إنهم كانوا قبل ذلك مترفين...! إنهم كانوا قبل ذلك مترفين...! د.حمزة بن فايع الفتحي • والمترفونَ ودينُنا في عقدةٍ// لا يستقيم الكبرُ والإيمانُ • الترف: المبالغة في التنعم والإيغال إلى درجة نسيان الحقوق. • الترف له جانبان، مادي: التوسع الدنيوي اللاهي المتعالي، ومعنوي: المنتهي للكبر والبطر، والأول غالبا سبب ومقدمة للآخر. • ليس مجرد التنعم الدنيوي ضرَّ هؤلاء، ولكنه ترف سار بلا وعي وانزجار. • ولذا كره السلف الدنيا ومبالغاتها لئلا تنتهي بهم إلى هوة سحيقة، ومستنقع ضحل..! • جاءت الآية تعليلا لما نالهم من العذاب والتنكيل، وأن الترف المطغي، عذاب مضنٍ..! • كسر النفس عن كِبرها وثرائها من أصعب الأمور، ويحتاج إلى تزكية داخلية متينة . • من صفات المترفين رد الحق، والصدود عن الشرائع، والتوسع في المناعم . • ممارسة الرفاهية بالمحرمات، وتجاوز الحدود، باب لا يلجه إلا قساة القلوب. • قسوة القلب مفتاح كل بلية، ونافذة كل معصية، وعنوان التجرؤ على خطيئة . • ما قسى قلب إنسان فأفلح، وما جفّ نبضه الديني والأخلاقي وعاين خيرا. • لذلك كان القلب عنوان هداية المرء أو انتكاسته..! • (( ألا وإن في الجسد مضغة...)) • الترف يورث الغفلة والجسارة، والضعف والتعاسة، والهزل وقلة المبالاة، والإهمال والبطالة. • لا يمكن لمترف أن ينتج وهو مسرف مختال، غافل متعال، عابث بلا عقلانية. • أضر الترف بمسلمين فكيف بكفار، وقد ضاقت قلوبهم، واسودت مسالكهم..؟! • المترف يتعالى ويكسر قلوب الفقراء ويعيش أجواء مختلفة، تحمله على نسيان الواجبات وارتكاب الموبقات . • وإذا خالطها قسا قلبُه وتعكر مزاجه وبات قليل الوعي والاتعاظ . • لا يطيق المواعظ وينفر من الصلحاء ويعادي القائمين بالقسط، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر . • لذا يعز مع الترف التواضع وخدمة الناس، بل يكبر الشيطان في نفوسهم ويجعل منهم مطايا للمعاصي والترويج لها. • ويتوالد الترف من بطر المال، وعدم وضعه في أهله، وتعطيل الزكاة الواجبة. • يتوالد أيضا من صحبة المترفين العابثين، من همهم الترفه المطلق، وكسر قلوب الفقراء والمحتاجين، واللياذ بالدنيا (( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا..)) سورة المؤمنون . • ويتوالد أيضا من التعلق الواصب بالدنيا والاغترار بها، ونسيان الدار الآخرة والاستعداد لها(( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ))سورة البقرة. • وينتهي بصاحبه للغقلة والضياع وفقدان المسؤوليات، والتباهي وتكريس الطبقية . • ويزيد الأسى والسوء حينما يطغى المترفون فينسون دينهم، ويفتحون ثغرات للعدو. • وتحرص الأعداء على تضخيم الترف ومواده لإشغال الناس واختراقهم بكل تغيير . • تنتهي حياة المترفين إلى عبودية شهوانية، وتعلق دنيوي ومالي، وتتساقط الأحلام والغايات(( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة)). ١٤٣٨/٦/١١ |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي