ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   الحسد (من درر العلامة ابن جبرين رحمه الله) (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=20344)

ابو الوليد البتار 20 / 07 / 2009 01 : 01 PM

الحسد (من درر العلامة ابن جبرين رحمه الله)
 
الحسد (من درر العلامة ابن جبرين رحمه الله)



تعريف الحسد:
عرَّف العلامةُ الشيخ ابن جبرين - رحمه الله- الحسدَ في كتابه، ووضح الفرق بينه وبين الغبطة في بداية الكتاب, فقال:
الحسد لغةً: قال في "لسان العرب": الحسد معروف، حسده يَحْسِدُه ويَحْسُدُه حسدًا، وحسَّده؛ إذا تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضيلته، أو يسلبهما هو، وقال: الحسد أن يرى الرجل لأخيه نعمة فيتمنى أن تزول عنه وتكون له دونه.

والغَبْطُ: أن يتمنى أن يكون له مثلها ولا يتمنى زوالها عنه.

والحسد اصطلاحًا: هو تمني زوال نعمة المحسود وإن لم يَصِرْ للحاسد مثلها. أو تمني عدم حصول النعمة للغير.

أدلة وجود الحسد من القرآن والسنة:
قال الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} [البقرة: 109]، وهذا تحذير للمؤمنين عن طريق اليهود الذين يحاولون رد المؤمنين إلى الكفر، يحملهم على ذلك الحسدُ الدفين في أنفسهم لما جاء هذا النبي من غيرهم، فحسدوا العرب على إيمانهم، وحاولوا أن يردوهم كفارًا، ولكن الحق واضح فتمسكوا به.

وقال تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 54]، وذلك هو حسدهم النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما رزقه الله من النبوة العظيمة، ومنعهم الناس من تصديقهم له حسدًا له لكونه من العرب.

وقال تعالى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 5]، فالحاسد هو الذي يتمنى زوالَ النعمة عن أخيه المحسود، ولا بد أنه سوف يبذل جهده في إزالتها إن قدر، فهو ذو شر وضرر بمحاولته وسعيه في إيصال الضرر، ومنع الخير.

وقد حكى الله تعالى أمثلة من الحسد كقصة ابني آدم؛ فإن أحدهما قتل أخاه حسدًا لما تقبل قربانه، فأوقعه الحسد في قتل أخيه بغير حق.

وقد ثبت في الصحيحين قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا", وهذا النهي للتحريم بلا شك، لما في التحاسد من الأضرار والمفاسد، وقطع الصلات بين المسلمين.

وثبت في السنن عن أبي هريرة وأنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والحسد؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب".

الفرق بين العائن والحاسد:
الحاسد هو: الذي يهمه ما يرى في إخوانه المسلمين من النعمة والخير، والصحة والمنزلة الراقية، فيحقد عليهم، ويغتم لذلك، ثم يسعى في زوالها، ويبذل ما في وسعه من وشاية وكذب، وافتراء عليه، ويؤلب عليه من له سلطة أو ولاية، حتى تزول تلك النعمة التي يتمتع بها أخوه، وليس هناك دافع له على إزالتها سوى الحقد والبغض، فلا يقر قراره حتى يتلف المال، أو يفتقر الرجل، أو يمرض، أو يُحرم من حرفته أو عمله.

أما العائن فهو: إنسان قد تكيفت نفسه بالخبث والشر، فأصبحت تمتد إلى ما يلفِت النظر، وترسل إليها ما يحطمها ويغيرها، فيسقط الطائر من الهواء، ويعطب الوحش البري، بمجرد كلمته ونظرته السامة، فقد ذكر ابن القيم - رحمه الله - أن منهم من تمر به الناقة أو البقرة السمينة فيعينها، ثم يقول لخادمه: خذ المكتل والدرهم، وأتنا بشيء من لحمها، فما تبرح حتى تقع فتنحر.

أسباب الحسد:
1- العداوة والبغضاء.
2- التعزز؛ كأن ينال قرين الشخص منصبًا عاليا دونه.
3- استخدام الغير ليكون تابعًا له؛ كما في قول الله: {أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا} [الأنعام: 53],كأنهم احتقروا المسلمين الذين كانوا أتباعًا فاستقلوا عنهم.
4- التعجب من تفضيل شخص مثله.
5- الخوف من فوات المقاصد؛ كما في قول الشاعر:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسدًا
وبغيًا إنه لدميم

6- حب الرياسة.
7- شح النفس.

مراتب الحسد الخمس:
أولا: تمني زوال النعمة عن الغير والسعي لإزالتها, فيولد عليه الأكاذيب ويلصق به العيوب لتزول النعمة عن أخيه, وهي أخبث المراتب.
ثانيا: تمني زوال النعمة مع عدم الطمع فيها, حقدًا وحسدًا.
ثالثا: الرغبة في زوال النعمة عن المحسود، ولكن لا يعمل لإزالتها, خوفًا من الظلم, ولكن ينبغي أن يجاهد نفسه ويعالج تلك الرغبة.
رابعا: تمني زوال النعمة عن الظالمين فقط؛ ليرتاح الناس من شره.
خامسا: تمني نفس النعمة وعدم تمني زوالها عن أخيه, وهذا في الحقيقة لا يسمى حسدًا إلا في الظاهر فقط, وقد قال في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حسدَ إلا في اثنتين, رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق, ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها".

كيفية علاج الحسد:
يمكن أن يلخص علاجه في أمرين: العلم والعمل:
أما العلم، ففيه مقامان:
إجمال: وهو أن يعلم أن الكل بقضاء الله وقدره, وأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره.

وتفصيل: وهو العلم بأن الحسد قذى في عين الإيمان، حيث كره حكم الله وقسمته في عباده، فهو غش للإخوان، وعذاب أليم، وحزن مقيم، ومورث للوسواس، ومكدر للحواس، ولا ضرر على المحسود في دنياه؛ لأن النعمة لا تزول عنه بحسدك، ولا في دينه، بل ينتفع به؛ لأنه مظلوم من جهتك، فيثيبه الله على ذلك، وقد ينتفع في دنياه أيضا من جهة أنك عدوه، ولا يزال يزيد غمومك وأحزانك، إلى أن يفضي بك إلى الدنف والتلف، قال الشاعر:

اصبِرْ على مضض الحسو دِ فإن صبرك قاتلُهْ
فالنار تأكلُ نفسَها إن لم تجد ما تأكله

وقد يستدل بحسد الحاسد على كونه مخصوصًا من الله تعالى بمزيد الفضائل، قال الشاعر:
لا مات أعداؤك بل خلدوا حتى يروا منك الذي يكمدُ
لا زلتَ محسودًا على نعمة فإنما الكامل من يُحسدُ

والحاسد مذموم بين الخلائق، ملعون عند الخالق، مشكور عند إبليس وأصدقائه، مدحور عند الخالق وأوليائه، فهل هو إلا كمن رمى حجرًا إلى عدو ليصيب به مقتله، فرجع حجره إليه فقلع حدقته اليمنى، فغضب فرماه ثانيًا فرجع ففقأ عينه الأخرى، فازداد غيظه فرماه ثالثًا فرجع إلى نفسه فشدخ رأسه، وعدوه سالم، وأعداؤه حواليه يفرحون ويضحكون, قال الله: {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طه: 120].

ابو قاسم الكبيسي 20 / 07 / 2009 05 : 03 PM


بارك الله فيك أخي ******


أبو الوليد

اللـهـم اغـفـر لـه ولـوالـديـه مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر..




وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار..
و أدخـلـهـم الـفـردوس الأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن ..
واجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة ..
ووالدينا ومن له حق علينا
الــلـهــم آمـــــــيــــــــن. .

ابو الوليد البتار 21 / 07 / 2009 20 : 05 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

محمد عصام 23 / 07 / 2009 15 : 12 AM

اتاك الله فى الدنيا والاخرة حسنة وفى الاخرة حسنة اخى الكريم والفاضل ابو الوليد البتار

محمد نصر 28 / 08 / 2009 02 : 04 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا اخي الكريم ابو الوليد


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط