![]() |
النظام الاجتماعي في الإسلام! " الْمَجَالِسُ السَّنيَّةُ الندية لبحث مسائل الاعجاز العلمي في النظام الاجتماعي في الإسلام " -**- العنوان العريض للمجالس : -**- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ * (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) * ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ السبت، 02 محرم، 1444هــ ~ 30 يوليو، 2022م ~ 30/07/2022 04:00:59 م |
رد: النظام الاجتماعي في الإسلام! الْمَجَالِسُ السَّنيَّةُ الندية لبحث مسائل الاعجاز العلمي في النظام الاجتماعي في الإسلام -**- العنوان العريض للمجالس : -**- :" بدأتُ في تحضير المادة العلمية لهذا المجلس الأول في شهر شوال 1443 هجرية؛ ثم لإنشغالات علمية وبعض التكاليف لم اتمكن من نشر المجلس الأول إلا اليوم! ** [ . 1 . ] أولاً: استبشاراً وتفاؤلاً بسيرة السيد أم المؤمنين الصديقة عائشة بنت الصديق أبي بكر-رضي الله تعالىٰ عنها وعن أبيها وأمها وأخيها وأختها-.. نبدء المجلس الأول في موضوع « „ الإعجاز الإجتماعي في الإسلام » في شهر شوال.. [ 1. 1. ] : روى مسلم، والبخاري عن طريق عُروة[(1)]؛ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَت- : « „ تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فِي شَوَّالٍ ” » ؛ وَ : « „ بَنَى بِي فِي شَوَّالٍ ” » ؛ فَــ : « „ أَيُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي؟ ” » . قال عُروة: „ وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ نِسَاءهَا فِي شَوَّالٍ ” . و قال الإمام النووي معقبا على هذا : „ فيه استحباب التَّزويج والتَّزوُّج والدُّخول في شوَّال ». و قد نصَّ أصحابنا الشافعية على استحبابه، واستدلُّوا بهذا الحديث. ". ". -**-**- *.] ينبغي مراعاة الثقافة العامة السائدة في المجتمعات الحديثة.. قلتُ ذات مرة -وغضب البعض مني- أن هناك جيلا كاملاً تربى على راقصة تسمى الكاريوكا.. ومن بعدها جاءت أخواتها.. ثم واكب ذلك الأفلام الأجنبية الفرنسية والإيطالية والأمريكية والمسلسلات (انظر ما يقدم منذ سنوات في شهر رمضان.. شهر الصيام والقيام والاعتكاف وقراءة القرآن).. وهذه الحياة الإباحية دون وازع عقائدي أو خلقي.. فتحت الأبواب على مصرعيها لإعلاء الفحش.. وتثبيت الرذيلة.. و من الدقة أن اقول أن الإسلام يعالج مسائل الإنسان بأعتباره بشراً.. { .. وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا } [النساء:28] { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن } [البلد:10] فهو بشر قد يسير في طريق الضلال أو يسير في طريق الهدى.. وتميز عن بقية المخلوقات بــ أ.) العقل و ب.) الإدراك و ج.) الاستيعاب.. و د.) الفهم .. فزيادة عن وجود مخ للإحساس والحركة والنشاط كبقية الحيوانات .. توجد خلايا مخية إدراكية عقلية فهمية.. فــ الحيوان يسير حياته وفق غرائزه لا شئ أكثر الملآئكة مجبولة على الفعل الحسن الجن والشياطين مجبولة إما على الفعل الحسن أو الفعل السئ.... أما الإنسان فيتميز بقدرته على الأختيار .. فيميل إلى النافع .. ويبتعد عن الضار.. وهو في ضرورة ملحة لإيجاد نظام يسيره وفق أختياره هذا ... لذا -حتماً- تجد نظام وضعي من وضع البشر أو نظام جاء عن طريق الوحي الآلهي.. وهو ما أطلق عليه نظام الإسلام... تميز -الإنسان- بذلك عن بقية الحيوان وحتى الملآئكة أو الجن.. فارتفع مقداره عند خالقه فأسجد ملائكته كلها بما فيها إبليس لــ أب البشر أجمعين .. آدم...-عليه السلام- -**- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [ آية ٣٠؛ سورة النمل ٢٧] { وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز }[*]{ لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد } [سُورَةُ: فُصِّلَت؛ الْآيَةَ: ٤١ – ٤٢] - سلسلة بحوث ﴿ سنن الأنبياء ؛ و سبل العلماء ؛ و بساتين البلغاء ؛ و الأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾ د. الْفَخْرُ: مُحَمَّدُ فَخْرُالدينِ الرَّمَادِيُّ بِـ ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِـ مِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى - Dr. MUHAMMAD ELRAMADY حُرِّرَ في يوم السبت ٢ من شهر المحرم ١٤٤٤ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ٣٠ من شهر يوليو عام ٢٠٢٢ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهما السلام. „ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة ‟ ** ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ -**- الْمَجَالِسُ السَّنيَّةُ الندية لبحث مسائل الاعجاز العلمي في النظام الاجتماعي في الإسلام المستنبط من الآيات الكريمات القرآنية وما جاء في السنة المحمدية النبوية ". -**- :" [ ( تَمْهِيدٌ ) ]: [ . ٢ . ] ثانياً: يغيب عند البعض -جهلاً- أن الإسلام؛ الدين الخاتم:{ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } [آل عمران:19].. يغيب أن هذا الدين نظام حياة.. فهو ينظم حياة الإنسان من قبل مولده إلى مماته.. وبناء على ما قام به من افعال وأقوال وتصرفات في حياته الدنيا وفق أحكام هذا الدين الخاتم سيجازى بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين { .. وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين } [آل عمران:133] أو سيحاسب بعدله لما أمن به واعتقده وسيَّر حياته الدنيا وفق ما رأه.. لذا فالإسلام .. ليس شعائر موسمية .. وليس طقوس تعبدية ثانوية يفعلها المرء في الاسبوع مرة أو أكثر .. مع زيارة أماكن العبادة وبيوت التعبد لأخذ جرعات إيمانية .. أو عمرة الربيع (المولد) أو عمرة رجبية أو عمرة رمضانية أو حج-وإن كانت هذه [العمرة والحج] أحكام شرعية تكليفية - أو حج في العُمر .. ثم يعود المعتمر أو الحاج كما كان يفعل ما كان يفعله قبل المناسك .. فأخلاقه لم تتغير ومعاملاته الربوية أو سوء أخلاقه لم تتغير .. والإسلام ليس - كذلك - تعاليم أخلاقية منفصلة عن السلوك .. بل الإسلام نظام حياة.. تنبثق من عقيدته أحكام عملية متعلقة بكافة تصرفات وأفعال وأقوال وسلوك الإنسان.. .. وقد تدخل الإسلام في جميع شؤون المرء -امرأة أو رجل - البالغ العاقل أي المكلف.. .. قلتُ[الرَّمَادِيُّ] الإسلام ينظم حياة الإنسان من قبل مولده إلى مماته.. فــ قبل مولده باختيار أم صالحة للحبل والولادة والرضاعة والحضانة والتربية والتنشأة.. ثم اختيار أب ليقوم بالرعاية والحفظ والصيانة .. ثم التعليم والتثقيف والوعي... .. ولغياب هذه الجزئية الأولية في موضوع المجلس هذا.. نرى ونسمع ونشاهد ونراقب ما يحدث بيننا .. ولقد ساعدت منصات التواصل الإجتماعي أضف إليها مجتمعة مثل تلك المنتديات في تعميق الهوة بين المرء وبين إسلامه أو تصحيح المفاهيم عند المتلقي.. وبما أن الإسلام نظام حياة ، اي وحي من قِبل خالق الإنسان وواهب له الروح وأنشأه من عدم ومنشأ الكون ومسير الحياة .. تجد أنه أوجد لكافة مظاهر حياة الإنسان نظاماً.. سواء متعلق بالإيمان والعقيدة.. أو متعلق بالعبادة وكيفيتها أو متعلق بالمعاملات : 1.] سواء بين الإنسان وبين ربه -خالقه- وتشمل العقائد والإيمان والعبادات أو 2.] بين الإنسان وبين نفسه.. وتشمل الأخلاق والمطعومات والملبوسات.. أو 3.] بين الإنسان وبين غيره .. سواء إنسان مثله .. مسلم أو غير مسلم .. أو حيوان . نبات جماد... لذا فهذا المجلس سأتحدث فيه عن علاقة المرء -الإنسان- بغيره من بني الإنسان.. والإنسان -في مكان آخر في الملتقى- تحدثت عن أنه : 1.] لديه حاجات عضوية يجب أن تشبع .. وإن لم يشبعها يهلك ويموت .. كــ : 1.) شرب الماء ... و 2.) تناول الطعام .. وكــ 3.) التنفس بالهواء و 4.) النوم.. ثم 5.) إخراج الفضلات من الأمعاء أو المثانة.. ومثل هذه الحاجات العضوية ... فإن أمتنع لسبب ما عن تنفس الهواء أو شرب سائل ما أو توقفت عملية التغذية أو مُنع من النوم أو حبست الفضلات في جسده تسمم ومات... -**- 2.] وهناك مظاهر للغريزة لا تتطلب إشباعاً حتمياً ضرورياً .. وعدم إشباعها.. سيصيب المرء قلقاً نفسياً أو اضطراباً سلوكياً.. ومن مظاهر غريزة البقاء : ميل الذكر إلى الأنثى .. وميل الأنثى إلى الذكر.. فإن لم يتم إشباع هذا المظهر أو ما يسمى بالجنس الآدمي اصاب الإنسان قلقا واضطرابا وقد يحدث إشباع الأمومة أو الأبوة عوضا عن ممارسة تلك العلاقة الحميمية!.. والإشباع قد يكون : أ .) صحيحا سليما سوياً فتطمئن النفس وتهدأ الروح ويرتوي عطش الجسد أو ب.) إشباعاً فاسدا خطأ يسبب له قلق واضطراب.. أو ج.) إشباعا شاذا منحرفا عن الخلقة الآدمية؛ والتي كرمها خالقها... فيصيبه أمراض نفسية وجسدية! -**- وهنا يمكنني القول بأن النظام الإجتماعي في الإسلام-كـ أحد الأنظمة المسيرة للإنسان .. نظام إعجازي عن بقية الأنظمة الآخرى عند البشر -أن وجدت- لأن النظام الإسلامي لكافة مسائل الإنسان جاء وحياً من خالق الإنسان هو سبحانه الأعلم بما خلق.. { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيم } [الحِجر:86] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) * ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ الإثنين، 04 محرم، 1444هــ ~ 1 أغسطس، 2022م |
رد: النظام الاجتماعي في الإسلام : آدابُ النِّكاحِ! 1 العلاقة بين المرأة والرجل آدابُ النِّكاحِ أبحاث تمهيدية حُرِّرَ في العام ١٤٤٦ الْهِجْرِيَّ 13/ شوال مِن حُسن المطالع وطيب المواقع أن أكتب عن موضوع الزواج في شهر شوال من العام 1446 الهجري .. إذ .. يُستَحَبُّ التَّزَوُّجُ والدُّخولُ في شَوَّالٍ ما أمكَنَ لذلك سبيلاً . الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ: ۱ . ) عن عُروةَ، عن عائِشةَ رضي الله عنها ، قالت : « „ تَزَوَّجَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في شَوَّالٍ ، وبَنى بي في شَوَّالٍ ، فأيُّ نِساءِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان أحظى عِندَه مِنِّي؟ “ » ؛ .. قال : « „ وكانت عائِشةُ رضي الله عنها تَستَحِبُّ أن تُدخِلَ نِساءَها في شَوَّالٍ “ » [ أخرجه مسلم (1423) ٢ . ) كما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد تزوج بأم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها في شهر شوال .. فـ كانت تقول: « „ ما بأس في النكاح في شوال والدخول فيه “ » ؛ فــ : « „ قد تزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شوال ، وَأَعْرَسَ بي في شوال “ »] بيد أنه ۳ . ) قد ذكرت كتب السيرة أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلَّم ـ عقد لـ فاطمة بنتِه عَلَى عليِّ بن أبي طالب بعد بنائه بـ عائشة بـ أربعة أشهر ونصف الشهر ، وحيث قد علَّمنا أن زواجه وبناءه بـ عائشة كان في شوال فـ يكون زواج فاطمة في شهر صفر ، وذكر بعضهم أنه كان في أوائل المحرّم.. ــــــــــــــــــــــ لم يختلف ذوو الكلمة واصحاب الرأي من العقلاء واهل التبصرة من أصحاب الفهوم على أن النِّكاح [(وهي لفظة قرآنية)] أمر مرغوب .. وأن الزواج أمر محبوب .. لذا وجدت أحكام الأحوال الشخصية .. والزواج والأحوال الشخصية لفظتان حديثتان .. فقد خلق الله الإنسان، وجعل منه الذكر والأنثى ، وركب في كل منهما غريزة ميل طبيعي لـ كل واحد منهما للآخر : غريزة النوع .. ومن هنا فالعاقل السوي لا يرغب عنه عادة ، ولحظة أن تم واكتمل خلق الإنسان الأول خُلقتْ بـ جواره زوجه ورافقته اينما حلَّ ورحل .. إلا قليلاً .. وكلمة إنسان جاءت مِن الإنس أي خلاف الجن .. أو من الأنس أي خلاف النفور ، والإنسي لكل ما يؤنس به سمى الإنسان بذلك ؛ لأنه خلق حلقة لا قوام له إلا بأنس بعضهم ببعض ؛ الإنسان مدني بالطبع من حيث لا قوام لبعضهم إلا ببعض ولا يمكنه أن يقوم بجميع أسبابه . وقيل سُمى بذلك لأنه يأنس بكل ما يألفه .. فإن من حِكم الله تعالى ذكره أن خلق البشر مختلفين - خلق ذكرًا وأوجد أنثى - وجعل لكل منهما مهمته الخاصة به في مضمار حياته .. بل يوجد تغيير في التركيبة الأصلية لكل منهما.. لـ تحقيق المنافع الدنيوية والمصالح الأخروية وتكثيرها ، ودفع المفاسد والمضار وتقليلها ، كما شَرع سبحانه وعزَّ شأنه ما ينظم العلاقة بين الجنسين ، على أساسٍ من التكامل والتوافق وليس التناحر والنِّدِّيَّة ، لذا حثت الشريعة الغراء السمحاء على إقامة العدل بين الرجل والمرأة. فـ .. العدل في التشريع والإسلام بمثابة الروح التي تسري في جنبات الحياة ؛ فما مِن تشريع في الإسلام إلا وهو قائم على العدل ؛ لذا جاء الأمر به صريحًا في القرآن الكريم ؛ يقول الله تقدست أسماؤه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ﴾ .. ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَ ﴾ وفي النص القرآني يأمر الله تعالى ذكره بالعدل في الفِعال والمَقال ، على القريب والبعيد .. والله تعالى شأنه يأمر بالعدل لكل أحد .. في كل وقتٍ وزمان وفي كل حال ومكان .. وقد تجلّت مظاهر العدل بين الرجل والمرأة في جوانب عدة .. ومِن أبرزها .. وهو موضوع هذه البحوث : * . ) العلاقة الأُسرية .. وما يترتب على علاقة الرجل بالمرأة : الناظر إلى العلاقات الأسرية وما يترتب عليها في التشريع الإسلامي يرى بـ وضوح أن من أهم سماتها ومميزاتها وقوامها : العدل بين الذكر والأنثى في الحقوق والواجبات ؛ وفي هذا المعنى يقول الله تعالى ذكره : ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوف ﴾ .. وتعد هذه الآية من أوائل ما نزل في الإسلام في بيان العلاقة بين الذكر والأنثى .. بين الزوجين .. والقائمة على إعطاءِ كل ذي حقٍّ حقه .. بغض النظر عن جنسه أو نوعه .. فـ يؤكد الراغب الأصبهاني هذا المعنى بقوله: “ يتبين أن لكل واحد على الآخر حقًّا كـ حق الآخر ، فمما تشاركا فيه مراعاتهما للمعنى الذي شرع لأجله النِكاح وهو : طلب النسل ، وتربية الولد ، ومعاشرة كل واحد منهما للآخر بالمعروف والحسنى ، وحفظ المنزل ، وتدبير ما فيه ، وسياسة ما تحت أيديهما ؛ حماية كل واحد على الآخر بقدر جهده وحده .. فـ كما أن على النساء واجبات تجاه أزواجهن ، فإن الآية مصرحة بأن لهنَّ حقوقًا قبل أدائهن لهذه الواجبات .. بهذا الميزان الدقيق ضَربت الآية أروع الأمثلة في التعاملات الأسرية بين الرجل والمرأة .. فـ انكشف بذلك زيف الحضارة المادية الحديثة التي لم تجعل للمرأة حقوقًا أصلًا ، وإنما عاملتها على أنها سلعة للاستمتاع ، تباع وتشترى كما السلع الأخرى. ومما يسترعي النظر في الآية الكريمة لفظة ﴿مِثْلُ﴾ وما تضمنته من التسوية بين الجنسين في الحقوق والواجبات .. والمعنى : المساواة في جملة الحقوق والواجبات لا المساواة في جنسها ، على تفصيل في ذلك بينته الشريعة .. وقد بيّنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم صريحًا في خطبته في حجة الوداع بقوله: “ ولهنَّ عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف” وهذا البيان والتفصيل لتلك المسائل سأبدء فيه خلال البحوث القادمة مِن بعد إذنه تعالى وبمشيئته وعونه وتوفيقه .. فقد يكون وجه المماثلة بينهما ظاهرًا لا يحتاج إلى بيان : ڪــ المماثلة بينهما في تربية الأولاد ؛ وتنشئتهم على الإسلام ، وقد يكون خفيًّا يحتاج إلى بيان وتفصيل ، وبطبيعة الحال فإنه مما يعلم سلفًا الاختلاف والتباين بين الذكر والأنثى ، سواء في التكوين الجسدي .. والمزاجي .. النفسي في بعض الأحيان .. أو في مقاصد خلق كل واحد منهما ؛ إذ جعل الله تعالى لكل من الذكر والأنثى وظيفة حياتية تناسب قدراته وخِلقته والمقصد الذي خُلق له .. فـ يمكن القول إجمالًا : إنه حيثما تحققت المماثلة الكاملة بين الرجل والمرأة في شيء شُرعت الأحكام الشرعية ؛ تحقيقًا للمصالح والمنافع وتكثيرها ، ودفعًا للمفاسد والمضار وتقليلها ؛ نلحظ ذلك في قوله تعالى: ﴿بِالْمَعْرُوفِ﴾ *. ) حسن المعاشرة بين الزوجين ؛ حيث رغب الشارع الرجال في ذلك بقوله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ والمعنى: طيبوا أقوالكم لهن ، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم ، كما تحب ذلك منها ، فافعل أنت بها مثله .. فـ من المستحب أن يتزين الرجل لزوجته ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ” إني لأتزين لامرأتي ، كما تتزين لي ، وما أحب أن أستنظف كل حقي الذي لي عليها ، فتستوجب حقها الذي لها عليّ ؛ لأن الله تعالى قال: .:﴿ " ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف.: ﴾. ” .. *. ) المماثلة في تحمل مسئولية الرعاية ، ففي الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال»: ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته «.. ثم يقول عليه السلام: » والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته ، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم ..ثم يختم بالقول : » ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته. « *. ) المماثلة في درء الفتنة والتطلع إلى العورات ؛ ومن ذلك تحريم الشارع الحكيم نظر الرجل إلى المرأة الأجنبية ، وكذا تحريم نظر المرأة إلى الرجل الأجنبي ؛ قال تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾ وفي الآية بعدها مباشرة قال سبحانه: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} الآية . *. ) المماثلة في بعث الحكمين للسعي في حل المشكلات التي قد تقع بين الزوجين ؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ . *. ) اختص الله سبحانه النساء بـ بعض الأحكام التي تناسب طبيعتها الخِلقية وأنوثتها ، وتتوافق مع مهمتها ووظيفتها : ڪــ الحيض والحمل ، والولادة ، والرضاعة ، والحضانة ، ونحو ذلك. * . ) التراضي بين الزوجين والتشاور في فطام الطفل الرضيع قبل الحولين ؛ قال تعالى: ﴿ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا .. والمعنى: فإن أراد الوالدان فطامًا للطفل قبل الحولين ، ويكون ذلك عن اتفاق الوالدين ومشاورة أهل العلم به ، حتى يخبروا أن الفطام في ذلك الوقت لا يضر بالولد ، فلا حرج عليهما في الفطام قبل الحولين .. لا بدَّ من التأكيد على أن الإسلام يدعو إلى العدل بين الرجل والمرأة ، ويحث على قيام كل واحد منهما بوظيفته المناسبة لخَلقِه وبنيته ؛ يقول الله تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ . وهناك فرق كبير بين العدل وبين المساواة .. فـ كلمة “العدل” صريحة في الدلالة على المقصود ، فهي تدل على وضع الأمور في مواضعها ، وإعطاء كل ذي حق حقه ، من غير وكس ولا شطط ولا ظلم ولا جور .. فمما لا شك فيه أن دين الإسلام تحرى العناية بإصلاح شأن المرأة ، كيف لا وهي نصف النوع الإنساني! فـ عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال»: إنما النساء شقائق الرجال« .. وشقائق جمع شقيقة ، والشقيق : المثل والنظير ، كـ أنه شُقَّ هو ونظيره من شيء واحد ، فهذا شِقّ وهذا شِقّ ، ومنه قيل للأخ شقيق والمعنى: أن الخِلقة فيهم واحدة ، والحكم فيهم بالشريعة سواء . . مع مراعاة الفوارق الشرعية بين الرجل والمرأة .. إذ لا تصح : منازعة إرادة الله الكونية القدرية في الفوارق الخَلقية والمعنوية بينهما ، و لا يجوز منابذة الإسلام في نصوصه الشرعية القاطعة بـ الفرق بين الذكر والأنثى في أحكام عدة وكثيرة .. ولوجود هذا الإختلاف في التركيبة الأصلية لكل منهما .. فـ قد اثبت الوحي المنزل في آية قطعية الثبوت وقطعية الدلالة .. فـ بيَّنَ القرآنُ الكريم الفوارق بين الذكر والأنثى إجمالًا فـ نطق القرآن يقول : ﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾ .. والمعنى كما قال الربيع: كانت امرأة عمران حرّرت لله ما في بطنها ، وكانت على رجاء أن يهبَ لها غلامًا ؛ لأن المرأة لا تستطيع ذلك - يعني: القيام على الكنيسة لا تبرحها، وتكنُسها - لما يصيبها من الأذى .. يعني: الحيض والنفاس ونحوهما .. وللمرأة مكانة رفيعة في المجتمع الإسلامي ، ينظر إليها على أنها المربية للمجتمع بأسره ؛ وكما يقول الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها * أعددت شعبا طيب الأعراق فهي الأم والأخت والبنت والزوجة ؛ لذا كانت مكانتها راجعة إلى ما يلقى عليها من أعباء وواجبات ، قد تفوق في بعض الأحيان ما يتحمله الرجل ، وقد دل القرآن الكريم على هذه المكانة إجمالا ، وفصلتها السنة النبوية المطهرة ؛ ولعل هذه المسائل تحتاج لتبيان وشرح وتفصيل .. سيأتي لاحقاً بشيئته تعالى .. *. ) وبالجملة فإن المرأة قد تماثل الرجل في بعض الأمور ، وقد تخالفه في بعضها ، وضابط هذا هو معيار العدل الذي جعلته الشريعة حكمًا ، فما جاء به الإسلام من التفريق بين الرجل والمرأة ينظر إليه المسلم على أنه رحمة من الله تعالى لعباده ، ورفقًا بهم ، وتحقيقًا لخلافة الإنسان في الأرض. .. .. لذا وَجبَّ التعرف عن قرب لـ شخصية كل منهما .. أو ما يسمى حديثاً بـ مدرسة الأزواج .. أو بحوث عشرة النساء .. وكيفية معاملة الرجل وفهم طبيعة كل منهما .. [ ( 1 . ) ] : " أبحاث تمهيدية " .. و هذه تندرج تحت : ( الآداب الشرعية من أبواب : : آدابُ التَّعامُلِ مع الآخر : [(آدابُ النِّكاحِ ) ] . ملف عن : أحكام النِكاح .. ومسائل الزواج .. وموضوع الأحوال الشخصية .. خاصةً .. إذ ارتفعت نسبة الغاضبات .. والتاركات بيت الزوجية .. فــ المطلقات .. وما يلحق ذلك من مشاكل أسرية وطفولية .. تأثر في نفسية وعقلية شباب المستقبل .. اضف : العانسات .. ومَن عزف من الشباب عن الزواج ! ــــــــــــــ حُرِّرَ في العام ١٤٤٦ الهلالي الْهِجْرِيَّ 13/ شوال ~ 11 أبريل 2025م ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ). ( د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْڪَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-) |
رد: النظام الاجتماعي في الإسلام: 3 /1 حاجة عضوية 3 / 1 : حاجة عضوية ابحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة آدابُ النِّكاحِ مِن حُسن المطالع وطيب المواقع أن أكتب عن موضوع الزواج في شهر شوال من العام 1446 الهجري : حُرِّرَ في العام ١٤٤٦ الْهِجْرِيَّ 18/ شوال اِعتمدَ الوحي المنزل بـ واسطة أمين السماء على وحي ربه المَلك جبرائيل على قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله عليهما السلام بـ شقيه : أ . ) الكتاب الكريم : القرآن المجيد ؛ و : ب . ) السنة النبوية .. اِعتمدَ الوحي وهذه ميزة: ۱ . ) الطريقة العلمية و : ٢. ) الكيفية العقلية الفهمية .. اِعتمدهما في خطاب الناس كافة .. وتبليغ رسالة الإسلام عامة .. فـ كان مِن أول ما نزل : ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ﴾.. أي اقرأ ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم ﴾.. وهذه الآية نبدء بها في بداية كل السور ما عدا سورة واحدة .. وهذا لـ قراءة ما هو في الكتاب مسطور .. قراءة تجويدية عقلية فهمية استيعابية إدراكية فـ يبنى على تلك القراءة : تطبيق عملي للأحكام وسلوك يومي وحمل دعوة للغير بطريقة إيجابية لمن يملك أدوات الفهم والفقه .. وبكيفية سلبية للعامة من المسلمين .. ثم أكمل القرآن الكريم في نفس الآية فـ نطق القرآن يقول : ﴿ الَّذِي خَلَق ﴾ .. فحدد أن هذا الرب المالك هو الذي خلق الكون والحياة والإنسان .. ثم يأتي بـ مثال واحد ممن خلقه سبحانه وتعالى في الحياة والكون مِن مخلوقاته .. {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيل} .. ولعل أشرف المخلوقات وأرقاها هو : الإنسان فقال : ﴿ خَلَقَ الإِنسَانَ ﴾ وبيَّن حقيقة خلق الإنسان الحالي أنت وأنا .. وليس الإنسان الأول فقال : ﴿. مِنْ عَلَق ﴾ .. وهذه قراءة ما في الكون والحياة منشور .. وخاصةً الإنسان .. فـ وجب على المسلم العادي قراءة كتابين : 1 . ) الأول : القرآن المجيد .. و 2 . ) الثاني : قراءة علمية لـ كافة المخلوقات الدالة على وجود خالق بـ فهم وإدراك ووعي مستنير ، والافت للنظر أن الآية تتحدث عن القراءة فـ لزم تعليم مبادئ القراءة وحُسن نطق اللُغة والكتابة وما يتبعهما من علم ..﴿ .. وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ ثم مِن بعد ذلك تأتي آيات وحيا تخبر عن الوحدانية والعقيدة وكيفية عبادة الله الواحد .. ثم المعاملات .. فـ تأتي آيات تخبر عن أهمية العقل والفهم والتفكير مثل : 1 . ) ﴿ .. لــ آيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون ﴾ ثم جاءت الآية بصيغة المفرد : ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لــ آيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون ﴾ .. ثم يُعيب الخالق الآمر على الذين لا يعقلون : ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُون ﴾ . 2 . ) ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لـ آيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون ﴾ ثم يكمل تلك الثلاثية بقوله : 3 . ) ﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون .﴾ . والشكر واجب على الإنسان لأنه سبحانه وجلَّ شأنه خلقه وله متطلبات وحاجات يسرها سبحانه .. فـ الحاجة العضوية في خلق الإنسان وفي تركيبته الأصلية صفة أساسية تحتاج إلى إشباع ضروري وحتمي ؛ وإلا هلك الإنسان ومات إن لم يشبعها بـ القدر الكافي لـ بقاءه حياً ، وفيها [(الحاجة العضوية)] القابلية للخير كما وفيها القابلية للشر ، لذا فهي [(الحاجة العضوية)] لا تجبر الإنسان على توجيهها لفعل الخير أو تلزمه على توجيهها للقيام بالشر ، فهي ليس لها إرادة مستقلة على الجسد أو أعضاء البدن ؛ بل فقط تتطلب الإشباع الحتمي والضروري . فـ المعدة تهضم جميع أنواع اللحوم ولا تفرق بين لحم الضأن المشوي أو لحم الخنزير المقلي .. ولا تمتنع عن أكل هذا أو ذاك .. كما أن المعدة لا تفرق بين أنواع المشروبات كـ الماء الزلال الصافي أو كافة أنواع الخمور .. والحاجات العضوية كـ الإطعام .. الأكل مظهرها الجوع أو الشرب ومظهرها العطش .. أو إخراج الفضلات المتبقية في المعدة أو المثانة ولا يحتاجها الجسد بل استفاد البدن من مكونات الطعام وعناصر الشراب .. أو حاجة الإنسان العضوية للتنفس بالهواء أو الراحة والنعاس ومن ثم النوم .. فهذه جميعها تتطلب إشباعاً حتمياً وإلا أدى عدم إشباعها إلى ضرر كبير يلحق بالبدن ينتهي بالموت . فالإنسان في بعض الحالات يستطيع الصبر عن الطعام أو الشراب لـ أيام معدودة فقط .. بيد أنه لا يستطيع التوقف عن التنفس واستنشاق الهواء أكثر من دقائق قليلة ومعدودة .. وإذا امتلئت المثانة وجب تفريغها وإلا انفجرت .. كذلك الأمعاء .. لذلك فـ قوة الحاجات العضوية شديدة .. والحاجات العضوية لا تحتاج لـ مؤثر خارجي لـ إثارتها .. فـ إنها تحدث وتأتي نتيجة النشاط الحيوي للبدن كـ نتيجة طلب الجسم لـ احتياجاته الضرورية من الهواء أو الماء أو الغذاء اللازمة لـ بقائه نشطاً حياً قادرا على الاستمرار في آداء بقية وظائفه في الحياة بـ شكل طبيعي ويقوم بـ وظائفه المطلوبة منه .. أو كـ نشاط عضوي للتخلص من المواد الضارة بـ الجسم والزائدة عن حاجاته والناتجة عن عمليات حيوية بيولوجية مختلفة .. فـ الإنسان حين يشعر بـ الجوع أو يصيبه العطش فـ إن ذلك يتم نتيجة احساس داخلي من دون الحاجة إلى مؤثر خارجي يذكره بـ أنه في حاجة إلى جرعات من الماء أو إلى طعام .. إذ أن خلايا الجسد وانسجته هي التي تحتاج إلى الماء والهواء والطعام .. فإذا وصلت حاجتها إلى حد معين بدء الإنسان بـ الشعور بـ الجوع أو العطش فـ إذا لم يستجب الإنسان لـ حاجته بـ الطعام أو بـ الشراب فـ إن الحاجة إليهما تزداد حتى تصل إلى درجة لا يمكن للإنسان مقاومتها والصبر عليها .. فـ إذا استمر حال الجوع أو العطش فـ إن المرء يسقط من شدة الاعياء .. ثم تبدء حالته بالتدهور حتى تنتهي بموته .. إن لم يتم اسعافه بالماء والغذاء .. وحتى عندما ينام الإنسان لفترة طويلة فإن نداء تلك الحاجة العضوية للطعام أو الشراب أو إخراج الفضلات يدفعه إلى الاستيقاظ من نومه ويمنعه من الاستمرار في النوم حتى يشبع تلك الحاجات العضوية الملحة والضرورية ولو إشباعا جزئياً .. ومن رحمة الرب المالك الخالق الرازق بـ عباده أنه قال : ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ .. قال ابن قدامة في موسوعته : المغني : „ أجمع العلماء على إباحة الأكل من الميتة في الاضطرار ، وكذلك سائر المحرمات “ .. وقال ابن يتمية: „ والمضطر يجب عليه أكل الميتة في ظاهر مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم “ .. والوجوب هو معتمد مذهب الأئمة الشافعية .. -**- وحديثي هنا عن : أن الإنسان له حاجات عضوية بدنية جسدية .. لابُدَّ من إشباعها للحفاظ على حياته الفردية وهي حاجات الكائن البشري الحي إلى الهواء والماء والطّعام والنّوم ، وطرح الفضلات خارج الجسم كي يبقى نشطاً قادراً على آداء بقية وظائفه الحياتية ، فـ إشباعها أمر حتمي ؛ لأن عدم إشباعها ، يُؤدِّي إلى هلاك الكائن الحي وموته .. والحاجات العضوية تتطلب الإشباع الحتمي والضروري .. يقابلها الغرائز .. والتي لا تتطلب إشباعاً حتمياً ولا تتطلب إشباعاً ضرورياً .. والغرائز لها عدة مظاهر تُشبع من خلالها .. فإن لم تشبع اصابت المرء حالة من القلق والضيق والاضطراب .. ولكن الإنسان لا يشرف على الهلاك أو الموت إن لم يشبعها ! . وقد ينصرف المرء إلى تصرفات آخرى .. و 3 / 2 عن الغرائز .. هذا حديثي القادم مِن بعد إذنه تعالى وبمشيئته وتمام توفيقه وحُسن رعايته ! [/COLOR] ثم أكمل موضوع : 3 /3 : ( فِطْرَةَ اللَّهِ ).. * . ) ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون.﴾ .. ثم موضوع : 3 /4 : ( صِبْغَةَ اللّهِ ).. * . ) ﴿ صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدون.﴾ . ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ). الأربعاء : ۱٨ شوال ۱٤٤٦ ~ 16 ابريل 2025 م. |
توضيح! ولعله من المفيد إضافة توضيحية ليست مرتبطة بأساس الموضوع [( الحاجات العضوية للإنسان )] الذي أبحثه وليست احتياجات الإنسان بصفة عامة ولكنها تنير بعض الجزئيات .. فقد حاول العلماء كثيرا الوصول الى ما يمكن عمله للتأثير في سلوك الأفراد وأسسوا نظريات من أجل ذلك كثيرة ارتكزت على أساس وهو „ إحتياجات الإنسان “ .. ولا يمكن حصر النظريات التي تناولت وحاولت تفسير ما يصدر عن الفرد من أفعال وأقوال ناتج عن إحتياج معين للإستفاده بذلك الاحتياج فى زيادة القدرة على التفاهم مع الاشخاص الاخرين وسهولة إقناعهم والتأثير عليهم ، ويدل ذلك على مدى ما يتصف به سلوك الإنسان من تعقيد ، وعلى صعوبة الوصول إلى اتفاق بين العلماء على نظرية واحدة للتأثير في هذا السلوك وذلك لأن حاجات الفرد متشابكة ومعقدة .. ويميل الفرد الى السلوك الذي يؤدي الى تحقيق حاجاته ووفق أولوياته التى تتفق مع وجهة نظره الشخصية فى الامور .. ومن أشهر هذه النظريات نظريه هرم الحاجات الإنسانية لـ إبراهام ماسلو (Maslow’s hierarchy of needs) هي نظرية نفسية قدّمها في ورقته البحثيّة „ نظريّة الدافع البشري “ عام 1943م في مجلّة „ Psychological Review “ العلمية : إذ يعتبر ماسلو Maslow ان القوة الدافعة للناس هي سلسلة من الحاجات .. وعندما تُشبع الحاجات في اسفل السلسلة تظهر حاجات أعلى يريد الفرد إشباعها ايضاً .. وهكذا .. يستمر الاتجاه الى اعلى وتعتمد نظرية ماسلو على مبدأين وهما : ۱ . ) مبدأ نقص الاشباع: ويرى أن الحاجة غير المشبعة تمثل محركا للسلوك . ٢ . ) مبدأ تدرج الحاجات: ويرى هنا أنه يلزم إشباع الحاجات الأولية أولاً وقبل إشباع الحاجات الاعلى منها والمفيد من نظرية Maslow أنه درسَ عيّنات بشريّة وصفها بأنها „ مثاليّة “ مِثل : ألبرت أينشتاين ، وجين آدمز ، وإليانور روزفلت ، وفريدريك دوغلاس .. وذلك بدلا من دراسته لـ أشخاص مُضطّربين نفسياً .. أو مرضى بدنياً . كما درسَ ماسلو 1% من طُلاب الجامعات الأصحّاء .. وقد شرح نظريَته بـ الكامل وبشكل تفصيليّ في كتابِه „ الدافع والشخصيّة “ عام 1954م .. وبـ مرور الوقت اشتهرت النظريّة واستُخدِمت بنطاق واسع في أبحاث علم الاجتماع والإدارة والتدريس في المراحل الثانويّة والتعليم العالي. وذلك يعنى البدء بالحاجات التى فى اسفل الشكل الهرمى .. الذي رسمه توضيحاً .. صعوداً الى الحاجات الاعلى .. فـ تُصنف الحاجات من وجهة نظر ماسلو إلى ما يلي : 1 . ) حاجات اساسية فسيولوجية (جسمية/بدنية) وتسمى البيولوجية أو الفطرية مثل : الطعام والهواء والماء [(عضوية)] قلت(مُحَمَّدٌ الرَّمَادِيُّ ) : أتفقُ مع Maslow .. إذ بالفعل :" تتنوع الحاجات وتتعدد لدى الإنسان ؛ فـ منها الحاجات الفسيولوجية كما ذكر هو ؛ كـ الحاجة إلى الطعام والشراب .. وقد سبقه الوحي المنزل على قلب أمين السماء والأرض بأكثر من 1440 عام لـ يؤكد : ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى* وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾ . ثم يضيف Maslow : والمسكن .. 2 . ) الحاجة الى الامن والطمأنينة والحماية من الاخطار. قلت(مُحَمَّدٌ الرَّمَادِيُّ ) : والحاجة إلى الأمن قد اثبتها القرآن الكريم بقوله : ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ .. 3 . ) الحاجة الى الانتماء الاجتماعي مثل الحب والانتماء وتقبل الآخرين قلت(مُحَمَّدٌ الرَّمَادِيُّ ) : والحاجة إلى الانتماء إلى جماعة قد اقرها القرآن العظيم : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾. أنبه هنا .. أنني لست من هواة التشدق بـ القول المأثور عند البعض : „ بضاعتنا رُدت إلينا ! “. 4 . ) الحاجة الى تقدير الذات والثقة فى النفس وتحقيق الانجازات . 5 . ) الحاجة الى تحقيق الذات وذلك بالشعور بـ تقدير المجتمع لخدماته وجهوده وتحقيق ذاته بـ الافصاح عما يجول في صدره تأكيداً لشعوره بوجوده وقيمته في المجتمع. |
إضافة! وقد : + . ) أضاف علماء آخرون الى هذه الاحتياجات أثنين فـ أصبحوا 7 إحتياجات وهما : 6 . ) الحاجه الى المعرفة والفهم 7 . ) الحاجات الجمالية . ومن الملاحظ فى كل تلك النظريات عند ماسلو أنها لم تتضمن إحتياج هام للإنسان .. وهو „ الاحتياج الى التواصل الروحى مع الله “ أو ما يطلق عليه „ الإيمان والعقيدة وأحكام العبادات “ .. أي العلاقة مع السماء ، ومع „ الغيب والقدر والقضاء “ .. وعن „ الحياة بعد الموت “.. وهذا الإحتياج يمكن فهمة بشكل عملى ملحوظ وموضوعى مباشر من كثرة أشكال المعابد المنتشرة وتنوعها فى كل أنحاء العالم وتمثل مراحل التاريخ المختلفة |
رد دكتور فؤاد موسى! و د. فؤاد موسى له تعليق جيد أنقله كما هو : „ .. ولقد حاول علماء النفس التعرف على حاجة الإنسان وتصنيفها ومعرفة العلاقة بينها ، وكان من أشهر ما تدفقت عقولهم به ما توصل إليه ماسلو Maslow ؛ حيث رتب الحاجات الإنسانية تصاعديًّا على أساس أنها تنمو تتابعيًّا كما يلي : - الحاجات الفسيولوجية ، البيولوجية ، - حاجات الأمن ، - الحاجة إلى الانتماء ، - الحاجة إلى تحقيق الذات . ويرى Maslow في هذا الترتيب التصاعدي للحاجات أن المستويات المتتالية للحاجات تظهر تباعًا ، وتحتل مكانها كلما تقدم الفرد في النمو والنضج ، فـ المستوى الأول من الحاجات الفسيولوجية يظهر مع بداية الحياة ، ويحتل مكانة الصدارة في الدافعية، ثم ما تلبث المستويات التالية من الحاجات في الظهور على التوالي ، وتكتسب الصدارة واحدة بعد الأخرى حتى تصل إلى مستوى تحقيق الذات لدى الفرد الناضج ، متصدرًا دوافعه ، بينما تكون المستويات السابقة على التوالي أقل تأثيرًا في دافعية الفرد. إلا أن هذا ليس صحيحًا ، فـ كثيرًا ما يحدث اختلال في هذا التنظيم الهرمي للحاجات ، فقد يحدث لدى بعض الأفراد أن تنتقل الدافعية في نضجها لديهم من المستوى الأدنى إلى الأعلى ، دون المرور على المستوى الأوسط بينهما. وهكذا ندرك أن هناك خللًا في هذا التصور للحاجات عند علماء النفس ، ولو أن علماء المسلمين رجعوا إلى كتاب ربهم الذي فيه الهدى كل الهدى ، لوجدوا فيه ضالتهم ، فهذا التصور الذي وضعه ماسلو قد اقتصر على الحاجات البهيمية فقط ، ولم يتعدَّها إلى ما هو أسمى منها لدى الإنسان ، فـ إذا كان Maslow يتصور أن أعلى وأسمى الحاجات هي تحقيق الذات ، فإن الثَّور في الغابة أيضًا يحقق ذاته ؛ حيث يصارع باقي الثيران حتى يحقق لـ نفسه الغلبة والفوز ، ويكون هو سيد القطيع ، ولا ينازعه في ذلك باقي الثيران. لقد كان تصور ماسلو Maslow نابعًا من النظرة الدارونية للإنسان التي تعتبر الإنسان في نشأته حيوانًا (قردًا) ؛ ومن هنا جاءت تصورات Maslow ، كما جاءت تصورات فرويد التي فسرت كل سلوكيات الإنسان بأنه حيوان غارق في اللذة الجنسية. ". |
غريزة! 3 / 2 غريزة تحدثتُ عن الحاجة العضوية الآدمية البدنية في الفصل السابق ؛ قلتُ : بأنها ضرورة ملحة ؛ وتكلمتُ عما يحتاجه الجسد البشري حتماً من هواء للتنفس وخاصة الأوكسجين ؛ وماء للشرب ؛ وغذاء ليقيم عوده ؛ وإخراج فضلات لا يحتاجها ؛ ثم راحة ونوم ، وهذه تتطلب إشباعاً حتمياً وإلا هلك الإنسان .. وأكمل اليوم عن غرائز الإنسان! فـ الغرائز صفات اساسية في خَلق الإنسان ، وفي تركيبته البشرية الأصلية ، وتحتاج إلى إشباع غير ضروري وغير حتمي أو ملح .. وتتنوع الغرائز عند الإنسان إلى : 1 . ) غريزة التدين .. ومِن مظهرها الاحترام القلبي الشديد والتقديس والتبجيل والتوقير .. وهذه الغريزة ، تظهر بشُعُور الإنسان بحالة الضّعف ، والاحتياج ، والعجز ، سواء أكان ذلك أمام ظواهر الطّبيعة ، أم الظّواهر الاجتماعية ، أم من ظاهرة شُعُور الإنسان باحتياجه لصلة نفسه مع جهة قادرة وقوية ، تؤمن له الحماية والعناية ، فيتولد عنده مظاهر التّدين ، من تقديس وتعظيم ، وخشية ، ورغبة ، ورجاء ، ودعاء ، والتّجاء ، وتذلل ، وخضوع ، وحب ، وكره ، وخوف .. الخ .. ليحصل الإنسان على التّوازن الروحي والاطمئنان النّفسي ، ولذلك يقول الفلاسفة : „ إن الإنسان كائن متدين بالفطرة “ ، والدِّين ضرورة نفسية له .. تتطلب إشباعاً غير حتمي . 2 . ) غزيزة البقاء .. و مِن مظهرها التملك .. وميل الكائن الحي إلى التّجمع ؛ والانضمام لجماعة من نوعه وجنسه ، واجتناب الخطر ؛ نحو : الأماكن المرتفعة والنّار ، والقتال ؛ للدّفاع عن حياته .. 3. ) غريزة النوع .. ومِن مظاهرها الأمومة ؛ والأبوة ؛ والاخوة ؛ والميل الجنسي : ميل الذكر للأنثى وميل الأنثى للذكر . وهذه الغرائز مجتمعة أو متفرقة لا تتطلب إشباعا ضرورياً أو حتمياً ، بل تتطلب فقط إشباعاً ؛ وعند إثارتها ملحاً ، فإذا حدث هذا الإشباع : هدأ الجسد ؛ وفتر البدن ؛ واستراحت الروح ؛ وسعدت النفس ، فـ عدم إشباع الغرائز يؤدي إلى حالة من عدم التوازن وعدم الاستقرار النفسي والقلق الروحي والضيق أو الاكتئاب ؛ وهذه جميعها إن لم تُشبع لن تؤدي إلى موته أو هلاكه ؛ أو تلف اجهزته الحيوية في بدنه أو اعضاءه ، وتصلح أن تشبع الغريزة بآحدى مظاهرها . والإشباع إما أن يكون : أ . ) إشباعا سويا طبيعيا أو : ب . ) إشباعا خاطئا .. في حالة ميل الذكر للأنثى .. ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين﴾ . أو آتيان المرأة في دبرها .. أو آتيان البهائم .. أو : ج . ) إشباعا شاذاً .. في حالة ميل الذكر للذكر .. ﴿ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُون ﴾ . ثم يتم تأكيد الأمر السابق بالقول : ﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُون﴾ ﴿ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُون﴾ . أو ميل ذكر بالغ لذكر قاصر : صبي .. طفل.. أو ميل الأنثى لأنثى مثلها : السحاق . إذ فيها [(الغريزة)] قابلية للخير ؛ والقابلية للشر : هذا .. وفق وجهة النظر في الحياة ؛ سواء النظرة المادية للأشياء ، أو أن الأشياء مخلوقة لخالق أوجدها من عدم ؛فأوجد هذا الخالق نظاماً يسيير حياة الإنسان في الدنيا ليصل إلى بر النجاة في الدنيا والآخرة .. أو وفق مجموعة مقاييس القيم في المجتمع ؛ وتبعا للقناعات بناءً على الإيمان والعقيدة وفق رسالة السماء ، أو الإلحاد والحرية بدون قيود وبلا شروط .. ومجموعة القيم والقناعات والمقاييس إما موروثة عن الأجداد .. ﴿ .. قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا ﴾ .. أو وفق نوع التربية السليمة في الأسرة : الأباء والأمهات والتلقي الصواب في المجتمع ، أو مكتسبة نتيجة القراءة الصحيحة والعلم القطعي الدلالة والمراجعة بفكر صائب ووعي مستنير ، فــ الغريزة لا تجبر الإنسان على توجيهها للخير أو على توجيهها للنشر ، فليس لها إرادة على الجسد أو أعضائه ، بل الإنسان يشبع مظهر من مظاهر غرائزه وفق مقياس بعينه : عند فريق يسميه : الحلال والحرام ؛ وعند فريق آخر وفق وجهة نظره للحياة : الحرية دون قيد أو شرط .. فـ الإنسان الذي لا يؤمن بآله ليس لديه شعور بالدين أو تقديس الآله وقد يظل على إنكاره أو كفره أو إلحاده طوال حياته من دون تلف عضوي مادي لأجهزته الحيوية أو أعضاءه البدنية في حياته الدنيا .. والفقير لن يموت لفقره وإن ملكَ القليل ؛ والغني لن يطول عمره لما يملك الكثير .. المسألة التي نحن بصددها ونبحثها : مسألة النكاح ؛ الزواج : إذ - يستطبع الإنسان أن يمتنع عن ممارسة الجنس اشهراً أو سنوات أو حتى طوال عمره سواء أكان رجلا [( يسوع الفلسطيني الناصري .. محمد بن جرير الطبري .. إسحاق نيوتن .. فولتير : فرانسوا ماري آروويه (François-Marie Arouet)) ويُعرف باسم شهرته : (Voltaire) .. إيمانويل كانط.. Immanuel Kant )] أو امرأة .. والمرأة العاقر التي لا تعلم شيئا عن الأمومة لن تموت ؛ كذلك الرجل العاقر .. - والجائع أو العطشان أو المتعب المرهق لا يفكر في الجنس الآخر .. وقد انتشر في العصر الحالي تصور لحرية الجنس بل فوضوى جنسية بكل ما تعبر عنه الحيوانية بل أضل؛ ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179] ، بل إن الحيوانات أكثر سموًّا من هذا التصور الذي ينادي به مجتمع „ الميم “ كما يسمونه ، ويشرعون له الحقوق ، ويُلزمون بها الآخرين ، ومن يرفض ذلك يعتبر عدوًّا للإنسانية كما يدَّعون ، ويُسخَّر لهذا الفكر كل وسائل النشر والإمكانات. لقد عبَّر كلٌّ من „ فرويد “ و „ ماسلو “ عن هذا الفكر منذ قرن من الزمان في الفكر الماسوني لتدمير البشرية ، وهو يدرَّس كعلم في الجامعات والمدارس ، تحت ما يسمى علم النفس ، وللأسف إن هذا يدرس في بلاد العالم الإسلامي بنفس الفكر ، دون رويَّة ولا تدبر لِما يُحاك للبشرية. إثارة الشهوات : يضع نظام „ إجتماع الرجل بالمرأة “ في الإسلام ميل الذكر للأنثى على رأس قائمة الشهوات ؛ وليس على سبيل الذم بل على سبيل التقرير .. فـ لقد شاءت إرادة الله أن يخلق الإنسان ويجعل له حاجات ، يحتاج إليها لبقاء حياته ، ولذلك فَقَدْ زيَّنها له في نفسه حتى يُقبِلَ عليها ويُشبِعها ؛ وقد عبر عنها القرآن الكريم بأنها شهوة فنطق القرآن يقول : ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء .. ﴾ .. وفي حادثة ذكرها القرآن المجيد تخبر عن ميل الأنثى للذكر فـ نطق يقول : ﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ﴾ .. ﴿ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ﴾ .. وهذا الميل الطبيعي المغروس في التركيبة الأصلية البشرية يوليه النظام الإجتماعي في الإسلام عناية خاصة ؛ ويعطي أحكاماً عملية شرعية توافق أصل التركيبة البشرية للإنسان ومتطلباته واحتياجاته لكافة الحالات ؛ إذ هو [(نظام الإسلام )] طراز خاص من العيش ؛ وطريقة معينة في الحياة ؛ وكيفية عملية لإشباع كافة احتياجات وعلاج كل متطلبات الإنسان ؛ فلا يهمل جانب على حساب جانب ؛ ولا يرفع من قيمة ويخفض من آخرى .. فيأتي التفصيل الكافي [(وحياً : قرآنا وسنة )] والوافي والشامل لعلاج هذا الجانب من حياة البشر على الأرض ، إذ أن الخالق هو الأعلم بما صنعه فخلقه ﴿أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير﴾ .. فالحاجة شهوة تتولد داخل الإنسا ن، تزول بمجرد إشباعها وتنتهي ؛ لذلك يعرفها علماء النفس بأنها حالة من النقص أو الاضطراب الجسمي والنفسي ، إن لم تلقَ من الفرد إشباعًا بدرجة معينة ، فإنها تثير لديه نوعًا من الألم أو التوتر أو اختلال التوازن ، سرعان ما يزول بمجرد إشباع الحاجة. فالإنسان في فطرته وفي خلقته هذه الشهوات ، وهي جزء من تكوينه الأصيل وهي ضرورية لحياته ؛ كي تنمو وتطرد ، فهي شهوات مستحبة مستلذة ، ليست مستقذرة ، ولا كريهة ، والآية الكريمة السابقة تؤكد ذلك ، وهنا يمتاز الإسلام بمراعاته للفطرة البشرية السوية وقبولها بواقعها ومعالجتها ؛ لأن هذه الشهوات عبارة عن دوافع عميقة في الفطرة لا تُغلب ، وهي ذات وظيفة أصيلة في كيان الحياة البشرية ، لا تتم إلا بها ، ولم يخلقها الله في الفطرة عبثًا. فعلى الإنسان أن يعرف أن لبدنه عليه حقًّا ، وعليه أن يمتع نفسه بطيبات الحياة ، وألَّا يحرم ما أحله الله ، وما أحله الله يشمل كل ما تتطلبه البنية الصحيحة السوية من لذة ومتاع : ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ . ولو أن علماء المسلمين في معالجة مشاكل الواقع الحالي رجعوا إلى كتاب ربهم الذي فيه الهدى كل الهدى ، لوجدوا فيه ضالتهم ، .وشرحوا سُنة نبيهم لاستراح الجميع : مَن يؤمن بالإسلام ومن يعارضه . بيد أن موقظات الشهوة تتعدد وتكثر عوامل اثارتها .. فتوجد عوامل داخلية تنبع من الشخص ذاته ؛ كما توجد عوامل خارجية ومؤثرات مادية وذهنية تتصل بحواس الانسان ، ويحدد ذلك كله ما لدى الانسان من معارف سابقة ومعلومات تراكمية وما لديه من مفاهيم وقيم ومقاييس متعلقة بكل الأمور. فالشهوةُ تنشط عند بلوغ الانسان سناً معينا من العمر يختلف قليلا من فرد الى آخر ، ويعرف ذلك بـ : ” سن البلوغ“ حيث تبدأ غدد معينة تَنشط في الجسم بافراز أنواع من الهرمونات التي تُنشط نمو أعضاء الجهاز التناسلي ؛ الذكري والأنثوي فـ توزع الدهن تحت الجلد والثديين والعضلات ويتغير الصوت مميزا الشاب عن الفتاة ، ويبدأ الذكر بالاحتلام والأنثى بالحيض. وعند تلك المرحلة أو بعدها يستطيع الانسان ان يثير شهوته بمجرد التفكير والتخيل من دون وجود مؤثر خارجي يدفعه الى ذلك ، وهو بذلك يحصل على نوع من اللذة بمجرد اثارة شهواته جزئيا ، حتى ان بعض الشباب والشابات يقوم بممارسة : ” العادة السيئة “ لاشباع تلك الشهوة التي أثارها في نفسه بنفسه ، وبعضهم يلجأ الى بعض أنواع التصرفات الشاذة للحصول على نوع من اللذة يرضيه جزئيا فيكرر ذلك حتى يعتاده ويصبح نوعا من المرض صعب المداواة والعلاج. أجهزة الاستقبال أما المؤثرات الخارجية ومثيرات الشهوة فإنها ترتبط بأجهزة الاستقبال لدى الانسان ، أي : الحواس ، ويوضع على رأسها : البصر ؛ والسمع ؛ والجلد أي : حاسة اللمس ، فالعين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها السمع وكذلك الأيدي والأرجل. ويأمر الاسلام المؤمنين رجالا ونساء بغض البصر : ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ .. ﴾.. ﴿ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ﴾ .. ﴿ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ ﴿ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ .. ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ .. ﴿ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ﴾ .. ثم يعدد مَن هم أصحاب الاستثناء في اثني عشر شخصاً .. ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام:”زنا العينين النظر“ [(متفق عليه)] ؛ أما قوله : ” النظرة سهم من سهام إبليس“ ؛ قلت(الرَّمَادِيُّ ) هذا حديث قدسي لا ينسب للنبي وهو ضعيف واه ؛ كما نهى اثنتين من نساءِه [(أم سلمة وميمونة رضي الله تعالى عنهما)] .. أن تنظرا الى الأعمى قائلا: ” أفعمياوان أنتما “ ومدار الحديث على نبهان مولى أم سلمة وقد ضعفه بعض العلماء وصححه أخرون ، ويأمر الاسلام الرجال والنساء على السواء بستر عوراتهم ؛ وعدم التعري أمام الآخرين رجالا أو نساء ، وأمر النساء بالخمار ، وبالحجاب في حالات معينة ، وعبر عن أجزاء الجسد التي يجب سترها بأنها ” سوءة“ وبأنها ”عورة“ ، فيقول سبحانه وتعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُون﴾ ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا ﴾ .. وقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن التجرد الكامل من الملابس بين الزوجين : ”... ولا يتجردا تجرد العيرين “ [حديث : ضعيف الإسناد ، لا تقوم به حجة ، ولا يثبت بمثله حكم] .. فلا حرج في عدم التستر .. (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ). ابحاث لمجتمع خامل .. ثم يليه : 3 /3 ( فِطْرَةُ اللَّهِ ) .. و3 /4 : : ( صِبْغَةُ اللّهِ ) .. ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ الجمعة : ٢۰ شوال ۱٤٤٦~ 18 ابريل 2025 م. |
رد: النظام الاجتماعي في الإسلام! سُنَنُ الفِطرة يمكن القول بمصداقية شديدة أن نبي الإسلام هو أول من وضع الخطوط العريضة الواضحة في مسألة „ النظافة الشخصية “ للإنسان ، أو ما يسمى اليوم بـ „ الطب الوقائي “ ؛ „ Hygienemaßnahme “ والذي عُرف في بلاد الغرب المتمدن فقط منذ أكثر من خمسين عاماً .. وأعود وأكرر أنني لا أميل إلى القول : „ بأن بضاعتنا ردت إلينا “ ، فـ نحن قد وصلنا إلى النظافة الشخصية أو الطب الوقائي عن طريق الوحي ؛ والغرب المتمدن وصل إليها عن طريق الظن والمختبرات والملاحظة والعلم والطب . وقد اختار الله لأنبيائه صلوات الله وسلامه وبركاته عليهم جميعاً .. اختار سُنناً وخِصالاً وهيئات ؛ وأمرنا بالاقتداء بهم فيها ؛ وجعلها من قبيل الشعائر التي يكثر وقوعها ليعُرف بها أتباعهم ومَن يسير وفق هداهم ويلتزم طريقهم ؛ فـ تميزوا بها عن غيرهم من البشر ، وهذه الخصال تسمى سُنَنُ الفِطرة ، وَأَمَّا الْخِصَالُ الْوَارِدَةُ فِي الْمَعْنَى لَكِنْ لِمْ يَرِدِ التَّصْرِيحُ فِيهَا بِلَفْظِ الْفِطْرَةِ فَكَثِيرَةٌ ، مِنْهَا ما جاء - عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « „ أَرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ : الْحَيَاءُ ؛ وَيُرْوَى : الْخِتَانُ ، وَالسِّوَاكُ ، وَالتَّعَطُّرُ ، وَالنِّكَاحُ “ » . - وَ مِنْ طَرِيقِ فُلَيْحِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الْخَطْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَفَعَهُ : « „ خَمْسٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ .. “ » ؛ فَذَكَرَ الْأَرْبَعَةَ الْمَذْكُورَةَ إِلَّا النِّكَاحَ وَزَادَ : « „ الْحِلْمَ وَالْحِجَامَةَ “ » ؛ وَقَالَ تَعَالَى : ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ﴾ .. قَالُوا : وَفَّى جَمِيعَ مَا أُمِرَ بِهِ . وَقَامَ بِجَمِيعِ خِصَالِ الْإِيمَانِ وَشُعَبِهِ ، وَكَانَ لَا يَشْغَلُهُ مُرَاعَاةُ الْأَمْرِ الْجَلِيلِ عَنِ الْقِيَامِ بِمَصْلَحَةِ الْأَمْرِ الْقَلِيلِ ، وَلَا يُنْسِيهِ الْقِيَامُ بِأَعْبَاءِ الْمَصَالِحِ الْكِبَارِ عَنِ الصِّغَارِ ، فــ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ﴾ .. قَالَ : ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِـ „ الطَّهَارَةِ “ : - خَمْسٌ فِي الرَّأْسِ ، وَ : - خَمْسٌ فِي الْجَسَدِ ؛ فَـ أَمَّا الَّتِي فِي الرَّأْسِ : - „ قَصُّ الشَّارِبِ “ ، وَ : - „ الْمَضْمَضَةُ “ ، وَ : - „ السِّوَاكُ “ ، وَ : - „ الِاسْتِنْشَاقُ “ ، وَ : - „ فَرْقُ الرَّأْسِ “ .. وَأَمَّا الَّتِي فِي الْجَسَدِ : - „ تَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ “ ، وَ : - „ حَلْقُ الْعَانَةِ “ ،وَ : - „ الْخِتَانُ “ ،وَ : - „ نَتْفُ الْإِبِطِ “، وَ : - „غَسْلُ أَثَرِ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ بِالْمَاءِ “ . خِصَالِ الْفِطْرَةِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْفِطْرَةُ خَمْسٌ .. أَوْ .. خَمْسٌ مِنْ الْفِطْرَةِ : ثُمَّ فَسَّرَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْخَمْسَ فَقَالَ : : " ۱ " الْخِتَانُ. وجاء بصيغة : الِاخْتِتَانُ : " ٢ " الِاسْتِحْدَادُ وَ : " ۳ " تَقْلِيمُ [(قَصُّ )] الْأَظْفَارِ وَ : " ٤ " نَتْفُ الْإِبِطِ وَ : " ٥ " قَصُّ الشَّارِبِ". .. أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ : عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ : وَ : " ٦ " إِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ وَ وَأَعْفُوا اللِّحَى وَفِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى ( وَأَوْفُوا اللِّحَى ) : " ٧ " السِّوَاكُ وَ : " ۸ " اسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ وَ : " ٩ " غَسْلُ الْبَرَاجِمِ .. وَ كَانَتِ الْعَرَبُ لَا تَغْسِلُ الْيَدَ عَقِبَ الطَّعَامِ فَيَجْتَمِعُ فِي تِلْكَ الْغُضُونِ وَسَخٌ ، فَأَمَرَ بِغَسْلِهَا . : "۱۰" حَلْقُ الْعَانَةِ وَ : " ۱۱ " انْتِقَاصُ الْمَاءِ .. [( عند أبي داوود:" يَعْنِي الِاسْتِنْجَاءَ بِالْمَاءِ ". )] وجاء بصيغة : الِانْتِضَاحُ.. : نَضْحُ الْفَرْجِ بِمَاءٍ قَلِيلٍ بَعْدَ الْوُضُوءِ لِيَنْفِيَ عَنْهُ الْوَسْوَاسَ .. قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ : " ۱٢ " الْمَضْمَضَةَ : " ۱۳" النِّكَاحُ .. : " ۱٤" وجاء بصيغة : الْحَيَاءُ : وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ „ أَنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ “ : " ۱٥" „ فَرْقُ الرَّأْسِ “ : " ۱٦" „ غَسْلُ أَثَرِ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ بِالْمَاءِ “ . وهِيَ تلك الْمَوَاضِعُ الَّتِي تَتَّسِخُ وَيَجْتَمِعُ فِيهَا الْوَسَخُ! : " ۱٧" الْحِلْمَ وَ : " ۱۸" الْحِجَامَةَ .. .. مَجْمُوعُ الْخِصَالِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ خَمْسَ عَشْرَةَ : " ۱٥" : خَصْلَةً .. وَذَكَرَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ أَنَّ خِصَالَ الْفِطْرَةِ تَبْلُغُ ثَلَاثِينَ : " ۳۰" : خَصْلَةً ، فَإِذَا أَرَادَ خُصُوصَ مَا وَرَدَ بِلَفْظِ الْفِطْرَةِ فَلَيْسَ كَذَلِكَ ، وَإِنْ أَرَادَ أَعَمَّ مِنْ ذَلِكَ فَلَا تَنْحَصِرُ فِي الثَّلَاثِينَ بَلْ تَزِيدُ كَثِيرًا .ثم : : " ۱۸ " وَالتَّعَطُّرُ،. .. إِنَّ مُعْظَمَ هَذِهِ الْخِصَالِ لَيْسَتْ بِوَاجِبَةٍ عَنْدَ الْعُلَمَاءِ ، وَفِي بَعْضِهَا خِلَافٌ فِي وُجُوبِهِ كَــ الْخِتَانِ وَالْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ .. وحَدِيثُ أَنَسٍ : « „ وَقَّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ وَنَتْفِ الْإِبْطِ وَحَلْقِ الْعَانَةِ لَا يُتْرَكُ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً “ » فَـ مَعْنَاهُ لَا يُتْرَكُ تَرْكًا يَتَجَاوَزُ بِهِ أَرْبَعِينَ لَا أَنَّهُمْ وَقَّتَ لَهُمُ التَّرْكَ أَرْبَعِينَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .. و عَنْ أَحْمَدَ قَيلْ له : „ يَأْخُذُ مِنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ أَيَدْفِنُهُ أَمْ يُلْقِيهِ ؟ “ ؛ قَالَ : „ يَدْفِنُهُ “ ؛ فـ قيلْ له : „ بَلَغَكَ فِيهِ شَيْءٌ ؟ “ ؛ قَالَ : „ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَدْفِنُهُ “ .. وَرُوِيَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « „ أَمَرَ بِدَفْنِ الشَّعْرِ وَالْأَظْفَارِ “ » ؛ وَقَالَ : « „ لَا يَتَلَعَّبُ بِهِ سَحَرَةُ بَنِي آدَمَ “ » .. وَقَدِ اسْتَحَبَّ دَفْنَهَا لِكَوْنِهَا أَجْزَاءَ مِنَ الْآدَمِيِّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .. وَيَتَعَلَّقُ بِهَذِهِ الْخِصَالِ مَصَالِحُ دِينِيَّةٌ وَدُنْيَوِيَّةٌ تُدْرَكُ بِالتَّتَبُّعِ ، مِنْهَا : - تَحْسِينُ الْهَيْئَةِ ، وَ: - تَنْظِيفُ الْبَدَنِ جُمْلَةً وَتَفْصِيلًا ، وَ : - الِاحْتِيَاطُ لِلطَّهَارَتَيْنِ ، وَ : - الْإِحْسَانُ إِلَى الْمُخَالَطِ من الناس في العمل والطريق ، وَالْمُقَارَنِ من زوج وأفراد العائلة بِكَفِّ مَا يَتَأَذَّى بِهِ مِنْ رَائِحَةٍ كَرِيهَةٍ ، وَ : - مُخَالَفَةُ شِعَارِ الْكُفَّارِ مِنَ الْمَجُوسِ ؛ وَمِن عُبَّادِ الْأَوْثَانِ .. وَمِن شِعَارِ أهل الكتابين الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، وَ : - امْتِثَالُ أَمْرِ الشَّارِعِ ، وَ : - الْمُحَافَظَةُ عَلَى مَا أَشَارَ إِلَيْهِ قَوْلِهِ تَعَالَى : وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ﴾ لِمَا فِي الْمُحَافَظَةِ عَلَى هَذِهِ الْخِصَالِ مِنْ مُنَاسَبَةِ ذَلِكَ ، وَكَأَنَّهُ قِيلَ قَدْ حَسُنَتْ صُوَرُكُمْ فَلَا تُشَوِّهُوهَا بِمَا يُقَبِّحُهَا ، أَوْ حَافِظُوا عَلَى مَا يَسْتَمِرُّ بِهِ حُسْنُهَا ، وَفِي الْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا مُحَافَظَةٌ عَلَى الْمُرُوءَةِ وَعَلَى التَّآلُفِ الْمَطْلُوبِ ، لِأَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا بَدَا فِي الْهَيْئَةِ الْجَمِيلَةِ كَانَ أَدْعَى لِانْبِسَاطِ النَّفْسِ إِلَيْهِ ، فَيُقْبَلُ قَوْلُهُ ، وَيُحْمَدُ رَأْيُهُ ، وَالْعَكْسُ بِالْعَكْسِ . .. فلا ابالغ حين اقول أن إسلام النبي محمد خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين ورسول رب العالمين للخلائق أجمعين .. أن الإسلام خاتم الرسالات : - طراز خاص من العيش و : - كيفية معينة في الحياة و: - طريقة خاصة في المعاملات - ونظام حياة يشمل كافة نواحي حياة الإنسان .. لذا فيقول الخاتم عليه السلام : « „ خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ “ » ؛ « „ خَالِفُوا الْمَجُوسَ “ » ؛ وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ " ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَجُوسَ فَقَالَ : « „ إِنَّهُمْ يُوفُونَ سِبَالَهُمْ ، وَيَحْلِقُونَ لِحَاهُمْ فَخَالِفُوهُمْ “ » ؛ قلت( الرمادي ) : والظاهر عندي أن هذه الخصال .. سنن الفطرة .. سنن المرسلين تحتاج إلى تَفْصِيلٍ .. فمن بعد إذنه تعالى ذكره أرحله إلى موضعه إثناء بحوث أبواب النكاح حُرِّرَ في العام ١٤٤٦ الْهِجْرِيَّ : ٢٤ / شوال ~ 22 أبريل 2025م الْمَجَالِسُ السَّنيَّةُ الْنَّدِيَّة المتعلقة بـ (.أبواب كِتَابُ النِّكَاحِ .. الرَّمَادِيُّ.) ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ). |
صبغة الله! صبغةُ اللهِ ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾. باقةٌ زاهرةٌ من آيات الذكر الحكيم أبدءُ بها الفصل الرابع من هذا التمهيد لموضوع الزواج .. النكاح ومكملا للفصل الثالث : (. فِطْرَةُ اللَّهِ .) ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون ﴾ ﴿ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِين ﴾ ﴿ وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون ﴾ ﴿ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِين ﴾ ﴿الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُون ﴾ ﴿ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ ﴿ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ ﴾ :" وَالْفَطْرُ لغةً : الِابْتِدَاءُ وَالِاخْتِرَاعُ. ". : " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كُنْتُ لَا أَدْرِي مَا ﴿ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ ، حَتَّى أَتَانِي أَعْرَابِيَّانِ يَخْتَصِمَانِ فِي بِئْرٍ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا [ لِصَاحِبِهِ ] : أَنَا فَطَرْتُهَا ، [ أي ] أَنَا بَدَأْتُهَا .. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا : ﴿ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ .. وَالْفَاطِرُ: الْخَالِقُ .. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ ﴿ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ فَهُوَ : خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " . أي:" خَالِقِهَا وَمُبْدِعِهَا عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَبَقَ ، ". فالذي خلق الإنسان وركب فيه حاجاته العضوية ؛ والتي تستلزم الإشباع الضروري والحتمي .. وإلا هلك الإنسان ومات .. كما غرز فيه غرائز متعددة تحتاج لإشباغ غير حتمي وليس بالضروري .. هذا الخالق الواجد المنشأ المنعم الرازق خلق الإنسان على فطرةٍ ؛ بيد أنها تتعدل وتتغير وفقاً لاسلوب التربية وطريقة التعليم وكيفية التلقين .. ومتمماً لمسألة الفطرة أتكلم بتوفيقه عن مسألة صبغة الله .. .. فـ صبغة الله يراد بها : (. ۱ .) ما قال ابن عباس :" دين الله ، فهذا الدين سماه صبغة ؛ لأنه يظهر أثر الدين على مَن يتمسك بأحكامه ويتقيد بعقيدته كما يظهر أثر لون الصبغ على أنسجة الثوب ، وقيل لأن المتدين يلزمه ولا يفارقه ، كـ الصبغ يلزم الثوب ". أو كما : (. ٢ .) قال مجاهد: فطرة الله ، والمعنى قريب من الأول ، وقيل: (. ۳ .) : سنة الله وقيل : (. ٤ .) إن الصبغة المقصودة في الآية الكريم هي : الختان . فـ أراد به الختان لأنه يصبغ صاحبه بالدم ؛ قال ابن عباس موضحاً هذه الجزئية من التأويل والشرح : هي أن النصارى [( أهل كتاب سماوي )] إذا ولد لـ أحدهم غلام فـ أتى عليه سبعة أيام غمسوه في ماء لهم أصفر .. يقال له :" المعمودي " .. وصبغوه به لـ يطهروه بذلك الماء مكان الختان ، فإذا فعلوا به ذلك قالوا: " الآن صار نصرانياً حقاً .. " .. فـ أخبر الله أن دينه الإسلام لا ما يفعله النصارى ! وقيل: (. ٥ .) إن الصبغة هي : الاغتسال لمن أراد الدخول في الإسلام ، بدلاً من معمودية النصارى .. فـ صبغة الله ؛ من حيث التأويل : أي: ألزموا صبغة الله ، وصبغته هي دين الإسلام ، على ما جاء في عبارات السلف ؛ كما بينتُ .. فمن جاء مِن بعدهم في تفسير هذه الصِبغة ، إلا أن ذلك يرجع إلى معنىً واحد ، كـ قول من قال: بـ أن صبغة الله هي الإسلام ، ومَن قال: بـ أن صبغة الله هي فطرة الله ، فـ الفطرة هي الإسلام : ﴿ خلقت عبادي حنفاء﴾ . وكذلك قول مَن قال: بأن فطرة الله هي دينه ، فـ دينه هو الإسلام ، ونحو ذلك من العبارات المتقاربة ، فـ هذا من قبيل اختلاف التنوع. " .. فـ قوله: ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ﴾ أي: الزموا صبغة الله الذي هو دينه .. وذلك يقتضي القيام به على أكمل الوجوه ، بالتحقق بعقيدته الواضحة الراسخة وإيمانه الجلي وبـ أعماله الظاهرة والباطنة في الحياة الدنيا ، وما يتصل بـ أعمال القلوب ، وما متعلق بـ أعمال الجوارح ، في كل الأحوال والأوقات والأزمنة ، حتى يكون لكم .. يا مَن تؤمن بالإسلام عقيدةً وأحكاماً .. كـ الصِبغ في الثوب ، بحيث يتخلل ويتغلغل في أعماق النفس فيشمل الروح والبدن ، وتصطبغ به الجوارح والأعضاء ، ويظهر أثره على أهله ، والمتمسكين به ، كـ ظهور أثر الصِبغ على الثوب .. فـ ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ ﴾ قيل للدين الذي نزل وحيا : صِبغة ؛ لأنه يصبغ أهله وأتباعه بحيث يظهر أثره على جوارحهم وأعضائهم وأحوالهم وأوقاتهم وأعمالهم ومُعاملاتهم وأخلاقهم وحتى زيهم ولابسهم ، ويظهر أيضًا على وجوههم ، بإشراق الوجه ، واستنارته ؛ وذلك حينما يستنير القلب بهداية الإسلام ، ويُشرق بنور الله تبارك وتعالى فـ الله جلَّ وعلا هو الذي يقول : ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ ﴾ يعني: هداه في قلب المؤمن ﴿ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ﴾ .. فـ هذا القلب يستنير بنور الله تبارك وتعالى فـ يستنير الوجه ، وتظهر أنوار الهداية والإيمان بـ قدر ما يقوم في القلب من هذه الأنوار ، وكذلك أيضًا تظهر هذه الآثار والأنوار على الجوارح والأعضاء ، والنبي الكريم ﷺ قال فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى في الحديث المشهور : « „ من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته : كنتُ سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينَّه ، ولئن استعاذني لأعيذنَّه. “ » ؛ فـ حينما يصطبغ بصبغة الله عزَّ وجلَّ يكون الله تبارك وتعالى بهذه المثابة بالنسبة إليه : « „ كنتُ يده التي يبطش بها “ » ؛ بمعنى: أنه لا يُحرك ولا يبطش إلا وفق مرضاة الله ولا يمشي برجله خطوة واحدة إلا فيما يكون رضًا لربه تبارك وتعالى فيكون عمله في رضاه ، وتكون أنفاسه في طاعته ، فيكون مُستغرقًا العمر كله وكافة الأنفاس وجميع اللحظات في طاعة ربه ورضا مليكه وخالقه ومولاه جلَّ جلاله وتقدست أسماؤه وحينما يصطبغ القلب والعبد بصبغة الله تبارك وتعالى فإن ذلك لا بد أن يُرى عليه أثره ، بقدر ما يحصل من هذا الصبغ ، فإن أثر الصبغ يظهر ولا بد ، ومن هنا يتميز المؤمن بـ سمته وهديه ودله ، ويتميز بمعاملاته وتصرفاته وأخلاقه ، ويتميز بلباسه وهندامه ومظهره ، فإذا رآه أحد ميَّزه وعرفه من بين ملايين البشر .. فيقول : أن هذا من أهل الإيمان ، فإذا قويَّ ذلك وتمكنت منه التقوى فإن ذلك يُعرف بوجهه ، بل لقد قال الحافظ ابن القيم رحمه الله بـ: أن أهل الفراسة يعرفون ثوب التقي الصالح من ثوب غيره ، ولو لم يكن عليه ويرتديه ، يعني : ولو لم يكن لابسًا له ، ثوب مُعلق لإنسان صالح ، وثوب مُعلق لإنسان فاسق ، يُعرف أن هذا الثوب لإنسان من أهل الصلاح ، وهذا لإنسان من أهل الفساد ، هذا في الثوب والهندام واللباس .. فــ كيف بالإنسان ذاته ؟ . ولذلك لا يمكن بحال من الأحوال أن يدعي أحد الإيمان ، ويعزوا ذلك إلى قلبه ، وأنه قد استقر فيه ، ثم بعد ذلك لا يظهر شيء من ذلك عليه من حيث : - المعاملة فاسدة ، و - اللسان فاسد ، و - الأعمال فاسدة ، و - الجوارح فاسدة ، و - الوجه مُظلم ، و - اللباس ليس بلباس أهل الإيمان ، إذا رأيته لم تُميز هل هذا من البوذيين أو من المشركين أو من غيرهم ؟ وهل هذا ممن لا دين له أصلاً كـ الملاحدة؟ . فـ المظهر والهيئة والصورة لا تدل أبدًا على أن هذا من أهل الإيمان ، فضلاً على كونه من أهل الصلاح إطلاقًا ، في لباسه يتشبه بمن لا خلاق لهم ، وفي هيئته وأعماله وتعاملاته كذلك ، هذا حينما يحصل المسخ ويحصل تصحر الإيمان وغيابه في قلب الإنسان ، فيحصل انحسار آثار الإيمان على جوارح العبد وأعضاءه ومظهره وهندامه وأعماله وتعاملاته ولسانه وأخلاقه ، فيكون حاله ربما أسوء في ظاهره من حال من لا يؤمنون بالله ، ولا باليوم الآخر ، فيصدر عنه من الأقوال والأفعال ما يكون فتنة لغيره ، فيكون صادًا عن سبيل الله لأنه ينتسب إلى الإسلام اسمًا ، ولكن هو أبعد الناس عن امتثال احكامه وشرائعه وابعد الناس عن منهاجه وطريقته . وهكذا .. المرأة حينما تصطبغ بصبغة الله .. فإن ذلك يظهر عليها في حشمة وحياء ووقار وحجاب ولباس ضاف وساتر ومانع لكشف عورتها أو تفاصيل بدنها ، وليس فيه عبث ولا تلاعب ، وليس فيه أي لون من ألوان التبرج بزينة تظهر فيه ، أو بمزاولات وتصرفات تتصرفها هذه المرأة ؛ لتُلفت أنظار الرجال بهذا الحجاب ، فإن ذلك من صبغة الله .. فتكون المرأة ذات قرار ووقار وحشمة وحياء وستر ، فتكون في حال من الجلال والبهاء والرفعة والسمو والسناء ، كما قال الله : ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى ﴾ ؛ يعني: أقرب : ﴿ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ﴾ . يعني: يُعرف أنها حُرة ، فلا يطمع بها ضعفاء النفوس أو يطمع فيها أهل الأهواء ، فإن الحُرة تكون ضافية الثياب ، ومحتشمة ومستترة غاية الاستتار ، بخلاف الكاشفة المُتبذلة فتكون في جلالها وفي حجابها الأسود ذات مهابة وجلالة ، كما نرى هذه الجلالة والمهابة التي تكسو بيت الله وكعبته المشرفة بمكةَ المكرمة ، في حجابها الأسود ، فإنه يزيدها بهاءً وجلالة وقُدسية وعظمة. فالمرأة المسلمة حينما تحتجب فإن ذلك يزيدها بهاءً وجمالاً وحشمة وعظمة ، وتفرض احترامها على غيرها ، بخلاف من كانت مُتبذلة كاشفة كـ الحلوى المكشوفة التي يقع عليها الذباب وتتساقط عليها الآفات وتعلوها الأقذار ، فلا تُقبل عليها النفوس ، ولا تطلبها ، بل تعافها وتمُجها ، هكذا إذا كان ذلك في حلوى ومطعوم ، فكيف بالنفوس والأرواح حينما تُشرق بالإيمان ، وتستنير بطاعة الله والعمل بمرضاته وفق ما يحبه الله ويرضى ، أو تبتعد عن ذلك .. قال النبي ﷺ: « „ كل مولود يولد على الفطرة .. فأبواه يهودانه .. أو يُنصرانه .. أو يمجسانه “ » .. ولم يقل: أو يُسلمانه ؛ لأنه يولد على الفطرة ، فصبغة الله هي دينه ، الزموا صبغة الله ، واتبعوها .. إذ لا يمكن المُفاضلة بين صبغة الله وصبغة غيره ، فـ لكل قوم صبغة ، وكما قال الشاعر: وَكُلُّ أُنَاسٍ لَهُمْ صِبْغَةٌ ... وَصِبْغَةُ هَمْدَانَ خَيْرُ الصِّبَغْ الشاهد أن صبغة الله لا تُقاس ولا تُقارن بغيرها .. .. صَبَغْنَا عَلَى ذَاكَ أَبْنَاءَنَا ... فَأَكْرِمْ بِصِبْغَتِنَا فِي الصِّبَغِ ـــــــــــــــــــــ (تمهيد لـ كِتَابُ النِّكَاحِ ) حُرِّرَ في العام ١٤٤٦ الهلالي الْهِجْرِيَّ ٢٦/ شوال ~ 24 ابريل / 2025م ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) |
الحرية! الحرية تحدثتُ عن الحاجات العضوية عند الآدمي ؛ وتكلمتُ عن غرائز الإنسان ثم فطرة الله في خَلقه وصبغته ؛ وأكمل في هذا التمهيد لموضوع الزواج مسألة الحرية المطلقة دون قيد أو شرط والتي تسبب شقاءَ الإنسان ، فمنذ لحظة الخلق الأولى : ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم﴾ ؛ ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ﴾ ثُمَّ ﴿ صَوَّرْنَاكُمْ ﴾ منذ تلك اللحظة تم أمران : [( 1 . ) الأول منهما : عملية تعليم آدم الأسماء كلها ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ﴾ ؛ كي يتحصل [( الإنسان الأول )] على معلومات عن الأشياء لـ يتمكن من التعامل معها ، و : [ ( 2 . )] الأمر الثاني : التكليف ؛ ويندرج تحت التكاليف الطلب والتنبيه والتعليم والتعليل والزجر فـ ينقسم التكليف عموماً إلى : [( أ . )] الأوامر بالقيام بـ : 1. ) الفعل : مثل قوله تعالى : 1 . 1. ) : { وَقُلْنَا يَا آدَمُ ﴿ اسْكُنْ ﴾ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } 1 . 2. ) : ﴿ وَكُلاَ ﴾ { مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا } 1 . 3. ) : { فَلَمَّا﴿ ذَاقَا ﴾ الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا } أو : 2 . ) التصرف: 2 . 1. ) : { وَيَا آدَمُ ﴿اسْكُنْ ﴾ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ : 2 . 2 . ) : ﴿ فَكُلاَ ﴾ { مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا }. 2 . 3 . ) : ﴿ وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ أو : 3 . ) القول : { قَالَ يَا آدَمُ ﴿ أَنبِئْهُم ﴾ بِأَسْمَآئِهِمْ } . والقسم الثاني من التكليف : [( ب . )] النواهي بترك 1. ) فعل ؛ أو 2 . ) قول ؛ أو 3 . ) تصرف : ﴿ وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ ﴾. ومن التنبيه والتعليم والتعليل والزجر قوله : { فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا : ﴿ عَدُوٌّ ﴾ { لَّكَ وَلِزَوْجِكَ } : ﴿ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ ﴿ فَتَشْقَى ﴾ }. وجاورهما [( أي عملية التعليم والتلقين ، و التكليف الأوامر والنواهي : )] : الفتنة والاختبار والامتحان والبلاء. مثل قوله : ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِين ﴾ .. ثم وضع العلاج الناجع : ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم ﴾ ومثل قوله : ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ﴾.. ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ ثم تلت عملية تعليم آدم .. ما آكده الخالق المُبدع المُنشأ على أمر التعليم في آخر رسالاته للبشر أجمعين ، فـ انزل أول آية من الذكر الحكيم على قلب آخر الأنبياء ومتمم المصطفين المرسلين مبعوث رب العالمين للعالمين وحياً بواسطة أمين السماء جبرائيل بقوله سبحانه وتعالى شانه : ﴿ اقْرَأْ ﴾ أي قراءة الكتاب المسطور والمحفوظ في الصدور ؛ هذا أولآً ، وثانياً : قراءة الكتاب الذي في الكون منشور : علم الإنسان كـ الطب بفروعه ؛ وعلم الحيوان : البيطري ؛ وعلم النبات ؛ والزراعة ؛ والهندسة ؛ والفضاء ؛ فقال : ﴿ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق ﴾ فالبحث في كل ما خلقه الله تعالى فطلب العلم واجب سواء أكان الشرعي وكل إنسان حسب حالته ؛ أو المدني لكل إنسان حسب قدراته ؛ ثم أعاد الأمر بقوله جلَّ وعلا : ﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَم ﴾ ثم جاء تبيان بقوله تعالى ذكره : ﴿ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم ﴾ ﴿ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم ﴾ ؛ ﴿ رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ ، فالإنسان محتاج إلى معلومات أولية عن الشئ ؛ كي يحسن التعامل معه وبالتجربة تحصل عملية خبرات تراكمية للمعلومات والتي هي جديدة عن الأولية فينشأ علم جديد أو ألة جديدة ، فبيَّن خالق الإنسان ومبدع الأشياء ومنشأ الحياة ومسير الكون ؛ خلقهم جميعاً على غير مثال سابق يحتذى به خلقها جميعاً من عدم أنه قال تعالى : ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ﴾ ولغياب تلك المعلومات الأولية عن الملآئكة ووجودها عند آدم : ﴿ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم ﴾ فجرى ما لم يكن في علم الملائكة ؛ إذ نطق القرآن : ﴿ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ ﴾ ﴿ فَــ .. أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ ﴾ .. ثم جرى تكريم آدم بقوله تعالى : ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ ﴾ ﴿ فَسَجَدُواْ ﴾ سجود تكريم وليس سجود عبادة ﴿ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى ﴾ ﴿ وَاسْتَكْبَرَ ﴾ ﴿ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِين ﴾ .. ثم جاء بعد التعليم والتكريم التكليف : أوامر ونواه : ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ ﴿ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾ إشباع الحاجة العضوية للإنسان ؛ ثم جاء النهي : ﴿ وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ ﴾ وبيَّن سبحانه جزاء القيام بالفعل ﴿ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِين ﴾ .. هذا بالنسبة للإنسان الأول ؛ الذي جعله خالقه ومبدعه ومنشأه : خليفة في الأرض ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ ﴾ ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ ﴾ ﴿ خَلِيفَةً ﴾ وصارت ذريته من بعده خلفاء في الأرض ؛ فأتى بمثال فقال : ﴿ يَا دَاوُودُ ﴾ ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ ﴾ ﴿ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ﴾ ﴿ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى ﴾ ﴿ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ . أما الإنسان الحالي أو بتعبير دقيق ذرية آدم فوضح القرآن المجيد عملية التعليم ؛ فنطق القرآن يقول : ﴿ وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ وبعد الخلق من عدم والايجاد ﴿ مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى ﴾ ﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى ﴾ جاء الجعل ﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ ﴾ أدوات التعليم فذكر : ﴿ الْسَّمْعَ ﴾ بالإفراد ﴿ وَالأَبْصَارَ ﴾ بالجمع ﴿ وَالأَفْئِدَةَ ﴾ بالجمع ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ﴾ . |
أم المسائل! .. وأم المسائل هي قضية الإيمان بآله واحد .. خالق .. آمر .. ناه .. ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِين ﴾ ﴿ أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ ﴾ ﴿ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ﴾ ﴿ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُون ﴾ .. وجعل للإنسان مطلق حرية الاختيار بين الإيمان به أو بين الكفر والإشراك والإلحاد فبين سبحانه وهو الرؤوف بعباده فقال : ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ ﴾ ﴿ إِمَّا شَاكِرًا ﴾ ﴿ وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ .. ﴿ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً ﴾ .. ويزيد المسألة وضوحاً ﴿ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن ﴾ ﴿ وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ﴾ .. ومن حيث التكاليف قال تعالى : ﴿ يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ ﴾ ﴿ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ﴾ .. ﴿ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ ﴾ ﴿ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ .. ﴿ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ ﴾﴿ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ ﴾﴿ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ﴾ .. ﴿وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَاد﴾ .. وأمام هذه الإرادة الآلهية توجد إرادة شيطانية فيقول القرآن : ﴿ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا ﴾ ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء ﴾ .. ﴿ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ ﴾﴿ وَعَنِ الصَّلاَةِ ﴾ .. |
التكاليف! ومن حيث التكاليف والأوامر والنواهي يضع القرآن قاعدة عريضة متينة فيقول : ﴿ يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ﴾ ﴿ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴾ .. ثم يبين : { إِنَّا عَرَضْنَا ﴿ الأَمَانَةَ ﴾ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ ﴿ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا ﴾ ﴿ وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا ﴾ ﴿ وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ ﴾ ﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا ﴾ .. وهذه اللفظة القرآنية ﴿ الأَمَانَةَ ﴾ تحتاج لبيان ؛ فجاء عند القرطبي : " وَالْأَمَانَةُ تَعُمُّ جَمِيعَ وَظَائِفِ الدِّينِ عَلَى الصَّحِيحِ مِنَ الْأَقْوَالِ، وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ. ". ومما يناسب هذا البحث ما قَالَه أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: مِنَ الْأَمَانَةِ أَنِ ائْتُمِنَتِ الْمَرْأَةُ عَلَى فَرْجِهَا. وعليه فــ مسألة الحرية دون قيد أو شرط والتي ينادي بها الغرب تُوقع الإنسان في شر أعماله وفساد تصرفاته ؛ فـ الحرية هي عمود خيمة المجتمع الغربي الحديث ؛ وهي الركيزة الأساسية في النظام الديموقراطي على المنهج الغربي ؛ والتي تؤكد حرية الفرد في التعبير والرأي والاعتقاد والاختيار والتملك ؛ وفارق بينها وبين أن الحرية مكفولة في الاختيار في النظام الإسلامي من حيث القيام بالفعل أو الامتناع عنه وتركه ؛ فالمرء حر في أن يؤمن بـ آله واحد كما أنه حر في أن يعبد حجر أو صنم أو يقدس حيوان فـ حرية العقيدة متروكة للإنسان وليس مجبراً عليها .. ثم إذا أمن بهذا الآله فهو مختار بعد ذلك في التقييد بأوامره للقيام بها والابتعاد عن نواهيه فشارب النبيذ لم يجبره أحد على شرابه كما أن متذوق عصير العنب لم يجبر على تذوقه .. |
رد: النظام الاجتماعي في الإسلام! ومن المغالطات المشهورة إذ :" يظن الكثيرون أن الغرب الأوروبي يمثل مهد الحرية والقيم الإنسانية وحقوق الإنسان .. متناسين أن الشرق كان فيه الوجود الإنساني بـ قيمه الحضارية العلوية ومقاييسه الإنسانية أسبق بكثير من وجود الغرب وقيمه الحديثة ، التي تقوده اليوم إلى الإنحطاط الأخلاقي والقيمي بسبب الشطط في تطبيقات الحرية الفردية المطلقة التي يأخذ بها دون أدنى ضوابط تراعي الحفاظ على الأسرة والمجتمع أو الفرد ؛ وحتى على الفطرة السوية الطبيعية التي فطر عليها الخَلق ، ومنادة الغرب بالإشباع الخاطئ بل والترويج للإشباع الشاذ .. كما ولا يمكن لمفاهيم الحرية المطلقة أن تكسر قوانين الطبيعة بين المخلوقات والتي جبلت عليها وقوانين الخالق في خلقه .. إن التطور الحضاري لمجتمع ما يرتبط ارتباطا وثيقا بالتطور العلمي والنضج السياسي والوعي الفکري على السواء وإن قياس مستويات هذا التطور يکون بمدى الإحساس بهامش الحرية في ممارسة الإبداع والتعبير فتقلص هامش الحرية يحول دون هذا التطور ويقف حجر عثرة أمام النمو الفکري لأفراد المجتمع ويحارب الفکر الحواري والمثمر، وبالتالي الزيادة في معدل الأمية والتخلف والجريمة والجهل والصراع الطبقي والديني والقيمي والثقافي . فـ الحرية هي قضية الإنسان منذ بدء وعيه وهي من طبيعته وصراعه في الحياة متحدياً ومناضلا في کل المحاولات الفاعلة لمصيره . کذلک کان التاريخ حافلا بالتناقض في هذا الصراع بين الإنسان بفرديته وبين واقعه الاجتماعي محاولا کشف الحقيقة بفهم الوجود بين ذاتيته ومجتمع. أولاً: الحرية المطلقة بين السيكولوجيا و الفلسفة : التحرر [(الحرية المطلقة)] من كل الضوابط والقيم والمعايير المجتمعية والانفلات من كل المقاييس .. فهذه اثارت نقاشات واسعة حول تداعياتها النفسية والاجتماعية على الفرد ؛ فمن ناحية عززت هذه الحرية الابتكار والاستقلالية بيد أنها من ناحية آخرى أدت إلى تحديات اجتماعية وسلوكية أثرت سلباً على استقرار النظم الاجتماعية وعلى الهوية الفردية .. فقد رأى الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر حين ترتبط فكرة الحرية المطلقة ارتباطاً وثيقاً بالفلسفات الليبرالية والوجودية فيرى سارتر أن الإنسان «محكوم بأن يكون حراً» ، أي أنه مسؤول بشكل كامل عن أفعاله وقراراته ، بينما دعا جون ستيوارت مِيل إلى حرية الفرد ما دامت لا تسبب ضرراً للآخرين . لكن واقع المشكلة يكمن في أن تحديد مفهوم «الضرر» إذ يظل مسألة نسبية ، ما يفتح الباب أمام تفسيرات متباينة للحرية قد تؤدي إلى فوضى اجتماعية.. فـ. الحرية المطلقة من منظور سيكولوجي ، من الناحية النفسية، تُشير حسب نظرية «القلق الوجودي» لـ إيرفين يالوم إلى أن الحرية المطلقة قد تؤدي إلى شعور عميق بالقلق نتيجة غياب المعايير الخارجية التي توجه السلوك ؛ فحين يكون الإنسان حراً بلا حدود ؛ يصبح مسؤولاً عن صياغة قيمه الخاصة ، مما قد يولد حالة من التوتر والقلق وعدم اليقين . كذلك، يرى عالم النفس إريك فروم في كتابه «الهروب من الحرية» أن الحرية غير المنضبطة قد تدفع الأفراد إلى البحث عن هويات بديلة ، أو إلى الانخراط في أنماط سلوكية غير مستقرة ، بسبب عدم قدرتهم على تحمل ثقل المسؤولية الفردية المطلقة . ثانياً: تداعيات الحرية المطلقة على السلوك الفردي أدت الحرية المطلقة في بعض المجتمعات الغربية إلى تراجع القيم التقليدية الراسخة التي كانت توجه السلوك الاجتماعي ، مثل الأسرة ، والدين ، والالتزامات المجتمعية ، فقد أصبحت مفاهيم مثل «النجاح الفردي .. الشخصي» و«الإشباع الذاتي» أكثر أهمية من المسؤوليات الاجتماعية . ووفقاً لدراسات في علم النفس الاجتماعي ، فإن هذا التحول أدى إلى زيادة النزعة النرجسية بين الأفراد ، حيث باتت الأولوية لإشباع الحاجات الشخصية على حساب القيم الجماعية. تشير دراسات علم النفس إلى أن الحرية المطلقة قد تكون عاملاً مؤثراً في تزايد معدلات القلق والاكتئاب ، وبخاصة بين الشباب ، فبدلاً من أن تؤدي الحرية إلى راحة نفسية ، فإنها قد تخلق ضغوطاً نفسية متزايدة بسبب غياب المعايير المحددة .. فعلى سبيل المثال ، وجدت دراسة نُشرت في مجلة «علم النفس غير الطبيعي» أن الأفراد الذين يعيشون في مجتمعات ذات حرية غير مقيدة يعانون من مستويات أعلى من التوتر ، مقارنة بأقرانهم في المجتمعات التي تضع حدوداً أخلاقية أو قانونية أكثر وضوحاً. من تداعيات الحرية المطلقة أيضاً زيادة معدلات الإدمان على المخدرات ، والكحول ، وحتى وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث يبحث الأفراد عن أشكال من الهروب النفسي في ظل غياب الضوابط الذاتية . فمع انتشار فلسفة «افعل ما تريد» ، أصبح الإشباع الفوري من السمات الأساسية للسلوك الاستهلاكي في المجتمعات الغربية ، مما أدى إلى أنماط حياة تفتقر إلى الانضباط والسيطرة الذاتية... ثالثاً: تأثير الحرية المطلقة على النظم الاجتماعية أدت الحرية المطلقة إلى تفكك الأسرة وتراجع العلاقات الاجتماعية ؛ فالأسرة كانت لقرون طويلة حجر الأساس في النظم الاجتماعية ، لكن مع تزايد النزعة الفردية في الغرب ، شهدت الأسرة تحولات جذرية ، حيث ارتفعت معدلات الطلاق ، وتراجعت معدلات الزواج ، وازدادت الأسر ذات العائل الواحد . ويرجع علماء الاجتماع هذا التفكك إلى غياب القيود المجتمعية عن العلاقات الشخصية ، حيث باتت القرارات تُتخذ بناءً على الرغبات الفردية دون اعتبار كافٍ للالتزامات العائلية. ساهمت الحرية المطلقة أيضاً في تقليل الشعور بالانتماء، حيث بات الأفراد أقل ارتباطاً بجماعاتهم ، مثل العائلة أو الحي أو حتى الدولة ، ويرى عالم الاجتماع روبرت بوتنام في كتابه «البولينغ وحيداً» أن هذا التراجع في الروابط الاجتماعية أدى إلى انخفاض رأس المال الاجتماعي، مما يؤثر سلباً على التضامن الاجتماعي، ويؤدي إلى زيادة العزلة. تزايد النزعات الفردية على حساب المصلحة العامة.. ففي ظل انتشار فلسفة «الحرية المطلقة»، أصبح من الصعب تحقيق توافق مجتمعي حول القضايا الكبرى مثل البيئة، والعدالة الاجتماعية، أو توزيع الثروة. ومع التركيز على الحقوق الفردية من دون الالتزامات الاجتماعية، باتت القرارات تُتخذ وفقاً للمصلحة الذاتية لا للمصلحة العامة، مما أدى إلى تفاقم الفجوات الاقتصادية والاجتماعية. وأخيراً : فـ ليس من حق الغرب كله أن يفرض قيمه وقناعاته ومفاهيمه الدينية والأخلاقية على غيره من الامم والدول والشعوب التي لا ترى في مثل تلك القيم إلا شذوذاً وسقوطاً قيمياً وأخلاقياً لتعارضها مع ما تؤمن به من أفكار وقيم ومبادئ ومقاييس وأخلاق .. وكاتب هذه السطور مع الحرية التي تحفظ للإنسان كرامته الآدمية وللمجتمع وحدته وتطوره ومستقبله وتحافظ على فطرته السوية الطبيعية ، ولستُ مع أي حرية تتعارض مع الأفكار والقيم الإسلامية والمقاييس والقناعات والمبادئ .. تلك التي اقرتها شريعة السماء ومنهاج رسول السلام محمد بن عبدالله والقيم الأخلاقية التي تتسم بها مجتمعاتنا. ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ الرَّمَادِيُّ حُرِّرَ في العام ١٤٤٦ الْهِجْرِيَّ : ٢٩ / شوال ~ 27 أبريل 2025م الْمَجَالِسُ السَّنيَّةُ الْنَّدِيَّة المتعلقة بـ (.أبواب كِتَابُ النِّكَاحِ ...) (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ |
كِتَابُ النِّكَاحِ .. تمهيد تمهيد كِتَابُ النِّكَاحِ ﴿ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً ﴾ .. يقول : أوجبن عليكم عقداً وثيقاً شديداً بـ النِكاح .. ﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَٰنٍ ﴾ .. لذا جاء الأمر بـ حسن العشرة .. ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ. تمهيد : إلى الآباء والأمهات ! إلى الأبناء والبنات ! إلى مَن يرغب في الزواج! إلى مَن سيُقبل على بناء أسرة جديدة! إلى مَن يريد أن يُفعل كتاب الله تعالى .. الذكر الحكيم المتعلق بآيات الأحكام العملية ! إلى مَن يريد أن يستن بسنن الأنبياء عليهم السلام ؛ ويتمسك بـ سنة سيد ولد آدم المصطفى الهادي : خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين „ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، أَزْكَى صَلَوَاتِهِ ، وَأَفْضَلَ سَلَامِهِ ، وَأَتَمَّ تَحِيَّاتِهِ .. صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا كثيراً ‟ .. كي يغض البصر ويحصن الفرج فـ يستريح من عناء الأفكار الواردة من قنوات التضليل ومصادر الإفساد ، فـ يسعد في الدنيا الزائلة ويتحصل على النعيم المقيم في جنة الآخرة .. جنة الرضوان وأن يكون ضمن المباهَى بهم يوم القيامة.! إلى كل هؤلاء أُقّدم هذا الجهد المتواضع .. مِن خلال هذا الموقع المبارك! وما أرجوه أن يجد آذاناً مصغية ، وقلوباً واعية ، وعقولاً مدركة ، لـ بناء الأسرة المسلمة بعيدة عن خطر الوقوع في مهاوي الرذيلة ومستنقعات الضلال .. فـ أضع بين يديك أخـ (ـتـ)ـي القارئــ(ــ)ـة الكريمــ(ـــ)ـــة هذه البحوث .. المستمدة من كتاب الله تعالى ذكره ومشفعة بـ سنة رسوله عليه السلام ومِن الكتب المفيدة والمراجع النافعة في هذا الموضوع المهم لـ تكوين أسرة المستقبل الصالحة المسلمة .. ألا وهو موضوع: ( إجتماع المرأة بالرجل .. وعلاقة الرجل بالمرأة .. أو ما يُسمى بـ أحكام الزواج .. النِكاح : مقدماته وفوائده العاجلة والآجلة وتبعاته وثمراته) .. ولاسيما في هذا العصر الذي اختلط فيه الحابل بالنابل فـ تموج فيه الفتن بـ قنواتها المختلفة : المرئية، والمسموعة، والمقروءة ، وشعاراتها الزائفة من تحرير المرأة من كل قيد أو شرط ومساواتها في كل الحقوق والواجبات وهي محاولات طائشة تحمل السُم الزعاف لإضلال البشر رجالاً ونساءً .. و.. ﴿ 1 ﴾ - لابد مِن مراعاة اختلاف الأفكار والثقافات والقيم والمفاهيم والقناعات مع هذه الزوجة الجديدة التي وفدت إلى بيت هذا الزوج. كما ولابد من . ﴿ 2 . ﴾ - ضرورة مراعاة اختلاف العادات والتقاليد والعُرف والقوانين المعمول بها بين كل بلد وبلد وشعب وشعب وأمة وأمة وعشيرة وقبيلة إذا لم يكن الزوجان من بلد واحد .. أو من دين واحد ؛ وفق ما سمحت به شريعة الإسلام ومنهاج سيد الأنام عليه الصلاة والسلام. أهمية الأسرة وعناية الإسلام بها: ينبثق تنظيم علاقة الرجل بالمرأة واجتماع المرأة بالرجل والتي ستتكون منهما الأسرة من معين الفطرة السليمة وأصل الخِلقة السوية فتصطبغ هذه الخلية الجديدة الصالحة بـ صبغة الله تعالى ؛ فـ هي [( الفطرة .. واصل الخلقة )] قاعدة التكوين الأولى للأحياء جميعًا وللمخلوقات كافّة وللموجودات باسرها ، قال: سبحانه ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾، و قال جل شأنه: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾ .. فقد شرع الله تعالى ذكره في هذا الدين [( نظام الإسلام : منهاجاً وشريعة .. : طريقة معينة في الحياة ؛ وكيفية خاصة في التطبيق )] .. شرع مِن الأحكام الشرعية ما يضمن للبشرية جمعاء سعادتها في الدنيا الزائلة ونعيمها في الآخرة الباقية ، ومن تلكم الأحكام العملية الشرعية التطبيقية المتعلقة بعلاقة المرأة بالرجل وما يترتب على اجتماع الرجل بالمرأة : أحكام الزواج .. أحكام النكاح ، والتي تستطيع من خلال تطبيقها تطبيقا صحيحا سويا : الحفاظ على الوجود البشري ؛ والجنس الإنساني والنوع الآدمي ، وقد نظم الخالق المبدع المُنشأ المصور سبحانه هذه الشعيرة : هذا الاجتماع ؛ فـ نظم هذه العلاقة نظامًا دقيقًا ، فما ترك صغيرةً ولا شاردة إلا وتكلم فيها وأخبر عنها فـ ضمن من خلال هذا النظام التطبيقي العملي الرباني والوحي العلوي السماوي .. ضمن المصالح النافعة كلها المشتركة بين بني البشر وابعد عنهم جميعاً المضار والمساوئ كلها ، وجعل العلاقة بين الزوجين علاقةً يسودها السكينة والألفة والمودة والحب والرحمة والشفقة والاطمئنان النفسي والهدوء الجسدي والراحة البدنية ، وحرص الشرع الحنيف ومنهاج رب العالمين كل الحرص على بقائها صالحة واستمرارها نافعة للطرفين ، وعدم انفراط عقدها أو ما يفسد سيرها في معترك الحياة أو ما يعكر صفوها حتى وفي وقت الأزمات والصعوبات والمحن والإبتلاء ، وأحاطها بـ سياج منيع في حالة التفكير لأي من الزوجين بـ خيانة الآخر ، أو هضم حقه أو الإساءة إليه .. كل هذا حتى يستطيع الإنسان العاقل المكلف العيش بـ أمان واطمئنان واستقرار نفسي وهدوء روحي ، وعبادة ربه تعالى كما يحب الخالق ويرضى وكما شرع وأمر على ظهر هذه البسيطة، وتحقيق الخلافة فيها. ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ. حُرِّرَ في العام ١٤٤٦ الهلالي الْهِجْرِيَّ : ٤ ذو القعدة الموافق : 01 / مايو / 2025م :ــــــــــــــــــــــ "ــــــــــــــــــــ ابحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة .. ومحاولة بناء الشخصية الإسلامية بـ شقيها النفسي والعقلي! ــــــــــــــــــــــــــ "ــــــــــــــــــــــ . : ". الْمَجَالِسُ السَّنيَّةُ الْنَّدِيَّة لشرح (.أبواب كِتَابُ النِّكَاحِ .. ) الرَّمَادِيُّ. ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) . |
اللُغة! 9 النِّكَاح لغةً ﴿ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً ﴾ .. يقول: أوجبن عليكم عقداً وثيقاً شديداً بالنِّكَاح .. ﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ .. أَوْ .. تَسْرِيحٌ بِإِحْسَٰنٍ﴾ .. لذا جاء الأمر بـ حسن العشرة .. .. ابحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة .. ومحاولة جادة لـ بناء الشخصية الإسلامية المعاصرة بـ شقيها النفسي والعقلي! الْمُقَدِّمَة : نظَّمَ إسلامُ خاتمِ الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين ورسول رب العالمين للعالمين ؛ نظَّم الإسلامُ حياةَ الإنسان مِن المهد إلى اللحد ؛ فـ عالجَ جميعَ علاقاته في الحياة الدنيا بـ شريعة الإسلام ؛ ووفق منهاج رب العباد وأحكام خالق ورازق الأنام ؛ وبالكيفية القولية والعملية : أيْ السُنة النبوية أو الطريقة الرسولية والكيفية المحمدية ؛ فلا يوجد أمرٌ آلهي إلا وله طريقة معينة في التنفيذ وله كيفية عملية في التطبيق .. كما ولا يوجد نهي شرعي إلا ويلحقه أمر بديل للتيسير ؛ ومَن يقوم بالفعل المنهي عنه : التحريم : أيْ فعل حرام أو أمر قبيح إلا وعلى فاعله كيفية بعينها في الزجر إما تكون : بـ: أ . ) التعزير أو : ب . ) بـ العقوبة أو ج . ) بالحد .. فـ نظم الكتاب المجيد والسنة النبوية المطهرة أيْ : الوحي : نظم : ( 1 . ) علاقةَ الإنسان بــ الذي خلقه فابدعه من غير تعب ؛ وأوجده فأنشأه من عدم بـ غير نصب ؛ ورزقه من غير سبب ؛ وإن كدَّ الإنسان لتحصيل رزقه واجتهد وسعى ؛ فـ نظم الإسلام : أ . ) مبادئ العقيدة أو : ب . ) مجموعة العقائد و : ج . ) أسس الإيمان .. هذه كتلة الإيمان .. وهذا أولاً .. ثم ثانياً : بيَّنَ جميع العبادات [( البدنية منها والمالية .. أو يجتمعا معاً )] لما يحبه هو سبحانه ويرضاه : أيْ لـ مَن اعتقد بآلوهيته وربوبيته ووحدانيته ؛ وشُرحت تلك العبادات بواسطة رسوله أي كيفية الآداء والقيام بـ تلك العبادات : سواء : ( أ . ) البدنية الخالصة منها كـ الصلاة أو : ( ب . ) المالية الخالصة كـ الزكاة والصدقات أو ما : ( ج . ) جمعت البدنية والمالية معاً في عبادة واحدة كـ الحج والعمرة .. والعلاقة الثانية : 2 . ) نظم الخالق .. وبلغنا الرسول كيفية تسيير علاقة الإنسان بنفسه ؛ وهي : ( أ . ) الأخلاق و : ( ب . ) المطعومات و : ( ج . ) المشروبات و : (د .) الملبوسات .. ثم أظهر الشرع في منهاج الإسلام : فارق تغطية العورة عند الأنثى بـ خلاف الذكر وإن كان ابنها .. وهذا يظهر بوضوح في مناسك الحج والعمرة .. ثم : 3 . ) نظم العلاقة الثالثة والآخيرة ، وهي علاقة الإنسان بغيره ؛ وهي : ( أ . ) كافة المعاملات و : ( ب . ) العقوبات والحدود والتعزير. فـ نظَّم الإسلام علاقة الرجل بالمرأة [( وهو موضوع هذه البحوث إن شاء الله وبحسن توفيقه وتمام معونته )] أي علاقة الذكر بالأنثى .. وإجتماع الأنثى بالذكر .. وعليه .. يظهر لمَن يقرأ القرآن المجيد ويتبع سنة النبي الكريم أن مقومات الفرد والتي ينهض بها وعليها في معترك الحياة الدنيا ، ثم يحاسب بعد الموت عليها ؛ ومِن ثمَّ يوم القيامة : يوم العرض ويتبعه الخلود في جنة النعيم إن شاء الله .. تلك المقومات تُشكل شخصيته [( النفسية والعقلية )] في حياته الدنيا ، وأذكر هذه المقومات حسب أهمية الترتيب [( وارجو أن أكون وفقت فيه ) ] : ١ . ) مبادئ العقيدة ؛ وأسس الإيمان .. وهذه تبنى عليها : ٢. ) كيفية العبادات .. وما هو فرض لازم القيام به وما هو مستحب ؛ و وفقاً لتلك العقيدة وبناءً عليها يسير الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بـ : ٣. ) المعاملات وبناءً على كتلة الإيمان واسس العقائد يلتزم بـ ٤. ) الأخلاق القرآنية والنبوية .. لذا .. لزم قراءة القرآن المجيد قرأة تعبدية ، يليها قراءة فهمية إدراكية تطبيقية للآيات المتعلقة بمسألة البحث والتي تخصه : انطلاقا من قوله تعالى: ﴿ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ﴾ الآية .. هذا أولاً .. وثانيا : الاستنارة بالهدي النبوي أي الأحاديث النبوية ذات العلاقة بالمسألة المبحوثة مع النظر إلى الأحاديث القدسية ؛ وإدراك فهم السادة الصحابة والتابعين لهم بـ إحسان أي ما يُطلق عليه اقوال وأعمال وافعال السلف الصالح .. .. كانت تلك المقدمة ضرورية لـ أنها سوف يبنى عليها موضوع هذا البحث وهو : |
المقدمة! تلك المقدمة ضرورية لـ أنها سوف يبنى عليها موضوع هذا البحث وهو : علاقة الرجل بالمرأة .. إيْ إجتماع الأنثى بالذكر .. ويترتب عليه عدة بحوث .. أهمها : 1 . ) النِّكَاح .. إيْ الزواج .. 2 . ) عِشْرَةُ النِّسَاء .. ثم يتفرع على كل واحد منهما عدة أبواب وفصول وأبحاث ستأتي في مكانها .. فـ المدخلُ لـ أي مسألة حياتية يتطلب معرفتها من حيث الأدوات التي تساعد على فهمها ؛ وأول تلك الأدوات : « „ اللُغة “ » ؛ التي وُضعت ابتداءً لـ معنى معين في الذهن .. ولكل قومٍ لُغةٌ تعارفوا عليها .. واتفقوا فيما بينهم على استخدامها .. ويتفاهمون بها حين يتحدثون عن أمر ما فيما بينهم .. ووضعت مفرداتها للتعبير عن معنى خاص عندهم .. وهذا ينطبق على اللُغة الألمانية أو الإنجليزية أو الفرنسية أو الروسية .. ألخ .. بيد أن اللُغة العربية تميزت عن بقية اللُغات بأنها تحوي أكثر من 000, 50 مفردة لُغوية ؛ وبقية اللُغات لا تزيد عن 000 ,3 مفردة .. ولعل هذا آحد الأسباب التي نزل آخر الكتب السماوية بـ لسانها .. تتبقى مسألة لها علاقة بموضوع تعلم اللُغة : - فـ قد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه أمر زيد بن ثابت عليه الرضوان أن يتعلم لُغة اليهود ، ولغة اليهود عِبرية [( ولعل الدقة أن أقول أرامية )] وليست بـ عربية ، فقد كانت تأتي رسائل من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يبعث إليهم بالرسائل ؛ فـ احتاج إلى تعلم لغتهم ، حتى يقرأ ما يرد منهم إليه ويكتب لهم وما يصدر إليهم ، قال ابن تيمية : " إن زيد بن ثابت تعلمها في ستة عشر يوما(!) "[( البعض منا يمكث في النمسا سنوات ولا يحسن نطق الكلمات أو الحديث بلُغة جوتيه )] ويعلق أحمد بن تيمية الحراني فـ يقول : " تعلمها زيد في هذه المدة الوجيزة ، لأن اللغة العِبرية قريبة من اللغة العربية ". أما : " حديث من تعلم لغة قوم أمن مكرهم " ، فهذا الحديث موضوع مكذوب ، ليس بصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام ، حتى في المعنى لا يصح ، فهل أنت إذا تعلمت لغة قوم تأمن مكرهم ؟ لا ، ولهذا نحن الآن عرب هل نأمن مكر العرب فيما بينهم ؟ لا !.. نأمن ، مع إننا متعلمين لغتهم "(!). ولكي نعلم تماما عما نتحدث يجب أن نعرفه أولاً لُغةً : |
رد: النظام الاجتماعي في الإسلام! ولكي نعلم تماما عما نتحدث يجب أن نعرفه أولاً لُغةً : [ ( كِتابُ النِّكَاح ) ] .. ( المبحث الأول: تعريف اللفظة القرآنية : [( النِّكاح )] ) . .. تعريف النكاح .. والزواج لُغةً واصطلاحاً ، لأن كلاً منهما يطلق ويراد به الآخر . وتحته مطالب: [ (١ . ) ] : ( المطلب الأول: تعريف النكاح لغةً .) :. .. " نَكَحَ" : النُّونُ وَالْكَافُ وَالْحَاءُ : أَصْلٌ وَاحِدٌ ، وَهُوَ الْبِضَاعُ .. :" النِّكَاحُ الْبُضْعُ[(*)] وَذَلِكَ فِي نَوْعِ الْإِنْسَانِ خَاصَّةً ، وَاسْتَعْمَلَهُ ثَعْلَبٌ فِي الذُّبَابِ ". ـــــــــــــــــــــــ [(*)] « البَضْعَةُ» من اللحم .. وكني بالبضع عن الفرج ، والبضع نكاحها ؛ فقيل : ملكت بضعها ، أي: تزوجتها ، وباضعها أي: باشرها . ـــــــــــــــــــــــ .. فـ النِّكَاحُ فِي اللُّغَةِ : - الضَّمُّ و : - الجَمعُ وَ : - التَّدَاخُلُ ؛ و : - الاختلاط. يقال مأْخُوذٌ مْن : ١ . ) ” نَكَحَه الدَّواءُ “ .. إِذا خامَرَه وغَلَبَه ؛ أَو من : ٢ . ) ” تَناكُحِ الأَشجارِ “ إِذا انضَمَّ بعضُهَا إِلى بعض ؛ أَو مِن : ٣ . ) ” نَكَحَ الْمَطَرُ الأَرْضَ “ : إِذا اِخْتَلَطَ في ثَرَاهَا " فِي تُرَابِهَا .. " . أو " اعتمد عليها ". ويقال : ٤ . ) ” نَكَحَ النُّعَاسُ عَيْنَيْهِ “ : غَلَبَهُ عَلَيْهِمَا . و : ٥ . ) ” نكحتُ القمحَ في الأرضِ “ : إذا حرثتها ، وبذرتها فيها.، .. هذا مِن حيث وضع الكلمة عند العرب الأقحاح .. وسُمِّي التزوُّجُ نِكاحًا ؛ لِمَا فيه مِن ضَمِّ أحدِ الزَّوجينِ إلى الآخَرِ أما : شرعاً ، وإما : وطئاً ، أو : عقداً ، حتى صارا فيه كمصراعي باب .. وَامْرَأَةٌ نَاكِحٌ فِي بَنِي فُلَانٍ ، أَيْ ذَاتِ زَوْجٍ مِنْهُمْ .. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَةَ : " انْطَلَقْتُ إِلَى أُخْتٍ لِي نَاكِحٍ فِي بَنِي شَيْبَانَ ".. أَيْ ذَاتِ نِكَاحٍ .. يَعْنِي مُتَزَوِّجَةً منهم ، كَمَا يُقَالُ : حَائِضٌ وَطَاهِرٌ وَطَالِقٌ أَيْ : ذَاتُ حَيْضٍ وَطَهَارَةٍ وَطَلَاقٍ ،. . 1. ) نَكَحَ فُلَانٌ امْرَأَةً يَنْكِحُهَا نِكَاحًا إِذَا تَزَوَّجَهَا .. ” نَكَحَ الْمَرْأَةَ “ : تَزَوَّجَهَا : ﴿ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ ﴾ . :" النِّكْحُ وَالنُّكْحُ لُغَتَانِ ، وَهِيَ كَلِمَةٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تَتَزَوَّجُ بِهَا . ". وَكَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَأْتِي الْحَيَّ خَاطِبًا فَيَقُومُ فِي نَادِيهِمْ فَيَقُولُ :" خِطْبٌ ! " ، أَيْ جِئْتُ خَاطِبًا ، فَيُقَالُ لَهُ :" نِكْحٌ " ، أَيْ قَدْ أَنْكَحْنَاكَ إِيَّاهَا ، .. قال في : " تاج العروس " : واستعماله في الوَطْءِ والعَقْدِ مما وقَعَ فيه الخِلافُ ! .. هل هذا حقيقةٌ في الكلّ .. أَو مَجازٌ في الكلّ !؟.. أَو حقيقةٌ في أَحدِهِما مَجازٌ في الآخَر !؟. قالوا : لم يَرِدِ النّكَاحُ في القرآن الكريم إِلاّ بمعنَى العَقْدِ لأَنّه في الوَطْءِ صَرِيحٌ في الجِماعِ وفي العَقْدِ كِنايةٌ عنه . قالوا : وهو أَوْفَقُ بـ البلاغَةِ والأَدبِ .. كما ذكرَه الزَّمخشريّ والرَّاغبُ وغيرهما . .. :" وَالنِّكَاحُ يَكُونُ الْعَقْدَ دُونَ الْوَطْءِ . يُقَالُ نَكَحْتُ : تَزَوَّجْتُ . " بيد أنه :" كثر استعماله في الوطء ".. :" والنِّكَاحُ بالكسر في كلام العرب : الوَطْءُ في الأَصل. قال في لسان العرب: ( نَكَحَ فُلَانٌ امْرَأَةً إِذَا تَزَوَّجَهَا . وَنَكَحَهَا : إذا بَاضَعَهَا أَيْضًا ، وَكَذَلِكَ دَحَمَهَا وَخَجَأَهَا ) وقال في القاموس المحيط: ( النكاح : الوطء ، والعقد له.) وقال صاحب العين: ( نكح ينكح نكحاً ، وهو البضع ، ويجري أيضاً مجرى التزويج). . .. وقد قيل إن النكاح حقيقة في الوطء ، مجاز في العقد؛ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَصْلُ النِّكَاحِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْوَطْءُ ، وَقِيلَ لِلتَّزَوُّجِ نِكَاحٌ ؛ لِأَنَّهُ سَبَبٌ لِلْوَطْءِ الْمُبَاحِ . وقيل : هو العَقدُ له وهو التَّزويج لأَنّه سببٌ للوَطءِ المباحِ ؛ وفي الصّحاح : النِّكاحُ : الوَطْءُ وقد يكون العَقْد . .. وعلى هذا فيكون النِّكاح . مَجازاً في العَقْد والوَطءِ جميعاً لأَنّه مأْخوذٌ من غيره فلا يَستقيم القَولُ بأَنّه حقيقةٌ ؛ لا فيهما ؛ ولا في أَحدِهما . - " ويؤيِّده أَنّه لا يُفْهَم العَقْد إِلاّ بـ قرينةٍ نحو : " نَكَحَ في بَنِي فلانٍ ؛ ولا يفهم الوَطْءُ إِلاّ بــ قرينةٍ .. فـ يعرف المراد منهما بقرينة تدل عليه. نحو : " نَكَحَ زَوْجتَه وذلك من علامات المَجاز .. يعني إلى المجاز أَقرَبُ . - " وإِن قيل غير مأْخوذٍ من شَيْءٍ فـ يعتَبَر الوطءُ ؛ والاشتراك واستعماله لغةً في العقْد أَكثرُ " ؛ " فيترجَّح الاشترَاك لأَنّه لا يُفهَم واحدٌ من قِسْمَية إِلاّ بقَرينة .. .. وقال في المطلع على أبواب المقنع : قال الزجاج :" النكاح في كلام العرب بمعنى الوطء والعقد جميعًا ". [(على سبيل الاشتراك)] .. .. وموضوع (ن - ك - ح) في كلامهم للزوم الشيء راكبًا عليه ؛ قال ابن جني : سألت أبا علي الفارسي عن قوله نكحها ، قال: فرَّقت العرب فرقًا لطيفًا تَعِرف به موضع العقد من الوطء ، فـ إذا قالوا: نكح فلانة أو بنت فلان ، أرادوا تزويجها والعقد عليها ، وإذا قالوا: نكح امرأته .. وزوجته ، لم يريدوا إلا المجامعة ؛ لأن بذكر امرأته وزوجته يُستغنى عن العقد .. |
1 الطريف! .. والطريف أن للنكاح أسماءٌ كثيرة عند العرب : قال الثعلبي» وابن القطان : له ألف اسم ، وقال علي ابن جعفر اللغوي : له ألف وأربعون اسمًا ، وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى .. .. هنا تأتي قصة طريفة .. تحولت لـ مثل ذُكر في كُتب الأدب والأمثال : |
أَسْرَعُ مِنْ نِكَاحِ أُمِّ خَارِجَةَ! قصة طريفة .. تحولت لـ مثل ذُكر في كُتب الأدب والأمثال : فَــ يُقَالُ : نِكْحٌ عَلَى خَبَرِ أُمِّ خَارِجَةَ ، كَانَ يَأْتِيهَا الرَّجُلُ فَيَقُولُ : خِطْبٌ ، فَتَقُولُ هِيَ : نِكْحٌ ، حَتَّى قَالُوا :" أَسْرَعُ مِنْ نِكَاحِ أُمِّ خَارِجَةَ. " - فـ :" مَن هي :" أُمِّ خَارِجَةَ .. !؟ ". هي : عَمْرَة بنت سعد بن عبدالله بن قدار بن ثعلبة ، كان يأتيها الخاطبُ ، فيقول: خِطْبٌ ، فتقول نِكْحٌ ، فيقول: انزلي ، فتقول: أنِخْ .. ذُكر أنها كانت تسير يوماً وابنٌ لها يقود جملَها فرفع لها شخص فقالت لابنها : مَنْ ترى ذلك الشخص؟ ؛ فقال: أراه خاطباً ، فقالت: يابنيَّ تراه يعجلنا أن نحل ؟ ماله؟ أُلَّ وغلَّ. وكانت ذَوَّاقَةً تُطَلَّقُ الرجلَ إذا جربته وتتزوج آخر ، فـ تزوجت نيفا وأربعين زوجا .. وولدت عامة قبائل العرب ، تزوجت رجلا من إيادٍ فخَلَعها منه ابنُ أختها خلف بن دعج ، فخلف عليها بعد الإيادي : بكر بن يَشْكُر بن عَدْوَان بن عمرو بن قَيْس عَيْلان فولدت له خارجة ، وبه كنيت ، وهو بطن ضخم من بطون العرب ، ثم تزوجها : عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مُزَيْقيا ، فولدت له سعداً أبا المُصْطَلق والحيا ، وهما بَطْنان في خُزَاعة ، ثم خَلَف عليها : بكر بن عبد مَنَاة بن كِنانة ، فولدت له لَيْشاً والدِّيلَ وعريجا ، ثم خَلَفَ عليها : مالك بن ثعلبة بن دُودَان بن أسد ، فولدت له غَاضِرَةَ وعَمْراً ، ثم خلَفَ عليها : جُشَمُ بن مالك بن كعب بن القَيْن بن جَسْر من قُضَاعة ، فولدت له عرنية بطناً ضخما ، ثم خلَفَ عليها : عامر ابن عمرو بن لحيون البَهْرَاني من قُضَاعة فولدت له ستة: بَهْرَاء ، وثعلبة ، وهِلاَلا ، وبيانا ، ولخوة ، والعنبر ، ثم خلَفَ عليها : عمرو بن تميم ، فولدت له أسيدا والهُجَيْم. قال المبرد: أم خارجة قد ولَدَت في العرب في نيف وعشرين حيا من آباء متفرقين .. قال حمزة: وكانت : أم خارجة هذه و : مارية بنت الجعيد العَبْدِية و : عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان السلمية و : فاطمة بنت الخُرْشُب الأنمارية والسوّاء العَنْزِية ثم الهَزَّانية و : سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد أحد بني النجار وهي أم عبدالمطلب بن هاشم ، إذا تزوجت الواحدةُ منهنَّ رجلا وأصبحت عنده كان أمرُها إليها ، إن شاءت أقامت ، وإن شاءت ذهبت . ويكون علامة ارتضائها للزوج أن تعالج له طعاما إذا أصبح ". قلت ( الرَّمَادِيُّ ) : أطلتُ النفس -عمداً- من حيث اللغة ڪــ مدخل لموضوع يهم البشرية عموماً من لدن آدم وحواء إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها!.. إذ قد يتم من خلال إجتماع المرأة بالرجل : - إشباع سوي طبيعي أو : - إشباع خاطئ فاسد أو : - إشباع باطل أو : - إشباع شاذ منحرف . ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) الخميس : 11 ذو القعدة 1446 هـ ~ 08 مايو 2025 م. |
رد: 10 الزواج في الاصطلاح الشرعي! 10 الزواج في الاصطلاح الشرعي ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ﴾.. ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ ﴾ .. ابحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة .. ومحاولة جادة لـ بناء الشخصية الإسلامية المعاصرة بـ شقيها النفسي والعقلي! الْمُقَدِّمَة : تميز الشرع الإسلامي والمنهاج الرباني بــ إحاطته لـ كافة المسائل والقضايا المتعلقة بـ الإنسان بـ اعتباره كائن حي يقوم بـ أعمال وتصرفات واقوال .. وما أجمع عليه المسلمون من أنه يستحيل أن توجد حادثة أو واقعة أو مسألة تتعلق بـ أفعال العباد من غير أن يكون لله - سبحانه وتعالى- فيها حكم ، وللشرع فيها بيان .. إما بـ نص قرآني أو بـ فعل أو قول لـ رسوله الكريم عليه السلام أو تقرير .. سواء أجاء حكماً نظرياً كـ فكرة العبادة من خلال الصلاة أو الزكاة أو الصيام والحج -مثلا- بـ تبيان السماح بـ القيام بها وجوباً أو استحباباً .. أو زجراً بـ البعد عنه كـ الزنى والسرقة والغش والكذب .. ثم تأتي فـ تصاحب هذا الحكم النظري الكيفية العملية التطبيقية لـ آداءه .. سواء في حياته الدنيا أو بعد مماته .. فـ بيّن الشرع الحنيف والمنهاج النبوي الشريف الأحكام العملية لـ كافة القضايا والمسائل والتصرفات والأقوال المتعلقة بـ وجوده ومعاشه من خلال عدد معين من سنين عمره .. وكذلك بـ كيفية وصورة تواجده مِن بعد الممات .. فـ عالجت الشريعة الإسلامية علاقات الإنسان كلها في حياته الدنيا كما بينتها في مقال سابق .. ثم تعرضت الشريعة السمحاء لـ مسائل ما بعد الموت كـ مسألة غسل الميت وتكفينه وكيفية إنزاله في قبره ودفنه .. ثم ما مصير هذا الميت في الحياة الآخروية وماذا سيحدث يوم القيامة بـ ثواب من رحمة الله بـ جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين أو والعياذ بالله الآخرى .. بل وتعرضت الشريعة الغراء بالتوجيه لمن يقوم بـ غسل الميت : ماذا يصنع إثناء الغسل أو بعده ثم بيَّن المنهاج الإسلامي أحكام الجنائز والصلاة على الميت والدفن .. فــ قد بذرَ خاتم الأنبياء عليه السلام نبتةَ الفقه الإسلامي الشرعي والفهم الدقيق الصحيح لأحكام الإسلام في أذهان وعقول الرعيل الأول من المسلمين فـ نبت الفقه نبتَتُهُ الأولى في جيل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .. ثم ترعرت الأحكام الفقهية الشرعية في كتب المذاهب المعتبرة وبحوث السادة العلماء الفقهاء كـ : مذهب أبي حنيفة النعمان أو مالك بن أنس أو محمد بن إدريس الشافعي أو أحمد بن حنبل .. ثم جاء تلاميذ هؤلاءالسادة العلماء فـ شرحوا أقوال العَالِم وما ذهب إليه فـ لا يوجد بين الأمم والشعوب ثقافة فقهية متجذرة على مر العصور والأزمان وثروة فهمية كـ الفقه الإسلامي بمذاهبه المتعددة مما أوجد يسر في القيام بالتكاليف الشرعية .. لذا فـ تُعَدُّ المذاهب الفقهية من العلامات البارزة في تاريخ الفقه الإسلامي ، والركنَ الركين لـ فهم النصوص الشرعية واستخراج الأحكام العملية منها .. والمذهب: هو الطريقة ، يقال: ذهب فلان مذهبًا حسنًا ، أي: طريقة حسنة [(1)] ، وتقول: ذهب فلان إلى قول أبي حنيفة ، أي: أخذ به واتبع طريقته ، والمذاهب الفقهية : هي تلك الآراء التي تركها لنا كبار الأئمة واعتنى بها تلاميذهم ، وفصَّلوا القول فيها ، وعملوا على توضيح آراء أئمتهم والانتصار لها عن طريق دعمها بطرق الاستدلال المختلفة ، وشملت أيضًا هذه المذاهب اجتهادات عديدة بُنيت على قواعد أئمة هذه المذاهب وطرق استنباطهم .. ومن خلال هذه العجالة.. يتبين لنا أن علم الفقه يُبحث فيه عن الأوصاف الشرعية لأفعال المكلَّفين([2]) من: الحِل والحُرمة والوجوب والندب والكراهة وغير ذلك ([3]).. ـــــــــــــــــ [(1)] انظر : تاج العروس ٢ /٤٥٠) [(2)] المكلَّف : هو البالغ العاقل الذي بلغته الدعوة . ويحصل البلوغ بـ الاحتلام في الذكر ، وبـ الحيض عند الأنثى ، فإن تأخر الاحتلام أو الحيض حكم البلوغ إذا ما تم له خمس عشرة سنة. [(3)] انظر: الغرر البهية شرح البهجة الوردية لت شيخ الإسلام زكريا الأنصاري (١ /٨) ؛ ط: المطبعة الميمنية. ــــــــــــــــــــــ وقد أكد فضيلة الدكتور نظير عياد -رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم ، مفتي الجمهورية المِصرية - : " أن الشريعةَ الإسلامية سبَّاقةٌ في مراعاة الحالات الإنسانية والاجتماعية والنفسية عند النظر في مسائل الأهلية والتكليف ". وقال فضيلة المفتي : " إنَّ ما نراه اليوم من تطور معرفي هائل في مجال العلوم النفسية يدفعنا إلى إعادة النظر في كثير من الأحكام الفقهية التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بمسألة الأهلية ، وخاصة فيما يتعلق بالتصرفات المالية ، والعقود ، والزواج ، والطلاق ، وغيرها من المعاملات التي تشترط التمييز والرشد." ، وقد أجمع المسلمون على أنه لا يخلو فعل للمكلَّف من حكم يبين مراد الله -سبحانه وتعالى- فيه ، فكان لا بد من علم يبين أحكام الله -سبحانه وتعالى شأنه- في كل فعل يصدر من المكلف حال حياته ، حتى يتمكن العبد من التمييز بين الحلال والحرام ، فيؤدي ما أمره الله به من الواجبات والفروض على سبيل الإلزام ، وما أمره الله به من المندوبات والمستحبات والنوافل على سبيل الأفضلية ، ويترك ما نهى الله عنه من المحرمات على سبيل الإلزام ، وما نهى عنه من المكروهات على سبيل الأفضلية ، ويتخير المكلف في المباحات التي لم يرد فيها أمر ولا نهي .. وبهذا يتمكن العبد من أداء ما خُلِق له -وهو: عبادة الله -سبحانه وتعالى- وعمارة الكون- ولا يتم له ذلك إلا بمعرفة الفقه .. ومِن هنا جاءت أهمية ما أبحثه مع السادة القراء من مسائل أحكام الزواج! . تعريف النكاح والزواج لغة واصطلاحاً، لأن كلاً منهما يطلق ويراد به الآخر: والحديث الأن عن الزواج في الاصطلاح الشرعي! .. ولابد من النظر إلى : الفرق بين المعنى اللُغوي ، والاصطلاحي ، إذ أن الأول يطلق على المعنى الذي وضعته فـ استعملته العرب للكلمة ، والثاني يقصد به المعنى الذي اصطلح [(اتفق)] أهل فن معين [( أو صنعة : كـ الطب والصيدلة والهندسة والزراعة والنجارة )] على إعطائه لتلك الكلمة ، فـ الصلاة [(مثلا)] في المعنى اللُغوي تعني : الدعاء ، وفي المعنى الاصطلاحي الشرعي العبادة المعروفة ، وقد عرفها الفقهاء بـ أنها : عبادة ذات أقوال وأفعال مخصوصة ، مفتتحة بالتكبير ، مختتمة بالتسليم .. والزكاة لُغة النماء ، واصطلاحا : العبادة المعروفة ، وقد عُرفت في الشرع بـ تعاريف منها: أنها اسم لأخذ شيء مخصوص ، من مال مخصوص ، على أوصاف مخصوصة ، لطائفة مخصوصة .. فـ التعريفُ الاصطلاحي هو تعريفٌ متفق عليه من أهل التخصص في مجال بعينه سواء فقهي أو فني أو علمي ، وتم إخراج التعريف من المعنى اللُغوي للمصطلح إلى معنى آخر لكي يتم التوافق بينهما لحظة استخدام اللفظ . وقد اتخذت الشبكة العلمية للمصطلحات في مدينة فيينا النمساوية شعارا ” لا معرفة بلا مصطلح “ . ويطلق الزواج في اللُغة على الاقتران والارتباط(١) ؛ ومنه قوله تعالى: ﴿ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴾ (٢) أي قرناءهم .. وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ﴾ (٣) ، بمعنى قرنت ، وقوله سبحانه وتعالى شأنه : ﴿ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾ (٤) بمعنى قرنّاهم .. وأحسن القائل حين قال : " لَيْسَ لَنَا عِبَادَةٌ شُرِعَتْ مِنْ عَهْدِ آدَمَ إلَى الْآنَ ثُمَّ تَسْتَمِرُّ فِي الْجَنَّةِ إلَّا النِّكَاحَ وَالْإِيمَانَ ". ثم شاع استعمال هذه الكلمة [( الزواج )] على الارتباط بين الرجل والمرأة ؛ واجتماع الأنثى بالذكر وعلاقتهما الشرعية الموثقة على سبيل الدوام والاستمرار بغية التناسل والاستئناس .. وإيجاد السكن والسكينة والهدوء والطمأنينة بينهما وما يتبع ذلك من حسن العشرة وطيب المعاشرة من مودة ورفق ورحمة وفق التعريفات التي جاءت في تعريف تلك المصطلحات الثلاثة : 1 . ) [( لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا )] .. وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ : 2 . ) [( مَوَدَّةً )] .. وَ : 3. ) [(رَحْمَة )]. أما التناسل فدل عليه قوله تعالى : ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ ________________________________________ (١) انظر تهذيب اللغة ٤/١٠٢؛ ١١/١٥٢ ، والصحاح ١/٣٢٠ ؛ و٤١٣ ، واللسان ٢/٢٩١ ؛ و٦٢٥ ، والمصباح ٢/٢٥٨ ؛ و٦٢٤. (٢) الصافات آية ٢٢ (٣) التكوير آية ٧ (٤) الدخان آية ٥٤ والطور آية ٢٠ ". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾ وأما الاستئناس فقوله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ . أما تعريف الزَوَاج .. النِّكاح في الاصطلاح الشرعي وفق الشريعة الإسلامية : |
رد: (.10 تعريف الزواج لغة وإصطلاحا .) (.10 تعريف الزواج لغة وإصطلاحا .) حُرِّرَ في العام ١٤٤٦ الهلالي الْهِجْرِيَّ : السبت، 20 ذو القعدة ~ 17/ مايو/2025م :[المطلب الأول: تعريف الزواج الزواج يمكن أن نعرفه لغة وإصطلاحا. 1. ) الفــرع الأول: التعريف اللغوي والزوج الشكل يكون له نظير ، كـ الأصناف والألوان ، أو يكون له نقيض ، كـ الذكر والأنثى ، قال ابن دريد: والزوج كل اثنين ضد الفرد ، وتبعه الجوهري فقال : ويقال للاثنين المتزوجان زوجان وزوج أيضاً ، تقول: عندي زوج قمصان وتريد اثنين ، وزوجان تريد أربعة .. إلا أن الأزهري قال : وأنكر النحويون أن يكون الزوج اثنين ، والزوج عندهم الفرد ، وهذا هو الصواب .. وقال ابن الأنباري: والعامة تخطئ ؛ وتظن أن الزوج اثنين ، وليس ذلك مذهب العرب .. وقال السجستاني: لا يقال للاثنين زوج لا من الطير ولا من غيره ، فإن ذلك من كلام الجهال .. فـ ليتنبه له فإنه هام. هذا .. وبعض العرب يقول لكل من الرجل والمرأة المتزوجين زوج ، وبعضهم يطلق على الرجل زوج ، وعلى المرأة زوجة ، والفقهاء يقتصرون على القول الثاني دفعاً للبس .. لذا فـ يعرف الزواج لغةً بأنه إقتران لأحد الشيئين بالآخر ؛ وإزدواجهما بعد أن كان كل منهما منفردا عن الآخر .. ومنها أخذ إقتران الرجل بالمرأة بعد أن كانا منفصلين صارا يكونان أسرة واحدة. + . ) :" 2 . ) الفـرع الثانـي: تعريف الزواج إصطلاحا تعددت تعاريف الزواج عند الفقهاء المسلمين إلا أننا نجدها تقريبا متفقة على الغرض المبدئي له ؛ وذلك رغم إختلافهم في التعابير فإنها تدور حول نفس المعنى ، فـ عند ابن عابدين ( هُوَ ) عِنْدَ الْفُقَهَاءِ ( عَقْدٌ يُفِيدُ مِلْكَ(*) الْمُتْعَةِ ) أَيْ „ حِلَّ اسْتِمْتَاعِ الرَّجُلِ مِنْ امْرَأَةٍ لَمْ يَمْنَعْ مِنْ نِكَاحِهَا مَانِعٌ شَرْعِيّ “... وسأتحدث في قابل البحوث عن الموانع الشرعية . ــــــــــــ (*) فـ هو : " لَيْسَ مِلْكًا لِلذَّاتِ حَقِيقَةً بَلْ مِلْكُ التَّمَتُّعِ بِهَا : أَيْ اخْتِصَاصُ الزَّوْجِ بِهِ " .. فـ أَنَّ : " تَفْسِيرَ الْمِلْكِ هُنَا بِالِاخْتِصَاصِ " .. ؛ " فَمِلْكُ الزَّوْجِ الْمُتْعَةَ بِالْعَقْدِ مِلْكٌ شَرْعِيٌّ " .. .. وبالقطع لها [( أي المرأة )] الحق كاملا دون أدنى نقصان في التمتع والاستمتاع بالزوج وإشباع وطرها .. وسوف ابين من بعد مشيئته تعالى حقوق الزوجـــــــة) على زوجها . . . ـــــــــــــــــ .. .. هو „ عقد شرعي يقتضي „ يُفيدُ “حِلّ استمتاع كل من الزوجين بالآخر “ ومن المفيد أن أذكر تعريف السادة الفقهاء اصطلاحاً .. فقد : عرفته الحنفية: بأنه عقد وُضع لتملك المتعة بالأنثى قصدا. أي حل استمتاع الرجل من امرأة لم يمنع من نكاحها مانع شرعي. وقولهم: «قصدًا»: خرج به شراء الأمة للتسري ، فإن الشارع إنما وضع هذا العقد لتملك المنفعة بالأنثى. وهذه الحالة قد أنتهت من الوجود .. لإنتهاء الرق بواسطة أحكام الإسلام! عرفه المالكية بأنه: „ عقد على مجرد متعة التلذذ بآدمية غير موجب قيمتها ببينة قبله ، غير عالم عاقدها حرمتها ، إن حرَّمها الكتاب على المشهور ، أو الإجماع على الآخر “ وعرفته المالكية : بأنه عقد لحِل تمتع بأنثى غير محرَّم ، ومجوسيةٍ ، وأمة كتابية بصيغة. ولا يوجد في هذا الزمان إماء .. الرق انتهى بأحكام الإسلام! قولهم: «غير محرَّم»: أي بنسب، أو رضاع، أو صهر، فلا يصح على محرم. وعرفته الشافعية : بأنه عقد يتضمن إباحة وطء بلفظ إنكاح، أو تزويج، أو ترجمته. وعرفته الحنابلة : بأنه „ عقد تزويج يعتبر فيه لفظ نكاح، أو تزويج، أو ترجمته. و فهناك من عرّفه بأنه عقد يفيد حل إستمتاع كل من العاقدين بالآخر على الوجه المشروع„ “ ، و وما يلاحظ على هذه التعاريف أنها ينطبق عليها ما قاله فيها الإمام أبو زهرة بأنها تدور حول إمتلاك المتعة وأنه من أغراض الزواج جعل المتعة حلال قلت(الرَّمَادِيُّ): والملاحظ أن تعريف السادة الفقهاء انصب على آحدى مسائل الزواج [( الاستمتاع .. المتعة . التلذذ .. تملك المنفعة .. إباحة الوطء .. )] الرئيسة .. وأهمل بقية المسائل ؛ والتعريف ينبغي فيه أن يكون شاملا لجميع مفرداته ؛ مانعا من دخول الغريب فيه .. أو كأن بقيةالمسائل اندرجت تحته فـ تفهم من بقية البحوث والتي وردت في كتب الفقه وشروح مصادر التشريع .. أو أنه عقد ابتدائي يمهد لما سوف يبنى عليه من مسائل علاقة المرأة بالرجل ؛ وأحكام إجتماع الأنثى بالذكر .. فـ ابرز التعريف المسألة الأساسية وركز عليها والتي قد يكون من نتائجها إعمار الكون [( النسل )] بـ الخليفة على الأرض .. وإن كانت التعاريف انصرفت إلى ألفاظ التلذذ والمتعة والوطء .. ولكن إذا نظرنا إلى مقصد النكاح وبقية مباحثه فإنه يلزم الرجلُ إعفافَ زوجته وصونها عن الوقوع في الحرام. .. فـ مسألة أنه : „ أحسن وسيلة لإرواء مظهر من مظاهر الغريزة وهو الميول الجنسية للذكر والأنثى ، وقضاء الوطر مع السلامة من الأمراض “ .. فـ هذا صحيح .. فنجد أن الإشباع إما أن يكون : 1 . ) سوي طبيعي أو : 2 . ) إشباع فاسد أو : 3. ) خاطئ أو : 4 ) باطل أو : 5. ) شاذ .. والأربعة الآخر لها في الشرع الحنيف إما تعزير أو عقوبة أو حد .. لحماية الفرد والمجتمع والأمة الإسلامية بل الإنسانية جمعاء .. لذا تجد أن تعريف السادة الفقهاء متقاربة في المعنى ، وإن اختلفت تعابيرهم والألفاظ التي استخدمت ، وهي في جملتها نؤدي إلى معنى امتلاك „ حق “ المتعة على الوجه المشروع وفق أحكام الشريعة الإسلامية وتمشياً مع السنة النبوية والطريقة المحمدية ، ولا شك أنه من أغراضه [( استمتاع كلا العاقدين بالآخر )] وأوضحها ، ولكنه ليس كل أغراض الزواج ؛ والذي سوف ابينه بمشيئته عز و جل من خلال البحوث القادمة .. يحسنُ بي أن أذكر قول :" صاحب الفقه على المذاهب الأربعة: ” وإن كان المشهور في المذاهب أن المعقود عليه هو الانتفاعُ بالمرأة دون الرجل كما ذُكر ، ولكن ستعرف من مبحث أحكام النكاح أنه يحرم الانصرافُ عن المرأة إذا ترتب عليه إضرار بها ، أو إفساد لأخلاقها ، وعدم إحصانها ، كما أنه يحرم على الرجل أن تتلذذ به أجنبيه عنه ، فقواعد المذاهب تجعل الرجل مقصورًا على من تحل له كما تجعل المرأة مقصورة عليه ، وتحتم على الرجل أن يعفها بقدر ما يستطيع ، كما تحتم عليها أن تطيعه فيما يأمرها به من استمتاع إلا لعذر صحيح. “ . .. . لهذا فقد عرّف الزواج : ” بأنه عقد يفيد حل العشرة بين الرجل و المرأة وتعاونهما ويحدد ما لكليهما من حقوق وما عليه من واجبات ” ، ومن التعريفات التى تشتمل على معنى الزواج نجد ما ذهب إليه الأستاد عبدالعزيز سعد ” بأنه عقد معاهدة ذات أبعاد دينية ودنيوية يتعهد فيها الزوج بإسعاد زوجته وإحترام كرامتها ، وتتعهد الزوجة بموجبها بإسعاد زوجها ومساعدته ، وأن يتعاهدا معا على التضامن والتعاون من أجل إقامة شرع الله وإنشاء أسرة منسجمة ومتحابة تكون نواة لإقامة مجتمع المودة والرحمة والإستقرار وفقا للآية الكريمة رقم 21 من سورة الروم .والتي تقول : ﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ﴾ .. : " فالتعريف المختار هو أن الزواج „ ﴿١﴾ عقد ينعقد بإيجاب وقَبول ممن هما أهل لذلك. ﴿٢﴾ وضعه الشارع الحكيم على وجه مشروع وبشروط مخصوصة. ﴿٣﴾ مؤبد وليس مؤقت ﴿٤﴾ بموافقة وليها يفيد حِل العشرة بين الرجل والمرأة شرعاً وحق استمتاع الرجل بالمرأة ، وحِل استمتاع المرأة بالرجل و ﴿٥﴾ تعاونهما ، بـ إنشاء رابطة للحياة المشتركة تسودها المودة والرحمة و ﴿٦﴾ يحدد ما لكليهما من حقوق وما عليه من واجبات “ .. ﴿٧﴾ غايته السكن والإحصان والنسل وتكوين أسرة صالحة ومجتمع سليم وقوة الأمة „ “. والعقد يعني: الرضا المعبَّر عنه بالإيجاب والقبول ، وعلى وجه مشروع : إشارة إلى أركان عقد الزواج ، والشروط المخصوصة : إشارة إلى شرائط عقد الزواج. .. وقد اشتمل التعريف على عدة أمور .. لعل أهمها : * ﴾ الأول: ملك [( حق )] استمتاع الرجل بالمرأة. ومعناه: أن الاستمتاع بهذه المرأة بعينها ملك [( حق )] خاص للرجل ؛ وليس لأحد غيره بعقد ولا بغيره الاستمتاع بهذه المرأة ، كما لا يجوز لهذه المرأة الاستمتاع برجل غيره .. وإن وقع خلاف ذلك فـ يسميه الشرع الحنيف حفظا لأنساب وحماية للذرية حالة تلبس بـ „ زنا “ ولها عقوبة مقدرة بالشرع .. وستبحث هذه الحالة في موضعها إن شاء الله تعالى في قادم البحوث!. * ﴾ الأمر الثاني: حِل استمتاع المرأة بالرجل : ومعناه أنه يجوز [( يباح )] لهذا الرجل الاستمتاع بمرأة أخرى وليس ممنوعاً عليه ذلك ؛ ويجوز لـ امرأة أخرى „ حق “ الاستمتاع بهذا الرجل بعقد شرعي وبشروط معينة ، ومعنى ذلك „ جواز التعدد “ بالنسبة للرجل ، ولا يعتبر عن جانب المرأة بالملك لأن ذلك يوهم بعدم جواز التعدد وهذا مخالف للنصوص الشرعية الدالة على هذا الأمر المباح. .. والإشكال يأتي في قوانين بعض الدول [( جمهورية النمسا مثال : آحدى دول الاتحاد الأوروبي )] والتي لا تبيح التعدد قانوناً )] Standesamtliche Trauung [( وكذلك الدولة لا تقر بـ : )]Religiöse Trauungen in Österreich haben vor den Behörden keine Rechtsgültigkeit. [(. وقد نظم الله تعالى رابطة الزواج نظامًا دقيقًا ، ضمن الناس من خلالها اختلاط الأنساب ، وظلم بعضهم بعضًا ، وجعل الله تعالى اختراق هذا النظام الرباني جريمة يعاقب عليها الشرع ، بما يسمى بالحدود الشرعية والعقوبات ، حتى يتسنى لهذا الإنسان أن يعبدخالقه وربه بعيدًا عن تجاذب الشهوات والتصارع عليها ، ومن ثم قيام الأسرة العفيفة والنظيفة عن الدخلاء ، والأدعياء في أنسابهم وأحسابهم ، ونحن نرى المجتمعات التي تفسخت أخلاقها ، وانتشرت فيها الفاحشة ، والرذيلة ، مجتمعات متصارعة ، تسودها الخيانة وعدم الثقة ، وكل مجتمع تحايل أفراده على ذلك النظام الرباني المنيع ، معرض للهلاك ، والتصارع ، ما لم يناد المصلحون ، ويصحوا الغافلون ، عَبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد انتشرت في زمننا هذا أنواع كثيرة من الأنكحة ، واختلط فيها الصحيح بالباطل ، حتى التبس على كثير من الناس أمرها ، فكان لزامًا على العلماء وحملة الدعوة والمؤسسات الرسمية تبيين أمرها للناس ، وتمييز الصحيح النافع من الباطل الضار ، وخاصة أن هذه الأنكحة تنتشر بشكل مخيف ، وبسرعة كبيرة ، وكان الأمثل أن أقوم [( من خلال الموقع )] أولًا بعرضٍ سريع ، لضوابط وقوانين النظام الرباني في هذه الرابطة المقدسة ، وأهم ما يمكن أن يقال في هذه الرابطة العظيمة من تعريفات ، وأحكام ، وصور ، وهذا ما سأتكلم عنه بإذن الله تعالى. وإن كان المجتمع والقانون والهيئات الرسمية الدينية تغمض الطرف على الفوضى الجنسية .. والواقع المشاهد أنه يوجد العديد من صور وأشكال ارتباط الرجل بالمرأة : [ (الزواج العرفي )] . رسالة ماجستير! [ (boyfriend )] . [ (رفيق لـ فتاة أو امْرَأةٍ : صَدِيقُهَا ) ] [ (خِدْن (الفتاة)؛ خِلّ؛ خليل .. عشيق )]. وفي المقابل [('girlfriend' )] .. [ (النكاح بنية الطلاق (السياحي) )]. رسالة ماجستير! [ (الزواج الصيفي )]. رسالة ماجستير! [ (النكاح السري ) ]. رسالة ماجستير! بعض الحالات والتي :" يستجدها الناس ، من مفردات في عقود الأنكحة ، حتى يتبين الصحيح من الفاسد منها أو الباطل ، وإظهار آثارها على المجتمع ، والسيئة على الأفراد ؛ وإيجاد الحلول الصحيحة المناسبة ، والبدائل المشروعة ".. فقد أخبرني آحد السادة بموافقة مطلقة أو أرملة ذات أولاد على الزواج منه مقابل مبلغ شهري .. ويأتيها زيارة في الإسبوع مرة أو أكثر وقت تواجد أولادها بالمدرسة .. ثم يغادر منزلها على ميعاد قادم!.. هذه قطرة من بحر ! والإشكالية التي تواجه كاتب هذه السطور : انَّ ( النكاح [ ( الزواج ) ] المكتمل في أركانه ، وشروطه ، ولكنه غير موثق رسميًا ، من الجهة المختصة ، وأعترف -مبدئياً- أن هذا النكاح لا غبار عليه ؛ من الناحية الشرعية ، إلا أنه لم يوثق رسميًا ، وقد عرفنا ما في التوثيق اليوم من المصالح التي بها تحفظ الحقوق. ) . لذا فغالبية هذه البحوث تبقى اطروحات نظرية في أدراج مكتب الباحث! بيد أنَّ أهمية هذه البحوث تعود . 1.) . " لأِنَّ النِّكَاحَ مِنَ الْحَوَائِجِ الأْصْلِيَّةِ لِلإْنْسَانِ .. وليست الضرورية ". ولعل الدقة في التعبير أن اقول : 2 . ) . " أَنَّ النِّكَاحَ مَا شُرِعَ لاِقْتِضَاءِ الشَّهْوَةِ [( فقط )] ، والاستمتاع والتلذذ والمتعة بَل شُرِعَ لأِغْرَاضٍ وَمَقَاصِدَ يُتَوَسَّل بِهِ إِلَيْهَا .. وإن صاحب ذلك استمتاع كلا العاقدين بالآخر استمتاعاً وفق المنهج الإسلامي وتبعا للطريقة المحمدية النبوية " . وهذا ما سوف أتعرض إليه بالكتابة والتفصيل في البحوث القادمة ! .. مِن بعد إذنه تعالى ووفق مشيئته وبحسن توفيقه وتمام رعايته ! ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) . كِتَابُ النِّكَاحِ.. أحكام الزواج .. 10 تعريف الزواج لغة وإصطلاحا السبت، 17 مايو، 2025 م ~ 20 ذو القعدة 1446 هـ . |
رد: فهرس! فِهْرِسْتُ وبتوفيق من المولى جل جلاله في هذه اللقاءات سأتناول الحديث عن : (1) كتاب الزواج (2) كتاب الصداق (3) كتاب الوليمة (4) كتاب الخلع (5) كتاب الطلاق (6) كتاب العدة (7) كتاب الرجعة (8) كتاب الإيلاء (9) كتاب الظهار (10) الكفارة (11) كتاب اللعان (12) كتاب العدد (13) كتاب الرضاع (14) كتاب النفقات (15) الفرائض. ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) الثلاثاء، 23 ذو القعدة، 1446هــ ~ 20 مايو، 2025 م |
رد: 1 الـتَمْهِيدٌ الأول! (.فقه الزواج .) . 1 الـتَمْهِيدٌ الأول .. الحمد لله الذي هدانا للإسلام ، وأنعم علينا بنعمة الإيمان ؛ والصلاة والسلام والتكريم والانعام على خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين : محمد بن عبدالله : رسول الله ونبيه ومصطفاه صلى الله عليه وآله وسلم وصحبه ؛ ومن اهتدى بهديه وصار على نهجه بإحسان إلى يوم الدين .. فـ التزم القرآنَ المجيد دستوراً وسنة الحبــيــب منهاجاً .. وبعد .. فـ إن الشريعة الإسلامية والمنهجية الرسولية والطريقة النبوية المحمدية قد امتازت عن الشرائع السماوية السابقة لكونها أوفى الشرائع في معالجة قضايا الإنسان وأتم المنهاج بتحقيق مصالح العباد وإسعادهم ، وإبعاد الضرر عن أنفسهم وقد جعلها الحق سبحانه وتعالى شأنه خاتمة الشرائع ومتممة المنهاج لما اشتملت عليه من رقي ونبل ويسر وتيسير ، وبما تضمنته من قواعد كلية ومبادئ عامة تتفق مع طبائع البشر في كل بيئة وعصر ، لتوافق فطرتهم وتتفق مع غرائزهم وحاجاتهم فـ تعالج كافة متطلبات الناس .. فقد رفعت الأغلال عن كاهل العباد .. وكونت منهم أمة سجل التاريخ لها آيات مشرقة وصحائف خالدة، وقضت بتعاليمها الربانية السمحة على كل ما كان يعانيه العالم من ظلم وذل وإرهاق فأخرجت الناس من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة، وهدت العباد إلى طريق الله المستقيم . لذا كان لزاما على علماء هذه الأمة الذين هم ورثة الأنبياء أن يبينوا دقائق هذه الشريعة الغراء وأصولها للناس في كل مناحي الحياة . ونظرا لأن الزواج مظهر من مظاهر غريزة عند الإنسان ومعنى جُبل عليه لتكوين الأسر التي هي لبنة من لبنات المجتمع ، وهذا أمر دعت إليه جميع الشرائع والأديان لما يترتب عليه من المحافظة على الأعراض والأنساب. لذا كان هذا العقد الشرعي من أهم العقود في المعاملات بين الناس خطرا وأرفعها قدرا لأنه به يجمع الشمل ويتم الشوق وتتكون الأسرة التي هي نواة المجتمع الإنساني ويتم الترابط بين الأسر، ومن ثم فإنه يشترط فيه ما لا يشترط في غيره من العقود والمعاملات من اشتراط : (1) الولي و : (2) الإشهاد و : (3) الإعلان بين الناس حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "كل نكاح لم يحضره أربعة فهو سفاح، خاطب، وولي، وشاهدي عدل". [(-و بما يُروى عن عائشة مرفوعًا : بزيادة « كل نكاح لم يحضره أربعة فهو سفاح : خاطب ، وولي ، وشاهدان » (١) . ) ] . ــــــــــــــــــــ (١) منكر : أخرجه الدارقطني (٣/ ٢٢٤) وفي سنده مجهول. لا يحتج به. ــــــــــــــــ قال النسفي ابو حفص تحت باب :" ﴿ س ف ح ﴾ : « كُلُّ نِكَاحٍ لَمْ يَحْضُرْهُ أَرْبَعَةٌ فَهُوَ سِفَاحٌ » أَيْ زِنًا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ﴾ [النساء: ٢٤] أَيْ غَيْرَ زُنَاةٍ وَقَدْ سَافَحَ مُسَافَحَةً وَسِفَاحًا إذَا زَنَى وَهُوَ مِنْ سَفَحَ يَسْفَحُ سِفَاحًا مِنْ حَدِّ صَنَعَ أَيْ صَبَّ سُمِّيَ الزِّنَا سِفَاحًا لِأَنَّهُ صَبُّ الْمَاءِ عَلَى وَجْهِ التَّضْيِيعِ)] . ( ص: 43 : طلبة الطلبة؛ أبو حفص النسفي .) . |
رد: النظام الاجتماعي في الإسلام! والحديث حجة عند الشافعي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: "كل نكاح لم يحضره أربعة فهو سفاح الخاطب والولي وشاهدا عدل. " . . وذكره صاحب الحاوي .. بيد أن هذا الحديث ضعيف عند أبي حنيفة لأن فيه أبا الخصيب قال الدارقطني: اسمه نافع بن ميسرة مجهول .. قال الغزنوي؛ سراج الدين :" الحديث حجة عند الشافعي رحمه الله بيد أنه قال الغزنوي بعد ذلك .:" هذا الحديث ضعيف لأن فيه أبا الخصيب قال الدارقطني: اسمه نافع بن ميسرة مجهول " .[( الغرة المنيفة في تحقيق بعض مسائل الإمام أبي حنيفة؛ الغزنوي، سراج الدين ) ] . و يقول عليه الصلاةوالسلام : أيضا: "أعلنوا النكاح ولو بالدف". فـ الشارع الحكيم إحطاط لهذا العقد ما لم يحطاط لغيره من سائر العقود، فمن أجل ذلك أبيح فيه الضرب بالدف وإظهار معالم البشر والسرور في جو إسلامي كله طهر وبهجة وعفاف. وحيث إن البحوث معظمها إن لم تكن كلها من مظاهر تكريم الإسلام للمرأة وسأذكر الأدلة على ذلك .. فإنني سأقدم لهذه الدراسة بـ - ذكر حال المرأة قبل الإسلام [ ( التمهيد الثاني ) ] و - بعده بإيجاز أملا في أن تعود المرأة المسلمة إلى التمسك بمبادئ دينها والتفقه في سنة نبيها واعتبار نموذج المرأة الأولى في الإسلام : خديجة بنت خويلد .. زوج المصطفى عليها رضوان الله وبقية أخواتها .. مثالا لها .. ولتعلم أن الإسلام كرمها في جميع مناحي حياتها، ليكون علمها بذلك حجة عليها أمام الله -عز وجل- مستعينا بالله وحده راجيا منه العون والسداد والتوفيق، وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه .. فإن وفقت فـ أصبت الهدف المنشود فبتوفيق المولى -جلال جلاله- وإن كانت الأخرى فمن نفسي والشيطان. "وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب " دكتور: مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنُ إبراهيم الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْڪَنْدَرِيَّةِ.. |
رد:رجاء حار! وارجو .. رجاءً حاراً من الأخوات الكريمات القارئات أن لا يتركن واردة أو شاردة إلا بالتعليق عليها أو الاستفسار عنها بالتصويب أو بالتخطئة ! .. أخوكم : مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ ... الاربعاء، ٢٤ ذو القعدة، 1446هــ ~ 21 مايو، 2025 م ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) . |
رد: الـتَمْهِيدُ الثَّانِي : المرأة .. الأنثى! 2 المرأة .. الأنثى الـتَمْهِيدُ الثَّانِي المرأةُ بالقطع ليست فقط الأنثى .. تلك التي تلفت انتباه الرجل فـ تثير رغبة الذكر فـ تحرك في مجرى دمه قطرة من هرمون مظهر غريزة مما يتطلب الاشباع .. فالمرأة أولاً هي أمه العالية الراقية السامية الغالية [حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا] والعجيب أن الحمل استمر عدة شهور تصل إلى تسعة أشهر حملا .. صحيح تم الاخصاب لحظة نشوة ورغبة مِن بعلها .. ولعل هذا ليرغب الخالق مخلوقه الأسمى : الإنسان بما تميز به عن الملائكة بما يملك من عقل وإدراك .. وبالقطع ليست هي العلة أو السبب بل هناك حكمة .. قد يحتاج العاقل إلى فهمها واستدراكها .. والغريب العجيب أن الحمل تم [وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ] .. خلق جديد في رحم مظلم لا تدري به صاحبته .. لا تعلم حاملته شيئا عنه إلى أن يُظهر علامات الحمل والتي تعرفها النساء منذ قديم الأزل [يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُون] ثم استعان الإنسان المتحضر بـ علوم كــ الطب وفروعه والمختبرات ومعامل تحليل الدم والبول ولقد أنزل الخالق لمخلوقه الأسمى قرآناً يتلوه تَعرض لهذه المسألة ليثبت للمخلوق وجود خالق من عدم ؛ منشأ من لا شئ حي ؛ مبدع بما لا مثيل له ؛ محيي : وهو على كل شئ قدير ثم استغرقت عملية [فِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ].ثم يأتي تنبيه واضح مبين [وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ] ثم يخص آحداهما بقوله [حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ] .. والحكمة قد تحتاج لتوضيح مع توفر مستلزمات البحث العلمي في تركيبة الإنسان [خُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا] بيد أن المرأة ليست فقط هي تلك الأنثى بل هي الأم والجدة والأخت والخالة والعمة وتأتي عند من يرغب الزوجــ(ــة) وحصر العلاقة بين ذكر وانثى في اي مجتمع يهدده في صميمه .. بل تجب أن تكون العلاقة بين رجل يحمل مسؤولية وبين امرأة ترعى شؤون بيتها ! وحيث إن بحوث هذه الدراسة معظمها إن لم تكن كلها من مظاهر تكريم الإسلام للمرأة فإنني ملزم أن أقدم لهذه الدراسة في التمهيد الثاني فأذكر حال المرأة قبل الإسلام - ذكر حال المرأة قبل الإسلام لذا فكان من الأصلح أن أتعرض للمرأة قبل الإسلام إذ أن تلك النظرة „ القديمة “ إلى الأنثى ترتب عليها لـ مَن جاء من بعدهم النظرة „ الدونية “ لها .. مما دعى المرأة إلى الثورة على تلك التقاليد القديمة البالية فانزلقت في متاهات من حيث لا تدري! .. .. .. إننا إذا نظرنا بعين الاعتبار إلى صفحات التاريخ القديم في حال المرأة قبل الإسلام ، فــ إننا نجد أن المِلل القديمة كانت تنظر إلى المرأة نظرة كلها تحقير وإهانة مما لا يتفق مع آدميتها ڪـ إنسانة ، بل كانت تعاملها بـ أبشع أنواع الظلم وتسومها سوء العذاب وتدفع بها نحو الهواية والذل والهوان ؛ وإليكم توضيح ذلك. ( ١ .) المرأة عند „ اليونان “: كان اليونانيون ينظرون إلى المرأة على أنها إنسانة حقيرة مسلوبة الحرية لا حقوق ولا أهلية لها تباع وتشترى في الأسواق ، مما أدى إلى انتشار دور البغاء .. فـ تبوأ العاهرات والمومسات مكانةً عالية ، وشاعت الفاحشة والرذيلة بين الرجال والنساء حتى أصبح الزنا أمراً مألوفاً غير منكر بل مستساغ ، وليس ذلك فحسب ، بل انتشر بينهم اللواط بين الرجال والشباب انتشار السم في الدم . ونتيجة لهذا الانحطاط الأخلاقي انهارت هذه الإمبراطورية وڪــ أنها لم تكن شيئا يذكر. ﴿ هذه الفقرة من البحث تحتاج إلى تخريج من ادلتها ﴾. وصدق الله العلي العظيم حيث جاء في محكم التنزيل فنطق القرآن المجيد يقول : ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ (. ٢ .) المرأة عند „ الرومان “: كان الرومان ينظرون إلى المرأة على أنها شيطانة وأنها رجس لا سلطان لها على أنوثتها يجب ألا تأكل اللحم ولا تتكلم ولا تضحك ، وكان للرجل الحق الكامل في أن يتصرف في أبنائه وزوجته كيفما يشاء : يبيع مَن يشاء ويقتل منهم من يشاء لا سلطان عليه ويدخل على أسرته من يشاء ويطرد من أبناءه مَن يشاء أو يعذبهم فاستشرى الفساد ، وانشرت بيوت الدعارة وراجت تجارة الخمور . فكانت النتيجة أن تمزقت هذه الدولة شر ممزق وانهارت شر انهيار. ﴿ هذه الفقرة من البحث تحتاج إلى تخريج من ادلتها ﴾. (. ٣ .) المرأة عند „ الإغريق “: كانت المرأة عندهم تعد مخلوقاً حقيراً لا تصلح لغير النسل وخدمة المنزل ، وإذا كانت ولودا استعيرت من زوجها لتلد للوطن أولاد من رجل آخر. ﴿ هذه الفقرة من البحث تحتاج إلى تخريج من ادلتها ﴾. (. ٤ .) المرأة عند „ الهنود “: جاء في شريعة „ مانو “ الهندية أن الوباء والموت والسم والأفاعي كل ذلك خير من المرأة، ويجب أن تكون المرأة في طفولتها لأبيها وفي شبابها لزوجها، وفي تأيمها لأبنائها، وفي ثكلها لأقرباء بعلها ولا يجوز ترك أمرها لها. وفيها أيضا أن المرأة إذا خلت برجل مدة تكفي لإنتاج بيضة يجب عليها أن تقوم بحرق جسدها على مقربة من جسد زوجها المحروق أو يحكمون عليها بالموت. ﴿ هذه الفقرة من البحث تحتاج إلى تخريج من ادلتها ﴾. (. ٥ .) المرأة عند „ الفارسيين “: كانت المرأة عند أهل فارس في انحطاط وذِلة ، فهي سبب هيجان الشرور التي توجب العذاب والسخط لدى الآلهة ، ولهذا يبيحون عليها أن تعيش تحت أنواع الظلم ، وكانت المرأة في مذهب فارس تحت سلطة الزوج من حقه أن يتصرف فيها كما يتصرف في ماله ومتاعه . وكان له أن يحكم بقتلها ، مع أن تعدد الزوجات أيضا كان شائعا عندهم بدون شرط أو تحديد. ﴿ هذه الفقرة من البحث تحتاج إلى تخريج من ادلتها ﴾. (.٦ .) المرأة في „ جاهلية “ العرب: كان العرب في الجاهلية يعتبرون المرأة جزءًا من الثروة ، ولهذا فإن الأرملة كانت تعد ميراثا لابن المورث ، وكان تعدد الزوجات شائعا في جميع القبائل العربية بدون شرط أو تحديد . وليس ذلك فحسب بل كانت معظم القبائل العربية يظلمون المرأة ظلما أبشع مما تعرضت له المرأة عند غيرهم فكانوا يؤدون البنات وهنَّ أحياء مخافة العار أو الفقر فــ يذكرنا القرآن الكريم بهذا الظلم الشنيع للمرأة فيقول: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ، يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ . ومن المؤلم أنه لم يفعل ذلك الرجل منهم فحسب ، بل كانت المرأة منهم عندما يحين وقت وضعها تجلس على شفا حفرة وتضع مولودها على رأس هذه الحفرة فإن كان المولود أنثى رمت بها في الحفرة وردت عليها التراب ، وإن كان المولود غلاما أبقت عليه . ولم يكن ظلم العرب الجاهليين للمرأة يقف عند وأدها فحسب بل كانت كل جوانب حياة المرأة كلها ظلم. ﴿ هذه الفقرة من البحث تحتاج إلى تخريج من ادلتها ﴾. (. ٧ .) المرأة عند اليهود: يعتبر اليهود المرأة لعنة فهي التي أغوت آدم حتى أكل من الشجرة فـ طرد بسبب ذلك من الجنة ، لذلك فهي مجرد خادمة ليس لها حقوق أو أهلية ، وكانوا لا يورثونها ، وإذا حاضت فإنها تكون نجسة ، وكل ما تلمسه بيدها ينجس بنجاستها ، بل كان بعضهم يطردها من البيت فإذا ما طهرت من حيضها رجعت إلى بيتها. ﴿ هذه الفقرة من البحث تحتاج إلى تخريج من ادلتها ﴾. (. ٨ .) المرأة عن النصارى: يرى النصارى أن المرأة باب الشيطان ، ناقضة لقانون الله مشوهة لصورة الله „ الرجل “ فهي مخلوق نجس يحرم عليها قراءة كتاب العهد الجديد خُلقت لـ خدمة الرجل. ﴿ هذه الفقرة من البحث تحتاج إلى تخريج من ادلتها ﴾. هذه النقاط الثمانية تحتاج مني إلى تخريج بالأدلة ومصادرها سألحقها بملحق نهاية الدراسة! ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ . بتصرف يسير من بحث:" " دكتور: محمد عبداللطيف محمد قنديل؛ مدرس الفقه الشافعي بـ قسم الفقه العام .. كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بــ الإسكندرية جامعة الأزهر " بحث : فقه النكاح والفرائض [محمد عبداللطيف قنديل] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قلت(الرَّمَادِيُّ) : وموضوع المرأة ومكانتها قبل الإسلام وبعده موضوع كبير ڪـ بحر لا ساحل له وڪـ سماء تعلو الجبال الشوامخ لا منفذ لي بين نجومها ولا موضع نظر بين كواكبها .. لذا لا تتحمله هذه البحوث .. فـ الأصل فيه أن المنظمات النسائية أو تلك المؤسسات الرعوية التي تتولى رعاية كافة شؤون المرأة ڪـــ : رضيع تلتقط ثدي أمها الحنون .. وطفلة تحبو بين أطراف ثنايا ملاءة أمها أو جدتها الملفوفة حولها .. وفتاة ما زالت تلعب بعرائسها ما بلغت بعد .. ومراهقة تخطو بـ خطى خائفة وأيدي مرتعشة إلى مقاعد النساء .. وشابة امتلكت نواصي الجمال وفتنة الأنوثة .. وامرأة بلغت مبلغ النساء الشامخات العاليات .. وڪ زوجة لـ حبيب عاشق وحامل لوليد المستقبل الزاهر ومرضعة وأم وجدة أو مطلقة ظُلمت مِن مَن لم يفهمها .. وأرملة هذا قضاؤها .. لعل هذه الجوانب تتولى بالبحث أو العرض آحدى المنظمات النسائية ! .. وحديثي القادم عن تلك المرأة التي وثب بها الإسلام الى قمم الجبال الشوامخ وإلى السماوات الزرقاوات العلويات بـ جوار النجوم الزاهرة ومرافقة الكواكب السائرة ووثبت هي به ، وكان أثرُها في تكوين رجاله ، وتربية إجياله وتصريف حوادثه ، أشبه ما يكون بأثر الهادئ الفياض في زهر الرياض. وأعترف مقدماً أن صلاح المرأة آتِ من صلاح الرجل .. وصلاح الرجل نابع من صلاح المرأة ! ــــــــــــــــــــــــــــــــ .. (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) .. الجمعة، 26 ذو القعدة، 1446 هـ ~ 23 مايو 2025 م |
رد: مدخل لموضوع الزواج! مدخل لموضوع الزواج [ 1 . ] الفصل الأول تحدثتُ في التمهيد لموضوع الزواج عن الحاجات العضوية عند الإنسان [(كـ المأكل والمشرب والتنفس والنوم وإخراج الفضلات)] والتي تتطلب إشباعاً حتمياً وإلا أشرف المرءُ على الهلاك ، ثم أكملتُ عن الغرائز وهي لها العديد من المظاهر وهي لا تتطلب إشباعاً حتمياً بل إشباعاً قد يكون ضروريا وعدم الإشباع لمظهر من مظاهر الغرائز المتعددة يؤدي إلى حالةٍ من القلق النفسي والاضطراب في السلوك .. وميل الأنثى الجنسي للذكر أو ميل الذكر للأنثى أمر طبيعي غُرزَ في التركيبة الأصلية للإنسان منذ الخلق الأول [(آدم وحواء عليهما السلام)] لإشباع مظهر من مظاهر الغريزة .. لذا فقد نظم الخالق المبدع المصور كيفية إشباع الحاجات العضوية [(المأكل والمشرب.. الحلال والحرام مثلاً)] للإنسان كما نظم إشباعات الغرائز .. منعا لوقوع الإنسان في إشباع خاطئ أو شاذ وكلاهما عليه تحذير ومؤاخذة ومِن ثم تعزير يقدره ولي الأمر أو القاضي الشرعي أو عقوبة مقدرة أو حد يقام في ضمن حدود الكيان الإسلامي.. ثم تحدثتُ عن الفطرة وسنن الأنبياء وصبغة الله .. لذا فقد كانت ومازالت الزوجية سُنة من سُنن الله في مخلوقاته الحية وتكوين الحياة وإنشائها وتعمير الكون ، وهي عامة مطردة ، لا يشذ عنها عالم الانسان ، أو عالم الحيوان أو عالم النبات على الأرض يدب أو في السماء يطير فـ مِن حكم البارئ جل وعلا أن خلق الأزواج من كل شيئ فنطق القرآن المجيد يقول: ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ .. لـ بقاء الأجناس الحية وعمارة للكون لأن كتاب الفناء كُتب على كل مَن سواه سبحانه فـ قال تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾ .. ويُعتبر النِّكاح من سنن الله تعالى الكونيَّة في جميع الموجودات ، فهو ليس خاصًّا ببني آدم ، ولكنه عام في الخلق .. ولأن التزاوج سبب التوالد والتوارث لـ يقوم كل جنس من مخلوقات الله الحية بوظيفته التي وضعها الله له ، وفضَّل بني آدم بالعقل والفهم وجعل أرزاقهم من الطيبات وسخر لهم ما في الكون جميعًا ليستعينوا به على أداء الواجبات ، وشرع لهم التزاوج في حدود رسمها لهم كـ أحكام شرعية عملية مستنبطة في كتابه المبين وبيّنها وفصلها لهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأنها تطهير لأنفسهم وابتعاد بها عما يخل بالمروءة والدين وأمرهم بالسعي في النكاح ووعدهم بسعة فضله لئلا يثنيهم عنه الفقر وقلة ما في اليد ، قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ﴾ [النور: 32] قال ابن كثير عند تفسير هذه الآية: هذا أمر من الله بالتزويج، وذهب طائفة من العلماء إلى وجوبه على كل من قدر عليه .. وهي-الزوجية- الاسلوب الذي اختاره الله الصانع المنشأ للتوالد بين الأحياء والتكاثر بين المخلوقات ، واستمرار الحياة ، بعد أن أعد سبحانه وتعالى شأنه كِلا الزوجين وهيأهما . بحيث يقوم كل منهما بدورٍ إيجابي في تحقيق هذه الغاية : فقد أباح الله تعالى النكاح نصًا صريحًا في : ( ١ . ) كتابه العزيز ؛ و ( ٢ . ) سنة نبيه صلى الله عليه وسلم و: ( ٣ . ) انعقد بها سالفًا إجماع الأمة فـ من كتاب الله تعالى وما دال على إباحة النكاح الأدلة الآتية : |
رد: النظام الاجتماعي في الإسلام! ( البحوث ) :" • .. الترغيب في النكاح والحث عليه • النكاح سنة من سنن الأنبياء. • النكاح من سنن الله تعالى الكونية في جميع الموجودات. • الترغيب النبوي في النكاح. • آثار ومنافع النكاح... ". |
رد: النظام الاجتماعي في الإسلام! .. .. ولم يشأ الله أن يجعل الانسان كغيره من العوالم ، فيدع غرائزه ويتركها تنطلق دون وعي ، ويترك اتصال الذكر بالانثى فوضى لا ضابط له . بل وضع النظام الإجتماعي الملائم لسيادته ، والذي من شأنه أن يحفظ شرفه ، ويصون كرامته . فجعل اتصال الرجل بالمرأة اتصالا كريما ، مبنيا على رضاهما . وعلى إيجاب وقبول ، كمظهرين لهذا الرضا . وعلى إشهاد ، على أن كلا منهما قد أصبح للاخر . وبهذا وضع لآحدى مظاهر الغريزة [(الميل الجنسي)] سبيلها المأمونة ، وحمى النسل من الضياع ، وصان المرأة عن أن تكون كلأً مباحا لكل راتع . ووضع نواة الاسرة التي تحوطها غريزة الامومة وترعاها عاطفة الابوة . فتنبت نباتا حسنا ، وتثمر ثمارها اليانعة . وهذا النظام هو الذي ارتضاه الله ، وأبقى عليه الاسلام ، وهدم كل ما عداه .. .. (( الأدلة : ) (الدليل الأول ) : . ١ .): الترغيب في الزواج : دعا الإسلام مَن أمن به دستورا ومنهاج حياة وطرازا خاص من العيش وطريقة معينة في الحياة .. دعا أبناءَه إلى الزواج ، وحثَّ على الزواج مبكرًا لمَن قدر عليه .. فـ قد رغب الاسلام في الزواج بصور ٍ متعددة الترغيب . فـ تارة يذكر أنه مِن : ١ . ) سنن الانبياء وهدى المرسلين .. وأنهم الاسوة الحسنة والقدوة الطيبة والقادة الذين يجب علينا أن نقتدي بـ هداهم فقال تعالى : ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [الرعد:38] .. فـ إن النكاح آية من آيات الله ، وسُنَّة من سنن الأنبياء والمرسلين ، فقد كان لهم أزواج وذريَّة ، فهذه الآية تدلُّ على الترغيب في النكاح ، والحضِّ عليه ، وتنهى عن التبتُّل ، وهو ترك النكاح ، فهو من سُنَّة المرسلين ، كما نصَّت عليه هذه الآية الكريمة ، قال القرطبي: أي جعلناهم [( الرسل والأنبياء )] بشراً يَقضون ما أحلَّ الله من شهوات الدنيا ، ثم قال : وهذه سُنة المرسلين كما نص عليها القرآن الكريم ، والسنة النبوية واردة بمعناها ، حيث قال ﷺ: “ تزوَّجوا .. فإني مكاثر بكم الأمم ”. [ أخرجه أبو داود (2050)، والنسائي (3227)، وابن ماجه (1859)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (2/ 929) (3091). ". ].. وقال: مَن تزوج فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الثاني.. ومعنى ذلك أن النكاح يعف عن الزنى ، والعفاف أحد الخصلتين اللتين ضمن رسول الله ﷺ عليهما الجنة ، فقال: “ من وقاه الله شر اثنتين ولج الجنة : ما بين لحيّيه وما بين رجليه ”. [خرجه الموطأ وغيره].. ولتأكيد هذا المعنى جاء في حديث الترمذي عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«„ أربعٌ من سنن المرسلين : ١ : الحناء (*) ، و٢ : التعطر ، و٣ : السواك ، و٤ : النكاح “» ــــــــــــــــــــــــــــ (*) وقال بعض الرواة : الحياء بالياء .. بدلا من حرف النون. ــــــــــــــــــــــــــــ ومنذ لحظة بدء الخليقة وجد التزاوج .. وَذَلِكَ أَنَّ آدَمَ لَمْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ(!) مَنْ يُجَانِسُهُ .. فَخَلَقَ اللَّهُ زَوْجَتَهُ حَوَّاءَ .. خَلَقَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .. فـ رَآهَا [(آدم)] جَالِسَةً عِنْدَ رَأْسِهِ(!) (كَأَحْسَنِ مَا فِي) خَلْقِ اللَّهِ .. ( كأحسن ما خلقها الله ) فَـ قَالَ لَهَا: مَنْ أَنْتِ؟ ؛ قَالَتْ زَوْجَتُكَ خَلَقَنِي اللَّهُ لَكَ .. تَسْكُنُ إِلَيَّ .. وَأَسْكُنُ إِلَيْكَ مصداقا لقوله تَعالى ﴿يا آدم اسْكُنْ أنْتَ وزَوْجُكَ الجَنَّةَ﴾ .. وَزَوْجُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ هِيَ حَوَّاءُ عَلَيْهَا السَّلَامُ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سَمَّاهَا بِذَلِكَ حِينَ خُلِقَتْ (*) .. ــــــــــــــــــــــــــ (*) ما مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها﴾ .. وتفسير هذه الآية وتأويلها وشرحها .. هذا يستلزم مني إعادة النظر والبحث عن كيفية خلق أمنا حواء .. المرأة الأولى .. الزوجة الأولى .. أول مَن حبلت ووضعت وأرضعت .. والأم الأولى .. والجدة الأولى .. وعند الماوردي: فَأمّا تَسْمِيَتُها حَوّاءَ ، فَفِيهِ قَوْلانِ .. وكيف خُلقت ومتى خُلقت .. فهل : خُلِقَتْ ... قَبْلَ دُخُولِهِ الجَنَّةَ ، ثُمَّ أُدْخِلا مَعًا إلى الجَنَّةِ ، لِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أنْتَ وزَوْجُكَ الجَنَّةَ﴾ .. أم خُلقتْ بَعْدَ دُخُولِهِ في الجَنَّةِ.. كما .. ويجب تصحيح بعض المفاهيم السائدة المغلوطة والخاطئة عن حواء .. وعن بنات آدم تلك المفاهيم الموروثة عن طريق التلقين والنظرة الدونية لها .. قال الجوزي : ﴿وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أنْتَ وزَوْجُكَ الجَنَّةَ﴾ فـ زَوْجُهُ: حَوّاءُ ، قالَ الفَرّاءُ: أهْلُ الحِجازِ يَقُولُونَ لِامْرَأةِ الرَّجُلِ: زَوْجٌ، ويَجْمَعُونَها: الأزْواجَ. وأما تَمِيمٌ وكَثِيرٌ مِن قِيسٍ وأهْلِ نَجْدٍ يَقُولُونَ: زَوْجَةٌ، ويَجْمَعُونَها: زَوْجاتٌ .. فـ يعلق ابن القيم بقوله : والأول أفْصح .. وبها جاءَ القُرْآن .. فنطق القرآن المجيد يقول : قالَ تَعالى ﴿يا آدم اسْكُنْ أنْتَ وزَوْجُكَ الجَنَّةَ﴾ وَقالَ تَعالى في حق زَكَرِيّا عَلَيْهِ السَّلام ﴿وَأصْلَحْنا لَهُ زَوْجَه﴾ ..والإشكال : تذكر معظم كتب التفسير قصة خلق حواء عند تفسير هذه الآية ، ويقول أبو حيان في [ البحر المحيط: ١ / ١٥٦ )] :"وفي هذه القصة زيادات ذكرها المفسرون ، لا نُطول بذكرها ، لأنها ليست مما يتوقف عليها مدلول الآية ولا تفسيرها ".. ونلحظ أن هذه الأمور الغيبية التي استأثر الله تعالى بعلمها وحجبها عنا ، ليس بين أيدينا ما يدل عليها من النصوص الصحيحة .. فأين كان هذا الذي كان .. والذي يروي ويحكي ويقص ؟ .. وما الجنة التي عاش فيها آدم وزوجه حينا من الزمان .. وأين مكانها ؟ .. ومَن هم الملائكة؟ ومن هو إبليس؟ .. وكيف قال الله تعالى لهم ذلك؟ .. وكيف أجابوه؟ .. وكيف تم خلق حواء؟ .. إلخ .. إلخ فـ هذا كله يحتاج إلى نص ثابت . وغالب ما يروى من آثار حولها لا يخلو من مقال أو هو مِن الإسرائيليات ، فحسبنا ما جاءت به النصوص ، ونكل علم ما رآها إلى الله سبحانه . وانظر أيضاً : في [ظلال القرآن: (١ / ٥٩)]. . ـــــــــــــــــــــــــــــ |
رد: النظام الاجتماعي في الإسلام! ١ . ١ . ).. زواج آدم من حواء عليهما السلام أوثق زواج وأكمله ، إذ يكفي أن رب العالمين وخالق الموجودات من عدم أجمعين وأصدق القائلين قد ذكر في كتابه العزيز أنها زوجَهُ ، قال تعالى :﴿وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ .. ١ . ٢ . ).. وكما امتنَّ الله على عباده بالأزواج، امتنَّ عليهم كذلك بالذريَّة، فقال: ﴿ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [الرعد: 38]، فالذريَّة نِعمة، وطلب الولد مشروع، وقد ترجم البخاري على هذا بـ (باب طلب الولد)، وترجم أيضًا: (باب الدعاء بكثرة الولد مع البركة)، وساق حديث أنس بن مالك قال: قالت أمُّ سليم: يا رسول الله، خادمك أنس، ادع اللهَ له، فقال: ((اللهمَّ أكثر ماله وولدَه، وبارك له فيما أعطيته))[ أخرجه البخاري (6380). ]. |
رد: النظام الاجتماعي في الإسلام! فالله تعالى جعل الأنبياء بشرًا ، يأكلون الطعامَ ، ويمشون في الأسواق ، ويأتون الزوجات ، ويقضون ما أحلَّ الله من شهوات الدنيا ، ويولد لهم ، وجعل لهم النساء والبنين ، ولم يجعلهم الله ملائكةً، لا يأكلون، ولا يشربون، ولا ينكحون. وكان ذلك كمالًا في حقِّهم، ولم يكن ذلك قادحًا في صحَّة رسالتهم، ولا تلك العلاقات كانت شاغلة لهم ؛ لأنَّ من اشتغل بالله ، فكثرة العيال ، وتراكم الأشغال لا تؤثر في حاله ، ولا يضره ذلك[ انظر: لطائف الإشارات - تفسير القشيري (2/ 234) بتصرف .] تصحيح مفهوم : |
رد: النظام الاجتماعي في الإسلام! تصحيح مفهوم : " :" في هذه الآية ردٌّ على مَن عاب على الرسول الكريم خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين رسول رب العالمين للثقلين أجمعين صلى الله عليه وسلم .. عاب-جهلا أو تأثرا بمفهوم خاطئ- كثرة النساء، وقالوا: لو كان مرسلًا حقًّا، لكان مشتغلًا بالزُّهد، وترك الدنيا والنساء، ولشغلَته النبوَّة عن تزوج النساء، والتماس الولد، فردَّ الله مقالتهم، وبيَّن أن محمدًا صلى الله عليه وسلم ليس ببدع في ذلك، بل هو كمن تقدَّم من الرسل[ انظر: تفسير القرطبي (9/ 327).] ؛ فقد كان لسليمان بن داود عليه السلام مائة [(100)] امرأة كما جاء في البخاري[ أخرجه البخاري (2819) .]. فالميل إلى النِّساء مركوز في طبع الذكور ، وفي الأُنس بهنَّ انتعاش للروح، فتناولُه مَحمود إذا وقع على الوجه المبرأ من الإيقاع في فساد، وما هو إلا مثل تناول الطعام وشرب الماء[ انظر: التحرير والتنوير (29/ 407) .]. وقد كان لأكثر الرسل أزواج ، ولأكثرهم ذريَّة ؛ مثل نوح وإبراهيم، ولوط وموسى، وداود وسليمان، وغير هؤلاء عليهم السلام[ التحرير والتنوير (13/ 162) . ]
توضيح : |
رد: النظام الاجتماعي في الإسلام! توضيح : ١ .] فمِن الأنبياء الذين لم يتزوَّجوا النساء : المسيح ابن مريم عليهما السلام ، قال عياض رحمه الله: (عيسى ابن مريم عليه السلام تبتَّل من النساء) [ الشفا (1/ 88) ]. و ٢ .] قد بيَّن القرآن أيضًا أنَّ يحيى بن زكريا عليهما السلام لا يتزوج النساء، فقال عز وجل: ﴿ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 39] ، (والحَصُور: هو الذي لا يأتي النساء مع القدرة عليهن ، ولا يقال: هو الذي لا يأتي النساء مع العجز عنهن ؛ لأنَّ مَدحَ الإنسان بما يكون عيبًا غير جائز)[ تفسير الرازي (11/ 312) .]. وقال القاضي عياض: (إن عدم القدرة على النِّكاح نقص، وإنما الفضل في كونها موجودة، ثم قمعها؛ إمَّا بمجاهدة كـ : - عيسى عليه السلام، أو بـ : - كفاية من الله عز وجل كيحيى عليه السلام، ثمَّ هي في حقِّ من أُقدِر عليها، وقام بالواجب فيها، ولم تشغله عن ربه درجة عليا، وهي درجة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم)[ الشفا (1/ 88) .]. وقد أحسن العلَّامة الشنقيطي رحمه الله حين قال: (التحقيق في معنى قوله: ﴿ وَحَصُورًا ﴾ أنه الذي حصر نفسه عن النساء مع القدرة على إتيانهنَّ تبتلًا منه، وانقطاعًا لعبادة الله، وكان ذلك جائزًا في شرعه، وأما سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، فهي التزوج، وعدم التبتل)[ أضواء البيان (3/ 446) .]. فليس وصف يحيى عليه السلام بقوله: ﴿ وَحَصُورًا ﴾ [آل عمران: 39] مقصودًا منه أنه فَضيلة، ولكنه أَعلم أباه زكريا عليه السلام بأنه لا يكون له نَسل؛ ليعلم أنَّ الله أجاب دعوته، فوهب له يحيى عليه السلام كرامةً له، ثمَّ قدَّر أنه لا يكون له نسل إنفاذًا لتقديره فجعل امرأته عاقرًا[ [ التحرير والتنوير (13/ 162) ]. ومما يدلُّ على فَضل النِّكاح أن الله تعالى مدَح أولياءه بسؤال ذلك في الدعاء، فقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُن ﴾ [الفرقان: 74]. وفي سورة القصص يحكي الله عزَّ وجل لنا أن نبيه موسى عليه السلام بقي ثمان سنين أو عشر سنين يَعمل لأجل أن يحصل مهر النِّكاح، فقال تعالى: ﴿ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [القصص: 27]. والأخبار في هذا المعنى كثيرة تحث على طلَب الولد، وتندب إليه؛ لما يرجوه الإنسان من نفعه في حياته، وبعد موته؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة))، وذكر منها: ((وولد صالح يدعو له))[ أخرجه مسلم (3651) .]. |
رد: النظام الاجتماعي في الإسلام! . (الدليل الثاني ): . ( ٢ . ) :" ، إن نِعَمَ الله علينا كثيرةٌ متتابعة بتتابُع الليل والنهار ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34] ، ومن هذه النِّعَم العظيمة نِعْمةُ الزواج ، وجعله آية من آيات الله ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ ﴾.. علامة على وجوده وأنه الرب المالك .. ومما يدلُّ على الترغيب في النِّكاح أيضًا أن الله تعالى امتنَّ على عباده به ، وأحيانا يتحدث عن كونه : آية من آيات الله ؛ فنطق القرآن يقول : .. ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ﴾﴿ لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ﴾ ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً ﴾ ﴿ وَرَحْمَةً ﴾ ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون ﴾ [الروم: 21]. ..فـ خلق سائر الأزواج من أمثالهم من الرجال والنساء ليستأنسوا إليها؛ لأنه جعل بين الزوجين من الآنسة ما لم يجعل من غيرهما.. ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ : - ( أ . ) :" أحدهما: أنها : - المودة و : - المحبة و: - الرحمة و : - الشفقة قاله السدي. و - ( ب . ) :" الثاني: أن المودة : - الجِماع .. والرحمة : - الولد, قاله الحسن البصري، وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ ﴿ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ [الفرقان: 54] . - يعني النطفة والبشر: الإنسان، والنسب: من تناسب بوالد وولد ... وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]. |
رد:التربية الجنسية في الإسلام! سؤال : هل نحن معاشر المسلمين في حاجة إلى ما يسمى الأن بـ :" التربية الجنسية في الإسلام ". |
رد: استدراك : 3. ) الدليل الثالث ! (.١ .) : الْبَابُ الْأَوَّلُ فِي مُقَدِّمَاتِ النِّكَاحِ [١.] الْمَسْأَلَةُ الأُولَى : [ مدخل لموضوع الزواج ] [ ١ . ] الفصل الأول : [ الترغيب في الزواج من محكم القرآن العظيم ] استدراك : ( 3 ) ( الدليل الثالث ) : من محكم القرآن الكريم : فِي قَوْلِهِ سبحانه وتَعَالَى شأنه : ﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ . |
رد: النظام الاجتماعي في الإسلام! جزاك الله خيرا اخي الفاضل د محمد |
رد: النظام الاجتماعي في الإسلام! اقتباس:
|
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي