاريخه " ( 2/357 ) و من طريقه ابن الجوزي في "
الموضوعات " ( 3/9 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/148 ) و أبو العباس الأصم
في " حديثه " ( 1/140/ ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 12/299/2 ) و كذا
الطبراني في " المعجم الكبير " ( 22/339 ) .
ذكره ابن حبان في ترجمة أبي سفيان هذا ، و قال :
" يروي الطامات من الروايات " .
و به أعله ابن الجوزي و زاد :
" و قال أبو حاتم الرازي : مجهول " .
و كذا قال الذهبي في " الميزان " و الحافظ في " اللسان " .
قلت : و حبيب بن عبد الله بن أبي كبشة لم أجد له ترجمة ، و ذكره الحافظ في "
التهذيب " تمييزا ، و لم يذكر فيه شيئا ، فهو في عداد المجهولين ، و لم يورده
في " التقريب " .
و قد خالفه إسماعيل بن أوسط البجلي عن محمد بن أبي كبشة عن أبيه عن جده مرفوعا
به دون الشطر الأول منه .
أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1/50 ) .
كذا وقع فيه : " عن جده " و لعلها زيادة من بعض النساخ ، أو وهم من البجلي فإن
فيه ضعفا ، قال الذهبي :
" هو الذي قدم سعيد بن جبير للقتل ، لا ينبغي أن يروى عنه ، و وثقه ابن معين
و غيره " .
و زاد الحافظ في " اللسان " :
" و قال الساجي : كان ضعيفا " .
و ذكره ابن حبان في " ثقات أتباع التابعين " ( 6/30 - 31 ) .
و يرجح الأول ; أن لإسماعيل هذا حديثا آخر يرويه عن محمد بن أبي كبشة عن أبيه
قال : لما كانت غزوة تبوك .. الحديث ، لم يذكر فيه : " عن جده " . أخرجه
الدولابي و الطبراني ( 22/340 - 341 ) و كذا أحمد ( 4/231 ) و البخاري في "
التاريخ " ( 1/1/346 ) ، أورده في ترجمة إسماعيل ، و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا .
و أما محمد بن أبي كبشة ; فذكره البخاري ( 1/1/176 ) برواية إسماعيل فقط عنه ،
و أما ابن حبان فقال في " الثقات " ( 5/371 ) :
" يروي عن أبيه ، و له صحبة - و اسم أبي كبشة : سعد بن عمر ، و يقال : عمر بن
سعد - و هو أخو عبد الله بن أبي كبشة ، روى عن محمد بن أبي كبشة سالم بن أبي
الجعد ، و قد قدم محمد بن أبي كبشة الكوفة ، فكتب عنه ختناه إسماعيل بن أوسط
البجلي ( الأصل : ( العجلي ) و هو خطأ ) و سالم بن أبي الجعد " .
و نقله الحافظ في " التعجيل " ، و لم يزد عليه شيئا .
و بالجملة فهذه الطريق علتها الجهالة ، و لم أجد من تكلم عليها . والله سبحانه
و تعالى أعلم .
2 - حديث علي ; يرويه عيسى بن عبد الله بن محمد قال : حدثنا أبي عن أبيه عن جده
علي بن أبي طالب قال : فذكره .
أخرجه ابن حبان ( 2/122 ) و من طريقه ابن الجوزي و قالا :
" روى عن آبائه أشياء موضوعة ، لا يحل الاحتجاج به " .
و قال ابن عدي في " الكامل " ( 5/1883 ) :
" روى أحاديث ليست مستقيمة ، و عامة ما يرويه لا يتابع عليه " .
و قال أبو نعيم :
" روى عن آبائه أحاديث مناكير ، لا يكتب حديثه ، لا شيء " .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" قال الدارقطني : متروك " .
3 - حديث عائشة ; يرويه عمرو بن شمر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن
الحارث التيمي عنها به .
أخرجه ابن الجوزي ( 3/9 ) من طريق الحاكم بسنده عنه ، و قال :
" عمرو بن شمر ; قال يحيى : ليس بثقة ، و قال السعدي : كذاب ، و قال النسائي
و الدارقطني : متروك ، و قال ابن حبان : يروي الطامات عن الثقات ، لا يحل كتب
حديثه إلا على جهة التعجب " .
قلت : و لعله سرقه منه يحيى بن عبد الحميد الحماني ، فإنه معروف بالسرقة ، فقد
قال العقيلي في " ضعفائه " ( 4/413 ) : حدثنا عبد الله بن أحمد قال : قلت لأبي
: بلغني أن ابن الحماني حدث عن شريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه النظر إلى الحمام ، فأنكروه عليه ، فرجع عن
رفعه ، فقال : " عن عائشة " ، فقال أبي :
" هذا كذب ، إنما كنا نعرف بهذا حسين بن علوان . يعني أنه وضعه على هشام " .
زاد ابن قدامة في " المنتخب " ( 10/165/2 ) :
" قلت : إن بعض أصحاب الحديث زعم أن أبا زكريا السيلحيني رواه عن شريك ؟ فقال :
كذب ، السيلحيني لا يحدث بمثل هذا ، هذا حديث باطل " .
4 - حديث أنس ، يرويه غنيم بن سالم عنه مرفوعا به إلا أنه لم يذكر الشطر الأول
، و ذكر بديله :
" و كان يعجبه القرع " .
أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 2/257 ) و قال :
" و هو يغنم بن سالم بن قنبر " .
قلت : و هو متهم ، قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/145 ) :
" شيخ ، يضع الحديث على أنس بن مالك ، روى عنه نسخة موضوعة ، لا يحل الاحتجاج
به و لا الرواية عنه على سبيل الاعتبار " .
و قال ابن يونس :
" حدث عن أنس فكذب " .
5 - حديث طاووس يرويه عبد الرحمن بن بحر : حدثنا حازم بن جبلة بن أبي نضرة :
حدثني سالم الأصبهاني عن طاووس به .
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/338 ) تعليقا فقال : حدث عمران بن
عبد الرحيم : حدثنا عبد الرحمن بن بحر .
قلت : و هذا إسناد مظلم مع إرساله ، ذكره في ترجمة سالم هذا ، و قال :
" روى عنه حازم بن جبلة بن أبي نضرة و قال : أراه سالم بن عبد الله ختن سعيد بن
جبير ، ذكره ابن منده " .
قلت : في " تاريخ البخاري الكبير " ( 2/2/115 و 184 - 186 ) و " الجرح
و التعديل " ( 2/2/18 و 120 ) جماعة يسمون ( سالم بن عبد الله ) و بعضهم لا
ينسبون ، و ليس فيهم من روى عن طاووس ، فالله يعلم من هو و ما حاله ؟
و حازم بن جبلة ; لم أجد له ترجمة .
و أما عمران بن عبد الرحيم ; فقد ترجمه أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " (
ترجمة 314 - نسختي ) فقال :
" كان يرمى بالرفض ، كثير الحديث ، حدث عن عمرو بن حفص و غيره بعجائب " . و ذكر
أن وفاته كانت سنة ( 281 ) .
و في " الميزان " و " اللسان " :
" قال السليماني : فيه نظر ، و هو الذي وضع حديث أبي حنيفة عن مالك رحمهما الله
تعالى " .
قلت : فلعله هو المتهم في هذا الحديث بهذا الإسناد المظلم ، والله سبحانه
و تعالى أعلم .
و جملة القول أن طرق هذا الحديث كلها واهية ، و بعضها أشد ضعفا من بعض ، و لذلك
حكم ابن الجوزي بوضعه من الطرق الثلاثة الأولى ، و ليس خيرا منها ما بعدها ،
و قال الإمام أحمد :
" كذب " .
و أقر ذلك كله السيوطي في " اللآلي " ( 2/229 - 230 ) فلم يتعقبه بشيء ، و كذلك
صنع المناوي في " فيض القدير " ، فإنه أقر ابن الجوزي على وضعه ، ثم تناقضا ،
فأورده السيوطي في " الجامع الصغير " ! و قال المناوي في " التيسير " :
" إسناده واه " !
( تنبيه ) : تقدم أن في حديث أنس رضي الله عنه مرفوعا :
" و كان يعجبه القرع " .
فاعلم أن هذه الجملة منه صحيحة عنه من طرق سقت بعضها في " الصحيحة " ( 2127 ) ،
و انظر كتابي الجديد " مختصر الشمائل المحمدية " ( 135 و 136 ) .

(3/392)

1394 - " لكل أمر مفتاح ، و مفتاح الجنة حب المساكين و الفقراء ، و هم جلساء الله يوم
القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/582 ) :

موضوع
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 6/2375 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/146 -
147 ) و عنه ابن الجوزي في " الموضوعات ( 3/141 ) من طريق أحمد بن داود بن
عبد الغفار : حدثنا أبو مصعب : حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
و قال ابن حبان :
" موضوع " ، و أحمد بن داود كان يضع الحديث ، لا يحل ذكره إلا على سبيل الإبانة
عن أمره ، لينكب حديثه " .
و كذا قال ابن الجوزي و زاد :
" و قال الدارقطني : هذا الحديث وضعه عمر بن راشد الجاري ( الأصل : الحارثي )
عن مالك ، و سرقه منه هذا الشيخ فوضعه على أبي مصعب " .
قلت : أبو مصعب هذا اسمه مطرف بن عبد الله المدني ، و في ترجمته ساق الحديث ابن
عدي مع أحاديث أخرى منكرة ، و قال عقبه :
" هذا منكر بهذا الإسناد جدا " .
فتعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : هذه أباطيل حاشا مطرفا من روايتها ، و إنما البلاء من أحمد بن داود ،
فكيف خفي هذا على ابن عدي ؟ فقد كذبه الدارقطني ، و لو حولت هذه إلى ترجمته كان
أولى " .
و ذكر نحوه الحافظ في ترجمة مطرف من " التهذيب " .
و مطرف هذا وثقه ابن سعد و ابن حبان و الدارقطني ، و أخرج له البخاري ، و قال
أبو حاتم :
" مضطرب الحديث صدوق " .
فمثله لا يتحمل هذا الحديث و إنما البلاء من الراوي عنه أحمد بن داود كما قال
الذهبي و العسقلاني ، فإنه لم يوثق مطلقا ، بل قال فيه ابن حبان كما تقدم :
" كان يضع الحديث " . و كذا قال ابن طاهر ، و لذا قال الذهبي في ترجمته من "
الميزان " و تبعه الحافظ في " اللسان " :
" هذا الحديث من أكاذيبه " .
و قد تقدم في كلام الدارقطني أنه سرقه من عمر بن راشد الجاري ، و قد ذكر
السيوطي في " اللآلي " أن رواية الجاري هذه رواها أبو الحسن بن صخر في " عوالي
مالك " و الخطيب في " رواة مالك " بإسناديهما عنه . قال ( 2/324 ) :
" و أخرجه ابن لال في " مكارم الأخلاق " و ابن عدي " .
قلت : ابن عدي لم يخرجه من طريق الجاري ، و إنما من طريق أحمد بن داود كما تقدم
، و قد قال فيه الحاكم و أبو نعيم :
" يروي عن مالك أحاديث موضوعة " .
و قال الدارقطني :
" كان يتهم بوضع الحديث على الثقات " .
و الحديث مما سود به السيوطي كتابه " الجامع الصغير " فذكره فيه برواية ابن لال
فقط مع أنه أقر ابن الجوزي على وضعه كما تقدم ! و كذلك أقره المناوي في " الفيض
" بقوله :
" و أورده ابن الجوزي من عدة طرق ، و حكم عليه بالوضع " .
لكن قوله : " من عدة طرق " ليس بدقيق ، لأنه ليس له إلا الطريق التي وضعها
الجاري عن مالك ، ثم سرقها منه أحمد بن داود فرواه عن أبي مصعب عن مالك ، فهل
يقال في مثل هذا :
" من عدة طرق " ؟
و الأعجب من ذلك أنه لم يصرح بوضعه في " التيسير " و إنما اقتصر على قوله :
" و فيه متهم " !
( تنبيه ) : ذكرت فيما سبق أن مطرفا أبا مصعب ثقة ، فما وقع في التعليق على
ترجمته في " الكامل " معزوا للتهذيب :
" كذبه الدارقطني " !
فهو كذب مخالف للواقع في " التهذيب " و غيره ، فقد تقدم ما قاله الذهبي في أن
البلاء في هذا الحديث من أحمد بن داود . قال : فقد كذبه الدارقطني . و قلت ثمة
: و ذكر نحوه الحافظ .. و الآن أذكر نص كلامه في ذلك ليتبين القارىء كيف وقع
هذا الخطأ الفاحش ! قال الحافظ في ترجمة مطرف ( 10/175 - 176 ) :
" ذكره ابن عدي في " الكامل " و قال : يأتي بمناكير . ثم ساق له أحاديث بواطيل
من رواية أحمد بن داود أبي صالح الحراني عنه ، و أحمد كذبه الدارقطني ،
و الذنب له فيها لا لمطرف " .

(3/393)

1395 - " أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/584 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في الجزء الثاني من كتابه " مختصر مكارم الأخلاق " ( ورقة 158 -
مجموع الظاهرية - 81 ) و رقم ( 139 - طبعة المغرب ) من طريق الوليد بن سفيان
القطان البصري : حدثنا عبيد بن عمرو الحنفي عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : ابن جدعان ، فإنه ضعيف معروف به .
و الأخرى : عبيد بن عمرو الحنفي ضعفه الدارقطني و الأزدي ، قال الذهبي :
" أورد له ابن عدي حديثين منكرين " .
قلت : و هذا أحدهما ، و لفظه :
" رأس العقل بعد .. " إلخ . و سيأتي برقم ( 3631 ) .
و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني في " المكارم "
، و بيض له المناوي في " فيض القدير " فلم يتكلم عليه بشيء ، و أما في "
التيسير " فقال :
" إسناده حسن " !
و هذا مما لا وجه له البتة كما يتبين للقارىء من التحقيق المتقدم ، و هو من
الأدلة الكثيرة على أن كتابه هذا ليس في الدقة و تحري الصواب ككتابه الأول : "
الفيض " ، بل هو في كثير من الأحيان ، يخالف فيه تحقيقه في الأول . و المعصوم
من عصمه الله عز وجل .

(3/394)

1396 - " للمرأة ستران : القبر و الزوج . قيل : و أيهما أفضل ؟ قال : القبر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/585 ) :

موضوع
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/271/2 ) و في " الصغير " ( 448 -
الروض النضير ) ، و ابن عدي في " الكامل " ( ق 115/2 ) و اللفظ له ، و من طريقه
ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 14/372/1 ) و كذا ابن الجوزي في " الموضوعات " (
3/237 ) عن خالد بن يزيد : حدثنا أبو روق الهمداني عن الضحاك عن ابن عباس
مرفوعا . و قال ابن الجوزي :
" حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المتهم به خالد ، و هو خالد
ابن يزيد عن أسد القسري ، قال ابن عدي : أحاديثه كلها لا يتابع عليها لا متنا
و لا سندا " .
قلت : و كذلك قال العقيلي في " الضعفاء " ( 2/15/424 ) :
" لا يتابع على حديثه " .
و قال أبو حاتم :
" ليس بالقوي " .
و ذكر الطبراني أنه تفرد به .
و فيه علة أخرى ، و هي الانقطاع بين الضحاك - و هو ابن مزاحم - و ابن عباس ;
فإنه لم يلقه ; كما تقدم غير مرة .
و قد تعقب السيوطي ابن الجوزي بأن له شاهدا من حديث علي رضي الله عنه ، و ما
أظن ذلك يفيده قوة كما يأتي بيانه في الحديث التالي :
" للنساء عشر عورات ، فإذا زوجت المرأة ستر الزوج عورة ، و إذا ماتت المرأة ستر
القبر تسع عورات " .

(3/395)

1397 - " للنساء عشر عورات ، فإذا زوجت المرأة ستر الزوج عورة ، و إذا ماتت المرأة ستر
القبر تسع عورات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/585 ) :

منكر
أخرجه الديلمي من طريق إبراهيم بن أحمد الحسني : حدثنا الحسين بن محمد الأشقر
عن أبيه محمد بن عبد الله عن عبد الله بن محمد عن أبيه عن أبيه الحسن بن الحسن
ابن علي عن الحسن عن علي مرفوعا .
ذكره السيوطي في " اللآلي " ( 2/438 ) شاهدا للذي قبله ، و سكت عنه هو و ابن
عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2/372 - 373 ) .
و أقول : إسناده مظلم ، من دون محمد الأشقر لم أعرفهم ، و شيخه عبد الله بن
محمد ; الظاهر أنه عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أبو محمد العلوي
قال الحافظ :
" مقبول " .
يعني عند المتابعة ، و إلا فهو لين الحديث .
و من فوقهم من أهل البيت معروفون بالصدق ، و مترجمون في " التهذيب " ، فالعلة
ممن دونهم .

(3/396)

1398 - " لو دعي بهذا الدعاء على شيء بين المشرق و المغرب في ساعة من يوم الجمعة
لاستجيب لصاحبه : لا إله إلا أنت ، يا حنان يا منان ! يا بديع السماوات و الأرض
! يا ذا الجلال و الإكرام ! " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/586 ) :

موضوع
رواه الخطيب في " التاريخ " ( 4/116 ) عن خالد بن يزيد العمري أبي الوليد :
حدثنا ابن أبي ذئب قال : حدثنا محمد بن المنكدر قال : سمعت جابر بن عبد الله
يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، رجاله كلهم ثقات غير خالد هذا ، قال ابن حبان في " الضعفاء
و المتروكين " ( 1/284 - 285 ) :
" شيخ ينتحل مذهب أهل الرأي ، منكر الحديث جدا ، أكثر عنه أصحاب الرأي ، لا
يشتغل بذكره لأنه يروي الموضوعات عن الأثبات " .
و قال العقيلي في " الضعفاء " ( 2/18 ) :
" يحدث بالخطأ ، و يحكي عن الثقات ما لا أصل له " .
و قال ابن عدي في " الكامل " ( 3/890 ) :
" عامة أحاديثه مناكير " .
و قال الذهبي :
" كذبه أبو حاتم و يحيى " .
و ساق له في " الميزان " و " اللسان " بعض بلاياه و وضعه ! و هذا من أحاديث "
الجامع الصغير " ، و بيض له المناوي في " شرحيه " ، فكأنه لم يقف على إسناده .

(3/397)

1399 - " إذا مدح الفاسق غضب الرب ، و اهتز لذلك العرش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/587 ) :

منكر
رواه أبو الشيخ الأصبهاني في " العوالي " ( 2/32/1 ) عن أبي يعلى و ابن عدي في
" الكامل " ( 3/1307 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/277 ) و الخطيب في "
التاريخ " ( 7/298 و 8/428 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2/59/1 ) و ابن عساكر في
" تاريخ دمشق " ( 7/2/2 ) من طريق سابق بن عبد الله عن أبي خلف خادم أنس عن
أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و له علتان :
الأولى : أبو خلف هذا ، قال الذهبي في " الميزان " :
" كذبه يحيى بن معين ، و قال أبو حاتم : منكر الحديث " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" قيل : اسمه حازم بن عطاء ، متروك ، و رماه ابن معين بالكذب " .
قلت : فقول الحافظ في " الفتح " ( 10/478 ) - و عزاه لأبي يعلى و ابن أبي
الدنيا في " الصمت " - :
" و في سنده ضعف " .
فهو منه تساهل أو تسامح في التعبير ، لأنه لا يعطي أنه شديد الضعف كما يعطيه
قوله في ترجمة أبي خلف : " متروك " . و ما نقله المناوي عنه أنه قال : " سنده
ضعيف " ; لعله في مكان آخر من " الفتح " و إلا فهو تصرف من المناوي غير جيد .
الثانية : سابق بن عبد الله ، رجح الحافظ في " اللسان " أنه واه ، و أنه غير
الرقي ، و في ترجمته ساق الذهبي حديثه هذا في كل من " الميزان " و " الضعفاء "
، و قال :
" و هذا خبر منكر " .
هذا ، و لفظ أبي نعيم :
" إن الله عز وجل يغضب إذا مدح الفاسق " .
و هو رواية للبيهقي . و قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3/139 ) :
" رواه ابن أبي الدنيا في " الصمت " و البيهقي في " الشعب " من حديث أنس ،
و فيه أبو خلف خادم أنس ; ضعيف " .
و زاد في التخريج في موضع آخر : " ابن عدي و أبو يعلى " .
و لم أره في " مسند أبي يعلى " و لا في " مجمع الهيثمي " و هو على شرطه ،
فالظاهر أنه في " مسنده الكبير " و قد عزاه إليه الحافظ في " المطالب العالية "
( 3/3 ) .
و الحديث روي هكذا مختصرا دون ذكر اهتزاز العرش من حديث بريدة مرفوعا .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 5/1917 ) من طريق محمد بن صبيح الأغر ( الأصل :
الأعز و هو خطأ مطبعي ) : حدثنا حاتم بن عبد الله عن عقبة الأصم عن عبد الله بن
بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
ساقه في جملة أحاديث لعقبة - و هو ابن عبد الله الأصم الرفاعي البصري - و قال
فيه :
" و له غير ما ذكرت ، و بعض أحاديثه مستقيمة ، و بعضها مما لا يتابع عليه " .
و روى عن ابن معين أنه قال فيه :
" ليس بشيء " . و في رواية : " و ليس بثقة " .
و عن عمر بن علي قال :
" كان ضعيفا واهي الحديث ، ليس بالحافظ " .
قلت : و الراوي عنه حاتم بن عبد الله أورده ابن حبان في " الثقات " ( 8/211 )
و قال :
" يخطىء " .
و وقع عند ابن أبي حاتم ( 1/2/260 ) و أبي نعيم فيما يأتي " حاتم بن عبيد الله
" ، و قال ابن أبي حاتم عن أبيه :
" نظرت في حديثه ، فلم أر فيه مناكير " .
و محمد بن صبيح الأغر قال الخطيب في " التاريخ " ( 5/373 ) :
" يكنى أبا عبد الله ، و يعرف بـ ( الأغر ) ، و هو موصلي لا بغدادي ، حدث عن
المعافى بن عمران و سابق الحجام ، و العباس بن الفضل الأنصاري . روى عنه علي بن
حرب الموصلي و كانت وفاته في سنة ثمان و عشرين و مائتين " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و أنا أظن أنه الذي في " الميزان "
و " اللسان " :
" محمد بن صبيح ، عن عمر بن أيوب الموصلي ، قال الدارقطني : ضعيف الحديث " .
و لعل مما يدل على ضعفه أنه قد خالفه في متن هذا الحديث و لفظه أبو عبد الله
محمد بن إبراهيم بن يزيد الأخوين قال : حدثنا حاتم بن عبيد الله : حدثنا عقبة
ابن عبد الله الأصم .. فذكره بلفظ :
" إذا قال الرجل للفاسق : يا سيدي فقد أغضب ربه " .
أخرجه الحاكم و الخطيب في " التاريخ " .
و هو بهذا اللفظ صحيح ، لأنه قد تابعه قتادة عن عبد الله بن بريدة به نحوه ،
و هو مخرج في " الصحيحة " ( 371 و 1389 ) .
و من هذا التخريج و التحقيق يتبين خطأ عزو السيوطي لحديث الترجمة لرواية ابن
عدي عن بريدة و متابعة المناوي إياه ، فقد علمت أنه ليس في حديثه ذكر العرش
مطلقا فاقتضى التنبيه .
و شيء آخر ، فقد وقع في متن " التيسير " :
( عد ، عن أبي هريرة ) .
فذكر أبا هريرة بدل بريدة ، و هو خطأ مطبعي ، والله أعلم .
و خطأ مطبعي آخر وقع في تعليق الشيخ الأعظمي على " المطالب العالية " ، فإنه
عزاه للحاكم ( 2/154 ) ، و ليس له ذكر في هذا المجلد و صفحته ، و الصواب (
4/311 ) .
( تنبيه ) : لقد سبق تخريج هذا الحديث برقم ( 596 ) و لكن قدر الله أن أعيد
تخريجه هنا بزيادة تذكر ، و فائدة أكثر ، و الحمد لله عز وجل .

(3/398)

1400 - " ألا إن رحى الإسلام دائرة ، قيل : فكيف نصنع يا رسول الله ؟ قال : اعرضوا
حديثي على الكتاب ، فما وافقه فهو مني ، و أنا قلته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/590 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 1429 ) بإسناد الحديث المتقدم (
1384 ) عن ثوبان .
و هو إسناد ضعيف جدا كما سبق بيانه هناك .
و عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " للطبراني و سمويه عن ثوبان ، و أورد في "
الجامع الصغير " من رواية الطبراني وحده الشطر الثاني منه ، و هو اختصار لا وجه
له ، بل كان عليه أن لا يورده فيه مطلقا ، لأن هذا القدر منه باطل يقينا ، فإنه
من وضع الزنادقة و الملاحدة ، أو ممن تأثر بهم و استجابوا لضلالتهم ، شعروا
بذلك أو لم يشعروا ! كطائفة الخوارج و الإباضية ، و من جرى مجراهم في تحكيمهم
لأهوائهم ، فقد أورده الربيع بن حبيب إمام الإباضية في كتابه الذي سماه بعضهم
- على قاعدة : يسمونها بغير اسمها - : " الجامع الصحيح - مسند الإمام الربيع "
، و اعتمد عليه المسمى عز الدين بليق ، فنقل منه أحاديث كثيرة ، منها هذا
الحديث فأورده في منهاجه الذي سماه على القاعدة المذكورة " منهاج الصالحين " !
( رقم 1387 ) ، و هو كتاب ضخم عجيب في أسلوب تأليفه أو طريقة جمعه ، فإنه عبارة
عن فصول مختلفة مسروقة من كتب متعددة مصورة منها تصويرا ببعض الآلات الحديثة
مثل ( الأوفست ) ، و لذلك تراه كشكولا من حيث نوعية أحرفه و سطوره ، فبعضه كبير
و بعضه صغير ، و بعضه طويل و بعضه فصير ! ! و لذلك نجد فيه من البحوث المتناقضة
العجب العجاب ، لأنها لا تمثل رأي ملفقها ( بليق ) و إنما الذين سرقها منهم ،
و لذلك فمنها النافع و منها الضار ، و من أبرز ما فيه من النوع الثاني و أسوئه
كثرة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة فيه ، و من مكره إن لم نقل كذبه أنه كساها
ثوب الصحة بزعمه في مقدمته : إنه استبعد منه الأحاديث الضعيفة و الموضوعة !
و لذلك كنت شرعت في الرد عليه في هذه الدعوى الكاذبة و غيرها حين وجدت المناسبة
و الظروف المواتية ، و تعهد بعضهم بنشره ، و فعلا نشر من أوله ثلاث مقالات
متتابعة في جريدة ( الرأي ) ، ثم لم يتح لبقيتها النشر لأسباب لا تخفى على أهل
العلم ، و لقد كان مما انتقدته منها هذا الحديث الباطل المخالف للكتاب و السنة
معا كما بينه علماؤنا رحمهم الله تعالى . من ذلك قول ابن عبد البر في " باب
موضع السنة من الكتاب و بيانها له " من كتابه القيم " جامع بيان العلم و فضله "
، قال ( 2/190 - 191 ) :
" و قد أمر الله عز وجل بطاعته و اتباعه أمر مجملا لم يقيد بشيء ، كما أمرنا
باتباع كتاب الله ، و لم يقل : وافق كتاب الله ، كما قال بعض أهل الزيغ ، قال
عبد الرحمن بن مهدي :
" الزنادقة و الخوارج وضعوا ذلك الحديث .. " فذكره بنحوه ثم قال :
" و هذه الألفاظ لا تصح عنه صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بصحيح النقل من
سقيمه ، و قد عارض هذا الحديث قوم من أهل العلم و قالوا . نحن نعرض هذا الحديث
على كتاب الله قبل كل شيء و نعتمد على ذلك ، قالوا : فلما عرضناه على كتاب الله
وجدناه مخالفا لكتاب الله ; لأنا لم نجد في كتاب الله أن لا يقبل من حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما وافق كتاب الله ، بل وجدنا كتاب الله يطلق
التأسي به و الأمر بطاعته ، و يحذر المخالفة عن أمره جملة على كل حال " .
و لقد أطال النفس في الكلام على طرق هذا الحديث ، و بيان بطلانه ، و أنه من وضع
الزنادقة ; الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى في كتابه " الإحكام في أصول الأحكام
" ( 2/76 - 82 ) فشفى و كفى جزاه الله خيرا ، و من ذلك قوله :
" إنه لا يقول هذا إلا كذاب زنديق كافر أحمق ، إنا لله و إنا إليه راجعون على
عظم المصيبة بشدة مطالبة الكفار لهذه الملة الزهراء ، و على ضعف بصائر كثير من
أهل الفضل يجوز عليهم مثل هذه البلايا ; لشدة غفلتهم ، و حسن ظنهم لمن أظهر لهم
الخير " .
و لقد صدق رحمه الله و أجزل ثوابه ، فهذا هو المثال بين يديك ، فقد أورده
السيوطي في " الجامع الصغير " الذي ادعى في مقدمته أنه صانه عما تفرد به وضاع
أو كذاب ! و لما ذكره في " الجامع الكبير " ( 3487 ) برواية الطبراني أيضا لم
يزد على ذلك إلا قوله :
" و ضعف " !
و تبعه المناوي على ذلك في " شرحيه " ! ثم اللجنة الأزهرية القائمة على التعليق
على " الجامع الكبير " ! فاعتبروا يا أولي الأبصار .

(3/399)

1401 - " يقبل الجبار تعال يوم القيامة ، فيثني رجله على الجسر ، فيقول : وعزتي وجلالي
لا يجاوزني ظالم ، فينصف الخلق بعضهم من بعض ، حتى إنه لينصف الشاة الجماء من
العضباء بنطحة نطحتها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/592 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " الكبير " بالسند المشار إليه قبله .
لكن جملة الشاة صحيحة ، جاءت في أحاديث عديدة بعضها صحيح ، و قد سبقت الكثير
الطيب منها في " الصحيحة " ، فانظرها برقم ( 1588 ، 1966 ) .
و قوله فيه : " فيثني رجله " منكر جدا في نقدي ، فإني لا أعرف له شاهدا فيما
عندي ، و لا أجد فيه طلاوة الكلام النبوي ، والله سبحانه و تعالى أعلم .

(3/400)

1402 - " سيكون أقوام من أمتي يتعاطون فقهاؤهم عضل المسائل ، أولئك شرار أمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/592 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني بالإسناد المشار إليه آنفا .

(3/401)

1403 - " لو جاءت العسرة حتى تدخل هذا الجحر ، لجاءت اليسرة حتى تخرجه ، فأنزل الله
تبارك و تعالى : *( إن مع العسر يسرا )* "

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/593 ) :

ضعيف جدا
رواه البزار ( 2288 ) و ابن عدي في الكامل ( 80/2 ) و أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 1/107 ) و الحاكم ( 2/255 ) عن حميد بن حماد : حدثنا عائذ بن شريح
قال : سمعت أنس بن مالك يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا
ينظر إلى جحر بحيال وجهه فقال : فذكره و قال ابن عدي :
" لا أعلم يرويه عن عائذ غير حميد بن حماد ، و هو يحدث عن الثقات بالمناكير ،
و هو على قلة حديثه لا يتابع عليه " .
و قال الحاكم :
" حديث عجيب ، غير أن الشيخين لم يحتجا بعائذ بن شريح " .
و تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : تفرد به حميد بن حماد عن عائذ ، و حميد منكر الحديث كعائذ " .
و قد روي عن ابن مسعود ، و لكنه واه جدا .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/59/1 ) عن يزيد بن هارون : أنا أبو مالك
النخعي عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة عنه به نحوه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، أبو مالك النخعي و هو الواسطي متروك كما قال
الحافظ .
و ذكر الحافظ ابن كثير في " التفسير " أن شعبة رواه عن معاوية بن قرة عن رجل عن
عبد الله بن مسعود موقوفا .
رواه ابن جرير في " تفسيره " ( 30/151 ) .
و رجاله ثقات غير الرجل الذي لم يسم .
و أما حديث : " لن يغلب عسر يسرين " فقد جاء مرسلا ، و سيأتي تخريجه برقم (
4342 ) مع بيان جهل من صححه ممن اختصر تفسير ابن كثير ، و هو الشيخ الصابوني
الحلبي .
و قد صنع مثله ابن بلده الشيخ الرفاعي فأورد حديث عائذ هذا في " مختصره " أيضا
( 4/404 ) ، مع تصريحه أيضا في مقدمته بأنه التزم فيه الصحيح من الحديث ، بل إن
صنيعه أسوأ من صنيع الصابوني ; لأن هذا الحديث قد ضعفه ابن كثير و بين علته
بقوله عقبه و قد عزاه لابن أبي حاتم و البزار الذي قال :
" لا نعلم رواه عن أنس إلا عائذ بن شريح " ; فقال ابن كثير :
" قلت : و قد قال فيه أبو حاتم الرازي : في حديثه ضعف " .
فأين الالتزام المزعوم يا نسيب ؟ فاتق الله في حديث نبيك صلى الله عليه وسلم ،
و لا تدع ما لا تحسنه .

(3/402)

1404 - " كل مشكل حرام ، و ليس في الدين إشكال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/594 ) :

موضوع
رواه الروياني في " مسنده " ( ق 163/2 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " (
1259 - بغداد ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 96/1 ) و إسحاق بن إسماعيل الرملي
في " حديث آدم بن أبي إياس " ( ق 4/1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 10/2
) عن إسماعيل بن أبي أويس : حدثني حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن
تميم الداري مرفوعا ، و قال ابن عدي :
" لا يروى إلا عن حسين هذا بهذا الإسناد ، و هو ضعيف منكر الحديث ، و ضعفه بين
على حديثه " .
قلت : و قد كذبه مالك و أبو حاتم و ابن الجارود .
و قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/244 ) :
" يروي عن أبيه عن جده بنسخة موضوعة " .
ثم ساق له هذا الحديث و قال :
" و ليس تحفظ هذه اللفظة عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق صحيح " .

(3/403)

1405 - " تسحروا و لو بشربة من ماء ، و أفطروا و لو على شربة ماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/594 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 96/1 ) عن أبي بكر بن أبي أويس عن حسين بن عبد الله عن أبيه عن
جده عن علي مرفوعا . و قال ابن عدي :
" الحسين هذا ضعيف منكر الحديث ، و ضعفه بين على حديثه " .
قلت : و لذلك كذبه جماعة من الأئمة كما تقدم في الحديث السابق .
نعم ، الجملة الأولى منه صحيحة ، فقد روي من حديث أنس في " المختارة " للمقدسي
، و ابن عمرو عند ابن حبان في " صحيحه " ( 884 ) ، و أبي سعيد الخدري عند أحمد
( 3/12 و 44 ) ، و جابر عند ابن أبي شيبة ( 2/147/1 ) و الطبراني في " الأوسط "
( 3911 ) ، و أبي أمامة عند الخلال في " جزء من أدركهم من أصحاب ابن منده " (
148/2 ) ، و ابن عساكر عن عبد الله بن سراقة كما في " الجامع " ، و أسانيدها
و إن كانت لا تخلو من ضعف فمجموعها يعطي لها قوة ، لا سيما و إسنادها عند ابن
حبان حسن ، والله أعلم .

(3/404)

1406 - " في أبوال الإبل و ألبانها شفاء للذربة بطونهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/595 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني ( 3/185/1 ) عن ابن لهيعة : نا عبد الله بن هبيرة عن حنش عن
ابن عباس مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه أبو نعيم في " الطب " ( 9 - 10 نسخة السفرجلاني ) .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . و فيه علتان :
الأولى : حنش هذا اسمه الحسين بن قيس ، و هو متروك كما قال الحافظ في " التقريب
" .
و الأخرى : ابن لهيعة و اسمه عبد الله و هو ضعيف .

(3/405)

1407 - " عليكم بأبوال الإبل البرية و ألبانها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/595 ) :

ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الطب " ( 4/10/1 - 2 ) من طريق دفاع بن دغفل السدوسي عن
عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده صهيب الخير قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، دفاع و شيخه عبد الحميد كلاهما ضعيف .

(3/406)

1408 - " من احتجم يوم السبت و الأربعاء ، فرأى وضحا ، فلا يلومن إلا نفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/596 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 98/2 ) من طريق حسان بن سياه مولى عثمان بن عفان
: حدثنا ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
أورده في جملة أحاديث ساقها لحسان هذا ثم قال :
" و عامتها لا يتابعه غيره عليه ، و الضعف يتبين على رواياته و حديثه " .
قلت : و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/267 ) :
" منكر الحديث جدا يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج
به إذا انفرد لما ظهر من خطئه في روايته على ظهور الصلاح منه " .
قلت : فهو بهذا الإسناد ضعيف جدا و قد روي من حديث أبي هريرة أيضا ، و لا يصح
كما سيأتي تحقيقه إن شاء الله تعالى ( 1524 ) .

(3/407)

1409 - " من احتجم يوم الخميس ، فمرض فيه ; مات فيه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/596 ) :

منكر جدا
رواه ابن عساكر ( 2/397/2 ) عن أحمد بن محمد بن نصر الضبعي : نا أحمد بن محمد
ابن الليث : نا منصور بن النضر : حدثنا إسحاق بن يحيى بن معاذ قال : كنت عند
المعتصم أعوده فقلت : يا أمير المؤمنين أنت في عافية . قال : كيف تقول و قد
سمعت الرشيد يحدث عن أبيه المهدي عن أبي جعفر المنصور عن أبيه عن جده عن ابن
عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مظلم ، مسلسل بمن لا تعرف حالهم :
1 - إسحاق هذا، أورده الحافظ في ترجمته و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
2 - و منصور بن النضر ، قال الخطيب ( 3/82 ) :
" من شيعة المنصور " .
ثم ساق له حديثا آخر ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
3 - و أحمد بن محمد بن الليث ، كناه الخطيب ( 5/84 ) أبا الحسن ، ثم ساق له
حديثا آخر و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
4 - و أحمد بن محمد بن نصر الضبعي كناه الخطيب ( 5/108 ) أبا بكر ، و قال :
" روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني و ذكر أنه سمع منه بالرقة " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا " .
و الحديث عندي منكر جدا . والله أعلم . و قد أورده السيوطي في " الجامع " من
رواية ابن عساكر هذه ، و بيض له المناوي فلم يتكلم عليه بشيء في كل من كتابيه "
الفيض " و " التيسير " ! فكأنه لم يقف على إسناده .

(3/408)

1410 - " من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر ، كان دواء لداء السنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/597 ) :

منكر
أخرجه ابن عدي ( 144/2 ) و عنه البيهقي ( 9/340 ) من طريق سلام بن سلم الطويل
عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم . و قال البيهقي :
" سلام الطويل متروك ، و روي عن زيد كما أخبرنا .. " .
ثم ساقه بإسناده عن هشيم عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن أنس رفعه .. فذكره .
قلت : و زيد العمي ضعيف ، و هشيم ثقة ، و لكنه مدلس . فقول الذهبي في " المهذب
" :
" إسناده جيد مع نكارته " . نقله المناوي في " الفيض " و أقره !
فغير جيد ، كيف و هو قد أورد زيدا هذا في " كتاب الضعفاء و المتروكين " و قال :
" ليس بالقوي " !
ثم قال البيهقي :
" و رواه أبو جزي نصر بن طريف بإسنادين له عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ،
و هو متروك لا ينبغي ذكره " .
و سيأتي الحديث بزيادة في التخريج و التحقيق برقم ( 5575 ) .

(3/409)

1411 - " إن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها محتجم إلا عرض له داء لا يشفى منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/598 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي ( 9/341 ) من طريق عبد الله بن صالح : حدثنا عطاف بن خالد ، عن
نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره . و قالا :
" عطاف ضعيف " .
قلت : و مثله عبد الله بن صالح ، و هو كاتب الليث المصري فإنه قد تكلموا فيه من
قبل حفظه . ثم قال البيهقي :
" و روى يحيى بن العلاء الرازي و هو متروك بإسناد له عن الحسين بن علي فيه
حديثا مرفوعا ، و ليس بشيء " .
قلت : قد وقفت عليه و هو :
" إن في الجمعة لساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات " .

(3/410)

1412 - " إن في الجمعة لساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/598 ) :

موضوع
أخرجه أبو يعلى ( 317/2 ) : حدثنا جبارة : حدثنا يحيى بن العلاء عن زيد بن أسلم
عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن الحسين بن علي مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته يحيى بن العلاء ، قال أحمد :
" كذاب يضع الحديث " .
و قد ذكرت له فيما سبق غير ما حديث ، منها :
" أحبوا العرب لثلاث .... " ( 360 ) .
و هو متفق على تضعيفه .
و تقدم آنفا قول البيهقي فيه : " متروك " ، و في حديثه هذا :
" ليس بشيء " .
و لذلك فقد أصاب ابن الجوزي بإيراده لهذا الحديث في " الموضوعات " بقدر ما أخطأ
السيوطي في ذكره إياه في " الجامع الصغير " من رواية أبي يعلى . و لم يصنع شيئا
بتعقبه ابن الجوزي بقوله في " اللآلي " ( 2/411 ) و تبعه ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( 2/359 ) :
" قلت : له شاهد . قال البيهقي .. " .
ثم ساق الحديث الذي قبله ، لأنه مع ضعفه ، ليس فيه ذكر الموت ، خلافا لهذا .
فتأمل .

(3/411)

1413 - " ذروا الحسناء العقيم ، و عليكم بالسوداء الولود ، فإني مكاثر بكم الأمم حتى
بالسقط محبنطئا على باب الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة . فيقول : حتى يدخل
والدي معي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/599 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 98/2 ) من طريق أبي يعلى عن عمرو بن حصين : حدثنا حسان بن سياه
: حدثنا عاصم عن زر عن عبد الله مرفوعا و قال :
" لا يرويه عن عاصم غير حسان بن سياه ، و عامة حديثه لا يتابع عليه و الضعف بين
على رواياته " .
قلت : و كلام ابن حبان فيه يدل على أنه شديد الضعف ، و قد ذكرته قريبا تحت
الحديث ( 1409 ) . لكن الراوي عنه عمرو بن حصين شر منه ، فقد اتهم بالوضع كما
تقدم غير مرة ، و لذلك فقد أساء السيوطي بذكره للحديث في " الجامع الصغير " من
رواية ابن عدي ! و لكنه أساء مرة أخرى ، فإنه لم يورده بتمامه ، و إنما إلى
قوله : " الولود " ! فأوهم أنه كذلك عند ابن عدي ، و شاركه في هذا المناوي فإنه
قال :
" و زاد أبو يعلى في روايته : فإني مكاثر ... " .
فأوهم أن هذه الزيادة ليست عند ابن عدي ! فكأنه لم يقف عليه عنده ، أو أنه لم
يتنبه أنه تلقاه من أبي يعلى ، و الأول أقرب عندي . والله تعالى أعلم .
ثم تعقب السيوطي لسكوته عليه ، فقال بعد أن ذكر تجريح ابن عدي المذكور لحسان
نقلا عن " اللسان " :
" و به يعرف أن سكوت المصنف على عزوه لابن عدي و حذفه من كلامه إعلاله غير صواب
" .
قلت : و مثل هذا السكوت يكثر من السيوطي رحمه الله تعالى و من غيره أيضا ،
و هذا شيء ابتلي به المتأخرون كثيرا ، و لا يكاد ينجو منه إلا القليل ، و ليس
ذلك من النصح في شيء . والله تعالى هو المستعان .

(3/412)

1414 - " أقل الحيض ثلاث ، و أكثره عشر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/600 ) :

منكر
رواه الطبراني في " الأوسط " ( ق 36/1 - رقم 593 - مصورتي ) : حدثنا أحمد قال :
حدثنا محرز بن عون و الفضل بن غانم قالا : نا حسان بن إبراهيم عن عبد الملك عن
العلاء بن كثير عن مكحول عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره . و قال :
" لم يروه عن مكحول إلا العلاء " .
قلت : وقع في الإسناد أنه العلاء بن كثير كما ترى ، و في " المعجم الكبير "
خلافه فقال ( 8/152/7586 ) : حدثنا أحمد بن بشير الطيالسي : حدثنا الفضل بن
غانم : حدثنا حسان بن إبراهيم عن عبد الملك عن العلاء بن حارث عن مكحول به .
و لم يتنبه الهيثمي لهذا الاختلاف الذي وقع في المعجمين في اسم والد العلاء ،
فجعله واحدا في كلامه على إسنادهما فقال في " مجمع الزوائد " ( 1/280 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و فيه عبد الملك الكوفي عن العلاء
ابن كثير ، لا ندري من هو ؟ " .
و قلده المعلق على " المعجم الأوسط " ( 1/356 ) فنقله عنه بالحرف الواحد و لم
يزد عليه حرفا واحدا ، و هكذا كل أو جل تعليقاته عليه ليس فيها شيء من العلم
الذي يستحق به أن يكتب عليه : تحقيق الدكتور فلان ، فالله المستعان على تحقيقات
بل تجارات دكاترة آخر الزمان ! !
و اعلم أن الفرق بين العلاءين فرق شاسع ، فابن كثير و هو الليثي الدمشقي متهم ،
قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك رماه ابن حبان بالوضع " .
و أما ابن الحارث ، و هو الحضرمي الدمشقي ; فهو ثقة ، قال الحافظ :
" صدوق ، فقيه لكن رمي بالقدر و قد اختلط " .
قلت : و الراجح عندي أنه الأول ، و ذلك لسببين :
الأول : أن السند بذلك صحيح إلى حسان بن إبراهيم فإن راويه عنه محرز بن عون ثقة
من رجال مسلم ، و كذلك شيخ الطبراني أحمد الراوي عنه ، و هو أحمد بن القاسم بن
مساور أبو جعفر الجوهري ثقة ، مترجم في " تاريخ بغداد " ( 4/349 - 350 ) ،
بخلاف إسناد " كبير الطبراني " فإنه لا يصح إلى حسان ، فقال المناوي في " الفيض
" :
" و فيه أحمد بن بشير الطيالسي ، قال في " الميزان " : لينه الدارقطني ،
و الفضل بن غانم قال الذهبي : قال يحيى : ليس بشيء ، و مشاه غيره ، و العلاء بن
الحارث قال البخاري : منكر الحديث " .
قلت : و هذا الأخير منه وهم ، فإن البخاري إنما قال ما ذكر في العلاء بن كثير ،
و ليس العلاء بن الحارث .
و الآخر : أن العلماء أعلوا الحديث بابن كثير ، و ابن حبان ذكره في ترجمته من
كتابه " الضعفاء " فقال ( 2/181 - 182 ) :
" العلاء بن كثير مولى بني أمية ، من أهل الشام ، يروي عن مكحول و عمرو بن شعيب
، روى عنه أهل الشام و مصر ، و كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا يحل
الاحتجاج بما روى و إن وافق فيها الثقات ، و من أصحابنا من زعم أنه العلاء بن
الحارث ، و ليس كذلك لأن العلاء بن الحارث حضرمي من اليمن ، و هذا من موالي بني
أمية ، و ذاك صدوق ، و هذا ليس بشيء في الحديث ، و هو الذي روى عن مكحول عن أبي
أمامة .. " .
قلت : فذكر الحديث بأتم منه .
ثم ساق إسناده هو و ابن عدي في " الكامل " ( ق 99/1 ) و الدارقطني في " سننه "
( ص 80 ) و عنه ابن الجوزي في " الأحاديث الواهية " ( 1/384 ) و البيهقي (
1/326 ) من طرق عن حسان بن إبراهيم الكرماني قال : نا عبد الملك قال : سمعت
العلاء قال : سمعت مكحولا به مطولا و لفظه :
" أقل ما يكون الحيض للجارية البكر و الثيب التي أيست من المحيض ثلاثا ، و أكثر
ما يكون الحيض عشرة أيام ، فإذا زاد الدم أكثر من عشرة فهي مستحاضة ، يعني ما
زاد على أيام أقرائها ، و دم الحيض لا يكون إلا دما أسود عبيطا يعلوه حمرة ،
و دم المستحاضة رقيق تعلوه صفرة ، فإن كثر عليها في الصلاة فلتحتش كرسفا ، فإن
غلبها في الصلاة فلا تقطع الصلاة و إن قطر ، و يأتيها زوجها ، و تصوم " .
و قال الدارقطني و تبعه البيهقي و ابن الجوزي :
" عبد الملك هذا مجهول ، و العلاء هو ابن كثير ضعيف الحديث ، و مكحول لم يسمع
من أبي أمامة شيئا " .
و أما ابن عدي فأعله بالكرماني ، فإنه أورده في ترجمته فيما أنكر عليه و قال :
" و هو عندي من أهل الصدق ، إلا أنه يغلط في الشيء ، و ليس ممن يظن به أنه
يتعمد في باب الرواية إسنادا و متنا ، و إنما هو وهم منه ، و هو عندي لا بأس به
" .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يخطىء " .
قلت : فالعلة - والله أعلم - ممن فوقه ، إما عبد الملك شيخه ، و هو مجهول ،
و إما العلاء بن كثير المتهم ، و هو ليس عليه بكثير .
و قد ابتلي بهذا الحديث بعض متعصبة الحنفية من المتقدمين و المتأخرين ، منهم
ابن التركماني فقد حاول أو على الأقل أوهم أنه صحيح ! فقال في " الجوهر النقي "
متعقبا على البيهقي قوله المتقدم : " و العلاء هو ابن كثير ضعيف الحديث " :
" قلت : لم ينسب العلاء في هذه الرواية ، و قول الدارقطني : هو ابن كثير يعارضه
أن الطبراني روى هذا الحديث ، و فيه العلاء بن حارث ، و قال أبو حاتم : ثقة لا
أعلم أحدا من أصحاب مكحول أوثق منه .. " إلخ .
قلت : و هذه المعارضة لا قيمة لها البتة ، و ذلك بين مما شرحته آنفا لولا
التعصب المذهبي الأعمى ، الذي يحاول قلب الحقائق العلمية لتتفق مع الأهواء
المذهبية دائما ، و لكن لا بأس من تلخيص ذلك من وجوه :
الأول : أن الطبراني له إسنادان إلى العلاء ، في أحدهما التصريح بأنه ابن كثير
الواهي ، و في الآخر أنه ابن الحارث الثقة ، فإطلاق العزو للطبراني بهذا لا
يخفى على اللبيب ما فيه من الإيهام المخالف للواقع !
الثاني : أن إسناده إلى ابن الحارث ضعيف ، بخلاف إسناده إلى ابن كثير ; فإنه
صحيح على ما سبق بيانه .
الثالث : أن أئمة الجرح و التعديل بينوا أنه ابن كثير ; الواهي ، فلا قيمة لرأي
مخالفهم من المتأخرين ، و بخاصة إذا كان الحامل له على ذلك التعصب المذهبي .
الرابع : هب أنه ابن الحارث الثقة ، و لكنه كان قد اختلط كما تقدم عن الحافظ ،
فمثله لا يحتج به إلا إذا عرف أنه حدث به قبل الاختلاط ، و هيهات .
الخامس : افترض أنه عرف ذلك أو أن اختلاطه يسير لا يضر فما فائدة ذلك و الراوي
عنه عبد الملك مجهول ، كما تقدم عن الدارقطني و غيره ، و ابن التركماني مقر به
و إلا لعلق عليه ، فحرصه على ترجيح أنه ابن الحارث حرص ضائع .
و منهم الشيخ علي القارىء ، فإنه نقل في " الأسرار المرفوعة " عن ابن قيم
الجوزية قوله في " المنار " ( ص 122/275 - حلب ) :
" و كذلك تقدير أقل الحيض بثلاثة أيام و أكثره بعشرة ، ليس فيها شيء صحيح ، بل
كله باطل " .
فتعقبه الشيخ القاريء بقوله ( 481 - بيروت ) :
" قلت : و له طرق متعددة ، رواه الدارقطني و ابن عدي و ابن الجوزي ، و تعدد
الطرق و لو ضعفت ، يرقي الحديث إلى الحسن ، فالحكم بالوضع عليه لا يستحسن " .
قلت : و قد سبقه إلى هذه الدعوى ابن الهمام في " فتح القدير " ( 1/143 ) ثم
العيني في " البناية شرح الهداية " ( 1/618 ) و زاد ضغثا على إبالة قوله :
" على أن بعض طرقها صحيحة " !
ثم قلدهم في ذلك الكوثري الحلبي في تعليقه على " المنار " ، فإنه قال بعد أن
نقل كلام الشيخ علي المتقدم :
" و قد ذكر العلامة القاري تلك الطرق المشار إليها في كتابه " فتح باب العناية
بشرح كتاب النقاية " ( 1 : 202 - 203 ) الذي حققته و طبع بحلب سنة ( 1387 ) ،
فانظره " .
و لو أنه أراد خدمة السنة و الإنصاف للعلم لأحال في ذلك على كتاب " نصب الراية
" لأنه أشهر عند أهل العلم ، و لأن مؤلفه الزيلعي أقعد بهذا الفن و أعرف به من
كل من ذكرناهم من الحنفية ، فإنه بحث هذه الأحاديث بحثا حرا ، و نقدها نقدا
حديثيا مجردا عن العصبية المذهبية ، خلافا لهؤلاء الذين جاؤوا من بعده ، فإنهم
لا يلتزمون القواعد الحديثية ، فانظر إليهم كيف يقولون :
" و تعدد الطرق و لو ضعفت يرقي الحديث إلى الحسن " .
فإنهم يعلمون أن هذا ليس على إطلاقه ، بل ذلك مقيد بأن لا يشتد ضعفه كما هو
مذكور في " مصطلح الحديث " <1> ، و هذا الشرط غير متوفر في هذا الحديث ، لأن
مدار طرقه كلها على كذابين و متروكين و مجهولين لا تقوم بهم حجة ، و هاك بيانها
:
1 - حديث معاذ ، يرويه أسد بن سعيد البجلي عن محمد بن الحسن { الصدفي } عن
عبادة بن نسي ، عن عبد الرحمن بن غنم عنه مرفوعا بلفظ :
" لا حيض أقل من ثلاث ، و لا فوق عشر " .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 375 ) و قال :
" محمد بن الحسن ليس بمشهور بالنقل ، و حديثه غير محفوظ " .
و قال ابن حزم في " المحلى " ( 2/197 ) :
" و هو مجهول ، فهو موضوع بلا شك " .
و أقول : لا أستبعد أن يكون محمد بن سعيد الشامي المصلوب في الزندقة ، فقد
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 291/2 ) من طريق أخرى عن محمد بن سعيد الشامي
قال : حدثني عبد الرحمن بن غنم به . فأسقط من الإسناد عبادة بن نسي ، و لعل هذا
من أكاذيبه ، فإنه كذاب وضاع معروف بذلك ، و قد قال فيه سفيان الثوري :
" كذاب " .
و قال عمرو بن علي :
" يحدث بأحاديث موضوعة " .
و قال ابن عدي بعد أن روى هذا و غيره من أقوال الأئمة في تجريحه و ساق له
أحاديث مما ( أخذ ) عليه :
" و له غير ما ذكرت ، و عامة ما يرويه لا يتابع عليه " .
و لا يقال : إن محمد بن الحسن الصفدي غير محمد بن سعيد الشامي ; فإنه قد قيل
فيه : بأنهم قد قلبوا اسمه على مائة وجه ليخفى . و الراوي عنه أسد بن سعيد
البجلي غير معروف ، و من المحتمل أنه الذي في " اللسان " :
" أسد بن سعيد أبو إسماعيل الكوفي ، قال ابن القطان :
" لا يعرف " .
فيمكن أن يكون هو الذي قلب اسم هذا الكذاب .
2 - حديث أنس ، يرويه الحسن بن دينار عن معاوية بن قرة عنه مرفوعا بلفظ :
" الحيض ثلاثة أيام و أربعة و خمسة و ستة و سبعة و ثمانية و تسعة و عشرة ، فإذا
جاوز العشرة فمستحاضة " .
أخرجه ابن عدي ( ق 85/1 ) و قال :
" هذا الحديث معروف بالجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس " .
يعني موقوفا .
قلت : و هو أعني الجلد متروك كما يأتي ، أما الحسن بن دينار فهو كذاب كما قال
أبو حاتم و أبو خيثمة و غيرهما ، و ترجمته في " اللسان " من أسوأ ما تكون
تجريحا و تكذيبا .
و قد روي موقوفا ، و هو حديث الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس به .
أخرجه الدارمي ( 1/209 ) و الدارقطني ( 77 ) و البيهقي ( 1/322 ) من طرق عنه .
و كذلك رواه ابن عدي في ترجمته . و روى تضعيفه عن الشافعي و أحمد ، و عن ابن
المبارك قال : " أهل البصرة يضعفون الجلد " .
و كذا رواه العقيلي و زاد :
" قال ابن المبارك : شيخ ضعيف " .
و عن ابن عيينة قال :
" حديث الجلد بن أيوب في الحيض حديث محدث لا أصل له " .
و عن يزيد بن زريع قال :
" ذاك أبو حنيفة لم يجد شيئا يحدث به في حديث الحيض إلا بالجلد " !
و روى الدارقطني عن أبي زرعة الدمشقي قال :
" رأيت أحمد بن حنبل ينكر حديث الجلد بن أيوب هذا ، و سمعت أحمد بن حنبل يقول :
لو كان هذا صحيحا لم يقل ابن سيرين : استحيضت أم ولد لأنس بن مالك ، فأرسلوني
أسأل ابن عباس رضي الله عنه " .
و هذا يعني بوضوح لا خفاء فيه أن أنسا رضي الله عنه لم يحدث بهذا الذي رواه
الجلد عنه . و هذا معناه أنه ضعيف جدا ، و هذا ما يشير إليه الدارقطني في "
الضعفاء و المتروكين " ( 168/141 - مكتبة المعارف - الرياض ) :
" متروك " .
و روى البيهقي عن أحمد بن سعيد الدارمي قال : سألت أبا عاصم عن الجلد بن أيوب ؟
فضعفه جدا ، و قال :
" كان شيخا من مشايخ العرب تساهل أصحابنا في الرواية عنه " .
و له طريق أخرى عن أنس شديدة الضعف أيضا ، يرويه إسماعيل بن داود بن مخراق عن
عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عبيد الله بن عمر عن ثابت عن أنس قال :
" هي حائض فيما بينها و بين عشرة ، فإذا زادت فهي مستحاضة " .
و آفة هذه الطريق - مع وقفها - هو إسماعيل هذا ، فإنه ضعيف جدا ، قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال أبو حاتم :
" ضعيف الحديث جدا " .
3 - حديث واثلة بن الأسقع مرفوعا مثل حديث الترجمة ، رواه محمد بن أحمد بن أنس
الشامي : حدثنا حماد بن المنهال البصري عن محمد بن راشد عن مكحول .
أخرجه الدارقطني ( ص 81 ) و من طريقه ابن الجوزي في " الواهية " ( 1/385 )
و قالا :
" ابن منهال مجهول ، و محمد بن أحمد بن أنس ضعيف " .
قلت : و فيه علتان أخريان :
الأولى : ضعف محمد بن راشد و هو المكحولي الخزاعي الدمشقي ، قال ابن حبان في "
الضعفاء " ( 2/253 ) :
" كثرت المناكير في روايته فاستحق الترك " .
و أقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 1/192 ) . و قال الحافظ :
" صدوق يهم " .
و الأخرى : الانقطاع ، فإن مكحولا لم يسمع من واثلة كما قال البخاري ، و قد روي
عن العلاء بن كثير عن مكحول عن أبي أمامة كما تقدم مع بيان وهائه .
4 - حديث أبي سعيد الخدري و غيره ، قال يعقوب بن سفيان :
أبو داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو ، قدري ، رجل سوء كذاب ، كان يكذب مجاوبة
، قال إسحاق : أتيناه فقلنا له : أيش تعرف في أقل الحيض و أكثره و ما بين
الحيضتين من الطهر ؟ فقال : الله أكبر ، حدثني يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب
عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و حدثنا أبو طوالة عن أبي سعيد الخدري ، و جعفر
بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا به و زاد :
" و أقل ما بين الحيضتين خمسة عشر يوما " .
رواه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 9/20 ) و من طريقه ابن الجوزي .
ذكره الخطيب في ترجمة النخعي هذا و روى عن جمع غفير من الأئمة أنه كذاب يضع
الحديث . و في آخر ترجمته من " اللسان " :
" قال ابن عبد البر : هو عندهم كذاب يضع الحديث و تركوا حديثه . قلت : الكلام
فيه لا يحصر ، فقد كذبه و نسبه إلى الوضع من المتقدمين و المتأخرين ممن نقل
كلامهم في الجرح و العدالة - فوق الثلاثين نفسا " .
قلت : و قد رواه بعض المتروكين عنه عن يزيد بن جابر عن مكحول عن أبي أمامة به
نحوه .
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 1/333 ) من طريق إبراهيم بن زكريا
الواسطي : حدثنا سليمان بن عمرو به .
ذكره في ترجمة سليمان هذا و قال فيه :
" كان رجلا صالحا في الظاهر ، إلا أنه كان يضع الحديث وضعا ، و كان قدريا لا
تحل كتابة حديثه إلا على جهة الاختبار " .
و قال في ترجمة الواسطي هذا ( 1/115 ) :
" يأتي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات إن لم يكن بالمتعمد لها ، فهو المدلس
عن الكذابين ، لأني رأيته قد روى أشياء عن مالك موضوعة ، ثم رواها أيضا عن موسى
ابن محمد البلقاوي عن مالك " .
أقول : هذه هي الطرق التي زعم الشيخ القارىء أن الحديث يرقى بها إلى مرتبة
الحسن ، و هي بعينها التي ساق أحاديثها في " فتح باب العناية " ( 1/202 - 204 )
ساكتا عن كل هذه العلل الفاضحة ، و عن أقوال أئمة الحديث فيها ليقول في نهاية
بحثه :
" فهذه عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بطرق متعددة ترفع الضعيف إلى
الحسن " ! !
فليت شعري ما قيمة هذه الطرق إذا كان مدارها على الكذابين و المتروكين
و المجهولين ؟ ! و هم يعلمون من علم المصطلح أنها لا تعطي الحديث قوة ، بل
تزيده و هنا على وهن .
و من العجائب حقا أن يتابعه في ذلك كوثري اليوم ، فيحيل القراء عليه متبجحا كما
تقدم ، و هو الذي يكتب في بعض تعليقاته أن يجب الرجوع في كل علم إلى أهل التخصص
فيه . فما باله هنا خالف فعله قوله ، فأعرض عن أقوال أئمة الحديث بل إجماعهم
على رد هذا الحديث ، و تمسك بقول المخالف لهم من الحنفية المتعصبة ؟ !
أفلا يحق لي أن أقول :
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة أو كنت تدري فالمصيبة أعظم ؟ !
و زيادة في الفائدة على ما تقدم أقول :
قال البيهقي في " سننه " عقب حديث الجلد :
" و قد روي في أقل الحيض و أكثره أحاديث ضعاف ، قد بينت ضعفها في ( الخلافيات )
" .
و سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الحديث فأجاب بقوله :
" باطل ، بل هو كذب موضوع باتفاق علماء الحديث " .
نقلته من " مجموع فتاويه " ( 21/623 ) .
و قال الشوكاني في " السيل الجرار " ( 1/142 ) :
" لم يأت في تقدير أقل الحيض و أكثره ما يصلح للتمسك به ، بل جميع الوارد في
ذلك إما موضوع ، أو ضعيف بمرة " .
قلت : و هذا أعدل و أوجز ما يقال كخلاصة لهذا التحقيق الممتع الذي وفقني الله
إليه ، راجيا المثوبة منه .
( فائدة ) لقد اختلف العلماء في تحديد أقل الحيض و أكثره و الأصح كما قال شيخ
الإسلام ابن تيمية ( 19/237 ) أنه لا حد لأقله و لا لأكثره ، بل ما رأته المرأة
عادة مستمرة فهو حيض ، و إن قدر أنه أقل من يوم استمر بها على ذلك فهو حيض ،
و أما إذا استمر الدم بها دائما ، فهذا قد علم أنه ليس بحيض ; لأنه قد علم من
الشرع و اللغة أن المرأة تارة تكون طاهرا ، و تارة تكون حائضا ، و لطهرها أحكام
، و لحيضها أحكام . و راجع تمامه فيه إن شئت .
و هذا الذي رجحه ابن تيمية مذهب ابن حزم في " المحلى " ، و قد أطال النفس -
كعادته - في الاستدلال له ، و الرد على مخالفيه ، فراجعه في المجلد الثاني منه
( ص 200 - 203 ) .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] انظر " علوم الحديث " لابن الصلاح ، و " الاختصار " لابن كثير ، و حاشية
الشيخ علي القارىء على " شرح نخبة الفكر " . اهـ .
1

(3/413)

1415 - " من أم قوما و فيهم من هو أقرأ لكتاب الله منه ، لم يزل في سفال إلى يوم
القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/609 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/29/2 - زوائد المعجمين ) و ابن عدي ( 100/1 )
و ابن السماك في " الأمالي " ( 2/103/1 ) عن الحسين بن علي بن يزيد الصدائي :
حدثنا أبي عن حفص بن سليمان عن الهيثم بن عقاب عن محارب بن دثار عن ابن عمر
مرفوعا . و قال الطبراني .
" لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به الحسين " .
قلت : و هو صدوق ، لكن أباه فيه لين ، و حفص بن سليمان هو الغاضري و هو متروك
الحديث مع إمامته في القراءة كما تقدم .
و الهيثم بن عقاب قال عبد الحق في " أحكامه " ( 41/1 ) :
" كوفي مجهول بالنقل حديثه غير محفوظ " .
و به فقط أعل الحديث ! و هو تابع في ذلك للعقيلي كما يأتي ثم تبعهما المناوي !
و قول الطبراني : " تفرد به الحسين " ليس بصواب ، فقد أخرجه العقيلي في "
الضعفاء " ( 451 ) من طريق سليمان بن توبة النهرواني قال : حدثنا علي بن يزيد
الصدائي به . و قال :
" الهيثم بن عقاب مجهول بالنقل ، حديثه غير محفوظ و لا يعرف إلا به " .

(3/414)

1416 - " من جحد أية من القرآن فقد حل ضرب عنقه ، و من قال : لا إله إلا الله وحده لا
شريك له ، و أن محمدا عبده و رسوله ، فلا سبيل لأحد عليه ، إلا أن يصيب حدا ،
فيقام عليه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/610 ) :

منكر
أخرجه ابن ماجه ( 2539 ) و ابن عدي ( 101/1 ) و الهروي في " ذم الكلام " (
2/25/1 - 2 ) من طريق حفص بن عمر بن ميمون العدني : حدثنا الحكم بن أبان عن
عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . و قال ابن عدي
:
" و الحكم بن أبان ، و إن كان فيه لين ، فإن حفصا هذا ألين منه بكثير ،
و البلاء منه لا من الحكم ، و عامة حديثه غير محفوظ " .
و في " التقريب " :
" الحكم بن أبان صدوق عابد ، و له أوهام . و حفص بن عمر العدني ضعيف "
و ذكر له الذهبي في " الميزان " هذا الحديث من منكراته .

(3/415)

1417 - " من أراد أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/611 ) :

ضعيف
رواه ابن ماجه ( 1862 ) و ابن عدي ( 164/2 ) و عنه ابن عساكر ( 4/284/1 ) عن
سلام بن سوار : حدثنا كثير بن سليم عن الضحاك بن مزاحم قال : سمعت أنس بن
مالك قال : فذكره مرفوعا . و قال ابن عدي :
" لا أعلم رواه عن كثير بن سليم عن الضحاك عن ابن عباس إلا سلام هذا ، و غيره
قال : عن كثير بن سليم عن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، و روي عن
نهشل عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و سلام بن سوار هو
عندي منكر الحديث .
قلت : و نحوه شيخه كثير بن سليم و هو الضبي ، و قد جزم بضعفهما الحافظ في "
التقريب " . و لذلك أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/67 ) لضعفه . و نقل
المناوي عنه أنه قال : " حديث ضعيف " . و هذا ليس عنده إلا إشارة كما ذكرنا ،
والله أعلم .
و الحديث ذكره البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4/2/404 ) معلقا في ترجمة يونس
ابن مرداس عن أنس قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال :
" و روى عنه أحمد بن يوسف العجلي " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قال محققه - و هو اليماني - رحمه الله
تعالى :
" هذه الترجمة من ( قط ) ، و لم أجده و لا الراوي عنه فيما عندنا من الكتب .
فالله أعلم " .

(3/416)

1418 - " شر الناس شرار العلماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/611 ) :

ضعيف
رواه ابن عدي ( 101/2 ) عن حفص بن عمر أبي إسماعيل : حدثنا ثور بن يزيد عن خالد
ابن معدان عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال :
كنت أطوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ! من أشر
الناس ؟ فأعرض عني ، ثم سألته فأعرض عني ، ثم سألته فقال : " شرار العلماء " .
و قال :
" لا أعرفه إلا من حديث حفص بن عمر الأبلي ، و أحاديثه كلها ; إما منكر المتن ،
أو منكر الإسناد ، و هو إلى الضعف أقرب " .
قلت : و كذبه أبو حاتم و الساجي ، و لكنه لم يتفرد به ، فقد رواه البزار ( 167
) عن الخليل بن مرة عن ثور بن يزيد به نحوه .
و أورده المنذري في " الترغيب " ( 1/77 ) و قال :
" رواه البزار و فيه الخليل بن مرة ، و هو حديث غريب " .
قلت : الخليل هذا ضعفه الجمهور ، و هو من أتباع التابعين .
و له شاهد مرسل أخرجه الدارمي ( 1/104 ) : أخبرنا نعيم بن حماد : حدثنا بقية ،
عن الأحوص بن حكيم عن أبيه قال :
" سأل رجل النبي عن الشر ؟ فقال : لا تسألوني عن الشر ، و اسألوني عن الخير ،
يقولها ثلاثا . ثم قال : ألا إن شر الشر شرار العلماء ، و إن خير الخير خيار
العلماء " .
قلت : و هذا مرسل ، حكيم أبو الأحوص تابعي ، و هو صدوق يهم . و من دونه كلهم
ضعفاء !

(3/417)

1419 - " تدرون ما يقول الأسد في زئيره ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : يقول :
اللهم لا تسلطني على أحد من أهل المعروف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/612 ) :

منكر
أخرجه الطبراني في " مختصر مكارم الأخلاق " ( 1/13/1 ) و من طريقه الديلمي (
2/1/40 ) : حدثنا محمد بن داود الصدفي : حدثنا الزبير بن محمد العثماني : حدثنا
علي بن عبد الله بن الحباب المدني عن محمد بن عبد الرحمن بن داود المدني عن
محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، ما بين الطبراني و ابن عجلان ثلاثتهم مجهولون لم
يذكروا في شيء من كتب الرجال المعروفة ، حتى و لا في " الأنساب " للسمعاني .
و الحديث منكر ظاهر النكارة . والله تعالى أعلم .

(3/418)

1420 - " إذا أحببت رجلا فلا تماره ، و لا تجاره ، و لا تشاره ، و لا تسأل عنه ، فعسى
أن توافق له عدوا ، فيخبرك بما ليس فيه ، فيفرق ما بينك و بينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/613 ) :

منكر
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 3/434 - بيروت ) و ابن السني في " عمل اليوم
و الليلة " ( رقم 196 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 5/136 ) من طريق غالب بن
وزير ، قال : حدثنا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
و قال أبو نعيم :
" غريب من حديث جبير بن نفير عن معاذ متصلا ، و أرسله غير ابن وهب عن معاوية "
.
و قال العقيلي :
" غالب حديثه منكر لا أصل له ، و لم يأت به عن ابن وهب غيره ، و لا يعرف إلا به
" .
ثم قال :
" هذا يروى من كلام الحسن البصري " .
قلت : و هو به أشبه . و قال الذهبي :
" هذا حديث باطل " .

(3/419)

1421 - " من أخذ على القرآن أجرا ، فذاك حظه من القرآن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/613 ) :

موضوع
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7/142 ) من طريق إسحاق بن العنبري : حدثنا
عبد الوهاب الثقفي : حدثنا سفيان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال :
" غريب من حديث الثوري ، تفرد به إسحاق " .
قلت : قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " :
" كذاب " .
و لذلك قال المناوي عقبه :
" فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب " .
يعني " الجامع الصغير " للسيوطي .
و بهذا الكذاب أعله في " التيسير " .

(3/420)

1422 - " من أخذ على القرآن أجرا ، فقد تعجل حسناته في الدنيا ، و القرآن يخاصمه يوم
القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/614 ) :

منكر
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 4/20 ) عن الحسن بن علي بن الوليد : حدثنا
عبد الرحمن بن نافع - درخت - حدثنا موسى بن رشيد عن أبي عبيد الشامي عن طاووس
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
و قال :
" غريب من حديث طاووس ، لم يروه عنه إلا أبو عبد الله الشامي و هو مجهول و في
حديثه نكارة " .
قلت : و هذا إسناد مظلم ، من دون طاووس لم أعرف أحدا منهم ! و قوله في السند :
" أبي عبيد الشامي " كذلك وقع في الأصل ، و وقع في تعقيب أبي نعيم عليه : " أبو
عبد الله الشامي " . و كتب الطابع على الهامش :
" كذا سماه هنا في الأصول الثلاثة " .
فالله أعلم بالصواب .

(3/421)

1423 - " كره السؤال في الطريق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/614 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 3/1/178/561 ) : قال ابن حميد : حدثنا
يحيى بن واضح عن أبي مجاهد ، سمعت عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته ابن حميد ، و هو محمد الرازي قال الذهبي في
" الكاشف " :
" وثقه جماعة ، و الأولى تركه ، قال يعقوب بن شيبة :
" كثير المناكير " . و قال البخاري :
" فيه نظر " . و قال النسائي :
" ليس بثقة " .
مات سنة 248 .
و أبو مجاهد اسمه عبد الله بن كيسان المروزي ، قال الذهبي :
" ضعفه أبو حاتم " .
و في ترجمته أورد الحديث البخاري ، و لعله أشار بذلك إلى أنه حديث منكر ، و قال
فيه :
" و له ابن ، نسبهما إسحاق ، منكر ليس من أهل الحديث " .
كذا وقع فيه ، و في نقل الحافظ المزي في " التهذيب " :
" له ابن يسمى إسحاق ، منكر الحديث " .
و لعل هذا هو الصواب .

(3/422)

1424 - " إذا دخل الرجل على أخيه فهو أمير عليه حتى يخرج من عنده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/615 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 53/2 ) عن عثمان بن عبد الرحمن عن عنبسة عن جعفر بن الزبير عن
القاسم عن أبي أمامة مرفوعا .
أورده في ترجمة جعفر هذا في جملة من أحاديث له ، و قال في آخرها :
" و له أحاديث غير ما ذكرت عن القاسم ، و عامتها مما لا يتابع عليه ، و الضعف
على حديثه بين " .
قلت : كذبه شعبة . و قال البخاري :
" تركوه " .
لكن من دونه شر منه ، فإن كلا من عنبسة و هو ابن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد
القرشي و عثمان بن عبد الرحمن و هو القرشي الوقاصي وضاع . و كأن المناوي لم يقف
على هذا الإسناد التالف فاقتصر على قوله فيه :
" ضعيف " !
و لم يكتف بهذا بل أتبعه بقوله :
" لكن يقويه ما رواه الديلمي عن أبي هريرة مرفوعا :
" إذا دخل قوم منزل رجل ، كان رب المنزل أميرهم ، حتى يخرجوا من منزله ،
و طاعته عليهم واجبة " انتهى . أي : متأكدة بحيث تقرب من الوجوب " .
قلت : و هذا أعجب ما رأيت للمناوي ، فإن حديث أبي هريرة هذا موضوع أيضا ، و ما
جاءه هذا الخبط و الخلط ; إلا من قلة التحقيق ، و عدم مراجعة الأسانيد ، و إلا
لم يخف ذلك على مثله إن شاء الله تعالى .
و قد بينت وضع حديث أبي أمامة ، فلنبين وضع حديث أبي هريرة هذا ، فأقول :
" إذا دخل قوم منزل رجل كان رب المنزل أمير القوم حتى يخرجوا من منزله طاعته
عليهم واجبة " .

(3/423)

1425 - " إذا دخل قوم منزل رجل كان رب المنزل أمير القوم حتى يخرجوا من منزله طاعته
عليهم واجبة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/616 ) :

موضوع
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/245 ) و الديلمي ( 1/1/114 ) عن سهل بن
عثمان : حدثنا المعلى : حدثنا ليث عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته المعلى و هو ابن هلال الطحان الكوفي ، و هو
كذاب وضاع ، اتفق النقاد على ذلك كما سبق ذكره عند الحديث ( 341 ) .
و ليث هو ابن أبي سليم ، و هو ضعيف . و قد ساق الذهبي في ترجمة الأول عن هذا
حديثا آخر عن ابن عباس قال :
" التوكؤ على العصا من أخلاق الأنبياء ، و كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم
عصا يتوكأ عليها و يأمر بالتوكؤ عليها " .
و قد مضى برقم ( 916 ) .

(3/424)

1426 - " أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2/616 ) :

منكر
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 7/47/1 ) : حدثنا ابن فضيل عن أبي نصر
عبد الله بن عبد الرحمن عن مساور الحميري عن أمه قالت : سمعت أم سلمة تقول
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
و من هذا الوجه أخرجه الترمذي ( 1/217 ) و ابن ماجه ( 1854 ) و الثقفي في "
الثقفيات " ( ج9 رقم 30 ) و الحاكم ( 4/173 ) و قال :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " .
قلت : و كل ذلك بعد عن التحقيق ، فإن مساورا هذا و أمه مجهولان كما قال ابن
الجوزي في " الواهيات " ( 2/141 ) ، و قد صرح بذلك الحافظ ابن حجر في الأول
منهما ، و سبقه إليه الذهبي فقال في ترجمته من " الميزان " :
" فيه جهالة ، و الخبر منكر " . يعني هذا .
و قال في ترجمة والدة مساور :
" تفرد عنها ابنها " .
يعني أنها مجهولة .
قلت : فتأمل الفرق بين كلاميه في الكتابين ، و الحق ، أن كتابه " التلخيص " فيه
أوهام كثيرة ، ليت أن بعض أهل الحديث - على عزتهم في هذا العصر - يتتبعها ، إذن
لاستفاد الناس فوائد عظيمة ، و عرفوا ضعف أحاديث كثيرة صححت خطأ .
و بالجملة فالحديث منكر لا يصح لجهالة الأم و الولد .

(3/425)

1427 - " أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم ، فليست من الله في شيء ، و لن يدخلها
الله جنته ، و أيما رجل جحد ولده و هو ينظر إليه احتجب الله منه ، و فضحه على
رؤوس الأولين و الآخرين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/617 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 2263 ) و النسائي ( 2/107 ) و الدارمي ( 2/153 ) و ابن حبان (
1335 ) و الحاكم ( 2/202 - 203 ) و البيهقي ( 7/403 ) من طريق يزيد بن الهاد عن
عبد الله بن يونس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول حين نزلت آية المتلاعنين : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " ! و وافقه الذهبي ! و ذلك من أوهامهما ، فإن عبد الله بن
يونس هذا ، لم يخرج له مسلم أصلا ، ثم هو لا يعرف ، كما أشار إلى ذلك الذهبي
نفسه بقوله في " الميزان " :
" ما حدث عنه سوى يزيد بن الهاد " .
و نحوه في " الكاشف " . و صرح بذلك في " الضعفاء " فقال :
" تابعي مجهول " .
و قول الحافظ في " التقريب " : " مجهول الحال " . ينافي ما تقرر في " المصطلح "
أن من لا يعرف إلا برواية واحد فهو مجهول العين .
و قد قال في " الفتح " بعدما عزاه لأبي داود و النسائي و ابن حبان و الحاكم عن
عبد الله بن يونس :
" ما روى عنه سوى يزيد بن الهاد " <1> .
نعم تابعه يحيى بن حرب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به نحوه .
أخرجه ابن ماجه ( 2743 ) من طريق موسى بن عبيدة عنه .
لكن يحيى هذا حاله كحال متبوعه عبد الله بن يونس .
قال الذهبي :
" فيه جهالة ، ما حدث عنه سوى موسى بن عبيدة " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مجهول " .
قلت : و موسى بن عبيدة ضعيف ، و في " الضعفاء و المتروكين " للذهبي :
" ضعفوه ، و قال أحمد : لا تحل الرواية عنه " .
قلت : فهذه المتابعة واهية ، لا تعطي الحديث قوة ، فيظل على ضعفه ، و من
الغرائب أن الدارقطني صححه في " العلل " مع اعترافه بتفرد عبد الله بن يونس عن
سعيد المقبري ، و أنه لا يعرف إلا به !
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] نقله عنه المناوي في " الفيض " . اهـ .
1

(3/426)

1428 - " إذا شرب أحدكم فليمصه مصا ، فإنه أهنأ و أمرأ و أبرأ " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/619 ) :

ضعيف
أخرجه ابن شاذان الأزجي في " الفوائد المنتقاة " ( 2/126/1 ) من طريق
عبد الواحد السوري قال : حدثنا أبو عصام عن أنس مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عبد الواحد السوري لم أعرفه ، و ( السوري ) نسبة إلى
( سورية ) و هي نسبة غريبة لم يذكروها في " الأنساب " ، على شهرتها اليوم ،
و قد ذكرها ياقوت في " معجم البلدان " فقال :
" سورية : موضع بالشام بين خناصرة و سلمية " .
قلت : فإذا ثبت أن عبد الواحد هذا نسب إلى ( سورية ) فمن المحتمل حينئذ أنه
الذي في " الجرح و التعديل " ( 3/1/23 ) :
" عبد الواحد بن قيس ، والد عمر بن عبد الواحد الشامي صاحب الأوزاعي ، روى عن
أبي هريرة ، مرسل ، و عن عروة بن الزبير و قد أدركه . روى عنه الأوزاعي و ثور
ابن يزيد ... " .
و هو مختلف فيه ، كما تراه مبسوطا في " تهذيب التهذيب " ، و قد لخص ذلك الحافظ
في " التقريب " بقوله :
" صدوق ، له أوهام و مراسيل " .
و أما الذهبي فقال في " الكاشف " :
" منكر الحديث " .
لكنه قد توبع بلفظ :
" مصوا الماء مصا ، و لا تعبوه عبا " .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 116/2 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2/206/1 ) من
طريق عبد الوارث عن أبي عصام عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
أورده في ترجمة أبي عصام هذا ، و سماه خالد بن عبيد ، و قال عن البخاري :
" في حديثه نظر " .
و ساق له أحاديث منها هذا ، و منها حديثه عن أنس أيضا قال :
" كان النبي صلى الله عليه وسلم يتنفس في الإناء ثلاثا و يقول : هو أهنأ و أمرأ
و أبرأ " <1> و ختمها بقوله :
" و ليس في حديثه حديث منكر جدا " .
لكن في الرواة اثنان ، كل منهما يعرف بأبي عصام ، و من طبقة واحدة ، أحدهما ثقة
، و الآخر ضعيف ، و ابن عدي جرى على عدم التفريق بينهما ، خلافا لابن حبان
و أبي أحمد الحاكم ، و الصواب أنهما اثنان كما قال الحافظ في " التهذيب " ،
و عليه جرى الذهبي في " الميزان " ، فقال في " الأسماء " منه ( 1/634 ) :
" و قد وهم ابن عدي ، فتوهم أن هذا هو أبو عصام ذاك الثقة الذي حدث عنه شعبة
و عبد الوارث ، فساق في الترجمة حديث " النفس ثلاثا " الذي أخرجه مسلم ، و حديث
" مصوه مصا " ، و هو خبر محفوظ " .
كذا وقع فيه " خبر محفوظ " ، و هذا مما لا يلتقي مع ما ادعاه من التوهيم ، فلعل
الطابع وهم ، و الصواب : " غير محفوظ " ، لأن هذا هو المناسب مع الدعوى ، و هو
كالدليل عليه . والله أعلم .
و على التفريق المذكور جرى أيضا في كتابه " الضعفاء " ، و في " الكاشف " أيضا ،
و لكنه قال في كنى " الميزان " :
" و الفرق بينهما يعسر " .
و عليه جرى الحافظ في " التقريب " أيضا ، فقال :
" خالد بن عبيد العتكي أبو عصام البصري ، نزيل مرو ، متروك الحديث مع جلالته "
.
و قال في " كنى التقريب " :
" أبو عصام ، هو خالد بن عبيد ، تقدم ، و قيل : هو الذي قبله " . يعني " أبو
عصام البصري ، قيل : اسمه ثمامة ، مقبول . من الخامسة " .
و هذا التردد و الاختلاف إن دل على شيء ، فإنما يدل على أن الموضوع غامض غير
واضح عند الحافظ و غيره ، و هو حري بذلك ، فليس هناك ما يحمل على القطع بشيء من
ذلك ، و لو رواية ضعيفة . و كأنه لذلك اقتصر المناوي على قوله في " الفيض " :
" رواه البيهقي في " الشعب " عن أنس : و في سنده لين " .
فلم يعرج على بيان السبب خلافا لعادته . والله أعلم .
فإن قيل : فإذا كان المناوي لم يبين علته لأنه لم يتبين له من أبو عصام هذا ؟
فلماذا ضعف إسناده ؟
فأقول - والله أعلم - : لأنه إذا لم يتبين له أنه أبو عصام الثقة ، فالإسناد من
الوجهة العملية ، مجهول الصحة ; و الحالة هذه . و ما كان كذلك من الأسانيد ،
فهو في حكم الضعيف ، و من أجل ذلك أوردته أنا في " السلسلة " ، فإن ظهر لنا شيء
يقتضي صحته نقلناه إلى " السلسلة " الأخرى . والله أعلم .
ثم روى البيهقي من طريق ابن وهب : أخبرني ابن لهيعة و الليث بن سعد عن عقيل عن
ابن شهاب :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا شرب تنفس ثلاثة أنفاس ، و نهى عن العب
نفسا واحدا ، و يقول : ذلك شرب الشيطان . و قال :
" هذا مرسل ، و روينا عن معمر عن ابن أبي حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
:
إذا شرب أحدكم فليمص مصا و لا يعب عبا ، فإن الكباد من العب " .
ثم رواه من طريق أحمد بن منصور : حدثنا عبد الرزاق : أنا معمر فذكره . و هو في
" مصنف عبد الرزاق " ( 10/428 ) بهذا الإسناد . و ابن أبي حسين هو عبد الله بن
عبد الرحمن المكي ، و هو تابعي ثقة ، فهو مرسل صحيح ، كالذي قبله . فلعل الحديث
يقوى بهما ، والله سبحانه و تعالى أعلم .
و تقدم حديثان آخران في المص ، أحدهما قولي ، و الآخر فعلي ، فراجعهما إن شئت (
940 ، 941 ) .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] أخرجه مسلم ( 6/111 ) من الطريق المذكورة لحديث ابن عدي ! و هو مخرج في "
الصحيحة " ( 378 ) . اهـ .
1

(3/427)

1429 - " بر الوالدين يزيد في العمر ، و الكذب ينقص من الرزق ، و الدعاء يرد البلاء ،
و لله في خلقه قضاآن ، فقضاء نافذ ، و قضاء ينتظر ، و للأنبياء على العلماء فضل
درجتين ، و للعلماء على الشهداء فضل درجة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/622 ) :

موضوع
رواه أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص 323 ) عن السري بن مسكين عن الوقاصي عن أبي
سهيل بن مالك عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا .
و بهذا الإسناد أخرجه في " الفوائد " أيضا ( 81/2 ) دون قوله : " و في خلقه " .
قلت : و هذا إسناد موضوع ; الوقاصي هذا بفتح الواو و تشديد القاف هو عثمان بن
عبد الرحمن أبو عمرو كان ممن يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات لا يجوز
الاحتجاج به . كذا في " الأنساب " للسمعاني و هذا التجريح هو نص ابن حبان في "
الضعفاء " ( 2/98 ) .
و روى ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 12/239/1 ) عن صالح بن محمد الحافظ أنه
قال فيه :
" كان يضع الحديث ، و علي بن عروة أكذب منه " .
قلت : و السري بن مسكين ، قال الحافظ :
" مقبول " . يعني عند المتابعة كما هو اصطلاحه في المقدمة ، و قد تابعه خالد بن
إسماعيل المخزومي عن عثمان بن عبد الرحمن لكنه قال : عن أبي سهيل و هو نافع بن
مالك عن أبيه عن أبي هريرة به .
أخرجه ابن عدي ( 120/1 ) في ترجمة المخزومي في جملة أحاديث له و قال :
" و عامة حديثه موضوعات " .
قلت : لكن متابعة السري له ، تبرئ عهدة المخزومي من الحديث ، و تعصب الجناية
في شيخه الوقاصي .
و يبدو لي أن المناوي لم يقف على علته ، فإنه قال تعليقا على قول السيوطي في "
الجامع " : " رواه أبو الشيخ في " التوبيخ " و ابن عدي عن أبي هريرة " :
" ضعفه المنذري " !
و لم يزد على هذا ! و المنذري ذكره في " الترغيب " ( 4/29 ) من رواية الأصبهاني
إلى قوله : " يرد القضاء " دون ما بعده ، و أشار لضعفه . و مما حققناه يتبين لك
أنه موضوع ، فكان على المنذري أن يبينه ، و على السيوطي أن يحذفه من كتابه ،
وفاء منه بوعده !
و تابعه أيضا يحيى بن المغيرة عن أبي عن عثمان بن عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة به .
أخرجه الأصبهاني في " ترغيبه " ( ق 47/1 ) و الديلمي في " مسنده " ( 2/1/4 ) .
و يحيى هذا صدوق ، لكن أبوه و هو المغيرة بن إسماعيل بن أيوب المخزومي مجهول
كما قال الذهبي .
و بالجملة فمدار هذه الروايات كلها على عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي و هو وضاع
كما عرفت ، و قد تقدمت له أحاديث عديدة تدل على حاله ، أقربها الحديث ( 877 ) .

(3/428)

1430 - " ليس للنساء سلام و لا عليهن سلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/623 ) :

منكر
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8/58 ) : حدثت عن أبي طالب : حدثنا علي بن
عثمان النفيلي : حدثنا هشام بن إسماعيل العطار : حدثنا سهل بن هشام عن إبراهيم
ابن أدهم عن الزبيدي عن عطاء الخراساني يرفع الحديث قال : فذكره . قال
الزبيدي : أخذ على النساء ما أخذ على الحيات : أن ينحجرن في بيوتهن !
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، لانقطاعه في أعلاه ، و في أدناه على جهالة فيه و ضعف
.
أما الأول : فلأن عطاء الخراساني ، قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق ، يهم كثيرا ، و يرسل و يدلس ، من الخامسة ، مات سنة خمس و ثلاثين " .
يعني و مائة ، فهو تابعي صغير .
و أما الآخر ، فظاهر من قول أبي نعيم : " حدثت عن أبي طالب " فلم يذكر الذي
حدثه ، و أبو طالب هذا هو ابن سوادة كما في إسناد آخر قبل هذا ، و لم أعرفه .
و بقية الرجال ثقات غير سهل بن هشام ، فلم أعرفه أيضا . لكن الظاهر أن فيه خطأ
مطبعيا ، و الصواب سهل بن هاشم و هو الواسطي البيروتي ، فقد ذكروا في ترجمته
أنه روى عن إبراهيم بن أدهم ، و هو ثقة . والله أعلم .

(3/429)

1431 - " لذكر الله بالغداة و العشي ، خير من حطم السيوف في سبيل الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/624 ) :

موضوع
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 124/2 ) و الديلمي في " مسند الفردوس " من
طريق الحسن بن علي العدوي : حدثنا خراش : حدثنا مولاي أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال ابن عدي :
" و خراش هذا مجهول ، ليس بمعروف ، و ما أعلم حدث عنه ثقة أو صدوق ، و العدوي
كنا نتهمه بوضع الحديث ، و هو ظاهر الأمر في الكذب " .
و أورده السيوطي في " زوائد الجامع الصغير " و " الجامع الكبير " من رواية
الديلمي ، و كذلك أورده في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 49 ) ! ! و عزاه في "
الكبير " لابن شاهين في " الترغيب في الذكر " عن ابن عمرو ، و ابن أبي شيبة عنه
موقوفا بزيادة " و من إعطاء المال سحا " .

(3/430)

1432 - " ما احتلم نبي قط ، إنما الاحتلام من الشيطان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/624 ) :

باطل
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 127/2 ) من طريق سليمان بن عبد العزيز الزهري
: حدثني أبي عن إبراهيم بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أورده في ترجمة داود هذا و قال :
" و هذا الحديث ليس البلاء [ فيه ] من داود ، فإن داود صالح الحديث ، إذا روى
عنه ثقة ، و الراوي عنه ابن أبي حبيبة قد مر ذكره في هذا الكتاب في ضعفاء
الرجال ، فالبلاء منه " .
قلت : و سليمان بن عبد العزيز هذا لم أعرفه ، و يحتمل أنه الذي في " اللسان " :
" سليمان بن عبد العزيز ، عن الحسن بن عمارة ، و عنه عبد الله بن سويد أبو
الخصيب ، جهله ابن القطان " .
قلت : و قد خالفه الثقة إبراهيم بن المنذر الحزامي فقال : حدثنا عبد العزيز بن
أبي ثابت عنه عن ابن عباس قال : فذكره موقوفا عليه .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/126 - 127 ) و " الأوسط " ( ق 9/2 -
مجمع البحرين ) و ابن المظفر في " الفوائد " ( ق 99/2 ) و قال الطبراني :
" لم يروه عن داود إلا ابن أبي حبيبة ، و لا عنه إلا عبد العزيز " .
قلت : و هو شديد الضعف كما يشهد بذلك أقوال الحفاظ ; المتقدمين منهم
و المتأخرين ، فقال البخاري و أبو حاتم :
" منكر الحديث " . زاد الثاني : " جدا " .
و قال الذهبي في " الكاشف " و " الضعفاء " :
" تركوه " .
و قال الحافظ :
" متروك " .
قلت : فهو آفة هذا الحديث سواء كان حدث به موقوفا كما في رواية الحزامي عنه ،
أو مرفوعا كما في رواية ابنه سليمان عنه ، و ليست الآقة من ابن أبي حبيبة كما
تقدم عن ابن عدي ، لأن هذا أحسن حالا من عبد العزيز .
فالحديث ضعيف جدا موقوفا ، و باطل مرفوعا ، لتفرد سليمان المجهول برفعه
و مخالفته للحزامي الثقة في وقفه .

(3/431)

1433 - " إذا حج رجل بمال من غير حله فقال : لبيك اللهم لبيك ، قال الله : لا لبيك
و لا سعديك ، هذا مردود عليك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/625 ) :

ضعيف
رواه ابن دوست في " الفوائد العوالي " ( 1/14/1 ) و ابن عدي ( 130/1 )
و الديلمي في " مسنده " ( 1/1/161 ) و ابن الجوزي في " الواهية " ( 2/75 )
و كذا الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 107/1 ) عن أبي الغصت الدجين بن ثابت - من
بني يربوع - عن أسلم مولى عمر بن الخطاب مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف أبو الغصن هذا قال ابن عدي :
" مقدار ما يرويه ليس بمحفوظ " .
ثم روى عن عبد الرحمن بن مهدي أنه سئل عن دجين بن ثابت ، قال يحيى : ليس بشيء ،
و النسائي : غير ثقة " .
قلت : و نقل هذا المناوي في " الفيض " و أقره ، و أما في " التيسير " فقد أفسده
بقوله :
" و إسناده ضعيف ، لكن له شواهد " !
و لا أعلم له من الشواهد إلا حديث أبي هريرة مرفوعا بمعناه أتم منه . و لا يصلح
شاهدا لشدة ضعفه ، فإن فيه سليمان بن داود اليمامي قال فيه البخاري :
" منكر الحديث " .
و قد تقدم من هذه الطريق برقم ( 1092 ) و ( 1091 ) من الطريق التي قبل هذه .
( تنبيه ) : هذا الحديث في المصادر التي خرجته منها هو من مسند عمر ، و كذلك هو
في " الجامع الكبير " للسيوطي ، و كذا في بعض نسخ " الجامع الصغير " . و وقع في
النسخة التي تحتها " شرح المناوي " ( ابن عمر ) و كذلك وقع في " الفتح الكبير "
للنبهاني ، ثم في " ضعيف الجامع الصغير " رقم ( 559 ) ، فليصححه من كان عنده
نسخة منه .

(3/432)

1434 - " إذا حج الرجل عن والديه تقبل منه و منهما ، و استبشرت أرواحهما في السماء ،
و كتب عنه الله برا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/626 ) :

ضعيف
أخرجه الدارقطني في " السنن " ( 272 ) و ابن شاهين في " الترغيب " ( 299/1 )
و أبو بكر الأزدي الموصلي في " حديثه " ( 1 - 2 ) عن أبي أمية الطرسوسي : حدثنا
أبو خالد الأموي : نا أبو سعد البقال عن عطاء بن أبي رباح عن زيد بن أرقم
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا سند ضعيف : أبو سعد البقال - هو سعيد بن مرزبان - ضعيف مدلس كما في
" التقريب " .
و أبو خالد الأموي لم أعرفه . و ذكر المناوي أنه أبو خالد الأحمر . و فيه بعد
و أبو أمية الطرسوسي ، و اسمه محمد بن إبراهيم بن مسلم . قال الحافظ :
" صدوق صاحب حديث يهم " .
و قد توبع أبو سعد البقال من قبل عيسى بن عمر : حدثنا عطاء بن أبي رباح به
و لفظه :
" من حج عن أبويه ، و لم يحجا ، أجزأ عنهما و عنه ، و بشرت أرواحهما في السماء
... " .
أخرجه الثقفي في " الثقفيات " ( ج4 رقم الحديث 34 - نسختي ) : حدثنا أبو الفرج
عثمان بن أحمد بن إسحاق : نا محمد بن عمر بن حفص : حدثنا إسحاق بن إبراهيم -
شاذان - حدثنا سعد بن الصلت : حدثنا عيسى بن عمر به .
قلت : و هذه متابعة قوية ، فإن عيسى هذا - و هو الأسدي الهمداني - ثقة ، كما في
" التقريب " ، لكن الطريق إليه مظلم ، فإن أبا الفرج هذا و شيخه محمد بن عمر بن
حفص لم أجد من ترجمهما .
و سعد بن الصلت ترجمه ابن أبي حاتم ( 2/1/86 ) برواية ثلاثة عنه ، أحدهم شاذان
هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
قلت : و هو على شرط ابن حبان فلعله ذكره في " الثقات " .
و أما شاذان ، فترجمه ابن أبي حاتم ( 1/1/211 ) ، و ذكر أنه ابن ابنة شيخه سعيد
ابن الصلت و قال :
" كتب إلى أبي ، و إلي ، و هو صدوق " .
و بالجملة ، فالحديث ضعيف من الطريقين ، و قوله في الآخر منهما : " و لم يحجا "
. منكر ، لأن ظاهره أنه يسقط الحج عنهما بحج ولدهما ، و لو كانا قادرين عليه ،
و أما إن كان المقصود به إذا كانا غير قادرين فلا نكارة فيه ، لحديث الخثعمية
المعروف في " الصحيحين " و غيرهما " . والله أعلم .
هذا ما كنت كتبته منذ نحو عشر سنين أو أكثر ، و قبل طبع كتاب " الثقات " لابن
حبان رحمه الله ، فلما مرت تجربة هذا الحديث تحت يد الأخ علي الحلبي لتصحيح
أخطائها المطبعية كتب بجانبه مذكرا - جزاه الله خيرا - ما خلاصته :
1 - أن سعد بن الصلت ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 6/378 ) ، فصدق بذلك ما كنت
ظننته .
2 - أن أبا الفرج عثمان بن أحمد و شيخه محمد بن عمر قد وثقهما السمعاني في "
الأنساب " ، ذكر الأول منهما في مادة ( البرجي ) ، و الآخر في مادة ( الجرجيري
) ، و أن الذهبي ذكرهما عرضا في " تذكرة الحفاظ " واصفا لكل منهما بأنه " مسند
أصبهان " .
قلت : فعلى هذا فالطريق إلى عيسى بن عمر نظيف ، إن سلم من سعد بن الصلت ، فإن
فيه جهالة كما يشعر به صنيع ابن أبي حاتم المتقدم ، و بخاصة أن ابن حبان قد قال
فيه : " ربما أغرب " . والله أعلم .
و قد روي الحديث عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا نحوه ، و لا يصح أيضا ، و هو :
" من حج عن والديه ، أو قضى عنهما مغرما بعثه الله يوم القيامة مع الأبرار " .

(3/433)

1435 - " من حج عن والديه ، أو قضى عنهما مغرما بعثه الله يوم القيامة مع الأبرار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/628 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن شاهين في " الترغيب " ( 99/2 ) و الطبراني في " الأوسط " ( رقم -
7964 ) و الدارقطني ( 272 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 202/2 ) و أبو بكر
الأزدي في " حديثه " ( 3/2 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 58/2 و 285/2 ) عن
صلة بن سليمان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
و هذا إسناد ضعيف جدا ، صلة بن سليمان هذا قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين
" :
" تركوه " .
و ذكر له في " الميزان " من مناكيره حديثين ، هذا أحدهما . و أقره الحافظ في "
اللسان " و نقل عن ابن معين و أبي داود أنهما قالا فيه : " كذاب " و قد ذكر
الطبراني أنه :
" لم يروه عن ابن جريج إلا صلة " هذا .
و في ترجمته أورده ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/376 ) و قال فيه :
" يروي عن الثقات المقلوبات ، و عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات " .

(3/434)

1436 - " إذا قدم أحدكم من سفر فليهد إلى أهله ، و ليطرفهم و لو كانت حجارة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/629 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الدارقطني في " السنن " ( 289 ) و عنه ابن الجوزي في " الواهيات " ( 2/97
) من طريق محمد بن المنذر بن عبيد الله بن المنذر بن الزبير عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال ابن
الجوزي :
" لا يصح " .
قلت : و هذا إسناد هالك ، رجاله ثقات غير ابن المنذر هذا قال ابن حبان :
" لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار " .
و قال الحاكم :
" يروي عن هشام أحاديث موضوعة " .
و قال أبو نعيم :
" يروي عن هشام أحاديث منكرة " .
و له شاهد من حديث وحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده مرفوعا بلفظ :
" ... فليطرف أهله ، و لم أن يلقي حجرا في مخلاته " .
أخرجه أبو القاسم بن أبي العقب في " حديث القاسم بن الأشيب " ( ق 7/1 ) : حدثنا
إبراهيم بن أحمد اليماني قال : حدثني محمد بن زياد عن يحيى بن بسطام الأصفر :
حدثنا سعيد بن عبد الجبار الزبيدي : حدثني وحشي بن حرب ...
قلت : و هذا إسناد مظلم هالك ، ليس فيهم موثق من معتبر ، حرب بن وحشي ، مستور .
و ابنه وحشي بن حرب مجهول .
و سعيد بن عبد الجبار ضعيف .
و يحيى بن بسطام مختلف فيه ، قال أبو حاتم " صدوق " ، و قال ابن حبان : " لا
تحل الرواية عنه " . و لذلك أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " .
و محمد بن زياد لم أعرفه ، و يحتمل أن يكون زياد تحرف في الأصل أو في نقلي عنه
- عن " زكريا " ، و هو محمد بن زكريا الغلابي ، فقد ذكر العقيلي في " الضعفاء "
( 459 ) أنه روى عن يحيى هذا ، فإن يكن هو فهو وضاع .
و إبراهيم بن أحمد اليماني ، لم أعرفه أيضا .
و له شاهد آخر من حديث ابن عمر ، و لكن في إسناده كذاب أيضا ، و هو :
" إذا قدم أحدكم من سفر فلا يدخل ليلا ، و ليضع في خرجه و لو حجرا " .

(3/435)

1437 - " إذا قدم أحدكم من سفر فلا يدخل ليلا ، و ليضع في خرجه و لو حجرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/630 ) :

موضوع
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/120 و 2/338 ) و من طريقه الديلمي في "
مسند الفردوس " ( 1/1/74 ) عن أبي الحسن أحمد بن إسحاق المديني : حدثنا الهيثم
ابن بشر بن حماد : حدثنا أبو صالح إسحاق بن نجيح عن الوضين بن عطاء عن مكحول عن
ابن عمر مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، آفته إسحاق هذا و هو الملطي كذاب وضاع .
و قد تابعه غياث بن إبراهيم التميمي ، لكنه قال :
" عن الوضين عن محفوظ بن علقمة عن أبي الدرداء رفعه بلفظ :
( .. فليقدم معه بهدية ، و لو يلقي في مخلاته حجرا ) " .
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " 0 15/94/2 ) .
و غياث وضاع أيضا .
و من دون إسحاق ترجمهما أبو نعيم ، و لم يذكر فيهما توثيقا .
قلت : لكن الشطر الأول منه ثبت في الصحيحين من حديث جابر نحوه .

(3/436)

1438 - " ما من يوم إلا ينزل مثاقيل من بركات الجنة في الفرات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/630 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 132/2 ) عن الربيع بن بدر عن الأعمش عن أبي وائل
عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و قال :
" لا أعرفه إلا من حديث الربيع بن بدر " .
قلت : و هو ضعيف جدا ، قال ابن عدي في آخر ترجمته :
" و عامة حديثه مما لا يتابعه أحد عليه " .
و قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " :
" تركه الدارقطني و غيره " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك " .
و به أعله في " الفيض " و زاد :
" قال ابن الجوزي : حديث لا يصح ، فيه الربيع ، يروي عن الثقات المقلوبات ،
و عن الضعفاء الموضوعات " .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن مردويه عن ابن مسعود ، ففاته هذا
المصدر العالي !
و من أحاديث هذا الهالك :
" إن الله لا يهتك ستر عبد فيه مثقال ذرة من خير " .

(3/437)

ابراهيم عبدالله 08 / 04 / 2016 34 : 09 PM

رد: الجزء الثامن والعشرون من السلسلة الضعيفه للامام الالباني
 
أخى ******
بارك الله فيك واطال فى عمرك
وجعل هذه الاعمال المباركة فى
مثقلات موازين حسناتك
لاحرمنا الله منكم

شريف حمدان 09 / 04 / 2016 50 : 02 AM

رد: الجزء الثامن والعشرون من السلسلة الضعيفه للامام الالباني
 
http://up.ahlalalm.info/photo2/ctt98926.gif

ابو عبدالله عبدالرحيم 09 / 04 / 2016 10 : 03 AM

رد: الجزء الثامن والعشرون من السلسلة الضعيفه للامام الالباني
 
شكرا لمروركم المبارك
اخي ****** الحاج
ابراهيم عبدالله
رفع الله قدركم
في الدارين

ابو عبدالله عبدالرحيم 09 / 04 / 2016 11 : 03 AM

رد: الجزء الثامن والعشرون من السلسلة الضعيفه للامام الالباني
 
شكرا لمروركم المبارك
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
اخي ****** الحاج عبد الجواد
اعزكم الله وبارك فيكم واثابكم الجنة


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط