ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى العام (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=55)
-   -   حرب المصطلحات (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=44025)

زياد محمد حميدان 06 / 07 / 2011 23 : 06 AM

حرب المصطلحات
 
حرب المصطلحات

قرأت في أحد المواقع الذي وصلني بطريقة عشوائية ، عن مصطلح ( ما علم من الدين بالضرورة ) وخاض الكاتب فيه ، وتبعه المعلقون على الموضوع ، وكيف توصلوا فيه إلى قضايا حساسة ، وهي توظيف المصطلح لأغراض التكفير ، وخاصة بعض الأشخاص الذين ثار حولهم الجدل ، ومنهم من رفعت ضدهم دعوى تفريق ، باعتبارهم مرتدين.
ونريد بداية أن نعرض لهذا المصطلح من ناحية شرعية ، وهو ما لم يحدده أحدٌ من الخائضين.
العلوم الشرعية المكتسبة تقسم إلى قسمين ،
علم ضروري : وهو ما لا يحتاج العقل في قبوله إلى تفكير وتأمل.
ومن أمثلته ما ثبت بطريق التواتر ، وهو ما ينقله جماعة عن جماعة يستحيل اجتماعهم على الكذب.
ومنها ما يسمى بالمشاهدات الباطنة ، كعلم الإنسان من نفسه الجوع والعطش وغيرها، ومنها ما ثبت بالتجربة وأصبحت كالقانون الطبيعي ، مثل إحراق النار ،وإرواء الماء ، وجذب المغناطيس للحديد ، وغيرها من الطرق المفضية للعلم الضروري.
وعلم نظري : وهو ما يحتاج العقل إلى فكرٍ وروية لإثباته ، ومثاله ما ثبت من النصوص بطريق الآحاد ، أي ما عدا التواتر ، وهو أغلب السنَّة النبوية .
وموقف الإسلام من النوعين ، أنَّ من أنكر ما علم بالضرورة فهو كافر ، ولا يعذر المقيم فترة كافية في بلاد المسلمين.
وأما العلم النظري فمنكره ليس بكافر .
وبتطبيق أمثلة على ذلك في الدين ، فمن أنكر الإسراء فهو كافر ، لأن الإسراء ثابت بالتواتر ، ومنكر المعراج ليس بكافر ،لأنَّه ثبت بطريق الآحاد،ولأنَّ من الصحابة من قال هو منام.
ومن أنكر حرمة الخمر والربا والزنا وسائر المحرمات الواردة في القرآن الكريم والسنة المتواترة فهو كافر ، ولو لم يفعل واحداً منها .
ومن أنكر الذي ثبت بطريق ظني ، أو ما كان ثبوته ظنياً ، كعذاب القبر والصراط والميزان ، وهو ما ينكره المعتزلة ، ولم يقل أحدٌ بكفرهم .
ولكن الذي ينبغي التحذير منه استخدام المصطلحات الشرعية ، في غير موضعها الصحيح.
أو يجب فهم المصطلح أولاً ومن ثمَّ تحرير محلّ النزاع.
ومن المصطلحات التي أثارت ضجة كبرى ما أطلقه الرئيس المصري الراحل أنور السادات ، ( لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين ) لدرجة أن هناك من كفَّره بهذا القول.
وقبل إصدار الحكم لا بدَّ من تفهم المقصود من القول.
فلو أنكر ما ثبت في الدين من السياسة ، من علاقة الحاكم بالمحكوم أو المعاهدات مع أهل الذمة أو المعاهدات مع المشركين ، المحاربين والمسالمين ، فهو كفر لأنَّ هذا ثبت في الدين.
أمَّا إذا كان يقصد السياسة التي تمارس بدون مراعاة الدين أو الأخلاق ، وإنما الكسب السياسي ، بغض النظر عن الوسائل التي يتوصل بها للمقصود ، أكانت موافقة أو مخالفة للشرع، فهذه الساسة المذمومة ، ونفيها شيء حسن ، لأنَّ الروغان واتباع الأساليب غير الأخلاقية ، منافية للدين.
ومما نقل أظنه عن الشيخ محمد رشيد رضا : لعن الله السياسة ، ولعن ساس يسوس سوساً.
وقال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في مؤتمر الفكر الإسلامي الذي عقد في الخرطوم في أواخر الثمانينات من القرن الماضي ، ينبغي للحركات الإسلامية إذا أرادت النجاح أ لا تتدخل في السياسة لمدة عشر سنوات على الأقل، للتفرغ للتربية الروحية والأخلاق.
يواجه المسلمون اليوم حرباً نفسية شرسة من قبل أعداء الدين الذين أطلقوا مصطلحات وفرضوها عليهم بغية ،أن يجعلوهم يخافون من هذه المصطلحات وبالتالي يتنازلون إما عن سيادتهم ،أو عقيدتهم ،أو سياساتهم كدول ،أو سلوكهم كأفراد.واخذوا يتفننون في إطلاق هذه المصطلحات.، ويلصقونها بالمسلمين ،أصحاب الحضارة والتاريخ الناصع والأخلاق الفاضلة، والتي لا يمكن للعالم المنصف إلا أن يقدر ويثمن عاليا تلك الثقافة والأخلاق، إذا كان لا يستطيع الاعتراف بالدين الحنيف ، لعنصرية أو جهل رغم أننا نعلم أنهم في قرارة أنفسهم يعلمون أنه الدين الحق،وأن شريعة الإسلام آخر الشرائع خير من ديمقراطياتهم الجوفاء ، وما يتبجحون به من حقوق الإنسان.تلك الحقوق التي فصلوها على أنفسهم ولا تنطبق على المسلمين.لو نظرنا شرقا وغربا شمالا وجنوبا، لوجدنا الاضطهاد والقتل والتشريد للمسلمين، بينما الفئة الباغية تحميها هيئة الأمم المتحدة. تلك الهيئة المسلطة على المسلمين بل والعرب خاصة، فالأمم المتحدة قراراتها لا تلزم إلا العرب فيما يخرب بيوتهم.ابتدعوا أكاذيب وصدقوها ابتدعوا معادة السامية فمن يحاول انتقاد الصهيونية أو يستنكر ولو من غير المسلمين تجد هذا السيف مسلطا على رقبته، لمنع أي حسّ إنساني من مساندة المسلمين، لأن ما يتعرضون له لا يمكن لضمير حيّ أن يسكت عنه.وصفوا المسلمين بالأصوليين وهو وصف يطلقونه على كل من ينادي بتطبيق الشريعة وأن ينعم الناس جميعا بتطبيق هذه الشريعة التي ارتضاها رب العالمين ، رب الناس أجمعين هذه الشريعة لم يصنعها المسلمون، ولم يبتدعها العرب، وهم في قرارة أنفسهم يعلمون كما المسلمون على حدّ سواء أنه لا مدخل للبشر في إيجاد هذه الشريعة ، وأن ضوابطها وأحكامها ربانية.بها سعد الناس ولا يزال متمسكا بها.من الفخر للمسلمين أن تجد الأقباط في مصر يأخذون بالشريعة الإسلامية في الأحوال الشخصية، كسائر العلمانيين المسلمين.
وصفوا المسلمين بالإرهابيين لوجود أشخاص ومنظمات عربية وتنظيمات إسلامية قامت بالثأر في محاولات فردية من الظلم الواقع على المسلمين الذين يسامون سوء العذاب من قبل الشرق والغرب ، والذي أجمع عليه القاصي والداني من العقلاء أن أسباب هذه الأعمال إنما هو ردة فعل لما يراه هؤلاء من قتل وتشريد وتجويع ضد المسلمين، فأرادوا بيد جرداء أن يلاطموا مخرزاً مسموماً.
ما كان لشعب أو أفراد ينعمون بالأمن والأمان أن يثورا على ما هم من نعمة ورفاهية.من يرضى عنه هؤلاء يصفونه بالمجاهد، وإذا عاداهم صار إرهابيا، لا يهمهم إلا مصالحهم دون أي اعتبار لغيرهم ،.لا يحكمهم ضمير إنساني ولا وازع ديني أو خلقي.الغريب أن كثير من أبناء جلدتنا تنطلي عليهم هذه الشعارات والمصطلحات ويرددونها دون فهم لمعانيها ولا مغازيها

شريف حمدان 06 / 07 / 2011 53 : 06 PM

رد: حرب المصطلحات
 
http://up.ahlalalm.info/photo1/wvs33459.gif


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط