ملتقى أهل العلم - سلسلة التعرف على الأشهر القمرية : شهر الله صفر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

أحبابى أبدأ معكم سلسلة جديدة هى التعرف على الأشهر القمرية :
ومن اليوم وبمشيئة الله تعالى أبدأ معكم التعرف على معانى الأشهر ففى كل ليلة نفتح صفحة شهر من الأشهر القمرية واليوم نتحدث عن شهر صفر
لماذا سمي شهر صفر بهذا الاسم ؟ شهر صفر من الأشهر القمرية ، و هو الذي يلي شهر محرم ، الذي كان اسمه ناجر أيام الجاهلية ، و بذلك يكون ترتيبه الشهر الثاني في التقويم الهجري ( السنة القمرية ) ، و من أكثر الشهور القمرية المشهورة عند العرب أيام الجاهلية ، فقد كان مصدر التشاؤم بالنسبة لهم ، لذلك كانوا يقومون بالتلاعب فيه ، أي كانوا يتلاعبون في بدايته و نهايته . أما بالنسبة لشهر صفر بعد انتشار الاسلام ، قام الرسول – صلى الله عليه و سلم –بالكثير من الغزوات ، و قد وقعت الكثير من الأحداث المهمة أيضاً في حياة الرسول عليه الصلاة و السلام ، منها : وقعت في شهر صفر غزوة الابواء ، أو ما تسمى " ودان " ، التي قام بها النبي عليه الصلاة و السلام بنفسه ، و قد كانت اول غزوة يقوم بها – صلى الله عليه و سلم – يغزوها بنفسه . أما في شهر صفر ، في السنة الثالة للهجرة ، فقد قدم الى الرسول – صلى الله عليه و سلم –وفد من " عضل " و " القارة " يعلنون اسلامهم ، و كانو قد طلبو منه ان يبعث معهم من يعلمهم امور الدين ، فأرسل عليه الصلاة و السلام معهم ستة انفار ( و في بعض الروايات ذكرأنهم عشرة ) ، و أمّر عليهم مرثد بن أبي مرثد الغنوي ، و لكن في أثناء الطريق غدروا بهم و قتلوا عامتهم . و في شهر صفر في السنة الرابعة للهجرة ، قدم الى الرسول عليه الصلاة و السلام " أ ابو براء عامر بن مالك " فدعاه – صلى الله عليه و سلم – إلى الإسلام ، لكنه لم يستجب ، و كان قد سأله بأن يبعث أصحابه الى اهل نجد ليدعوهم إلى الإسلام ، فأرسل معه أربعين نفراً ( و ذكرت بعض الروايات أنهم سبعين ) ، و أمّر عليهم المنذر بن عمرو ، و ساروا حتى وصلوا منطقة تسمى " بئر معونة " ، ومن هناك أرسلوا كتاب رسول الله الى عامر بن الطفيل ، لكنه لم ينظر فيه ، و أمر أحد رجاله بقتل حامل هذا الكتاب ، و كان ذلك السبب الرئيس لوقوع غزوة بئر معونة " . أما عن سبب تسمية شهر صفر بهذا الاسم ، فهناك من يقول أن السبب هو أصفار مكة من أهلها " أي أنهم أخلوها من أهلها " ، لأنهم سافروا في ذلك الشهر ، و هناك من يقول لأنهم كانوا يغزون القبائل في ذلك الشهر و أنهم يتركون كل من يلاقيهم صفر المتاع " أي يسلبونه كل ما يملك " .
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفرولا نوء ولا غول، ويعجبني الفأل))
والمعنى: إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية، من أن الأشياء تعدي بطبعها، فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أن هذا الشيء باطل، وأن المتصرف في الكون هو الله وحده