ملتقى أهل العلم - من توجيهات الرسول عليه السلام

عن أبي ذر جندب بن جنادة ، وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله تعالي عنهما عن الرسول
صلي الله عليه وسلم قال :" إتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق
حسن" .... صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم ... رواه الترمذي

المعني الجميل من هذا الحديث

في هذا الحديث النبوي الشريف يبين الرسول صلي الله عليه وسلم، مبادئ الحياة كلها في عبارات
جامعة موجزة .
ـ فعلاقة الإنسان بربه سبحانه وتعالي تقتضي منا أن نعبد الله كأننا نراه ، فلإن لم نكن نراه فإنه
يرانا ، وهي علاقة تقوم علي أساس من التقوي وهي الخوف من الله والعمل بما يرضيه .
ـ وعلاقة الإنسان بنفسه تقتضي أن يكثر من فعل الحسنات ، لأن الحسنات يذهبن السيئات ، فكلما
اقترف ذنبا ، ولو صغيرا ، بادر بالحسنة ليمحو آثار السيئة.
ـ وعلاقة الإنسان بالناس تقتضي أن يعاملهم معاملة حسنة ، بحيث يحسن إلي مسيئهم ، ويصل من
قطعه ، ويعفو عمن ظلمه ، وذلك هو الخلق الحسن .

ونلاحظ في هذا الحديث الشريف

ـ وضوح الألفاظ ، وجمال التعبير ، وحسن النسق الموسيقــي .
ـ قلة الألفاظ فقد اشتمل الحديث علي علاقات الإنسان كلهـــا
مع الله ، ومع النفس ، ومع الناس .
ـ حرص رسول الله صلي الله عليه وسلم علي سلوك أمتـــه
وتهذيب أخلاقهـــم ، ورسم الطـــريق الأمثل أمامهـــم.