ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   ملتقى الفتاوى (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=53)
-   -   النصر من عند الله يتحتم على نصرنا لشريعته (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=26875)

أبو عادل 14 / 02 / 2010 40 : 11 AM

النصر من عند الله يتحتم على نصرنا لشريعته
 


http://www.stocksvip.net/p/ps/(8).gif
http://www.stocksvip.net/p/af/(83).gif

الحمد لله الحمد لله الذي له ما في السماوات والأرض وله الحكم وإليه ترجعون مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شئ قدير يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويرزق من يشاء بغير حساب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك القوي العزيز الوهاب وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من تاب إلى الله وأناب صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الحشر والمآب وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد

أيها الناس فقد قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) هكذا ينادي الله تعالى المؤمنين الذين أمنوا بالله ورسوله فيعدهم هذا الوعد الذي لا يخلف كما قال الله تعالى (وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) إن الله تعالى يعد عباده المؤمنين هذا الوعد هذا الوعد الصادق الواقع المتضمن لأمرين هامين كل أمر يتضمن شيئين الأمر الأول النصر وتثبيت الأقدام والثاني ذل الأعداء وضلال أعمال هؤلاء الأعداء حتى يصبحوا يتخبطون في قراراتهم لا يهتدون سبيلا قال الله تعالى )وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ) إي هلاك وضلالاً وخسارا وأضل أعمالهم أيها الناس لقد وعد الله الذين أمنوا بهذين الأمرين ولكن بشرط أن ينصروا الله تعالى لأن الله قال (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ) والمقيد بشرط لا يتحقق حتى يتحقق ذلك الشرط فماذا يعني نصر الله ماذا يعني نصر الله إي نصرنا لله عز وجل لقد بين الله هذا بقوله ) وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ*الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) فإذا كانت هذه حال المؤمنين بعد أن يمكنهم الله في الأرض فليبشروا بالنصر العزيز والفتح المبين لأنهم نصروا الله تعالى فنصرهم فلنستمع لنستمع إلى هذه الحال التي علق الله النصر بها وهي حال يسيرة على من يسرها الله عليه فهذه الحال تشتمل على أوصاف أربعة الأول إقامة الصلاة بأن يأتوا بها كاملة بشروطها وأركانها وواجباتها ويكملوا هذا بمكملاتها يقومون إليها بنشاط وشوق لا كحال المنافقين الذين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يؤدون الصلاة في وقتها مع جماعة إن كانوا رجالا يصبغون الطهور يقومون بين يدي الله تعالى بخشوع وهو خضوع القلب وسكون الجوارح يناجون الله تعالى في صلاتهم بذكره وقراءة كلامه ودعاءه والتضرع إليه يقيمون الركوع والسجود والقيام والقعود يستحضر الواحد منهم ما يقوله في صلاته من قراءة وذكر ودعاء فهل منا من أقام الصلاة على هذا الوصف إن من الناس اليوم من لا يقوم إلى الصلاة إلا بكسل وفتور إن منهم من لا يقيم القراءة ومنهم من لا يقيم الركوع ولا القيام منه ولا السجود ولا الجلوس بعده إن من الناس من لا يحافظ على الطهارة لها إن من الناس من لا يحافظ على الجماعة إن من الناس من لا يحافظ على الخشوع تجد قلبه في كل واد وتجده كثير الحركة حتى إن من رآه يقول هل هو في صلاة إن من الناس من لا يصلى الصلاة إلا بعد خروج وقتها تجده يتقلب بنعمة الله على فراشه نائما ولو كان له شغل في دنياه لبادر إليه قائما إن من الناس من لا يقوم لصلاة الفجر إلا إذا حان وقت الذهاب إلى عمله وإلا فلا يقوموا أبدا ولا شك أن مثل هؤلاء بعيدون من النصر في حد ذاتهم وهذه الفتنة قد تصيب غيرهم ممن استقام على دينه كما قال الله تعالى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) أما الوصف الثاني فهو إيتاء الزكاة والزكاة هي النصيب الذي فرضه الله تعالى على عباده في الأموال الزكوية لأصناف مخصوصين يجمعهم وصفان أنهم محتاجون بأنفسهم أو يتحاج المسلمون إليهم فيبذل الزكاة طيبة بها نفسه محتسباً أجرها على الله مؤمناً بقول الله تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ) وبقوله جل ذكره ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) فهل منا أحد آت الزكاة على الوجه المطلوب إن من الناس إن من الناس من يغلبه الشح فلا يؤتي الزكاة ومنهم من يؤتي الزكاة كارهاً حتى ليشعر حتى ليشعر أنه حتى ليشعر أنه غرم وخسر وإن من الناس من يؤتي الزكاة على وجه ناقص يختار الرديء من ماله فيؤديه لا يحرص لا يحرص لا يحرص على الطيب من ماله بل ولا يبذل الوسط لا يدقق في حسابه وإن منا من يحابى في الزكاة فيعطي القريب أو الصهر أو الصديق يعطيهم الزكاة مع إنهم غير محتاجين إليها ومع أن غيرهم أحوج منهم إليها ولقد قال العلماء إن من أعطى الزكاة شخص وهو يعلم أو يغلب على ظنه أنه ليس من أهلها فإنها لا تجزئه الزكاة ولا تبرأ بها ذمته ولا يجزئ إعطاؤها إلا لمن تعلم أو يغلب على ظنك أنه مستحق لها أما الوصف الثالث من أوصاف الموعودين بالنصر فهو أنهم يأمرون بالمعروف يفعلونه بأنفسهم ويأمرون به غيرهم هم صالحون مصلحون والمعروف كل ما أمر الله به ورسوله ومن المعلوم أنهم لا يمكن أن يأمروا بالمعروف إلا وقد قاموا به أتم قيام لأن هذا هو العقل فإن العقل يقتضي أن تفعل ما تأمر به غيرك إذا كنت أهل له قال الله تعالى موبخاً بني إسرائيل (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) إن هؤلاء الموعودين بالخير الموعودين النصر يأمرون بالمعروف امتثالاً لأمر الله وأحياء لشريعة الله وإصلاحاًَ لعباد الله إنهم يأمرون بالمعروف لأنهم يحبون أن تظهر شريعة الله في أرض الله في عباد الله إنهم يأمرون بالمعروف لأنهم فعلوا المعروف فأحبوا للناس ما أحبوا لأنفسهم وذلك من تمام الإيمان فلا يؤمن العبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه أما الوصف الرابع فهو النهي عن المنكر والمنكر كل ما نهى الله عنه ورسوله من كبائر الذنوب وصغائرها وإنهم لم ينهوا عن المنكر إلا وهم منتهون عنه لأن هذا هو مقتضى العقل فإن العقل يقتضي أن تنتهي عن ما نهيت الناس عنه إذا كنت في مثل حالهم إنهم ينهون عن المنكر حماية لشريعة الله وتهذيباً لعباد الله وامتثالاً لأمر الله كما قال الله عز وجل (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) إنهم ينهون عن المنكر إنهم ينهون عن المنكر ينهون عن المنكر خوفاً أن تحل عليهم اللعنة إذا لم ينهوا عنه كما أحلت على بني إسرائيل قال الله تعالى (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ*كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) فهل منا من قام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنهي عن المنكر إن من الناس من لا يأمر أهله ولا أولاده بمعروف ولا ينهاهم عن منكر فضلاً عن غيرهم إن من الناس اليوم من يرى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص بطائفة معينة إن من الناس من يقصر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن من الناس من يرى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر فلا يساعده بل ربما يكون ضداً له فيثبطه ويرجف به ويساعد صاحب المنكر عليه وربما يشهد مع صاحب المنكر شهادة زور يستوجب عليها عقوبة الله أيها المؤمنون إن علينا أن نحاسب أنفسنا وعلينا أن نرجع إلى ربنا بالتوبة إلى الله والتخلي عن معصية الله والتشمير في طاعة الله حتى نستحق ما وعدنا الله به من النصر على أعدائنا وحماية الله لنا فهو نعم المولى ونعم النصير أيها المسلمون إن اليهود ما زالوا ما زالوا يحتلون بيت المقدس حقبة من الزمن ونحن الآن نمد لهم يد السلم وهم يماطلون وهم يماطلون ويخادعون كل ما عاهدوا عهداً نبذهم فريق منهم وإن من العجب أن نريد أن ننتصر عليهم ونحن لم ننتصر على أنفسنا انظروا إلى الأمة الإسلامية اليوم إنها فرق شتى متفرقة القلوب والأبدان إنه ليس لكثير منهم إلا هم نفسه ومركزه ورئاسته (إنا لله وإنا إليه راجعون) اللهم هيئ لهذه الأمة من أمرها رشد اللهم أبرم لها أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر اللهم كما أعززت سلف هذه الأمة حين قامت بدينك اللهم فأعزنا بدينك وأعز دينك بنا يا رب العالمين اللهم أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.

الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ.

رويدا 18 / 02 / 2010 25 : 09 PM

رد: النصر من عند الله يتحتم على نصرنا لشريعته
 
بارك الله فيكم

أبو عادل 19 / 02 / 2010 43 : 12 PM

رد: النصر من عند الله يتحتم على نصرنا لشريعته
 


أشكر مرورك العطروجزاك الله خيرًا أختي الكريمة رويدا.


محمد نصر 25 / 04 / 2010 15 : 04 PM

رد: النصر من عند الله يتحتم على نصرنا لشريعته
 
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

بارك الله فيكم اخي ****** ابو عادل علي هذا الموضوع الطييب

جهد مشكور عليه

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

أبو عادل 26 / 04 / 2010 29 : 10 AM

رد: النصر من عند الله يتحتم على نصرنا لشريعته
 

بارك الله فيك و جزاك خير الجزاء و أوفاك أخي الكريم محمد نصرعلى مرورك الكريم.


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط