ملتقى أهل العلم - تأملات فى كلمه الرحمــــــــــــــــــــــــــــــــه أبراهيم الكومى

بسم الله الرحمن الرحيم

تأملات فى كلمه الرحمــــــــــــــــــــــــــــــــه
فالرحمه لغه الاهيه وعندما نحاول ان نعلم ترجمتها فى لغتنا البشريه فهي حقيقه كبيره ذات صنوف والوان وشعوبـــــــ
قد اتسع على العقل ادراك كلها جمله وانما يراها جزءا فجزءا واذا كانت الرحمه قد اشتملت كل الخلق على نحو منــــ
التوائم والتناسب والتلازم والتوافق حيث لا تتنافى اذا فمن المستحيل ان نحصيها الا اذا اجتمعت عقول الخلائق وانظارهم
شاخصتا اليها الكل يبوح عما اصابه من رحمة الله واذا اراد عقل واحد ان يعلم فما عليه الا ان يتدبر ويتامل ويفكر بعقل
حصيف وبنظر غير كليل ولا حسير ولعل من دواعى معرفة هذا ان يرزق الانسان بشئ من الفطانه والكياسه والذكاء
والفراسه بان يوضع فى قلبه الميل الى شئ ما بسبب اكتشافه الى مكامن وكنوز الجمال فيه فحينئذ يحدث للانسان من الاريحيه والسكينه والنشوه ما تقر به العين ويثلج به برد اليقين فحينئذ يترجمه الى لغه فى غاية الشاعريه والرقه واللطف
وقد تكون كلمه واحده لاتعدوا اكثر من حرفين فتجتذب لها الاسماع ويطرب بها الفؤاد وتهتز لها ما يحمل فيه العقول
وتكثر حولها الامانى وتسرح فى خيالها الاوهام وتضيق عن سعتها الاحلام ويشدوا ويترنم بها كل زمان اذا فما بال ؟
من تجاذب قلبه الى شئ ما وتمايل وأصيب بحاله من الاسر والهيام ايكون حاله كحال الصادى وهو فى فلاة جهيره
قد اتى بين يديه باعذب ما تبتل به عروقه ثم عجزت يده على ان تسكب الماء في فيه ولعل هذا يجعلن نتسائـــــــــــل
اين توجد الرحــــــــــمه المطلقه ؟ وهذا السؤال فى طيه اخر هل ان العطاء الالهى وسح الرحمه لها قانونا شرعيـــــــــا
وناموسا كونيا يقدر الرحــــمه ؟ فالرحمه المطلقه التى ابلاها الله من صنوف الابتلاء لا تكون الا فى يوم معلوم يوم
ينزل الظالمين فى منازلهم ويقيم كلا منهم فى مدركه والصالحين فى مدارجهم ودار قرارهم فحينئذ لا يكونوا كما فى الدنيا الطيب والخبيث فى ظل واحد وانما هذا فى اليمين وذاك فى اليسار فمن المستحيل ان تكون الرحمه مطلقه الا
لاهلها ومن هنا تظهر حكمة الله وهى ان غضب الله لا يتاتى الا من رحمته ووعده من وعيده ولا تكون الجنه الا بوجود النار وهناك تتباعد النقــــــــــــــاط فالرحمه بينها وبين اللعنه امدا بعيدا واذا كانت الرحم.هى من الله هى رسائل الاحسان والانعام والتفضل ومن غيره رقه ولين وتعطف فما الخلق جميعا الا مجموعه من الرحمات تركبت فى صوره
نعم والنعم تلونت وتشعبت يتصارع الكل مع الكل ويتعاظم ويتسابق البعض مع البعض والعالمين جميعا فى حاله من الافتقار والسكون والتضرع والخشوع والطلب المهول وفى حاله من الاغراق فى بحور النعم الكل يؤمن ويفصح عن
نفسه بلسان الحال والحقيقه .
فالعاقل حينما يمتلئ عقله بشئ ما قد يجمع بين التناسق والتوازن واللطف والدقه والضخامه فتحدث له حاله من الوثوب
والانبهار والسموق والسماك والارتفاع فحينئذا ان يبين عن نفسه بما تستدعيه هذه الرباعيه ( ج.م.ا.ل ) وقد يعبر عنها
برباعيه اخرى ( ز.ى.ن. ه) ســــــــــــواء كانت هذه الزينه فى النفس وهى الايمان وما يستلزم من اركان التوحيد
او فى البدن قد يعبر بالطول او القوه او فى المال والجاه . والله ولـــــــــــــــــــــــــــــى التوفيـــــــــــــــــــق

الكاتب الاستاذ ابراهيـــــــــــــــــــــــــم الكومى شبرا ملس زفتى الغربيه
جامعة الازهـــــــر فرع المنصوره
ومع الشكر والتقدير لاصحاب هذا المنتدى والقائمين عليه وبالاخص المشرف نسئل الله العلى الكبير ان ينفع بهم اهل ألاسلام وشكر خاص للاستاذ محمود المتولى والشيخ سيد هدهد والشيخ سامى دنـــــــــيا والاستاذ الكبير محمد محمد عبدالله سرحان والاستاذ محمد خميس والاستاذ الفاضل فتحى خميس وألاستاذ عبد الغفارعصر واهدائى الى ضمير أمتى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته