![]() |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية ** وأسألُهُ -سبحانه وتعالى- أن يوفقني إلى صحيح الفهم.. ويلهمني حسن الإدراك وأن يفتح عليَّ فتوح العارفين ويبعد عني الخطأ والزلل فهو السميع العليم الخبير المجيب. ** |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية عَنْون كثيرٌ من السادة أهل العلم والمعرفة هذه المسألة **«„ابتلاء يُتم محمد ‟»؛ فمنها عنوان :" كان مولده صلى الله عليه وآله وسلم تكريما لليتامى ". وكَتبَ آخر يقول : " شاء الله تعالى ان يكون نبيه ومصطفاه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم يتيماً، ولم يكن يُتيم الأب فقط بل كان يُتيم الأبوين معا". وكاتب هذه السطور يزيد على هذا: " أن جده مات بعد برهة يسيرة من الزمن مِن موت أمه الشابة الأرملة السيدة آمِنة بنت وهب الزُهرية. فـ على الترتيب وخلال السنوات الثمانية الأولى من طفولة محمد المبكرة : ١.] توفي والده صلى الله عليه وآله وسلم (عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي) وهو في بطن أمه ودُفن في المدينة. ٢.] توفيت أمه صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن ست سنوات ودفنت في الأبواء (بين مكة والمدينة). ٣.] توفي جده صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن ثمان سنوات ودفن في مكة.(9). |
مقدمة بحث يتم محمد مقدمة بحث يتم الطفل محمد ما زلنا نتعايش طفولة نبي الإسلام وخاتم المرسلين ومتمم المبتعثين صلوات الله تعالى وسلامه ورحماته عليه وآله.. نتعايش طفولته المبكرة فقدعاش ا لحـــبــــــــيـــــــب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يتيمًا يتنقل من كفالة لكفالة، إلا أن كفيله الأكبر الذي أواه هو الله سبحانه وتعالى، فهو الذي تكفل به، يقول تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ } (10) ليربيَّه بعين الرعاية: { فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } (11)، وكما قال النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله:"أدبني ربي فأحسن تأديبي(12)". إن من حكمة الله البالغة أن جعل خاتم أنبياءه محمدا يتيماً فقَد الوالدين من صغره ثم آوله الله إلى كنف من يكنفه وجعله سيداً ومثالاً لجميع العالمين. واليُتم: الإنفراد أو الإبطاء: قيل منه أخِذ اليتيم لأن البر يبطئ عنه(13) واليتيم في اللغة: هو ذلكم المنقطع عما يلتصق به؛ وهو في العرف الشرعي: كل من فقد أباه قبل البلوغ، فإذا بلغ خرج عن كونه يتيماً(14). قال العلامة الآلوسي: "اليُتم: " انقطاع الصبي عن ابيه قبل بلوغه(15) . و اليتيم: مَن فقد أباه ولم يبلغ مبلغ الرجال(16) فإن حال اليتيم هو منتهى الضعف وانعدام الحيلة.. وقد بدأ محمد حياته يتيماً.. والملك والسيادة هو ذروة السلطة المادية؛ وقد انتهت حياته إليها "(17). *.) المُرضعات يأبيّن اليَتِيم:" والأمر الملاحظ كما ترويه السعدية حليمة:" .. فما منا امرأة إلا وقد عُرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه إذا قيل لها: إنه يَتيم.. وذلك أنا إنما كنا نرجو المعروف من أبي الصبي فكنا نقول يَتيم وما عسى أن تصنع أمه وجده؟ فكنا نكرهه لذلك.. فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعاً.. فقلت لزوجي: " والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنَّه"، فقال:" لا بأس عليك.. أن تفعلي.. عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة (18).". يَتيم الأبوين: وبعد أن عاد محمد إلى أمه في مكة بعد غربة عنها دامت قريباً من خمس سنوات؛ بدأ حياته مع أمه الحنون آمنة بنت وهب الزُهرية والتي كانت في غاية الشوق إليه. ولحكمة غائبة عنا لا يعلمها إلا الخبير العليم البصير.. لم تبق هذه العيشة الهنيئة التي ذاق الطفل محمد فيها حنان أمه وشمله عطفها وملأ كل جوانحه حبها ورعايتها ما جعله في أشد تعلق بأمه.. هذه العيشة الهنيئة لطفل تجاوز ست سنوات إلا قليلاً لم تتعد عدة شهور أو سنة واحدة على الأكثر حتى غابت عنه فجأة إلى يوم القيامة. تَخَيّلْ هذا الصبي اليَتيم!!؟.. رأى أمه تموت بين يديه في الصحراء.. ولم يكن معه إلا امرأة حبشية حاضنته -أم أيمن- بركة رضي الله عنها.. وهي المرأة الوحيدة.. بل أزد أنها الإنسان الوحيد -حسب علمي؛ وما تحت يدي من مراجع ومصادر- التي عاشت ورافقت محمد وهو حمل في بطن أمه فالوليد.. فالرضيع.. فالطفل.. والصبي.. والشاب.. والرجل.. والكهل.. قبل نبوته وبعد نزول الرسالة عليه.. أي منذ ميلاده إلى إنتقاله إلى الرفيق الأعلى.. لذا نحتاج لإلقاء أضواء على سيرتها مع نبي الإسلام.. كما لم ينس ذكرى أبيه من قلبه؛ وصورة قبره لم يزل أمام عينيه.. وهو لم يتجاوز من عمره إلا ست سنوات.. وبالقرب من يثرب؛ والتي ستكون مدينته المنورة ضاع منه ملجأه ا لـــحــــبــــيـــــــب ومأواه الوحيد. |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية |
كفالة جده في كفالة جده:" وقع خبر وفاة آمنة بنت وهب الزُهرية على جده عبدالمطلب؛ بل على جميع أهل مكة كالصاعقة؛ وشق على الجد الشيخ يُتم حفيده في هذه السن الصغيرة المبكرة فاحتضنه في كنفه وجعله تحت رعايته ليعوضه فقدان كل مِن الأب والأم(19). وما طالت هذه الكفالة المباركة حتى توفي جده عبدالمطلب بن هاشم لثماني سنوات وشهرين وعشرة ايام من عمره(20). فالطفل محمد لم ير أباه ثم بعد حين ماتت أمه الحنون وبعدها بيسير مات جده العطوف.. ونبينا صلى الله عليه وسلم ولدته أمه وقد توفي أبوه وهو حمل عليه الصلاة والسلام، فأخبر الله جل وعلا بأمر واقع ومشهود، ولذلك قريش كانت تسمي النبي عليه الصلاة والسلام: يتيم أبي طالب ؛ لأنه نشأ في كنف عمه أبي طالب ، ** فلِم جعله الله يتيماً.. فآواه:" قد يسأل سائل: ما الحكمة من يُتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ ومما لا شك فيه أن الله الحكيم الخبير.. العليم البصير هو الذي ربّاه يتيماً منذ صغره في رعاية مَن يريد من عباده ليجعله خاتما لسلسلة الأنبياء؛ وآخر المرسلين.. ليكون إنساناً كاملا قبل النبوة وبعد الرسالة.. فقدر الله يُتمه وقضاه فإيواءه من عند الله سبحانه { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ } (21). وكما قال الله تعالى حكايةً عن فرعون لموسى حيث رباه في قصره الملكي (22) { قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا }. فـ كان أول أمره في رعاية السعدية حليمة رضيت باليَتيم حين تأباه غيرها.. ثم في حضن؛ وعلى صدر أمه سنة واحدة من حياته؛ وبعد ذلك في كنف جده الحاني.. سيد قريش لمدة سنتين من عمره ثم في رعاية عمه الفقير المقل لسنوات طوال ثم مات -العم- قبل الهجرة المباركة بثلاث سنوات. ** |
حِكَمَاً بالغة ودروساً هامة في كونه يَتيماً صلى الله عليه وآله وسلم وأرى حِكَمَاً بالغة ودروساً هامة في كونه يَتيماً صلى الله عليه وآله وسلم وفي عيشه في كفالات عديدة؛ والجواب والله أعلم على سبيل المثال: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ* . ) انه صلى الله عليه وآله وسلم ليس كغيره من البشر في خَلقه وخُلقه، فان من معاني اليُتم: التفرد والتوحد، بمعنى ان يكون فيه شيء ليس في غيره كقولهم: درة يتيمة. وفي الصحاح للجوهري قال:" وكل شيء مفرد يعز نظيره فهو يتيم.. يقال: درة يتيمة تنبيها على انه قد انقطعت مادتها التي خرجت منها".(23). ورحم الله شوقي حيث قال: ذكرت باليتم في القرآن تكرمة ** وقيمة اللؤلؤ المكنون في اليتم * . ) قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: «النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلغ أبلغ اليُتم وأعلى مراتب» . * . ) لئلا يكون لأحد مِنَّةً سوى كفالة الحق تعالى؛ حتى لا يكون لأحد كائن مَن كان فضل عليه صلى الله عليه وآله وسلم فيما هو فيه من نعمة لأن فضله مستمد من الله تعالى مباشرة وليس من انسان، و لذلك قيل لمحمد بن جعفر الصادق: لم أوتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أبويه؟. فقال: لئلا يكون لمخلوق عليه حق(24). * . ) حتى يتولى الله تعالى تربيته ويصنعه على عينه، ولذا كان صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (أدبني ربي فأحسن تأديبي) (25). * . ) وقديكون حكمته تعالى تقتضي أن يكون بيّناً بعيداً عن التدلل فيأدبه ربه فيحسن تأديبه. * . ) يُتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه رداً على المبطلين دعواتهم بأن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم تلقَّى دعوته بتوجيهات وإرشادات والده أو مكانة جده في قريش(26) * . ) نشأة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في طفولته مع والدته وقد كان مثله بعض الأنبياء مثل: إسماعيل وموسى وعيسى ويدل هذا على أهمية اختيار الزوجة(27). * . ) شاء الله سبحانه وتعالى أن يجعل نبيه صلى الله عليه وآله وسلم يتيماً حتى لا تدخل يد أب حانية في توجيهه بل يتولاه الله سبحانه وتعالى ولا يتلقّى شيئاً من مفاهيم وأعراف وعادات الجاهلية وإنما يتلقّى من لدن حكيم خبير سبحانه وتعالى(28). * . ) تقوية عزيمته على فضيلة التوكل على مولاه سبحانه، فاذا حزبه امر لا يقول: أبي ولا أمي ولكن يقول ربي. ولذلك لما ارادت أمه آمنة من باب الوفاء لزوجها إن تزور قبره في المدينة واخذت معها ولدها محمدا وكان عنده يومها ست سنوات وجلس محمد صلى الله عليه وآله وسلم امام قبر ابيه الذي لم يره في حياته، وفي طريق العودة الى مكة وبينما هو عند مكان يسمى الابواء بين مكة والمدينة شكت أمه آمنة وجعا آلم بها وفارقت الحياة في هذا المكان وهي تتعلق بابنها وتقول له:" يا محمد كن رجلا". وعندها نسي محمد صلى الله عليه وآله وسلم آلامه وأحزانه وعاد مع حاضنته أم أيمن التي كانت ترافق مع أمه في هذه الرحلة..فــ هو كان رجلا في طفولته، رجلا في شبابه، رجلا في شيخوخته بل كان بين الرجال بطلا وبين الابطال مثلا. * . ) ليعرف من تتابع الأموات أمامه؛ أن هذه الدنيا فانية ليس تبقي على أحدٍ. * . ) ليتعلم الحياة منذ صغره ويعرف الغنى والفاقة والسيد والفقير. * . ) ليتعلم تحمل المسؤولية والمساعدة والمشاركة في الأمور.. فقداكتسبها من رعاية الغنم -وسنتكلم عنها في فصل قادم- كما اكتسب منها الصبر والتحمل واليقظة والقدرة على إمساك زمام الأمور وجمع الشتات. * . ) ليعرف الزهد والكفاف والتباعد عن الدنيا ليكون نموذجاً للأمةفي الإمتناع عن التكالب على الدنيا. * . ) وقد يكون من حكمة الله تعالى أن يجعله وحيداً لا أخ له شقيق كما لم يعش له الأبناء (الذكور) من أولاده. (ولا ننسى ما نسبت فرقة الشيعة إلى علي -كرم الله وجهه-.. وهو ابن عمه دون شقيقه). * . ) ولم يجعل الله يُتمه ممقتاً على قومه ومغضباً عليهم لحرمان الحب والحنان والعطف بل جعله في رعاية من يحبه حباً لا مثيل له؛ فتربى في كنفهم..ولذا صار رغم يُتمه وفقره سيد شباب قريش.. قال عمه عند خطبته خديجة رضي الله عنها: " إن ابني هذا: محمد بن عبدالله لا يوزن به رجل شرفاً ونبلاً وفضلاً؛ فإن كان في المال قلَّ؛ فإن المال ظل زائل؛ وأمر حائل؛ ورعاية مستردة(29) . والله أعلم (30) * . ) إن يكرم اليتامى في شخصه صلى الله عليه وآله وسلم فان الطفل من اطفال المسلمين اذا نشأ يتيما ورأى الاطفال ينعمون بآبائهم فان سلوته في أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نشأ يتيما، ومن هنا يهون عليه يتمه ما دام فيه شبه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم. * . ) يُتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه أسوة للأيتام في كل مكان وزمان ليعرفوا أن اليُتم ليس نقمة وأنه لا يجب أن يُقعد بصاحبه عن بلوغ أسمى المراتب وأعلاها. * . ) الوصية باليتامى، لأنه نشأ يتيما وقاسى آلام اليتم.. قال النيسابوري: قال اهل التحقيق: الحكمة في يُتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن يعرف قدر الأيتام فيقوم بأمرهم، وان يكرم اليتامى المشاركين له في الاسم، ولذا كان يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) وأشار باصبعيه:السبابة والوسطى، (31). والنبي ذاق مرارة اليتم ليكون الأب الحاني للأيتام عبر التاريخ كله؛ و رأى في أمه الترمل ليكون اللمسة الحانية للأرامل في التاريخ كله؛ و ذاق مرارة الفقر ليدرك معاناة الفقراء في التاريخ كله، و هكذا جميع صور الحياة وتقلباتها التي مر بها صلى الله عليه وآله وسلم، والتي قال عن نفسه التي صاغتها هذه الأحداث إلى أن تلقى الرسالة : " أدبني ربي فأحسن تاديبي."(32). وأنهي هذا البحث بالقول:" * . ) أن الحكمة من كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولد وعاش يتيمًا حتى لا يقول أهل الشرك والكفر أن الإسلام قد انتشر واستقر بفضل عشيرته وأهله، أو يقولوا إن أباه قد نصره أو إن جده أو عمه قد تعصبوا له فانتشر الإسلام بدعمهم، فالله سبحانه وتعالى أراد أن يكون الفضل كله لله. ولعل هذا إشارة واضحة لأهل العلم ورجال الدعوة. ومن الحكمة كذلك من نشأة ا لــحــبــيــب صلى الله عليه وآله وسلم يتيمًا ألا يدعي البعض أن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد تلقى دعوة الإسلام وتعلمها من أبوه أو من جده ليكون لقومه السيادة على قريش. يقول الإمام الشهيد الدكتور محمد رمضان البوطي في كتابه "فقه السيرة النبوية": "لقد اختار الله عز وجل لنبيه هذه النشأة لحكم باهرة، لعل من أهمها أن لا يكون للمبطلين سبيل إلى إدخال الريبة في القلوب أو إيهام الناس بأن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم إنما رضع لبان دعوته ورسالته التي نادى بها منذ صباه، بإرشاد وتوجيه من أبيه وجده. هكذا أرادت حكمة الله أن ينشأ رسوله يتيما، تتولاه عناية الله وحدها". ولعل ما ذكرته يعتبر من الفوائد في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عاش يتيماً". وهذا ما أعتبره الإبتلاء الأول في سيرة النبي المختار صلى الله عليه وآله وسلم". ملف يُتم محمد - رسول الرحمة والهدى- من إعداد : محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي 29 ربيع آخر 1440 هـ ~ 05/01/2019م يتبع بإذنه تعالى.. |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية |
28. ] حِلْفُ « الْمُطَيَّبِينَ » [٢٨. ] القسم الثامن والعشرون : حِلْفُ « الْمُطَيَّبِينَ » |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية حِلْفُ « الْمُطَيَّبِينَ » أسس قريشيون([ 1 ]) - قبل البعثه المحمدية والرسالة المصطفوية؛ الخاتمة للرسالات الإلهية والمتممة للبعوث السماوية - حلفين أو هيئتين إصلاحيتين، بهدف نصرة المظلوم وردع الظالمين. ([ 2]). -*-*-*-*-*-*-*-*- [ 1 ] الحلف الأول : هو حلف الْمُطَيّبِينَ خرَّج البخاري في الأدب المفرد؛ بَابُ حِلْفِ الْجَاهِلِيَّةِ [حديث رقم 567]، ومحمد بن حبان؛ أبو حاتم البستي في صحيحه؛ كتاب الأيمان: ذِكْرُخَبَرٍ فِيهِ شُهُودُ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ([!!])؛ و انظر ابن باكويه في جزء له [حديث مرفوع؛ رقم الحديث: 14]، و قال صاحب المستدرك:" هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ . [قصد البخاري ومسلم]. [1 .1 . ] الروايةالأولى: " عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ([ 3 ]) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: « شَهِدْتُ مَعَ عُمُومَتِي حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ فَمَا أُحِبُّ أَنْ أَنْكُثَهُ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا([!!]) - وَإِنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ »([ 4]). و تجدها-الرواية- في مسند الإمام أحمد بن حنبل. [1 . 2.] الرواية الثانية تجدها بزيادة «وَأَنَا غُلَامٌ»: تجدها عند البحر الزخار؛ المعروف بمسند البزار؛ الجزء الثالث؛ مسند عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه؛ مِمَّا رَوَى جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ [حديث رقم: 1000] عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ قَالَ:" شَهِدْتُ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ وَأَنَا غُلَامٌ مَعَ عُمُومَتِي فَمَا أُحِبُّ أَنْ أَنْكِثَهُ [أَوْ أَنِّي نَكَثْتُه]ُ وَأَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ". [1 . 3.] الرواية الثالثة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: « مَا شَهِدْتُ حِلْفًا لِقُرَيْشٍ إِلَّا حَلِفَ الْمُطَيَّبِينَ وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ، وَأَنِّي كُنْتُ نَقَضْتُهُ ».([ 5 ]). وتجد هذه الرواية في مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد، وعنده رواية آخرى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [1 . 4 . ] الروايةالرابعة : بزيادة كلمتين : " مَا يَسُرُّنِي ..".. " فِي دَارِ النَّدْوَةِ" . حديث [ 13583] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:" مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ وَأَنِّي نَقَضْتُ الْحِلْفَ الَّذِي فِي دَارِ النَّدْوَةِ" كما ذكره صاحب فيض القدير؛ أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري: [حديث رقم 4900] : « شَهِدْتُ -غُلَامًا- مَعْ عُمُومَتِي حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ، فَمَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ، وَأَنِّي أَنْكُثُهُ ». وقال الماوردي الحديث صحيح. وجاءت رواية التلخيص الحبير واضحة: « أَنَّهُ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فِي حِلْفِ الْفُضُولِ » ..... لتنهي النقاش حول أي الحلفين شارك عليه السلام فيه محدده بأنه حلف الفضول. |
تَنْبِيهٌ... تَنْبِيهٌ : مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: **" شَهِدْت وَأَنَا غُلَامٌ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ".. وَفِي آخِرِهِ :" لَمْ يَشْهَدْ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ قَبْلَ مَوْلِدِهِ، وَإِنَّمَا شَهِدَ حِلْفَ الْفُضُولِ وَهُمْ كَـ «الْمُطَيَّبِينَ». قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: " لَا أَدْرِي هَذَا التَّفْسِيرَ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ مِنْ دُونِهِ "([ 6]). قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ: " قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالسِّيَرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ: إِنَّ قَوْلَهُ فِي هَذَا الحديثْ: « حِلْفُ الْمُطَيَّبِينَ » غَلَطٌ، إِنَّمَا هُوَ حِلْفُ الْفُضُولِ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لَمْ يُدْرِكْ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ، لأَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَدِيمًا قَبْلَ أَنْ يُولَدَ بِزَمَانٍ. وَبِهَذَا أَعَلَّ ابْنُ عَدِيٍّ الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ. علق صاحب البداية قائلا: " هَذَا لَا شَكَّ فِيهِ، وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشًا تَحَالَفُوا بَعْدَ مَوْتِ قُصَيٍّ ([ 7 ])، وَتَنَازَعُوا فِي الَّذِي كَانَ جَعَلَهُ قُصَيٌّ لِابْنِهِ عَبْدِالدَّارِ مِنَ السِّقَايَةِ ([ 8]) وَالرِّفَادَةِ ([ 9 ]) وَاللِّوَاءِ([ 10 ]) وَالنَّدْوَةِ([ 11 ]) وَالْحِجَابَةِ ([ 12 ])، وَنَازَعَهُمْ فِيهِ بَنُو عَبْدِمَنَافٍ، وَقَامَتْ مَعَ كُلِّ طَائِفَةٍ قَبَائِلُ مِنْ قُرَيْشٍ، وَتَحَالَفُوا عَلَى النُّصْرَةِ لِحِزْبِهِمْ فَأَحْضَرَ أَصْحَابُ بَنِي عَبْدِمَنَافٍ جَفْنَةً فِيهَا طِيبٌ فَوَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ فِيهَا وَتَحَالَفُوا فَلَمَّا قَامُوا مَسَحُوا أَيْدِيَهُمْ بِأَرْكَانِ الْبَيْتِ ([ 13 ]) فَسُمُّوُا « الْمُطَيَّبِينِ ». وَكَانَ هَذَا قَدِيمًا، وَلَكِنَّ الْمُرَادَ بِهَذَا الْحِلْفِ حِلْفُ الْفُضُولِ وَكَانَ فِي دَارِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ([ 14 ]) كَمَا رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِاللَّهِ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدِالرَّحْمَنِ ابْنَيْ أَبِي بَكْرٍ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا لَوْ دُعِيتُ بِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْتُ ..... تَحَالَفُوا أَنْ يَرُدُّوا الْفُضُولَ عَلَى أَهْلِهَا، وَأَلَّا يَعُزَ ظَالِمٌ مَظْلُومًا »([ 15 ]). قَالُوا : وَكَانَ حِلْفُ الْفُضُولِ قَبْلَ الْمَبْعَثِ بِــ عِشْرِينَ سَنَةً ؛ فِي شَهْرِ ذِي الْقَعْدَةِ .. وَ كَانَ بَعْدَ حَرْبِ الْفِجَارِ بــِــ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْفِجَارَ كَانَ فِي شَعْبَانَ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ وَ كَانَ حِلْفُ الْفُضُولِ أَكْرَمَ حِلْفٍ سُمِعَ بِهِ وَأَشْرَفَهُ فِي الْعَرَبِ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ، وَدَعَا إِلَيْهِ: الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ([ 16 ]) وَكَانَ « سَبَبُهُ » أَنَّ رَجُلًا مِنْ زُبَيْدٍ قَدِمَ مَكَّةَ بِبِضَاعَةٍ فَاشْتَرَاهَا مِنْهُ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ([ 17 ]) فَحَبَسَ عَنْهُ حَقَّهُ فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ الزُّبَيْدِيُّ الْأَحْلَافَ؛ عَبْدَالدَّارِ وَ مَخْزُومًا وَ جُمَحَ وَ سَهْمًا وَ عَدِيَّ بْنَ كَعْبِ .... فَأَبَوْا أَنْ يُعِينُوا عَلَى الْعَاصِ بْنِ وَائِل ٍ- وَزَبَرُوهُ - أَيِ انْتَهَرُوهُ ... فَلَمَّا رَأَى الزُّبَيْدِيُّ الشَّرَّ أَوْفَى عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ([ 18 ]) عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ - وَقُرَيْشٌ فِي أَنْدِيَتِهِمْ حَوْلَ الْكَعْبَة ِ-فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا آلَ فِهْرٍ لِمَظْلُومٍ بِضَاعَتُهُ ** بِبَطْنِ مَكَّةَ نَائِي الدَّارِ وَالنَّفَرِ وَمُحْرِمٍ أَشْعَثٍ لَمْ يَقْضِ عُمْرَتَهُ ** يَا لَلرِّجَالِ وَبَيْنَ الْحِجْرِ وَالْحَجَرِ إِنَّ الْحَرَامَ لِمَنْ تَمَّتْ كَرَامَتُهُ ** وَلَا حَرَامَ لِثَوْبِ الْفَاجِرِ الْغُدَرِ فَقَامَ فِي ذَلِكَ الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ، وَقَالَ: " مَا لِهَذَا مُتْرَكٌ " . فَاجْتَمَعَتْ هَاشِمٌ وَزُهْرَةُ وَتَيْمُ بْنُ مُرَّةَ فِي دَارِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا، وَتَحَالَفُوا فِي ذِي الْقَعْدَةِ فِي شَهْرٍ حَرَامٍ فَتَعَاقَدُوا وَتَعَاهَدُوا بِاللَّهِ: " لَيَكُونُنَّ يَدًا وَاحِدَةً مَعَ الْمَظْلُومِ عَلَى الظَّالِمِ حَتَّى يُؤَدَّيَ إِلَيْهِ حَقُّهُ؛ مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً؛ وَمَا رَسَّى ثَبِيرٌ وَحِرَاءُ مَكَانَهُمَا، وَعَلَى التَّأَسِّي فِي الْمَعَاشِ". فَــ سَمَّتْ قُرَيْشٌ ذَلِكَ الْحِلْفَ حِلْفَ « الْفُضُولِ » ([ 19 ])، وَ قَالُوا: لَقَدْ دَخَلَ هَؤُلَاءِ فِي فَضْلٍ مِنَ الْأَمْرِ، ثُمَّ مَشَوْا إِلَى الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ فَانْتَزَعُوا مِنْهُ سِلْعَةَ الزُّبَيْدِيِّ فَدَفَعُوهَا إِلَيْهِ، وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ فِي ذَلِكَ : حَلَفْتُ لَنَعْقِدَنَّ حِلْفًا عَلَيْهِمْ ** وَإِنْ كُنَّا جَمِيعًا أَهْلَ دَارِ نُسَمِّيهِ « الْفُضُولَ » إِذَا عَقَدْنَا ** يَعِزُّ بِهِ الْغَرِيبُ لِذِي الْجِوَارِ وَيَعْلَمُ مَنْ حَوَالِي الْبَيْتِ أَنَّا ** أُبَاةُ الضَّيْمِ نَمْنَعُ كُلَّ عَارِ وَقَالَ الزُّبَيْرُ أَيْضًا: إِنَّ « الْفُضُولَ » تَعَاقَدُوا وَتَحَالَفُوا ** أَلَّا يُقِيمَ بَبَطْنِ مَكَّةَ ظَالِمُ أَمْرٌ عَلَيْهِ تَعَاقَدُوا وَتَوَاثَقُوا ** فَالْجَارُ وَالْمُعْتَرُّ فِيهِمْ سَالِمُ ".([ 20]) وَذَكَرَ قَاسِمُ بْنُ ثَابِتٍ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ خَثْعَمٍ قَدِمَ مَكَّةَ حَاجًّا - أَوْ مُعْتَمِرًا - وَمَعَهُ ابْنَةٌ لَهُ يُقَالَ لَهَا: "الْقَتُولُط مِنْ أَوْضَأِ نِسَاءِالْعَالَمِينَ فَاغْتَصَبَهَا مِنْهُ نُبَيْهُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَغَيَّبَهَا عَنْهُ فَقَالَ الْخَثْعَمِيُّ: " مَنْ يُعْدِينِي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ ؟". فَقِيلَ لَهُ: " عَلَيْكَ بِحِلْفِ الْفُضُولِ" . فَوَقَفَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ وَنَادَى: " يَا لَحِلْفِ الْفُضُولِ ".... فَإِذَا هُمْ يُعْنِقُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَقَدِ انْتَضَوْا أَسْيَافَهُمْ .. يَقُولُونَ: جَاءَكَ الْغَوْثُ فَمَا لَكَ ؟؛ فَقَالَ : إِنَّ نُبَيْهًا ظَلَمَنِي فِي ابْنَتِي وَانْتَزَعَهَا مِنِّي قَسْرًا ". فَسَارُوا مَعَهُ حَتَّى وَقَفُوا عَلَى بَابِ دَارِهِ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالُوا لَهُ:" أَخْرِجِ الْجَارِيَةَ وَيْحَكَ !؛ فَقَدْ عَلِمْتَ مِنْ نَحْنُ وَمَا تَعَاقَدْنَا عَلَيْهِ ". فَقَالَ :"أَفْعَلُ !!!؛ وَلَكِنْ مَتِّعُونِي بِهَا اللَّيْلَةَ". فَقَالُوا:"لَا وَاللَّهِ وَلَا شَخْبَ لِقْحَةٍ". فَأَخْرَجَهَا إِلَيْهِمْ وَهُوَ يَقُولُ : رَاحَ صَحْبِي، وَلَمْ أُحَيِّ الْقَتُولَا ** لَمْ أُوَدِّعْهُمْ وَدَاعًا جَمِيلًا إِذْ أَجَدَّ « الْفُضُولُ » أَنْ يَمْنَعُوهَا ** قَدْ أَرَانِي وَلَا أَخَافُ الْفُضُولَا لَا تَخَالِي أَنِّي عَشِيَّةَ رَاحَ الرَّكْبُ ** هُنْتُمْ عَلَيَّ أَنْ لَا أَقُولَا وقيل في سبب التسمية: وَقَدْ قِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ هَذَا حِلْفُ الْفُضُولِ لِأَنَّهُ أَشْبَهَ حِلْفًا تَحَالَفَتْهُ «جُرْهُمٌ» عَلَى مِثْلِ هَذَا مِنْ نَصْرِ الْمَظْلُومِ عَلَى ظَالِمِهِ وَكَانَ الدَّاعِي إِلَيْهِ ثَلَاثَةٌ مِنْ أَشْرَافِهِمِ اسْمُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَضْلٌ، وَهُمْ: الْفَضْلُ بْنُ فَضَالَةَ وَ الْفَضْلُ بْنُ وَدَاعَةَ وَ الْفُضَيْلُ بْنُ الْحَارِثِ.. هَذَا قَوْلُ ابْنُ قُتَيْبَةَ، وَ قَالَ غَيْرُهُ : هُمُ : الْفُضَيْلُ بْنُ شُرَاعَةَ وَالْفَضْلُ بْنُ وَدَاعَةَ وَالْفَضْلُ بْنُ قُضَاعَةَ. وَقَدْ أَوْرَدَ السُّهَيْلِيُّ هَذَا. ([ 21 ]). وبهذا التحقيق -وارجو أن أكون بفضل الله تعالى قد أصبت- تنتهي مسألة أي الحلفين حضره السيد الجليل والنبي النبيل محمد قبل بعثته. |
مَن هم المطيبون!!؟.. فمَن هم المطيبون !!؟. الْمُطَيَّبُونَ: هم : هَاشِمٌ؛ وَ أُمَيَّةُ؛ وَ زُهْرَةُ؛ وَ مَخْزُومٌ. وقال ابن حجر العسقلاني في شرحه على صحيح البخاري:" أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ مَرْفُوعًا : " شَهِدْتُ مَعَ عُمُومَتِي حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ، فَمَا أُحِبُّ أَنْ أَنْكُثَهُ". و قال العسقلاني: وَحِلْفُ الْمُطَيَّبِينَ كَانَ قَبْلَ الْمَبْعَثِ بِمُدَّةٍ، ذَكَرَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ جَمْعٌ مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فَتَعَاقَدُوا عَلَى أَنْ يَنْصُرُوا الْمَظْلُومَ وَيُنْصِفُوا بَيْنَ النَّاسِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ خِلَالِ الْخَيْرِ ، وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ بَعْدَ الْمَبْعَثِ، وَيُسْتَفَادُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُمُ اسْتَمَرُّوا عَلَى ذَلِكَ فِي الْإِسْلَامِ، وَإِلَى ذَلِكَ الْإِشَارَةُ فِي حَدِيثِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ. [ .2 ] الحلف الثاني: روى البيهقي في السنن الكبرى؛ بَابُ إِعْطَاءِ الْفَيْءِ عَلَى الدِّيوَانِ [حديث مرفوع؛ رقم: 12110] عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَوْفٍ؛ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، قَالَ: «لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ، وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الإِسْلامِ لأَجَبْتُ ». قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: كَانَ سَبَبُ الْحِلْفِ أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ تَتَظَالَمُ بِالْحَرَمِ، فَقَامَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ جُدْعَانَ،وَالزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ فَدَعَواهُمْ إِلَى التَّحَالُفِ عَلَى التَّنَاصُرِ، وَالأَخْذِ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ، فَأَجَابَهُمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَعْضُ الْقَبَائِلِ مِنْ قُرَيْشٍ، قال ابْنُ إِسْحَاقَ: وَتَدَاعَتْ قَبَائِلُ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى حِلْفٍ فَاجْتَمَعُوا لَهُ فِي دَارِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ لِشَرَفِهِ، وَسَنِّهِ وَكَانَ حِلْفَهُمْ عِنْدَهُ، وَقَدْ سَمَّاهُمُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ : بَنُو هَاشِمٍ بْنِ عَبْدِمَنَافٍ ، وَ بَنُو عَبْدِالْمُطَّلِبِ، وَ أَسَدُ بْنُ عَبْدِالْعُزَّى، وَ زُهْرَةُ بْنُ كِلَابٍ، وَ بَنُو تَيْمُ بْنُ مُرَّةَ .... فَتَعَاهَدُوا وَتَعَاقَدُوا عَلَى أَنْ لَا يَجِدُوا بِمَكَّةَ مَظْلُومًا، مَنْ أَهْلِهَا وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ دَخَلَهَا مِنْ سَائِرِ النَّاسِ إِلَّا كَانُوا مَعَهُ كَانُوا عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ مَظْلَمَتَهُ فَسَمَّتْ قُرَيْشٌ ذَلِكَ الْحِلْفَ « حِلْفَ الْفُضُولِ » . قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: فَتَحَالَفُوا فِي دَارِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ، فَسَمَّوْا ذَلِكَ الْحِلْفَ حِلْفَ الْفُضُولِ تَشَبُّهًا لَهُ بِحِلْفٍ كَانَ بِمَكَّةَ أَيَّامَ «جُرْهُمٍ» عَلَى التَّنَاصُفِ وَالأَخْذِ لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ، وَلِلْغَرِيبِ مِنَ الْقَاطِنِ، قَامَ بِهِ رِجَالٌ مِنْ « جُرْهُمٍ » يُقالُ لَهُمُ: الْفَضْلُ بْنُ الْحَارِثِ، وَ الْفَضْلُ بْنُ وَدَاعَةَ، وَ الْفَضْلُ بْنُ فَضَالَةَ، فَقِيلَ حِلْفُ الْفُضُولِ جَمْعًا لأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ. وقَالَ غَيْرُ الْقُتَيْبِيِّ فِي أَسْمَاءِ هَؤُلاءِ: فَضْلٌ وَ فَضَالٌ وَ فُضَيْلٌ وَ فَضَالَةُ. تحقيق: وَالَّذِي فِي حَدِيثِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ حِلْفُ الْمُطَيَّبِينَ، قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَحْسِبُهُ أَرَادَ حِلْفَ الْفُضُولِ، لِلْحَدِيثِ الآخَرِ، وَلأَنَّ الْمُطَيَّبِينَ هُمُ الَّذِينَ عَقَدُوا حِلْفَ الْفُضُولِ، قَالَ : وَأِيُّ فَضْلٍ يَكُونُ فِي مِثْلِ التَّحَالُفِ الأَوَّلِ، فَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: " مَا أُحِبُّ أَنْ أَنْكُثَهُ وَأَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ " وَلَكِنَّهُ أَرَادَ حِلْفَ الْفُضُولِ الَّذِي عَقَدَهُ الْمُطَيَّبُونَ، وحِلْفِ الْفُضُولِ كَانَ أَنْ لَا يُعِينَ ظَالِمٌ مَظْلُومًا بِمَكَّةَ، وَذَكَرُوا فِي سَبَبِ ذَلِكَ أَشْيَاءَ مُخْتَلِفَةً مُحَصِّلُهَا أَنَّ الْقَادِمَ مِنْ أَهْلِ الْبِلَادِ كَانَ يَقْدَمُ مَكَّةَ فَرُبَّمَا ظَلَمَهُ بَعْضُ أَهْلِهَا فَيَشْكُوهُ إِلَى مَنْ بِهَا مِنَ الْقَبَائِلِ فَلَا يُفِيدُ، فَاجْتَمَعَ بَعْضُ مَنْ كَانَ يَكْرَهُ الظُّلْمُ وَيَسْتَقْبِحُهُ إِلَى أَنْ عَقَدُوا الْحِلْفَ، وَظَهَرَ الْإِسْلَامُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ. ** محصلة البحث ونهايته : " وَزَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ السِّيَرِ أَنَّهُ أَرَادَ حِلْفَ الْفُضُولِ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُدْرِكْ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ . "([ 22 . ]) ** يتبقى لي بحث فقه الحديث؛ والدروس المستفادة من قول سيد ولد آدم عليه السلام؛ والفهم السئ من تأويله عند البعض!!. محمد فخر الدين الرمادي 03 جماد أول 1440ه~09/01/2019م يتبع بإذنه تعالى.". *-*-*-*-*- |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية |
[٢٩. ] تجارته في مال خديجة..! [٢٩. ] القسم التاسع والعشرون: **ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ :" تجارته في مال خديجة " :" ما زلنا في مكة المكرمة لم نغادرها بعد.. نتعايش فترة شباب الصادق الأمين محمد بن عبدالله.. كما أطلقت قريش عليه.. ولم يكن له صلى الله عليه وسلم عمل معين في أول شبابه، إلا أن الروايات توالت أنه كان يرعى غنمًا، رعاها في بني سعد، وفي مكة لأهلها على قراريط [1].. ويبدو أنه انتقل إلى عمل التجارة حين شب، فقد ورد أنه كان يتجر مع السائب بن أبي السائب المخزومي [2] فكان خير شريك له، لا يدارى ولا يمارى، وجاءه يوم الفتح فرحب به، وقال:" مرحبًا بأخي وشريكي". وفي الخامسة والعشرين من سِنِهِ خرج تاجرًا إلى الشام في مال خديجة رضي الله عنها. روى محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ – يَقُولُ: " مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَاعِيَ غَنَمٍ" . [3]، قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ [4] :" وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟، قَالَ : " وَأَنَا كُنْتُ أَرْعَاهَا لِأَهْلِ مَكَّةَ بِالْقَرَارِيطِ "[5] ". وعند ابن ماجه :" قَالَ سُوَيْدٌ - يَعْنِي - كُلَّ شَاةٍ بِقِيرَاطٍ ". [6] وهكذا نجد أنه عليه الصلاة والسلام يعتبر قدوة صالحة وأسوة حسنة لشباب هذه الأمة المرحومة!! |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية تمهيد لمسألة تجارته -عليه السلام- في مال خديجة بنت خويلد رضوان الله تعالى عليها: **أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لَمَّا اسْتَوَى وَبَلَغَ أَشُدَّهُ، وَلَيْسَ لَهُ كَثِيرُ مَالٍ اسْتَأْجَرَتْهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ إِلَى سُوقِ حُبَاشَةَ، وَاسْتَأْجَرَتْ مَعَهُ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ : " مَا رَأَيْتُ صَاحِبَةً خَيْرًا مِنْ خَدِيجَةَ، مَا كُنَّا نَرْجِعُ أَنَا وَصَاحِبِي إِلا وَعِنْدَهَا تُحْفَةٌ مِنْ طَعَامٍ تَخْبَؤُهُ لَنَا". قَالَ اللَّيْثُ فِي حَدِيثِهِ: اسْتَأْجَرَتْهُ بِسَقْبٍ يَدْفَعُهُ إِلَيْهِ غُلامُهَا مَيْسَرَةُ إِذَا رَجَعَ مِنْ سَفَرِهِ. فَرَأَى مَيْسَرَةُ مِنْ يُمْنِهِ وَخُلُقِهِ وَالْبَرْكَةِ فِي سَفَرِهِ، وَالزِّيَادَةِ فِي الرِّبْحِ مَا اشْتَدَّ بِهِ حُبُّهُ إِيَّاهُ، فَقَدِمَ وَهُوَ يَهْتِفُ بِهِ، فَسَبَقَ إِلَى خَدِيجَةَ فَأَخْبَرَهَا خَبَرَ مَا أَصَابَ مِنَ الظَّفَرِ وَالرِّبْحِ، وَمَا رَأَى مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، قَالَتْ: فَأَرِنِيهِ، فَلَمَّا أَقْبَلَتِ الْعِيرُ أَشَارَ لَهَا إِلَيْهِ، وَإِذَا سَحَابَةٌ تُظِلُّهُ، وَتَسِيرُ مَعَهُ. فَأَمَرَتْ لَهُ بِسَقْبٍ آخَرَ، وَعَلِقَهُ قَلْبُهَا لِمَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَا مِنَ السَّعَادَةِ [7]. |
بحثي عن أم المؤمنين السيدات العفيفات الصالحات والسادة الأعزاء الكرام .. ! (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)مَن يرغب في مراجعة وقراءة بحثي عن أم المؤمنين السيدة / خديجة بنت خويلد فالرجاء التكرم بالإنتقال إلى http://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=123175 |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية |
بنيان الكعبة ووضعه بيده الشريفة الحجر الأسود [٤٥] « „ شهوده -عليه السلام- بنيان الكعبة ووضعه بيده الشريفة الحجر الأسود في مكانه من البيت العتيق‟» |
﴿ ٤٥ ﴾ الكعبة و وضعه الحجر الأسود بيده ﴿ ٤٥ ﴾ الكعبة و وضعه الحجر الأسود بيده تعظيم قومه له في شبابه.. وتحكيمهم اياه..والتماسهم دعاءه.. وتسميته بالأمين[(1)] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ *. ) مدخل : ما زلنا نتعايش أحداث المرحلة المكية قبل البعثة المحمدية التي أنقذت البشر من الضلال؛ وبيَّنت لبني آدم طريق الهدى والرشاد.. -إذا فهمت فهماً صحيحاً وطبقت تطبيقاً واعياً-.. فمَن يدرس ويتابع السيرة النبوية العطرة -على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وخالص البركات- يجدها تنقسم إلى أحداث.. وأخبار مرحلة ما : - قبل الميلاد السعيد؛ وهذه المرحلة تبدء مِن عهد أبينا آدم -أبي البشرية جمعاء؛ سلام الله عليه وصلاته وبركاته- ثم دعاء أبي الأنبياء الخليل إبراهيم مع ابنه الذبيح إسماعيل؛ فموسى بن عمران فبشرى المسيح عيسى ابن مريم النذيرة الزهراء العذراء البتول -عليهم السلام-. هذا أولاً.. ثم أُثني -بمشيئته وكرمه ولطفه ومعونته- بمرحلة ما : - قبل البعثة المصطفوية وقبل الرسالة المحمدية؛ وهي أحداث ما قبل زواج الوالد عبدالله بن عبدالمطلب بآمنة بنت وهب الزُهرية؛ ومِن ثم الحَمل الشريف المبارك.. فأحداث الحَبل وما صاحبه.. ومن ثم ما صاحب الولادة الزكية من أحداث ومواقف؛ فرضاعته؛ وحضانته؛ ففترة طفولته؛ وصباه؛ فشبابه؛ فرجولته. وثالثاً : - عهد البعثة ونزول الرسالة الخاتمة على قلبه الطاهر ويطلق عليها: المرحلة المَكية.. فرابعاً: مرحلة ما : - بعد الهجرة التي فرقت بين الهدى وبين الضلال؛ ويطلق عليها: المرحلة المدنية؛ ويقصد بها الفترة الزمنية التي عاشها صاحب الرسالة العصماء في يثرب والتي سميت بمدينة الرسول؛ ونعتت بالمنورة؛ فقد طيَّب ثراها جسده الطاهر بعد أن أنتقل إلى الرفيق الأعلى. |
تمهيد: *. ) تمهيد: البحثُ المبني علىٰ نصٍ.. قد يظن غير أهل هذا العلم أنه شرعي فيترتب عليه إشكال كبير حين التعامل معه؛ ومن ثم الإخبار به وتطبيقه عملياً؛ فالمنهاج المحمدي والشريعة الإسلامية أُنْزلت من رب السماوات وإله الأرض للتطبيق والتنفيذ والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.. إذ أن البحوث الشرعية تنقسم إلى ثلاثة : إما بحث متعلق بـ : [١ .] العقيدة والإيمان؛ وإما بحث متعلق بـ : [٢ .] الأحكام الشرعية العملية للحياة اليومية؛ وإما بحث متعلق بــ : [٣ .] قَصص الأنبياء مع أقوامهم.. والإخبار عن مَن سبق مِن الأمم. وعلى أساس هذا التقسيم تختلف أدلة الإثبات لمسألة البحث؛ فجميع أدلة مسائل العقيدة والإيمان يجب أن تكون قطعية الثبوت؛ أي أنها من الوحي السماوي؛ وأيضاً قطعية الدلالة؛ بمعنى أنها تعطي فهماً واحداً لا يتعداه.. كـــ مسألة الوحدانية أو الربوبية أو الألوهية أو الحاكمية ، أو مسألة الأنبياء والمرسلين.. فيجب أن يقع على ظاهر يد الباحث دليل قطعي الثبوت يخبرنا الخالق الواجد المبدع المصور عن نفسه العلية و عن ربوبيته و وحدانيته وألوهيته وحاكميته؛ وأن نعبده كما -سبحانه وتعالى- أمر؛ وننفذ الأمر هذا ونطبقه كما بيَّنه لنا رسوله الكريم المعصوم ولا يتعدى الفهم في هذه المسألة فهماً آخراً؛ أو معنى غيره: فلا زيادة في عبادة أو نقصان.. مِن خلال الوحي المنزل مِن فوق سبع سماواتٍ طباقاً بواسطة أمين السماء جبريل -عليه السلام- على قلب أمين الأرض والسماء النبي الخاتم والرسول المتتم للرسل محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب -صلى الله عليه وآله وسلم-.. ومسألة العقيدة وقضية الإيمان تبحث مِن خلال نصٍ شرعي يقول: " وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِد ٌ".. ثم يكمل في نفس الآية الكريمة : " لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ".. ثم يوضح اسماءه فيذكر فيقول : " الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ ".﴿البقرة: ١٦٣﴾ ثم يأتي نص شرعي آخر .. قطعي الثبوت -أيضاً- وأنه من الوحي المنزل وقطعي الدلالة يقول : "إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ".. ثم يربط الحياة الدنيا التي نعيش فيها بالآخرة بعد الموت حيث الثواب والعقاب على ما جرى في حياتنا الدنيا فيقول : "فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ". ﴿النحل: ٢٢﴾ ثم يبدء الرسول المبلغ لشرع ربه في تبليغ اسماء هذا الإله -الله تعالى ذكره وجل قدره- بصفاته العلا ليزيد الأمر وضوحاً فيقول حصراً : " إِنَّمَا إِلَـٰهُكُمُ اللَّـهُ ".. ثم يأتي منه سبحانه وصف : " الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ".. ويكمل الوصف بقوله: " وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ".﴿طه: ٩٨﴾. ويزيد الوحي السماوي الأمر وضوحاً بأن يخبرنا عن رسول الله إلى الناس فيقول: " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ".. ويخبرنا بما زاد عنده -صلى الله عليه وآله وسلم-: " يُوحَىٰ إِلَيَّ".. ويحدد القضية الأساسية والمسألة العظمىٰ فيقول : " أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ".. ثم يخبرنا عن مسألة الآخرة بتعبير آخر: " فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَايُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ".﴿الكهف: ١١٠﴾. فلا وسيط بين العبد وربه وهنا يربط النص القرآني الكريم بين العمل الصالح وافراد الله تعالى بالوحدانية. ثم يخبرنا سبحانه فيقول: " إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ" ﴿الصافات: ٤﴾ ثم يتعرض الذكر الحكيم لمسألة في غاية الأهمية وغاية الصعوبة لمن يرى خلاف الحقيقة فيقول : " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ... إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ... وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ.. وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ .. وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" ﴿العنكبوت: ٤٦﴾ وهذه النصوص الشرعية -الوحي الإلهي- تعطى معناً واحداً فقط لا يتعداه إلىٰ معنىٰ زائد أو يتطرق إليه الشك أو الإرتياب... وهذا في بحوث العقيدة والإيمان بالغيب. أما بحوث الفقه [فهم النص القرآني الكريم آيات الذكر الحكيم أو النص الرسولي النبوي المصطفوي] المتعلق بالأحكام الشرعية [العملية؛ التطبيقية] في الحياة الدنيا اليومية فيكفي غلبة الظن أن الدليل الشرعي مِن مجمل الوحي المنزل.. لذا تجد أيهاالقارئـ(ــ)ـة الكريم أن المسائل الفقهية الفرعية التفصيلية ذهبَ كل إمام وصاحب أهلية الإجتهاد لمذهبٍ غير الإمام والمجتهد الآخر.. أما المسائل المتعلقة بقَصص الأنبياء فيأتي النص القرآني الكريم والذكر الحكيم ناطقا بالقول : "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـٰذَاالْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ" ﴿يوسف: ٣﴾ وأحسن القَصص في سورة يوسف -عليه السلام- بمعنى أصدق القَصص. بدليل قوله في آية الكهف :" نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِـالْحَقِّ ". ﴿الكهف: ١٣﴾ ثم تأتي إشارة واضحة تقول: " ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ ".. فيأتي التأكيد بقوله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- : " نُوحِيهِ إِلَيْكَ ".. ويأتي التأكيد الثاني بقوله : " وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ ".. ويأتي التأكيد الآخير في هذه الآية الكريمة بقوله: " وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ " ﴿آل عمران: ٤٤﴾ وايضا في قصة يوسف : "ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ " . ﴿يوسف: ١٠٢﴾ وهنا ينبغي التوقف عند سرد روايات وحكايات وأخبار والأثار عن الأمم السابقة ليس لها دليل.. وتعتمد علىٰ إسرائيليات؛ قد تصدق وقد تكذب.. لذا تقرأ عند ابن إسحاق -مثلاً- قوله: -فيما يزعمون- حين يتشكك مِن الرواية التي يذكرها في موضع الإستدلال.. أو يقول : "رَوَىٰ" أو "يُرْوَى" بصيغة التجهيل دون ذكر اسم أو نعت من يروي الخبر الذي يريد أن يستشهد به.. واعتبر بعض العلماء مثل هذه الــــ روايات أنها مِن ملح التفسير لما قد أغمض.. ومن عجائب التأويل لما تعذر فهمه. وليس من متين العلم... مع التنبيه والتذكير والتفهيم عند ذكر مثل هذه الروايات!!!. ** |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية |
"بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ" هذا البحث يدور حول " بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ " : أَيْ عَلَى يَدِ قُرَيْشٍ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- قَبْلَ بَعْثَتِهِ . ٤٥ . ١ . ] تحديد سِنِّهِ وقت إعادة بناء الكعبة: ولما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم خمسا وثلاثين سنة ظهرت.. وبهرت أمارات خبره واشتهرت بركته وأمانته في أم القرى. فــ قد ذكر ابن الجوزي هذه القصة في المنتظم في حوادث سنة خمس وثلاثين، وهي السنة التي بُنيت فيها الكعبة، و السنة التي وُلدت فيها السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، و كان صلى الله عليه وآله وسلم إذ ذاك ابن خمس وثلاثين[(2)] وعند الكتاني:" وقيل خمساً وعشرين -عاما من عمره- اجتمعت قريشُ لِبُنيان الكعبةِ ".[(3)] وصحح الحلبي هذه المسألة بقوله :" لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً وثلاثين سنة على ما هو الصحيح ".[(4.)] وأوضح صاحب المقتفى المسألة بالقول: " بِنَاء الْكَعْبَة سنة خَمْسَة وَثَلَاثِينَ من الْفِيل "[(5)] وفي الإمتاع: " وذلك قبل المبعث بخمس عشرة [١٥] سنة.. وبعد الفجار بخمس عشرة [١٥] سنة- "[(6)] يقول أبو زهرة: " أصاب الوهن بناء الكعبة المشرفة، فأرادت قريش أن تجدد بناءها، وكان ذلك بعد عشر [ ١٠ ] سنين من تزوج محمد بن عبدالله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم من أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها.. و كان النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قدبلغ الخامسة والثلاثين [ ٣٥ ] ؛ رجلاً سوياً . و لم يكن قبل تزوجه كما توهم بعض الرواة من غير سند صحيح. و بذلك كان بناء الكعبة المشرفة قبل مبعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بخمس سنين إذ أن البعث كان فى الأربعين، وتجديد البناء كان فى الخامسة والثلاثين من عمره الشريف[(7)] |
شهود رسول الله صلى الله عليه وسلم بنيان الكعبة ووضعه الحجرالأسود بيده الشريفة ٤٥ . ٢ . ] « „ ذكر شهود رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنيان الكعبة ووضعه الحجر الأسود بيده الشريفة ‟» [(8)]" ٤٥ . ٢ . ١ . ] نافذةٌ تطل علىٰ مسألة البحث : ما مِن أمرٍ جامعٍ فيه خيرٌ فى ذاته، وللناس كافة، إلا اشترك فيه النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بفضلٍ من المال والعمل، وإن قريشاً، بل العربَ أجمعون كان يربطهم رباط لا يهي ولاينقطع، لأنه يتجدد آناً بعد آنٍ، وهو يتكون من عنصرين: [١ .] أحدهما : الكعبة المكرمة التى بناها أبو الأنبياء الخليل إبراهيم صلى الله تعالى عليه وسلم، وهى أول بيت وضع للناس، والحج إليها، وإقامة المناسك فيها. [٢ .] ثانيهما : اعتقادهم أن الله سبحانه وتعالى خالق السموات والأرض، وقد كانواحريصين علىٰ تلك الرابطة، لا يتركونها، ولا يقطعونها، وخصوصاً قريشاً، إذ وجدوا فيه عزهم الذى يعتزون، وشرفهم الذى يتنافرون به أمام العرب جميعا، ويجعل لهم سيادةً وحكما، وحسبهم أن العرب يتقاتلون إلا فى أرضهم، فإذا جاؤا إليهم كانوا في حرم آمن، كما مَنَّ الله سبحانه وتعالى عليهم، فقال تعالت كلماته: « أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً، وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ،أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ». [سورة العنكبوت:67.] وفي الخامسة والثّلاثين من عمره: بَنَتْ قريش الكعبة، ووضع صلى الله عليه وآله وسلم الحجر الأسود بيده الشريفة مكانه مِن البيت العتيق: [(9)]: ٤٥ . ٢ . ٢ . ] سبب هذا البنيان : .. وكان في بنيان قريش الكعبةأمور[(10)] : الأول: توهينها من الحريق الذي أصابها، وذلك أن امرأة جمرت الكعبة فطارت شرارة من مجمرها في ثياب الكعبة فاحترقت[(11)]. فقد روي أنّ سبب انهدامِها أَنّ امرأة ً جاءت بِمجمرة تجمِّر الكعبة سقطتْ منها شرارةٌ فتعلّقت بكسوة الكعبة فاحترقت[(12)] الثاني: كَانَ السَّيْل يدْخل الْبَيْت فاتصدعت الجدران فخافوا عَلَيْهِ أَن يتهدم وَيَقَع[(13)] بعد توهينها[(14)]. فـ الذي حَملهم على ذلك أنّ بابَ الكعبة كان بالأرض وكان السَّيلُ يدخل من أعلى مكة حتى يدخل البيت فانصدع.. وسرق طِيبَ الكعبة ِ فخافوا أنْ ينهدم البيت[(15)]. وعند ابن الجوزي؛ في الوفا :" هدمت قريش الكعبة وبنتها، لأنها كانت قد تضعضعت بالسيل. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينقل معهم الحجارة. [(16)]". الثالث: أن نفرا سرقوا حُلي الكعبة وغزالين من ذهب. و قيل غزال واحد مرصع بدر وجوهر وكان في بئر في جوف الكعبة، وكان الذي وجد عنده ”دويك“مولى لبني مليح بن عمرو من خزاعة فقطعت قريش يده. و تزعم قريش أن الذين سرقوه وضعوه عند ”دويك“[(17)]. |
رواية ابن إسحاق رواية ابن إسحاق: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ[(18)]: فلما بلغ رسول الله- صلى الله عليه وَسَلّمَ- خَمْسًا وَثَلَاثِينَ[(19)] سَنَةًاجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ لِبُنْيَانِ الْكَعْبَةِ، وَكَانُوا يُهِمّونَ بِذَلِكَ، لِيُسَقّفُوهَا وَيَهَابُونَ هَدْمَهَا، فــ شهد بنيان الكعبة ووضع الحجر الأسود بيده الشريفة .. وذلك قبل [أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى] موت رسول الله بثمانية وعشرين سنة[(20)] |
ارتفاع الكعبة: ارتفاع الكعبة: الكعبة كانت رسما[(21)] [رَضْماً] فَوْقَ الْقَامَةِ[(22)]، فَأَرَادُوا رَفْعَهَا وَتَسْقِيفَهَا، وَذَلِكَ أَنّ نَفَرًا سَرَقُوا كَنْزًا لِلْكَعْبَةِ، وَإِنّمَا كَانَ يَكُونُ فِي بِئْرٍفِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ، وَكَانَ الّذِي وُجِدَ عِنْدَهُ الْكَنْزُ دُوَيْكًا مَوْلًى لِبَنِي مُلَيْحِ بن عمرو من خزاعة. قال ابن هشام: فَقَطَعَتْ قُرَيْشٌ يَدَهُ. وَ تُزْعِمُ قُرَيْشٌ أَنّ الّذِينَ سَرَقُوهُ وَضَعُوهُ عِنْدَ دُوَيْكٍ وَ كَانَ الْبَحْرُ قَدْ رَمَى بِسَفِينَةٍ إلَى جُدّةَ لِرَجُلٍ مِنْ تُجّارِ الرّومِ، فَتَحَطّمَتْ،فَأَخَذُوا خَشَبَهَا فَأَعَدّوهُ لِتَسْقِيفِهَا، خرج الوليد بن المغيرة في نفر من قريش إلى السفينة فابتاعوا خشبها وكلموا الرومي "باقوم" فقدم معهم فأخذوا خشبها فأعدوه لتسقيف الكعبة. " وفي المقفى: " وَأَقْبَلت فِي الْبَحْر سفينة نفر من الرّوم وَكَانَ رَأْسهمْ بِنَاء يُقَال لَهُ باقوم[(23)] ". |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية وهناك روية آخرى: قال الأموي: كانت هذه السفينة لقيصر ملك الروم تحمل له آلات البناء من الرخام والخشب والحديد، سرحها قيصر مع "باقوم" إلى الكنيسة التي أحرقها الفرس بالحبشة، فلما بلغت مرساها من جدة بعث الله تعالى عليها ريحا فحطمتها. قال ابن إسحاق: وَكَانَ بِمَكّةَ رَجُلٌ قِبْطِيّ [مِصْري] نَجّارٌ، فَتَهَيّأَ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ بَعْضُ مَا يُصْلِحُهَا .[(24)]. |
حكايةُ الــ حَيّةِ حكايةُ الــ حَيّةِ :" وَكَانَتْ حَيّةً [(25)] تَخْرَجُ مِنْ بِئْرِ الْكَعْبَةِ الّتِي كَانَ يُطْرَحُ فِيهَا مَا يُهْدَى لَهَا كُلّ يَوْمٍ،فَتَتَشَرّقُ عَلَى جِدَارِ الْكَعْبَةِ، وَكَانَتْ مِمّا يَهَابُونَ، وَذَلِكَ أَنّهُ كَانَ لَا يَدْنُو مِنْهَا أَحَدٌ إلّا احْزَأَلّتْ[(26)] وَكَشّتْ[(27)]، وَفَتَحَتْ فَاهَا، وَكَانُوا يَهَابُونَهَا. فَبَيْنَا هِيَ ذَاتُ يَوْمٍ تَتَشَرّقُ عَلَى جِدَارِ الْكَعْبَةِ، كَمَا كانت تصنع. [(28)] .[(29)] بَعَثَ اللهُ إلَيْهَا طَائِرًا فَاخْتَطَفَهَا، فَذَهَبَ بِهَا، فَـ قَالَتْ قُرَيْشٌ: إنّا لَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللهُ قَدْ رَضِيَ مَا أَرَدْنَا، عِنْدَنَا عَامِلٌ رَفِيقٌ، وعندنا خشب، وقد كفانا الله الحيّة [(30)]. |
أبو وهب- خال رسول الله – وما حدث له عند بناء الكعبة أبو وهب- خال رسول الله – وما حدث له عند بناء الكعبة[(31)]: فَلَمّا أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ فِي هَدْمِهَا وَبِنَائِهَا، قَامَ أبو وهب بن عمرو بن عائذ ابن عَبْدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ. قَالَ ابْنُ هشام: عائذ: ابن عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ. فــ َ تَنَاوَلَ مِنْ الْكَعْبَةَ حَجَرًا، فَوَثَبَ مِنْ يَدِهِ، حَتّى رَجَعَ إلَى مَوْضِعِهِ. فقال: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لَا تُدْخِلُوا فِي بِنَائِهَا مِنْ كَسْبِكُمْ إلّا طَيّبًا، لَا يَدْخُلُ فِيهَا مهر بغي[(32)] ولا بيع ربا [(33)]، ولا مظلمة أَحَدٍ مِنْ النّاسِ، وَالنّاسُ يَنْحُلُونَ [(34)] هَذَا الْكَلَامَ الوليد بن المغيرة عبدالله بن عمر بن مخزوم. قال ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَدْ حَدّثَنِي عَبْدُاللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ الْمَكّيّ أَنّهُ حُدّثَ عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمّيّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جمح بن عمرو ابن هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ. أَنّهُ رَأَى ابْنًا لِـــ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقِيلَ: هَذَا ابْنٌ لِــ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ، فَقَالَ عَبْدُاللهِ بْنُ صَفْوَانَ عِنْدَ ذَلِكَ: جَدّ هَذَا، يَعْنِي: أَبَا وَهْبٍ الّذِي أَخَذَ حَجَرًا مِنْ الْكَعْبَةِ حَيْنَ أَجْمَعَتْ قُرَيْشٌ لِهَدْمِهَا، فَوَثَبَ مِنْ يَدِهِ، حَتّى رَجَعَ إلَى مَوْضِعِهِ، فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ: - لَا تُدْخِلُوا فِي بِنَائِهَا مِنْ كَسْبِكُمْ إلّا طَيّبًا. - لَا تُدْخِلُوا فيها مهر بغي، - ولا بيع ربا، - ولا مظلمة أحد من الناس.[(35)]". شعر في أبي وهب[(36)]: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَ أَبُو وَهْبٍ: خَالُ أَبِي رسول الله صلى الله عليه وسلم- وكان شَرِيفًا، وَلَهُ يَقُولُ شَاعِرٌ مِنْ الْعَرَبِ: وَلَوْ بِأَبِي وَهْبٍ أَنَخْتُ مَطِيّتِي ** غَدَتْ مِنْ نَدَاهُ رَحْلُهَا غَيْرَ خَائِبٍ بِأَبْيَضَ مِنْ فَرْعَ يْلُؤَيّ بْنِ غَالِبٍ ** إذَا حُصّلَتْ أَنْسَابُهَا فِي الذّوَائِبِ أَبِيّ لِأَخْذِ الضّيْمِ يَرْتَاحُ لِلنّدَى ** تَوَسّطَ جَدّاهُ فُرُوعَ الْأَطَايِبِ عَظِيمِ رَمَادِ الْقِدْرِ يَمَلّا جِفَانَهُ ** من الخبز يعلوهنّ مثل السّبائب |
نصيب قبائل قريش في تجزئةالكعبة نصيب قبائل قريش في تجزئةالكعبة[(37)]" ثم إن قريشا تجزّأت[(38)] الْكَعْبَةَ، فَكَانَ شِقّ الْبَابِ لِبَنِي عَبْدِمَنَافٍ وَزُهْرَةَ وَ كَانَ مَا بَيْنَ الرّكْنِ الْأَسْوَدِ وَالرّكْنِ الْيَمَانِي لِبَنِي مَخْزُومٍ، وَقَبَائِلُ مِنْ قُرَيْشٍ انْضَمّوا إلَيْهِمْ، وَ كَانَ ظَهْرُ الْكَعْبَةِ لِبَنِي جُمَحٍ وَسَهْمٍ،ابْنَيْ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ. وَ كَانَ شِقّ الْحَجَرِ لِبَنِي عَبْدِالدّارِ بْنِ قُصَيّ، وَلِبَنِي أَسَدِ بْنِ الْعُزّى بْنِ قُصَيّ، وَلِبَنِي عَدِيّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ وهو الحطيم... |
الوليد بن المغيرة يبدأ بهدم الكعبة الوليد بن المغيرة يبدأ بهدم الكعبة[(39)]: ثُمّ إنّ النّاسَ هَابُوا هَدْمَهَا وَفَرِقُوا[(40)] مِنْهُ. فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: أَنَا أَبْدَؤُكُمْ فِي هَدْمِهَا، فَــــ أَخَذَ الْمِعْوَلَ، ثُمّ قَامَ عَلَيْهَا، وَ هُوَ يَقُولُ: " اللهُمّ لَمْ تُرَعْ[(41)]- قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيُقَالُ: لَمْ نَزِغْ- اللهُمّ إنّا لَا نُرِيدُ إلّا الْخَيْرَ، ثُمّ هَدَمَ مِنْ نَاحِيَةِ الرّكْنَيْنِ، فتربّص الناس تلك اللّيلة، و قالوا: ننظر، فَإِنْ أُصِيبَ لَمْ نَهْدِمْ مِنْهَا شَيْئًا وَرَدَدْنَاهَا كَمَا كَانَتْ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ، فَقَدْ رَضِيَ اللهُ صُنْعَنَا، فَهَدَمْنَا. فَأَصْبَحَ الْوَلِيدُ مِنْ لَيْلَتِهِ غَادِيًا عَلَى عَمَلِهِ، فَـــ هَدَمَ وَهَدَمَ النّاسُ مَعَهُ، حَتّى إذَا انْتَهَى الْهَدْمُ بِهِمْ إلَى الْأَسَاسِ أَسَاسِ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السّلَامُ أَفْضَوْا إلَى حِجَارَةٍ خُضْرٍ كَالْأَسْنِمَةِ[(42)] آخِذٌ بَعْضُهَا بَعْضًا. |
امتناع قريش عن هدم الأساس وسببه امتناع قريش عن هدم الأساس وسببه[(43)]: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدّثَنِي بَعْضُ مَنْ يَرْوِي الحديث: أنّ رجلا من قريش، ممن كَانَ يَهْدِمُهَا، أَدْخَلَ عَتَلَةً بَيْنَ حَجَرَيْنِ مِنْهَا لِيُقْلِعَ بِهَا أَحَدَهُمَا، فَلَمّا تَحَرّكَ الْحَجَرُ تَنَقّضَتْ مَكّةُ بِأَسْرِهَا، فَانْتَهَوْا عَنْ ذَلِكَ الْأَسَاسِ. |
الكتاب الذي وجد في الركن الكتاب الذي وجد في الركن: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحُدّثْت أَنّ قُرَيْشًا وَجَدُوا فِي الرّكْنِ كِتَابًا بِالسّرْيَانِيّةِ، فَـــ لَمْ يَدْرُوا مَا هُوَ، حَتّى قَرَأَهُ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ، فَإِذَا هُوَ: « أَنَا اللهُ ذُو بَكّةَ، خَلَقْتهَا يَوْمَ خَلَقْتُ السّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَصَوّرْتُ الشّمْسَ وَالْقَمَرَ، وَحَفَفْتهَا بِسَبْعَةِ أَمْلَاكٍ حُنَفَاءَ، لَا تَزُولُ حَتّى يَزُولَ أَخْشَبَاهَا، مُبَارَكٌ لِأَهْلِهَا فِي الْمَاءِ وَاللّبَنِ » . قَالَ ابْنُ هِشَامٍ:أَخْشَبَاهَا: جَبَلَاهَا. |
الكتاب الذي وجد في المقام الكتاب الذي وجد في المقام[(44)]: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحُدّثْت أَنّهُمْ وَجَدُوا فِي الْمَقَامِ كِتَابًا فِيهِ: « مَكّةُ بَيْتُ اللهِ الْحَرَامِ يَأْتِيهَا رِزْقُهَا مِنْ ثَلَاثَةِ سُبُلٍ، لَا يُحِلّهَا أَوّلُ مِنْ أَهْلِهَا » . |
حجر الكعبة المكتوب عليه العظة حجر الكعبة المكتوب عليه العظة: قال ابن إسحاق: وزعم ليث بن زعم لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ أَنّهُمْ وَجَدُوا حَجَرًا فِي الْكَعْبَةِ قَبْلَ مَبْعَثِ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعِينَ [40] سَنَةً- إنْ كَانَ مَا ذَكَرَ حَقّا- مَكْتُوبًا فِيهِ: « مَنْ يَزْرَعْ خَيْرًا، يَحْصُدْ غِبْطَةً، وَمَنْ يَزْرَعْ شَرّا، يَحْصُدْ نَدَامَةً. تَعْمَلُونَ السّيّئَاتِ، وَتُجْزَوْنَ الْحَسَنَاتِ! أَجَلْ، كَمَا لَا يجتنى من الشّوك العنب » . |
الإختلاف بين قريش في وضع الحجر الإختلاف بين قريش في وضع الحجر[(45)]: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ... ثُمّ إنّ الْقَبَائِلَ مِنْ قُرَيْشٍ جَمَعَتْ الْحِجَارَةَ لِبِنَائِهَا، كُلّ قَبِيلَةٍ تَجْمَعُ عَلَى حِدَةٍ، ثُمّ بَنَوْهَا، حَتّى بَلَغَ الْبُنْيَانِ مَوْضِعَ الرّكْنِ، فَــ اخْتَصَمُوا فِيهِ، كُلّ قَبِيلَةٍ تُرِيدُ أَنْ تَرْفَعَهُ إلَى مَوْضِعِهِ دُونَ الْأُخْرَى، حَتّى تحاوروا وَتَحَالَفُوا؛ وَأَعَدّوا لِلْقِتَالِ.. |
« الأمين »... ابو أمية بن المغيرة يجد حلاً[(46)]: فـزعم بعض أهل الرواية: أن أَبَا أُمّيّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ بن مخزوم، وكان عامئذ[(47)] وهو رأس قريش[(48)]: أَسَنّ قُرَيْشٍ كُلّهَا، قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ! اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ- فِيمَا تَخْتَلِفُونَ فِيهِ- أَوّلَ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ هَذَا الْمَسْجِدِ يَقْضِي بَيْنَكُمْ فِيهِ، فَفَعَلُوا: فَـ قال الكتاني : أَوّل مَنْ يدخل من باب بني شَيبةَ[(49)].[(50)] " وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُسَمّي رَسُولَ اللهِ- صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ: الْأَمِينَ[(51)]. كان الله سبحانه قد صانه صلى الله عليه وآله وسلم وحماه من صغره، وطهره [(52)] وبرّأه من دنس الجاهلية ومن كل عيب، ومنحه كل خُلق جميل حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بـ « الأمين »، لما شاهدوا من طهارته وصدق حديثه وأمانته[(53)] " |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية الرسول يضع الحجر[(54)]: كَانَ أَوّلَ دَاخِلٍ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَلَمّا رَأَوْهُ قَالُوا : " هَذَا « الْأَمِينُ »، رَضِينَا به[(55)]، هَذَا « مُحَمّدٌ »، فَلَمّا انْتَهَى إلَيْهِمْ وَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، قَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: " هَلُمّ إلَيّ ثَوْبًا[(56)]، فَأُتِيَ بِهِ، فَأَخَذَ الرّكْنَ فَوَضَعَهُ فِيهِ بِيَدِهِ، ثُمّ قَالَ: لِتَأْخُذَ كُلّ قَبِيلَةٍ بِنَاحِيَةٍ مِنْ الثّوْبِ، ثُمّ ارْفَعُوهُ جَمِيعًا، فَفَعَلُوا: حَتّى إذَا بَلَغُوا بِهِ مَوْضِعَهُ، وَضَعَهُ هُوَ بِيَدِهِ، ثُمّ بَنَى عَلَيْهِ. [(57)] "ويقال: كان الثوب الّذي وضع فيه الحجر للوليد بن المغيرة[(58)].". |
صيانتة العليم الحفيظ لخاتم أنبياء وآخر رسله ومتمم المبتعثين صيانة العليم الحفيظ لخاتم أنبياءه وآخر رسله ومتمم المبتعثين[(59)] : قَالَ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ يَقُولُ: " لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ ذَهَبَ العَبَّاسٌ [عم النبي] وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْقُلانِ الْحِجَارَةَ، فَقَالَ عَبَّاسٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ [يَقِيكَ] مِنَ الْحِجَارَةِ، فَفَعَلَ، فَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ وَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَامَ وَقَالَ: "إِزَارِي ... إِزَارِي"، فَشَدَّهُ عَلَيْهِ [(60)]. [رواه الشيخان عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما] . الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ فِي بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ[(61)] رجعٌ إلى خبر ابن إسحاق: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ عَمَّا كَانَ اللَّهُ يَحْفَظُهُ بِهِ فِي صِغَرِهِ أَنَّهُ قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي غِلْمَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ نَنْقُلُ حِجَارَةً لِبَعْضِ مَا يَلْعَبُ بِهِ الْغِلْمَانُ، كُلُّنَا قَدْ تَعَرَّى وَأَخَذَ إِزَارًا وَجَعَلَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ يَحْمِلُ عَلَيْهَا الْحِجَارَةَ، فَإِنِّي لأُقْبِلُ مَعَهُمْ كَذَلِكَ وَأُدْبِرُ، إِذْ لَكَمَنِي لاكِمٌ مَا أَرَاهُ لَكْمَةً وَجِيعَةً، ثُمَّ قَالَ: " شُدَّ عَلَيْكَ إِزَارَكَ ".. قَالَ: فَأَخَذْتُهُ فَشَدَدْتُهُ عَلَيَّ: ثُمَّ جَعَلْتُ أَحْمِلُ الْحِجَارَةَ عَلَى رَقَبَتِي وَإِزَارِي عَلَيَّ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي. قَالَ السُّهَيْلِيُّ: " وَهَذِهِ الْقِصَّةُ إِنَّمَا وَرَدَتْ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ فِي بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُ الْحِجَارَةَ وَإِزَارُهُ مَشْدُودٌ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: يا ابن أَخِي: " لَوْ جَعَلْتَ إِزَارَكَ عَلَى عَاتِقِكَ، فَفَعَلَ فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِزَارِي إِزَارِي، فَشُدَّ عَلَيْهِ إِزَارُهُ وَقَامَ يَحْمِلُ الْحِجَارَةَ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَنَّهُ لَمَّا سَقَطَ ضَمَّهُ الْعَبَّاسُ إِلَى نَفْسِهِ، وَسَأَلَهُ عَنْ شَأْنِهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ نُودِيَ مِنَ السَّمَاءِ أَنِ اشْدُدْ عَلَيْكَ إِزَارَكَ يَا مُحَمَّدُ، قَالَ: وَإِنَّهُ لأَوَّلُ مَا نُودِيَ. قال وحديث أبي إسحاق إِنْ صَحَّ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّ هَذَا الأَمْرِ كَانَ مَرَّتَيْنِ فِي حَالِ صِغَرِهِ وَعِنْدَ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ. وَ فِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذَا الْخَبَرِ، قَالَ: خَرَّ مُحَمَّدٌ، فَانْبَطَحَ. قَالَ الْعَبَّاسُ: " فَجِئْتُ أَسْعَى إِلَيْهِ، وَأَلْقَيْتُ عَنِّي حَجَرِي. قَالَ: وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ، قُلْتُ: " مَا شَأْنُكَ؟ ...".... قَالَ: " فَقَامَ وَأَخَذَ إِزَارَهُ، وَقَالَ: " نُهِيتُ أَنْ أَمْشِيَ عُرْيَانًا". [البخاري؛ الفتح: 3/24؛ ح: 364، ومسلم : 1/268/ ح: 340] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (عبدالله): " قَالَ أَبِي: " فَإِنِّي أَكْتُمُهَا النَّاسَ مَخَافَةَ أَنْ يَقُولُوا مَجْنُونٌ ". وقال د. مهدي رزق الله[ثبتَ]: مشاركته -صلى الله عليه وآله وسلم في بناء الكعبة ووضعه الحجر الأسود في مكانه: [(62)]. ** يتبقى لي -إذا أذن الرحمن الودود سبحانه وتعالى- بحث: 1 . ] مراحل بناء الكعبة، متى بنيت الكعبة؛ و 2. ] مَن بناها ؛ و 3. ] ارتفاع الكعبة وكسوتها 4. ] :" سَبَبُ بُنْيَانِ الْبَيْتِ ". حقيقة الأمر ... هناك سببان. سأتعرض لهما . 5. ] الكعبة حِينَ الطّوفَانِ، 6. ]:" حَوْلَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَقَوَاعِدِ الْبَيْتِ " مسألة :" فِي أَنْ الحجر سَوّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ ". الركن اليماني وسبب تسميته!؟. 7. ] : حَوْلَ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ؛ : وأَوّلُ مَنْ بَنَاهُ !!". 8. ]:" كَنْزِ الْكَعْبَةِ وَالنّجّارِ الْقِبْطِيّ: [بمعنى المِصري]". 9 . ] :مسألة :" الْحَيّةُ وَالدّابّةُ ": وَ خَبَرُ الطّائِرِ الْعُقَابِ"، الّذِي اخْتَطَفَ الْحَيّةَ مِنْ بِئْرِ الْكَعْبَةِ ". 10 . ] خَبَرُ :" الْحَجَرِ الّذِي كَانَ مَكْتُوبًا فِي الْكَعْبَةِ وَفِيهِ ثَلَاثَةُ صُفُوحٍ [فى البداية«أصفح»]". وهذه ستبحث في ملحق خاص... بعد توفيقه وهدايته وعونه جل في علاه وسما في سماه وتقدست اسماه... والحمد لله تعالى ** سلسلة بحوث ﴿ سنن الأنبياء ؛ وسبل العلماء ؛ وبساتين البلغاء ؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾: سلسلة بحوث السيرة النبوية محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي 22 جماد آخر 1440ه.. |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية |
: «„نَسَبُهُ الطاهر الزكي الطيب المبارك‟» « „ نَسَبُهُ الطاهر الزكي الطيب المبارك ‟ » كان الإنسان السوي يريد أن يعرف نسبه ؛ وما زال المرء العادي يرغب أن يستدل على أصل عائلته ؛ وأما أهل البحث والعلم فما زالوا ينقبون عن تراث أجدادهم ؛ وما خبأته باطن الأرض من آثار تكشف عن هوية الأسلاف.. وحين نتحدث عن نسب -خاتم الأنبياء وعائلة آخر المرسلين وأصل شجرة متمم المبتعثين- حين نريد أن نتحدث عن نسبه الزكي الطيب المبارك الطاهر ؛ علينا أن نُنزل سنتَهُ موضع التطبيق في حياتنا العملية ...مقدمة... مسألة النسب : ... فمن نافلة القول أن نُذكر أنفسنا بأمره -عليه السلام- فـ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وعن أبيها- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ﴿ تَخَيَّرُوا لِــ „ نُطَفِكُمْ ‟﴾ [(1)]. وَفِي رِوَايَةٍ : ﴿ لَاتَجْعَلُوا „ نُطَفَكُمْ ‟ إِلَّا فِي „ طَهَارَةٍ ‟﴾.[(2)] وجاء برواية عند الدار قطني عَنْ عَائِشَةَ أيضاً ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: ﴿ اخْتَارُوا لِـ „ نُطَفِكُمُ ‟ الْمَوَاضِعَ„ الصَّالِحَةَ‟﴾.[(3)] وهذا خطاب عام للطرفين : الشابة المقبلة على الزواج والإرتباط برجل .. وليس فقط بــ (ذكر) ... والشاب الذي يبحث عن زوجة .. وليس فقط (أنثى) وأم لأبناءه ؛ تحفظ عِرضَه وشرفه ونسبه وماله.. وقد حذر -عليه السلام- مِن الفتاة/المرأة الفاسدة فقد رُوِيَ أَنَّهُ قَالَ : ﴿ إيَّاكُمْ وَخَضِرَ الدِّمَنِ!، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ وَمَا خَضِرُ الدِّمَنِ؟، قَالَ : الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِي الْمَنْبَتِ السُّوءِ ﴾ [(4)] وهذه المسألة الحياتية الفقهية الإجتماعية المستقبلية ؛ الزواج ومايترتب عليه من نَسَبٍ تحتاج إلى إعادة نظر في واقعنا المعاصر ومزيد بحث خاصةً بعد الاحصاءات الآخيرة الصادمة التي تكشف عن إرتفاع نسبة الطلاق في الوطن العربي ؛ بالذات في جمهورية مِصر .. والملكية السعودية .. وجمهورية تونس ؛ وآخر إحصاء للطلاق في دولة مِصر وصل إلى مليون حالة طلاق في عام 2017م ؛ بمعدل أربع عشر حالات كل ساعة زمنية تمر... |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي