![]() |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية [ 4. 8. 4. 2. 1. ] و „ أبو رِغَال ” وحكمة تقبيح حاله وإظهار شناعة أمره حتى صار يرجم بعد موته دون نفيل : أنه إنما جعل نفسه دليله وقاية من القتل؛ فكان كالمكره على ذلك بـ خلاف أبي رِغال، فإن قومه تلقوا أبرهة بالسلم واختاروه دليلا، ولم يكن ذو نفر دليلا إنما كان أسيرًا معه في الوثاق.. ". فـ سار أبرهة من صنعاء إلى خثعم إلى الطائف ومنها بَعث رجلا من قومه: وَنَزَلُوا بِذِي الْمَجَازِ.. وَاسْتَاقُوا سَرْحَ مَكَّةَ، وَفِيهَا إِبِلُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَأَتَى الرَّاعِي نَذِيرًا، فَصَعِدَ الصَّفَا، فَصَاحَ: «وَاصُبَاحَاهُ» ثُمَّ أَخْبَرَ النَّاسَ بِمَجِيءِ الْجَيْشِ وَالْفِيلِ. .... وَاخْتُلِفَ فِي النَّجَاشِيِّ...!!! هَلْ كَانَ مَعَهُمْ؛ - فَقَالَ قَوْمٌ : " كَانَ مَعَهُمْ ". - وَقَالَ الْأَكْثَرُونَ: " لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ "... |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية [٤. ٨. ٥ . ] „ الْأَسْوَدُ بْنَ مَقْصُودٍ ” وَ اعْتِدَاؤُهُ عَلَى مَكَّةَ : فَلَمَّا نَزَلَ أَبْرَهَةُ الْمُغَمِّسَ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ الْحَبَشَةِ يُقَالُ لَهُ: الْأَسْوَدُ بْنُ مَقْصُودٍ عَلَى خَيْلٍ لَهُ، حَتَّى انْتَهَى إلَى مَكَّةَ، فــَــ سَاقَ إلَيْهِ أَمْوَالَ (أَهْلِ) تِهَامَةَ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ، وَ أَصَابَ فِيهَا مِائَتَيْ [200] بَعِيرٍ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، وَ هُوَ يَوْمَئِذٍ كَبِيرُ قُرَيْشٍ وَسَيِّدُهَا.. فَهَمَّتْ قُرَيْشٌ وَكِنَانَةُ وَهُذَيْلٌ؛ وَمَنْ كَانَ بِذَلِكَ الْحَرَمِ (مِنْ سَائِرِ النَّاسِ) بِقِتَالِهِ. ثُمَّ عَرَفُوا أَنَّهُمْ لَا طَاقَةَ لَهُمْ بحربه، فَتَرَكُوا ذَلِكَ. |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية [٤. ٨. ٦ .] : „ حُنَاطَةُ ” وَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ " **وَبَعَثَ أَبْرَهَةُ- حُنَاطَةَ الْحِمْيَرِيَّ إلَى مَكَّةَ، وَ قَالَ لَهُ : " سَلْ عَنْ سَيِّدِ أَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ؛ جاء في الكامل : " سَيِّدِ قُرَيْشٍ " وَشَرِيفِهَا"؛ ثُمَّ قُلْ (لَهُ) : " إنَّ الْمَلِكَ يَقُولُ لَكَ: إنِّي لَمْ آتِ لِحَرْبِكُمْ، إنَّمَا جِئْتُ لِـ هَدْمِ هَذَا الْبَيْتِ، فَإِنْ لَمْ تَعْرِضُوا دُونَهُ بِحَرْبِ، فَـ لَا حَاجَةَ لِي بِدِمَائِكُمْ، فَإِنْ هُوَ لَمْ يُرِدْ حَرْبِي فَأْتِنِي بِهِ؛ صياغة الكامل جاءت بلفظ: " فَإِنْ لَمْ تَمْنَعُوا عَنْهُ فَلَا حَاجَةَ لِي بِقِتَالِكُمْ ". [ ٤. ٨. ٦ . ١.] فَلَمَّا دَخَلَ حُنَاطَةُ مَكَّةَ سَأَلَ عَنْ سَيِّدِ قُرَيْشٍ وَشَرِيفِهَا فَقِيلَ لَهُ: " عَبْدُالْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمِ (بْنِ عَبْدِمَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ)"؛ فَجَاءَهُ .. فَـــ قَالَ لَهُ مَا أَمَرَهُ بِهِ أَبْرَهَةُ؛ فَــ قَالَ لَهُ عَبْدُالْمُطَّلِبِ: " وَاَللَّهِ مَا نُرِيدُ حَرْبَهُ، وَمَا لَنَا بِذَلِكَ مِنْ طَاقَةٍ؛ هَذَا بَيْتُ اللَّهِ الْحَرَامُ وَبَيْتُ خَلِيلِهِ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ -صلى الله عليه وسلم - [أَوْ كَمَا قَالَ] فَإِنْ يَمْنَعْهُ مِنْهُ فَهُوَ بَيْتُهُ وَحَرَمُهُ. وَ إِنْ يُخَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَوَاَللَّهِ مَا عِنْدَنَا دَفْعٌ عَنْهُ . فَـ قَالَ (لَهُ) حُنَاطَةُ: " فَانْطَلِقْ مَعِي إِلَى الْمَلِكِ، فَإِنَّهُ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِكَ" . [ ٤. ٨. ٦ . ٢.] ذُو نَفْرٍ وَأُنَيْسٌ وَ تَوَسُّطُهُمَا لِعَبْدِالْمُطَّلِبِ لَدَى أَبْرَهَةَ : فَانْطَلَقَ مَعَهُ عَبْدُالْمُطَّلِبِ، وَمَعَهُ بَعْضُ بَنِيهِ حَتَّى أَتَى الْعَسْكَرَ ، فَسَأَلَ عَنْ ذِي نَفْرٍ، وَكَانَ لَهُ صَدِيقًا، حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَحْبِسِهِ، فَــ قَالَ لَهُ: " يَا ذَا نَفْرٍ هَلْ عِنْدَكَ مِنْ غَنَاءٍ [من شئ ] فِيمَا نَزَلَ بِنَا؟ ". فَــ قَالَ لَهُ ذُو نَفْرٍ : " وَمَا غَنَاءُ رَجُلٍ أَسِيرٍ بِيَدَيْ مَلِكٍ يَنْتَظِرُ أَنْ يَقْتُلَهُ غُدُوًّا أَوْ عَشِيًّا؛ [والله] مَا عِنْدَنَا غَنَاءٌ فِي [من] شَيْءٍ مِمَّا نَزَلَ بِكَ [بكم]؛ إلَّا أَنَّ أُنَيْسًا سَائِسَ الْفِيلِ صَدِيقٌ لِي، وَ سَأُرْسِلُ إلَيْهِ فَـ أُوصِيهِ بِكَ، وَأُعْظِمُ عَلَيْهِ حَقَّكَ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَأْذِنَ لَكَ عَلَى الْمَلِكِ، فَتُكَلِّمُهُ بِمَا بَدَا لَكَ. وَ يَشْفَعُ لَكَ عِنْدَهُ بِخَيْرِ إنْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ". فَـ قَالَ: " حَسْبِي". فَبَعَثَ ذُو نَفْرٍ إلَى أُنَيْسٍ، [فجاء] فَقَالَ لَهُ : " إنَّ [هذا] عَبْدَالْمُطَّلِبِ سَيِّدُ قُرَيْشٍ، وَصَاحِبُ عِيرِ [عين] مَكَّةَ، يُطْعِمُ النَّاسَ بِالسَّهْلِ وَالْوُحُوشَ فِي رُءُوسِ الْجِبَالِ، وَقَدْ أَصَابَ لَهُ الْمَلِكُ مِائَتَيْ بَعِيرٍ، فَاسْتَأْذِنْ لَهُ عَلَيْهِ. وَانْفَعْهُ عِنْدَهُ بِمَا اسْتَطَعْتَ". فَـ قَالَ :" أَفْعَلُ ". فَكَلَّمَ أُنَيْسٌ أَبْرَهَةَ، فَقَالَ لَهُ: " أَيُّهَا الْمَلِكُ هَذَا سَيِّدُ قُرَيْشٍ بِبَابِكَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ، وَ هُوَ صَاحِبُ [عين] عِيرِ مَكَّةَ، وَهُوَ يُطْعِمُ النَّاسَ فِي السَّهْلِ وَالْوُحُوشَ فِي رُءُوسِ الْجِبَالِ، فَـ ــ أْذَنْ لَهُ عَلَيْكَ، فَيُكَلِّمْكَ فِي حَاجَتِهِ، ( وَأَحْسِنْ إلَيْهِ )". قَالَ: " فَأَذِنَ لَهُ أَبْرَهَةُ ". [ ٤. ٨. ٦ . ٣.] عَبْدُالْمُطَّلِبِ وَحُنَاطَةُ وَخُوَيْلِدُ بَيْنَ يَدَيْ أَبْرَهَةَ : .. وَكَانَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ أَوْسَمَ النَّاسِ وَأَجْمَلَهُمْ وَأَعْظَمَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُ أَبْرَهَةُ أَجَلَّهُ وَأَعْظَمَهُ وَأَكْرَمَهُ عَنْ أَنْ يُجْلِسَهُ تَحْتَهُ، وَكَرِهَ أَنْ تَرَاهُ الْحَبَشَةُ يَجْلِسُ مَعَهُ عَلَى سَرِيرِ مُلْكِهِ، فَنَزَلَ أَبْرَهَةُ عَنْ سَرِيرِهِ فَجَلَسَ عَلَى بِسَاطِهِ، وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَيْهِ إلَى جَنْبِهِ، [ وجاء في " الدر المنظم " أن عبدالمطلب لما دخل على أبرهة سجد له فيل من الفيلة، وكان لا يسجد لأبرهة كغيره من الفيلة، فتعجب أبرهة من ذلك ودعا بالسحرة والكهان فسألهم عن ذلك فقالوا: إنه لم يسجد له وإنما سجد للنور الذي بين عينيه. انتهى. ]. (!!!) قلتُ (الرمادي):" مسألة النور بحثتها من قبل فتنظر في موضعها !! ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: " قُلْ لَهُ: [ما] حَاجَتُكَ؟". فَـ قَالَ لَهُ ذَلِكَ التُّرْجُمَانُ؛ فَـ قَالَ: "حَاجَتِي أَنْ يَرُدَّ عَلَيَّ الْمَلِكُ مِائَتَيْ بَعِيرٍ أَصَابَهَا لِي". فَـ لَمَّا قَالَ لَهُ ذَلِكَ، قَالَ أَبْرَهَةُ لِتَرْجُمَانِهِ: " قُلْ لَهُ: " قَدْ كُنْتَ أَعْجَبْتَنِي حِينَ رَأَيْتُكَ، ثُمَّ قَدْ زَهِدْتُ فِيكَ حِينَ كَلَّمْتنِي... أَتُكَلِّمُنِي فِي مِائَتَيْ بَعِيرٍ أَصَبْتُهَا لَكَ، وَ تَتْرُكُ بَيْتًا هُوَ دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ قَدْ جِئْتُ أَهْدِمُهُ؟... لَا تُكَلِّمْنِي فِيهِ ". [ ٤. ٨. ٦ . ٣. ١.] رد عبدالمطلب على أبرهة : قَالَ لَهُ عَبْدُالْمُطَّلِبِ: " إنِّي أَنَا رَبُّ الْإِبِلِ، وَإِنَّ لِلْبَيْتِ رَبًّا سَيَمْنَعُهُ". قَالَ: " مَا كَانَ لِيَمْتَنِعَ مِنِّي". قَالَ: " أَنْتَ وَذَاكَ ". وَكَانَ فِيمَا -يَزْعُمُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ- [ابن السائب ومقاتل]، قَدْ ذَهَبَ مَعَ عَبْدِالْمُطَّلِبِ إلَى أَبْرَهَةَ، حِينَ بَعَثَ إلَيْهِ حُنَاطَةَ، -*. ] يَعْمُرُ بْنُ نُفَاثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدُّئْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَ هُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ بَنِي بَكْرٍ، وَ -*. ] خُوَيْلِدُ بْنُ وَاثِلَةَ الْهُذَلِيُّ، وَ هُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ هُذَيْلٍ؛ فَـ عَرَضُوا عَلَى أَبْرَهَةَ ثُلُثَ أَمْوَالِ تِهَامَةَ، عَلَى أَنْ يَرْجِعَ [عن خراب البيت] عَنْهُمْ ... وَلَا يَهْدِمَ الْبَيْتَ فَأَبَى عَلَيْهِمْ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ أَكَانَ ذَلِكَ أَمْلَا (!!!). [ ٤. ٨. ٦ . ٣. ٢.] تصرف أبرهة مع عبدالمطلب: فَرَدَّ أَبْرَهَةُ عَلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْإِبِلَ الَّتِي أَصَابَ لَهُ. صاحب الكامل يقول :" وَأَمَرَ بِرَدِّ إِبِلِهِ، فَلَمَّا أَخَذَهَا : - قَلَّدَهَا [وأشعرها وجللها] وَ جَعَلَهَا : - هَدْيًا [للبيت]، وَ بَثَّهَا فِي الْحَرَامِ لِكَيْ يُصَابَ مِنْهَا شَيْءٌ فَيَغْضَبَ اللَّهُ؛ فعمد القوم إليها فحملوا عليها وعقروا بعضها، فدعا عليهم عبد المطلب. |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية 5 ذو القعدة 1439هـ ~ 16أغسطس 2018م |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية أكمل بعون الله تعالى وتوفيقه .. [ ٤ . ] الجزء الرابع مِن: „ قصة إهلاك أصحاب الفيل “ [ ٤. ٨. ٧. ] عَبْدُالْمُطَّلِبِ فِي الْكَعْبَةَ يَسْتَنْصِرُ بِاَللَّهِ عَلَى رَدِّ أَبْرَهَةَ: فَلَمَّا انْصَرَفُوا عَنْهُ، انْصَرَفَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ إلَى قُرَيْشٍ، فَأَخْبَرَهُمْ الْخَبَرَ، وَأَمَرَهُمْ بِالْخُرُوجِ مِنْ مَكَّةَ، وَالتَّحَرُّزِ فِي شَعَفِ [عند الكامل:"رُءُوسِ"] الْجِبَالِ وَالشِّعَابِ: تَخَوُّفًا عَلَيْهِمْ مِنْ مَعَرَّةِ الْجَيْشِ، ثُمَّ قَامَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ، فَأَخَذَ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ، وَقَامَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَدْعُونَ اللَّهَ، وَيَسْتَنْصِرُونَهُ عَلَى أَبْرَهَةَ وَجُنْدِهِ ، فَقَالَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ وَهُوَ آخِذٌ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ: يَا رَبِّ لَا أَرْجُو لَهُمْ سِوَاكَا يَا رَبِّ فَامْنَعْ مِنْهُمُ حِمَاكَا إِنَّ عَدُوَّ الْبَيْتِ مَنْ عَادَاكَا امْنَعْهُمْ أَنْ يُخَرِّبُوا [عند ابن الجوزي:" فِناكا "] قُرَاكَا وَقَالَ أَيْضًا : لَاهُمَّ إنَّ الْعَبْدَ [المرء] يَمْـــــــــــ * ـــــــــــنَعُ رَحْلَهُ فَامْنَعْ حِلَالَكْ [رحالك] وَلَئِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّهُ * أَمْرٌ تُتِمُّ بِهِ فِعَالَكْ أَنْتَ الَّذِي إِنْ جَاءَ بَا * غٍ نَرْتَجِيكَ لَهُ كَذَلِكْ وَلَّوْا وَلَمْ يَحْوُوا سِوَى * خِزْيٍ وَتُهْلِكُهُمْ هُنَالِكْ لَمْ أَسْتَمِعْ يَوْمًا بِأَرْجَسَ * مِنْهُمُ يَبْغُوا قِتَالَكْ جَرُّوا جُمُوعَ بِلَادِهِمْ * وَالْفِيلَ كَيْ يَسْبُوا عِيَالَكْ عَمَدُوا حِمَاكَ بِكَيْدِهِمْ * جَهْلًا وَمَا رَقَبُوا جَلَالَكْ زَادَ الْوَاقِدِيُّ : إنْ كُنْتَ تَارِكَهُمْ وَقِبْلَتَنَا [عندالصالحي:" وكعـ * * ــبتنا "] * فَأَمْرٌ مَا بَدَا لَكْ *ـــــــــــــــــــــــــــ* 7 ذو الحجة 1439هـ ~ 18 أغسطس 2018م |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية [٤. ٨. ٧ . ١.] قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ:" ثُمَّ أَرْسَلَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ حَلْقَةَ بَابِ الْكَعْبَةِ وَانْطَلَقَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ قُرَيْشٍ إلَى شَغَفِ الْجِبَالِ فَتَحَرَّزُوا فِيهَا يَنْتَظِرُونَ مَا أَبْرَهَةُ فَاعِلٌ بِمَكَّةَ إذَا دَخَلَهَا." فـــــ منعه الله من دخولها؛ كما يجيء. وذكر مقاتل :" لم يخرج عبدالمطلب من مكة [معهم] بل أقام بها، و قال: " لا أبرح حتى يقضي الله قضاءه"؛ ثم صعد هو و أبو مسعود الثقفي على مكان عال لينظر ما يقع، بـ أبرهة. |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية [٤. ٨. ٨ .] : دُخُولُ أَبْرَهَةَ مَكَّةَ، وَ مَا وَقَعَ لَهُ وَ لِـ فِيلِهِ: فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبْرَهَةُ تَهَيَّأَ لِدُخُولِ مَكَّةَ، وَهَيَّأَ فِيلَهُ وعبأ جَيْشَهُ، قال ابن جرير: ويقال كان معه ثلاثة عشر فيلا هلكت كلها. و نقل الماوردي عن الأكثرين أنه لم يكن معهم إلا فيل واحد اسمه محمود. و عن الضحاك كان معه ثمانية أفيلة. وَكَانَ اسْمُ الْفِيلِ مَحْمُودًا وَأَبْرَهَةُ مُجْمِعٌ لِهَدْمِ الْبَيْتِ، زاد مقاتل:" وجعل الفيل مقابل الكعبة ليعظم ويعبد كتعظيم الكعبة. و قال غيره: بل ليجعل السلاسل في أركان الكعبة وتوضع في عنق الفيل ثم يزجر ليلقي الحائط جملة واحدة. ثُمَّ الِانْصِرَافِ إلَى الْيَمَنِ . |
أرسل الله الطير الأبابيل... [ ٤. ٨. ٨ . ١.] : فَلَمَّا وَجَّهُوا الْفِيلَ [نحو الكعبة] إلَى مَكَّةَ، أَقْبَلَ نُفَيْلُ بْنُ حَبِيبٍ ( الْخَثْعَمِيُّ ) حَتَّى قَامَ إلَى جَنْبِ الْفِيلِ، ثُمَّ أَخَذَ بِأُذُنِهِ. فَـــ قَالَ :" اُبْرُكْ مَحْمُودُ [يا محمود أنت بحرم الله]، أَوْ ارْجِعْ رَاشِدًا مِنْ حَيْثُ جِئْتَ ، فَإِنَّكَ فِي بَلَدِ اللَّهِ الْحَرَامِ ثُمَّ أَرْسَلَ أُذُنَهُ ". [ ٤. ٨. ٨ . ٢.] : فَبَرَكَ الْفِيلُ؛ وَأَلْقَى نَفْسَهُ إِلَى الْأَرْضِ؛ وَ خَرَجَ نُفَيْلُ بْنُ حَبِيبٍ يَشْتَدُّ حَتَّى أَصْعَدَ فِي الْجَبَلِ، وَ ضَرَبُوا الْفِيلَ لِيَقُومَ فَأَبَى، فَـ ضَرَبُوا (فِي) رَأْسِهِ بالطَّبَرْزِينَ لِيَقُومَ فَأَبَى فَـ أَدْخَلُوا مَحَاجِنَ لَهُمْ فِي مَرَاقِّهِ فَبَزَغُوهُ بِهَا لِيَقُومَ فَأَبَى، فَــ وَجَّهُوهُ رَاجِعًا إلَى الْيَمَنِ، فَقَامَ يُهَرْوِلُ، وَ وَجَّهُوهُ إلَى الشَّامِ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَ وَجَّهُوهُ إلَى الْمَشْرِقِ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ..... وَ وَجَّهُوهُ إلَى مَكَّةَ فَبَرَكَ؛ فـ إذا وَجَّهُوهُ إِلَى مَكَّةَ سَقَطَ إِلَى الْأَرْضِ؛ وألقى جرانه إلى الأرض وجعل يعج عجا. *ــــــــــــــــــ* و في رواية يونس بن بكير عن ابن إسحاق :" أن الفيل لما ربض جعلوا يقسمون له بالله أنهم رادوه إلى اليمن فـ يحرك لهم أذنيه -كأنه يأخذ عليهم بذلك عهدا- فإذا أقسموا عليه قام يهرول ... فــ يردوه إلى مكة فيربض، فـ يحلفون له فيحرك أذنيه كالمؤكد عليهم القسم، ففعلوا ذلك مرارا...".. وفي معاني القرآن للزجاج :" أن دوابهم لم تسر نحو البيت، فإذا عطفوها راجعين سارت، فوعظهم الله تعالى بأبلغ موعظة. فــ أقوموا على قصد أن يخربوا البيت فلم يزالوا يعالجون الفيل حتى غشيهم الليل..."... و في رواية يونس عن ابن إسحاق : أنهم استشعروا العذاب في تلك الليلة، لأنهم نظروا إلى النجوم كالحة إليهم -تكاد تكلمهم من اقترابها منهم-، فلما كان السَحر أرسل الله الطير الأبابيل. |
[ ٥. ] الجزء الخامس :" إهلاك أصحاب الفيل ". يليه بإذنه سبحانه وتعالى: [ ٥. ] الجزء الخامس مِن: „ قصة إهلاك أصحاب الفيل ‟.. السبت : 7 ذو الحجة 1439هـ ~ 18 أغسطس 2018م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ ـــ ـ اضافة : ينبغي أن يكون هناك ربط بين ما حدث لـ أبرهة بن الصباح الأشرم .. وقصته في رغبته هدم الكعبة المشرفة حين بنى كنيسة القليس بصنعاء وإهلاك جيشه وفيله ... أقول .. ينبغي أن يكون هناك ربط.. وبين ما حدث في يوم ٢١ من أغسطس عام ١٩٦٩م يوم دخل الإسترالي دينيس مايكل روهان من باب الغوانمة فاشعل النيران في المصلى القبلي بالجناح الشرقي الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى ..فـ حرق : - محراب زكريا و - واجهات المسجد و - سقفه و - السجاد العجمي الفاخر و - زخارف ثمينة و - مصاحف ذات قيمة تاريخية و - اثاث . . . . .ك ما حُرق تماما - المنبر الذي أمر نور الدين زنكي بإعداده . . . وأحضره من حلب صلاح الدين الأيوبي (الكردي) بمناسبة تحرير القدس الشريف (أولى القبلتين . . . ومسرى رسول الإسلام النبي محمد بن عبدالله -عليه الصلاة والسلام- ومعراجه . . . وثالث الحرمين) من أيدي الصليبيين عام ١١٨٧م... أقول:" ينبغي الربط المحكم بينهما وإلقاء أضواء على هذه المناسبة المؤلمة . . . خاصة ان بن غوريون قال : لا معنى لإسرائيل بدون القدس . . . ولا معنى للقدس بدون الهيكل. . جاء في [صحيح البخاري؛كتاب أحاديث الأنبياء؛ باب قول الله تعالى :" واتخذ الله إبراهيم خليلا" ؛ ([ ص: 1232 ]) « حديث رقم ( 3186) ] حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَاذَرٍّ (الغفاري)-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ قُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ ؟". قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ». قَالَ قُلْتُ: " ثُمَّ أَيٌّ !!؟". قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى» . قُلْتُ: " كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا!!؟". قَالَ: « أَرْبَعُونَ سَنَةً »... ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ » قراءه وراجعه.. ثم كتبه : محمدفخر الدين بن إبراهيم الرمادي السبت 18 أغسطس 2018... بعد مرور 49 سنة على حادثة حرق المسجد الأقصى ... الموافق : 7 ذو الحجة 1439هـ |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية |
الجزء الخامس مِن: „ قصة إهلاك أصحاب الفيل ‟. [ ٥ . ] الجزء الخامس ثم جاءت حتى صفت على رؤوسهم، فلما رأوها أشفقوا منها وسقط في أيديهم، فصاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها، فما من حجر وقع مِن: „ قصة إهلاك أصحاب الفيل ‟. [ ٤. ٩ . ] وَنَظَرَ أَهْلُ مَكَّةَ بِالطَّيْرِ قَدْ أَقْبَلَتْ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَحْرِ؛ فَـ قَالَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ: " إِنَّ هَذِهِ الطَّيْرَ غَرِيبَةٌ بِأَرْضِنَا، وَمَا هِيَ بِنَجْدِيَّةٍ وَلَا تِهَامِيَّةٍ وَلَا حِجَازِيَّةٍ "؛ وَ إِنَّهَا أَشْبَاهُ الْيَعَاسِيبِ. وَكَانَ فِي مَنَاقِيرِهَا وَأَرْجُلِهَا حِجَارَةٌ؛ فَلَمَّا أَطَلَّتْ عَلَى الْقَوْمِ أَلْقَتْهَا عَلَيْهِمْ، حَتَّى هَلَكُوا . قَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ : "جَاءَتِ الطَّيْرُ عَشِيَّةً؛ فَبَاتَتْ ثُمَّ صَبَّحَتْهُمْ بِالْغَدَاةِ فَرَمَتْهُمْ. " وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: " فِي مَنَاقِيرِهَا حَصًى كَحَصَى الْخَذْفِ، أَمَامَ كُلِّ فِرْقَةٍ : طَائِرٌ يَقُودُهَا، أَحْمَرُ الْمِنْقَارِ، أَسْوَدُ الرَّأْسِ، طَوِيلُ الْعُنُقِ!!؟. فَـ لَمَّا جَاءَتْ عَسْكَرَ الْقَوْمِ وَتَوَافَتْ، أَهَالَتْ مَا فِي مَنَاقِيرِهَا عَلَى مَنْ تَحْتَهَا، مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ حَجَرٍ اسْمُ صَاحِبِهِ الْمَقْتُولِ بِهِ!!؟. وَقِيلَ : " وَانَ عَلَى كُلِّ حَجَرٍ مَكْتُوبٌ: مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ نَجَا، وَ مَنْ عَصَاهُ غَوَى. ثُمَّ انْصَاعَتْ رَاجِعَةً مِنْ حَيْثُ جَاءَتْ. "!!؟ وَقَالَ الْعَوْفِيُّ: " سَأَلْتُ عَنْهَا أَبَاسَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ... فَقَالَ: "حَمَامُ مَكَّةَ مِنْهَا.!!؟ " وَقِيلَ : " كَانَ يَقَعُ الْحَجَرُ عَلَى بَيْضَةِ أَحَدِهِمْ فَيَخْرِقُهَا، وَيَقَعُ فِي دِمَاغِهِ، وَيَخْرِقُ الْفِيلَ وَالدَّابَّةَ ". وَ " يَغِيبُ الْحَجَرُ فِي الْأَرْضِ مِنْ شِدَّةِ وَقْعِهِ. " وَ " كَانَ أَصْحَابُ الْفِيلِ سِتِّينَ [60,000] أَلْفًا، لَمْ يَرْجِعْ مِنْهُمْ إِلَّا أَمِيرُهُمْ، رَجَعَ وَمَعَهُ شِرْذِمَةٌ لَطِيفَةٌ. فَلَمَّا أَخْبَرُوا بِمَا رَأَوْا هَلَكُوا ". فَأَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ مِنْ الْبَحْرِ أَمْثَالَ الْخَطَاطِيفِ وَالْبَلَسَانِ، مَعَ كُلِّ طَائِرٍ مِنْهَا ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ يَحْمِلُهَا: حَجَرٌ فِي مِنْقَارِهِ، وَ حَجَرَانِ فِي رِجْلَيْهِ؛ فَقَذَفَتْهُمْ بِهَا وَهِيَ أَمْثَالُ الْحِمَّصِ وَالْعَدَسِ. على جنب رجل إلا خرج من الجنب الآخر، وإن وقع فَخَرَجُوا يَتَسَاقَطُونَ بِكُلِّ طَرِيقٍ، وَيَهْلِكُونَ بِكُلِّ مَهْلِكٍ عَلَى كُلِّ مَنْهَلٍ ،على رأسه خرج من دبره ولا تصيب شيئا إلاهشمته وإلا سقط ذلك الموضع. فــ كان أول ما رئي الجدري والحصبة، وبعث الله تعالى ريحا شديدة فضربت بأرجلها فزادتها قوة.]. لَا تُصِيبُ مِنْهُمْ أَحَدًا إلَّا هَلَكَ، وَلَيْسَ كُلُّهُمْ أَصَابَتْ . قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى: " وليس كلهم أصيب. وخرجوا وَخَرَجُوا هَارِبِينَ يَبْتَدِرُونَ الطَّرِيقَ الَّذِي مِنْهُ جَاءُوا، وَيَسْأَلُونَ عَنْ نُفَيْلِ بْنِ حَبِيبٍ لِيَدُلّهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ إلَى الْيَمَنِ، فَـ قَالَ نُفَيْلٌ حِينَ رَأَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِمْ مِنْ نِقْمَتِهِ: أَيْنَ الْمَفَرُّ وَالْإِلَهُ الطَّالِبُ *وَالْأَشْرَمُ الْمَغْلُوبُ [ابن الأثير؛ الكامل:" غَيْرُ "] لَيْسَ الْغَالِبُ قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : قَوْلُهُ : لَيْسَ الْغَالِبُ عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ. وروى أبو نعيم عن عطاء بن يسار قال: " حدثني من كلم قائد الفيل وسائسه قال: " إنهما أخبراني خبر الفيل". قالا: " أقبلنا ومعنا فيل الملك الأكبر لم يسر به قط إلى جمع إلا هزمهم، فلما دنونا من الحرم جعلنا كلما نوجهه إلى الحرم يربض، فتارة نضربه فيهبط وتارة نضربه حتى نمل ثم نتركه. فـ لما بلغ المغمس ربض فلم يقم فطلع العذاب، فقلت: " نجا غيركما ؟"؛ : " نعم ليس كلهم أصابهم العذاب. |
وَأُصِيبَ أَبْرَهَةُ.. [٤. ١٠. ] وَأُصِيبَ أَبْرَهَةُ فِي جَسَدِهِ.. يقول ابن الأثير؛ في الكامل: " فَسَقَطَتْ أَعْضَاؤُهُ عُضْوًا عُضْوًا، حَتَّى قَدِمُوا بِهِ صَنْعَاءَ وَهُوَ مِثْلُ الْفَرْخِ، فَمَا مَاتَ حَتَّى انْصَدَعَ صَدْرُهُ عَنْ قَلْبِهِ، وَخَرَجُوا بِهِ مَعَهُمْ تَسْقُطُ (أَنَامِلُهُ) [منه] أُنْمُلَةً أُنْمُلَةً، كُلَّمَا سَقَطَتْ أُنْمُلَةٌ أَتْبَعَتْهَا مِنْهُ مِدَّةٌ تَمُثُّ قَيْحًا وَدَمًا، حَتَّى قَدِمُوا بِهِ صَنْعَاءَ وَهُوَ مِثْلُ فَرْخِ الطَّائِرِ، فَمَا مَاتَ حَتَّى انْصَدَعَ صَدْرُهُ عَنْ قَلْبِهِ، -فِيمَا يَزْعُمُونَ -.. و ولى أبرهة ومن تبعه يريد بلاده، فكلما دخل أرضاً وقع منه عضو حتى انتهى إلى بلاد "خثعم" وليس عليه غير رأسه فمات. وأفلت وزيره وطائره يتبعه حتى وصل إلى النجاشي فأخبره بما جرى للقوم، فلما فرغ رماه الطير بحجره فمات بين يدي الملك. وروى سعيد بن منصور عن عكرمة : " أن رؤوس هذه الطيور مثل رؤوس السباع لم تر قبل ذلك ولا بعده، فأثرت في جلودهم فإنه لأول ما رئي الجدري. وروي أيضا عن عبيد بن عمير : " أنها كالخطاطيف بلق. وروى عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: " دعا الله تعالى الطير الأبابيل فأعطاها حجارة سودا عليها الطين، فلما حاذتهم صفت عليهم ثم رمتهم، فما بقي منهم أحد إلا أخذته الحكة فكان لا يحك إنسان منهم جلده إلا تساقط لحمه. وروى الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير: " أنها خرجت من قبل البحر كأنها رجال الهند معها حجارة أمثال الإبل البوارك، وأصغرها مثل رؤوس الرجال، لا تريد أحدا منهم إلا أصابته ولا أصابته إلا قتلته. والأبابيل: المتتابعة. وروى أبو نعيم عن نوفل بن معاوية الديلي -رضي الله تعالى عنه- قال: " رأيت الحصى التي رمي بها أصحاب الفيل، حصى مثل الحمص وأكبر من العدس حمر مختمة كأنها جزع ظفار. وروي أيضا عن حكيم بن حزام -رضي الله تعالى عنه- قال: " كانت في المقدار بين الحمصة والعدسة حصى به نضح أحمر مختم كالجزع. |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية [٤. ١١ . ] عند ابن الأثير؛ الكامل:" وَأَرْسَلَ اللَّهُ [سبحانه وتعالى] سَيْلًا [عظيما] [فاحتمل جثث الحبشة و] أَلْقَاهُمْ فِي الْبَحْرِ وَخَرَجَ مَنْ سَلِمَ مَعَ أَبْرَهَةَ هَارِبًا يَبْتَدِرُونَ "]؛ لَمَّا رَدَّ اللَّهُ الْحَبَشَةَ عَنِ الْكَعْبَةِ وَأَصَابَهُمْ مَا أَصَابَهُمْ ثُمَّ مَاتَ يَكْسُومُ وَمَلَكَ بَعْدَهُ أَخُوهُ مَسْرُوقٌ. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : :" حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ أَنَّهُ حُدِّثَ : أَنَّ أَوَّلَ مَا رُئِيَتْ الْحَصْبَةُ وَالْجُدَرِيُّ بِأَرْضِ الْعَرَبِ ذَلِكَ الْعَامَ، وَأَنَّهُ أَوَّلُ مَا رُئِيَ بِهَا مَرَائِرُ الشَّجَرِ الْحَرْمَلِ وَالْحَنْظَلِ وَالْعُشَرِ ذَلِكَ الْعَامَ. |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية [٤. ١٢ . ] وَلَمَّا أَهْلَكَ اللَّهُ الْحَبَشَةَ، وَعَادَ مَلِكُهُمْ وَمَعَهُ مَنْ سَلِمَ مِنْهُمْ، وَ نَزَلَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ مِنَ الْغَدِ [لما أصبح] إِلَيْهِمْ لِيَنْظُرَ مَا يَصْنَعُونَ وَمَعَهُ أَبُو مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ لَمْ يَسْمَعَا حِسًّا، فَدَخَلَا مُعَسْكَرَهُمْ فَرَأَيَا الْقَوْمَ هَلْكَى، فـ قال له أبو مسعود: انظر نحو البحر. قال: أرى طيرا بيضا. فـ قال: ارمقها ببصرك أين قرارها ؟ قال: قد دارت فوق رؤوسنا. قال: هل تعرفها ؟ قال: لا. قال: ما هي بنجدية ولا تهامية ولا يمانية ولا شامية وإنها لطير بأرضنا غير مؤنسة. قال: ما قدرها ؟ قال: أمثلا اليعاسيب في مناقيرها الحصى كحصى الخذف وهي أبابيل يتبع بعضها بعضا، أمام كل فرقة منها طائر يقودها أحمر المنقار أسود الرأس طويل العنق، حتى إذا جازت عسكر القوم ركدت فوق رؤوسهم. فـ قال أبو مسعود: لأمر ما هو كائن. ثم إن عبدالمطلب أرسل ابنا له على فرس له سريع لينظر ما جرى للقوم فذهب الفرس نحوهم فرآهم مشدخين جميعا فرجع يرفع فرسه كاشفا عن فخذه فـ لما رأى ذلك عبدالمطلب قال: إن ابني لأفرس العرب وما كشف عن عورته إلا بشيرا أو نذيرا. فـ لما دنا منهما قالا له: ما وراءك ؟ قال: هلكوا جميعا. فـ انحطا من الجبل ربوة أو ربوتين فلم يؤنسا أحدا، فـ لما دنيا من المعسكر وجدا القوم خامدين، فـ عمد عبدالمطلب وأخذ فأسا وحفر حتى أعمق في الأرض فَـ احْتَفَرَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ حُفْرَتَيْنِ مَلْأَهُمَا ذَهَبًا وَجَوْهَرًا لَهُ وَلِأَبِي مَسْعُودٍ؛ و جلس كل واحد على حفرته، وَ نَادَى عبدالمطلب فِي النَّاسِ، فَـ تَرَاجَعُوا فَأَصَابُوا من ذلك ما ضاقوا به ذرعا مِنْ فَضْلِهِمَا شَيْئًا كَثِيرًا، و ازداد عبدالمطلب عظما لعدم خروجه من مكة. فَـ بَقِيَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ فِي غِنًى مِنْ ذَلِكَ الْمَالِ حَتَّى مَاتَ. يتبع بإذنه تعالى.. الخميس.. ثاني أيام التشريق .. 12 ذو الحجة 1439هـ ~ 23 أغسطس 2018م |
ملاحظة يتبعها رجاء.. لاحظ القارئ الكريم.. والقارئة العزيزة .. أنني أطلت النفس كثيرا في سرد وقائع قصة هلاك أصحاب الفيل ... وهذا يعود لأهمية هذه القضية .. وأذكر على سبيل المثال وليس الحصر: 1.] أن قصة هلاك أصحاب الفيل وردت في القرآن الكريم ونطق به الذكر الحكيم كــ : سورة مستقلة بذاتها .. كاملها .. 2.] آحدى ارهاصات ومقدمات مولد خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين صلى الله عليه وآله وسلم .. ولعلي في استدراكاتي المتعلقة بهذا المجلد الأول [مبشرات ما قبل الميلاد السعيد.. أحداث ما قبل البعثة(*)] أعود لدراستها دراسة تشريعية وفقهية والدروس المستفادة منها ... ولعلي اسرع المسير فما زال أمامي البحث طويل والله -تعالى في علاه وتقدست اسماه هو المعين .. فمنه ال سداد والتوفيق .. وهو على كل شيء قدير وبالإجابة قدير فنعم المولى ونعم النصير .. رجاء: ارجو من القارئ الكريم .. والقارئة العزيزة ... متابعتي بصورة إيجابية وتنبيهي لما اقع فيه من أخطاء غير مقصودة أو سهو أو نسيان ... أخوكم: محمدفخر الدين عيد سعيد عليكم جميعاً.. ومبارك لكم وأكمل في الحلقة القادمة [ ٢١. ] القسم الواحد والعشرون: *-----------------------* (*) تكلمت في عدة خطب منبرية عن ضورة الإجابة الواضحة التفصيلية على ثلاثة أسئلة : 1.] هل تعرف حقا وصدقا وعدلا الإله الذي تعبده !!. حتى يتسنى لك تمام الطاعة وحسن العبادة .. 2.] هل تعرف حقا وصدقا وعدلا النبي الذي تتبعه وتسير خلفه !!. حتى يتسنى لك أن تجعله قدوتك واسوتك في الحياة الدنيا .. 3.] هل تعرف صدقا وحقا وعدلا آيات الأحكام المتعلقة بسلوكك وحياتك ويومك !! حتى يتسنى لك .. أن تكون مسلما.. مؤمنا كما أراد ربك تعالى وكما علمك رسولك عليه السلام ... |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية |
مباحث طفولة النسمة المباركة! [ ٢١. ] القسم الواحد والعشرون: المبحث الثالث والثلاثون [٣٣] الطفولة المبكرة (*) مباحث طفولة النسمة المباركة ــــــ نَسَمَةٌ مُبَارَكَةٌ( ).ـــــــــــ طفولة وتنشأة محمد ـــــــــ.] 1.] : " ـــــــــ طفولته المبكرة ـــــــــ مقدمات مجئ خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين -صلوات الله وسلامه عليه وآله- : ١.] واكبت الخليقة منذ نشأتها من عهد أبي البشرية جمعاء أبينا آدم -عليه السلام-؛ وما ٢.] ثبت من آية ميثاق الأنبياء؛ و ٣.] دعاء الخليل إبراهيم أبي الأنبياء؛ و ٤.] بشرى عيسى ابن مريم: كلمة الله وروح منه؛ -عليهم صلوات الله تعالى وسلامه وبركاته- و ٥.] مرافقة الإرهاصات التمهيدية لمسألة زواج عبدالله بن عبدالطلب بآمنة بنت وهب .. وقد تكلم فيها علماء السير؛ و ٦.] مقدمات الحمل و ٧.] الوضع و ٨.] أخبار الميلاد. – بفضل من الله تعالى وعون وتوفيق؛ وقد يكون لي لها عودة في الإستدراكات؛ إن شاء الله تعالى- وقد تحدثتْ عنها كتب السيرة.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ اليوم نبدء مرحلة جديدة حين نريد الحديث عن: ١.] السيرة النبوية .. ونتكلم عن ٢.] طفولة محمد بن عبدالله.. و ٣.] نشأته .. و ٤.] شبابه ثم ٥.] زواجه من خديجة بنت خويلد.. و ٦.] أحداث ما قبل البعثة.. و ٧.] قبيل نزول الرسالة.. وهذه المرحلة العُمرية أستغرقت من عمر الزمان ما يقارب من أربعين [٤٠] سنة.. فلنبدء معاً الرحلة.. 1 . 1 .] المطلب الأول: " ـــــــــ طفولة اليتيم المبكرة(!) - محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ـــــــــ سنتكلم عن أبرز الأحداث التي كانت في طفولة النبي [ﷺ] من ولادته، و قلتُ مِن قبل: كيف أن الله -سبحانه وتعالى- قيض الأحداث التي ركز فيها على مكان مولده وسنة ولادته، وكيف كان الغلام مباركاً لمبدأ أمره كما دلت على ذلك قصة السعدية حليمة، وكيف أن الله رعىٰ نبيه من الصغر وحفظه.. ورعاه رعاية إلهية وعناية ربانية.. وسنتحدث عن حادثة شق الصدر -في موضعها؛ إن شاء الله تعالى- لإعداده للمستقبلٍ .. ليس فقط مستقبله هو كإنسان بل مستقبل البشرية جمعاء إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، ونزع من قلبه حظ الشيطان منه، وكيف أن النبي [ﷺ] صار في كفالة جده بعد وفاة أمه؛ ثم مِن بعد في حضانة عمه. بيد أن بعض الأخبار التي ذكرت من قبل وسنورد بعضا منها لاحقاً شابها الضعف أو جهالة الراوي؛ وإن سُطرت في العديد من المصادر والمراجع وسأخرجها -بإذنه تعالى-لكن لقناعة مني أنه يجب تنقية كتب التراث؛ خاصة المتعلقة بالسيرة النبوية.. ومِن بعد السنة المحمدية -خاصة أحاديث الأحكام- لِما علق بها مِن أخبار يعلوها ضعف أو يدنو منها دس ويتناقلها الناس دون مراجعة أو تخريج أو تحقيق أو تدقيق.. ونستمع خاصةً لأقوال أهل العلم؛ وأرباب صناعة الحديث.. وانتشار هذه الموجة من أقوال تنسب لحضرته -عليه السلام- تعود في المقام اول لتراجع المؤسسات الدينية عن دورها المنوط بها .. وهذا يعود إما لحالة الضعف الشديد التي طرأت على أذهان المسلمين في فهم الإسلام؛ أو التساهل في النقل دون مرعاة قواعد التحديث. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وهذه السلسلة من البحوث –والحمد لله أولا وآخرا ومقبلا وغاديا أن وفقني لما يحبه ويرضاه؛ خاصة الشكر موصول لجدتي لأبي؛ منذنعومة أظفاري إذ تمرغت في تراب كعبها حين ذهابها لدرس الشيخ "أحمد" بمسجد "الراوي" بعدصلاة العصر من كل يوم.. إلى أن اقعدها خالقها طريحة الفراش؛ ثم صعدت روحها الطاهرة إلى منشئها – فـــ هذه السلسلة من البحوث تسلِّط الأضواء على المراحل الأولىٰ المبكرة مِن حياة النبي [ﷺ]: فـ قد تحدثتُ مِن قَبل عن رضاعته وانتقاله إلى بني سعد -فلا داعي للإعادة-، وسنتكلم عن : *.] وفاة أمه، ثم *.] انتقال كفالته إلى جده ومن ثم *.] إلى عمه، متضمنة لقصته مع *.] الراهب بحيرا، وفوائدها، وما شابها من سوء فهم أو فهم مغلوط مقصود للإساءة لصاحب الشريعة الخاتمة.. وهذه ستأتي في مجلد الشبهات..-فمن الله تعالى التوفيق والهداية وحسن الرعاية- و *.] مشاركته [ﷺ] في حلف الفضول. فهذه المادة من البحوث تتميز بوفرة الأدلة، مع النظر إلى جانب العظة والعبرة في الأحداث والوقائع. وأذكر –بنور هداية توفيق الله تعالى لي-أنه جاء في صفة مولده [ﷺ] أخبار فيها الضعيف والموضوع.. وينبغي لأتباعه ومَن يقتدي به ومَن يسير على هداه ويلتزم طريقته ويطبق منهجه ومحبي الرسول أن يعرضوا عن ما ذكره الجهال يوم مولده.. فحاشا لله أن يربط الحــبـــيــب المصطفى ومولده بمثل هذه الخرافات(!)؛ ومن ذلك أنه حين ولدته أمه *.] اعتمد على يده رافعا رأسه إلى السماء، وأنه [ﷺ] *.] ولد مختونا مسرورا ( أي مقطوع السرة)، وأن *.] هواتف من الجان بشرت أمه ليلة مولده، و *.] انتكاس بعض الأصنام و *.] ارتجاج إيوان كسرى و *.] سقوط شرفاته، و *.] خمود نيران المجوس و *.] غيض بحيرة ساوة، و *.] إخبار اليهود بليلة مولده.". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ أقول (الرمادي) :" لا اقفل الباب ولا أغلق الشباك لحديث أو نقاش علمي أو مراجعة مع تحقيق وتدقيق لمن يرى من السادة القراء خلاف ما قد توصلتُ إليه.. فإني أميل لفتح باب حوار بناء نستفيد منه جميعاً .. *------------------------------------------------* 15 ذو الحجة 1439 هـ ~ 29 أغسطس 2018م ** |
:".. تُنَاغِي الْقَمَرَ .. ". ـــــــ طفولته المبكرة في بيت « „آمنةبنت وهب‟ » -الأرملة الشابة- 1 . 1 . 1 ]: المطلب الثاني:".. تُنَاغِي الْقَمَرَ .. ". ومن مِلح ما روي عن طفولته المبكرة وليس من متين العلم ما ذكره : 1.] ابن كثير في البداية؛ و 2.] ابن عساكر في تاريخ دمشق؛ و 3.] البيهقي في دلائل النبوة فقد: " قَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ: عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ قَالَ : „ قُلْتُ : يَارَسُولَ اللَّهِ !؛ دَعَانِي إِلَى الدُّخُولِ فِي دِينِكَ، أَمَارَةٌ لِنُبُوَّتِكَ : رَأَيْتُكَ فِي الْمَهْدِ تُنَاغِي الْقَمَرَ ، وَ تُشِيرُ إِلَيْهِ بِأُصْبُعِكَ.. فَحَيْثُ أَشَرْتَ إِلَيْهِ مَالَ . قَالَ : إِنِّي كُنْتُ أُحَدِّثُهُ وَيُحَدِّثُنِي وَيُلْهِينِي عَنِ الْبُكَاءِ ، وَ أَسْمَعُ وَجْبَتَهُ حِينَ يَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ‟. - ثُمَّ قَالَ : تَفَرَّدَ بِهِ اللَّيْثِيُّ وَهُوَ مَجْهُولٌ . . - وقال أبو عثمان الصابوني: هذا حديث غريب الإسناد والمتن. و - قال البيهقي: تفرد به أحمد إبراهيم الحيلى وهو مجهول. و - قال ابن أبى حاتم في الحلبي: " لا أعرفه وأحاديثه باطلة موضوعة كلها ليس لها أصول”. و - قال ابن حجر سنده واهٍ جدًا. ( ). وعليه فهذا الخبر لا يعتبر.. و لا يؤخذ به . أما :" المناغاة" : المحادثة. و ناغت الأم صبيها :" لاطفته وشاغلته بالمحادثة والملاعبة ". ثم أكملُ ما حدث في المهد.... |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية |
كلامه صلى الله عليه وسلم 1 . 1 . 2. .]" كلامه صلى الله عليه وسلم في المهد( ). قال الحافظ ابو الفضل بن حجر في شرح البخاري :" في سير الواقدي: أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم اوائل ما ولد.. وذكر ابن سبع في الخصائص ان مهده كان يتحرك بتحريك الملائكة .. وأن أول كلام تكلم به أن قال : " الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ". *---------------------------------------------* فائدة: تكلم في المهد جماعة نُظم أسماءهم صاحب كتاب قلائد الفوائد وشرائد الفرائد؛ عبدالرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي ( جلال الدين السيوطي ) فقال: تكلم في المهد النبي محمد * * وموسى وعيسى والخليل ومريم ومبرئ جريج ثم شاهد يوسف * * وطفل لدى الأخدود يرويه مسلم وطفل عليه مر بالأمة التي * * يقال لها تزني ولا تتكلم وماشطة في عهد فرعون طفلها * * وفي زمن الهادي المبارك يختم والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. |
ـــــــــ طفولته المبكرة ـــــــــ [٢٢ .] القسم الثاني والعشرون: ـــــــــ طفولته المبكرة ـــــــــ تعايشنا الجزء الأول من المرحلة المكية.. وهي تبدء من مرحلة الميلاد ففترة رضاعته وسنتعايش زمن طفولته المبكرة.. فصباه..وتنشأته.. وشبابه.. وبلوغه مبلغ الرجال.. وزواجه من السيدة الجليلة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- وسأتعرض إلى الأحداث التي تمت في هذه الفترة العُمرية وحتى قبيل البعثة؛ ثم نزول الرسالة الخاتمة.. وهذه السنون تقترب من الأربعين عاما..وأثْبتُ خمس بركات جليلات واضحات ظهرت علاماتها للسعدية الحليمة منذ اللحظة الأولى لرضاعتها المصطفى المجتبى والــحــبــيــب المرتضى المحتبى وزمن إقامته في ديار بني سعد في بحثي :« البركة بقدوم الرضيع أرض بني سعد.. ومرضعاته » ثم نسعى لنتواجد مع الرسول الأعظم والنبي الأكرم- صلى الله عليه وآله وسلم - وسوف نتعايش الجزء الثاني من المرحلة المكية أي منذبدء نزول الوحي بواسطة أمين السماء جبريل -عليه السلام- ومجئ الرسالة الخاتمة ومرحلة التبيلغ وسنلقي نظرة على الآيات القرآنية النورانية المتعلقة بالطريقة المحمدية والكيفية المصطفوية لهذه المرحلة بجزئياتها وحتى الهجرة المصطفوية إلى يثرب المدينة المنورة.. واستغرقت هذه المرحلة من عمر الزمان ثلاثة عشر سنة.. وهذه المرحلة المكية بجزئياتها وتشابك مفاصلها استغرقت من عمر الزمان ما يقرب من ثلاثة وخمسين عاماً.. ثم الحديث عن المرحلة المدنية وهي ذات أحداث كبار .. وقيام المجتمع الإيماني كنواة للكيان الإسلامي.. ثم الحديث عن مرضه عليه الصلاة والسلام ومن ثم إنتقاله إلى الرفيق الأعلى.. وفي خطة بحثي سأرفق ملاحق.. منها ما هو متعلق بـ «الشخصيات المحورية» في السيرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام.. وملحق آخر أنبه فيه عن «ما شاع من السيرة على ألسن الناس ولم يصح».. وثالث الملاحق : خرائط تبين الأحداث والأماكن التي مرت بالسيرة النبوية كما سأسعى - ومن الله تعالى الهداية والعون والتوفيق - لتأريخ الأحداث باليوم والشهر والسنة -في حال تمكني من ذلك؛ واطمئننتُ لهذا التقسيم- وأبدء بالتقويم ما قبل الهجرة ثم أكمل مبتدأ بالهجرة الشريفة ويرافقهما معاً -ما قبل الهجرة وما يليها- التقويم الميلادي؛ رغم أن التقويم الميلادي به أربعة أعوام مفارقة.. « مدخل لطفولة الرضيع: ‚‚ محمد ’’ المبكرة » باستقراء المصادر الأصلية المعتمدة والمتوفرة وبمراجعة ما كتب حول طفولة ‚‚ محمد ’’ المبكرة يجد المتابع والباحث: 1 . ] شُحا في الأخبار والمعلومات التي تتحدث عن هذه المرحلة الطفولية المبكرة في حياته - ﷺ -..مع تردد أسماء شخصيات محورية لعبت دوراً ما.. وتجد الكثرة من الروايات الضعيفة أو التي لم تصح.. ويتناولها وعاظ لا يملكون ملكة التحقيق وأداة التدقيق فيسمعها العامة ويصدقونها.. 2 . ] أدخل القصاصون حكايات لا سند لها؛ وتندرج تحت الضعيف.. 3 . ] توجد عدة مأخذ على ما كتب ونشر؛ من هذه المأخذ ترى مخالفات عقدية؛ ومنها ما يخل بالتعظيم والتبجيل والتكريم لشخص الرسول.. 4. ] في بعض الروايات التي ذكرها الكثير من السادة العلماء اعتمدوا على قاعدة مفادها :" التساهل فيما ليس هو من الأحكام العملية المتعلقة بافعال الإنسان اليومية والحياتية، وهذا جانب؛ والجانب الآخر: التساهل بما هو ليس من أركان العقيدة والإيمان.. فيتم وضعه بين سطور مؤلفاتهم ". وينبغي التنبيه على هذه المسائل. |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية [ ٢٢ . ١. ] : و سأذكر -بمشيئة الله جلَّ وعلا وبتوفيقه وعونه - بالتحديد مسائل.. وما لم أذكره مما يوجد وسطر في بطون الكتب سأتعرض له في ملحق تحت عنوان « ما شاع على ألسن الناس من أخبار؛ ولم تصح ». فمن هذه المسائل: [ ١. ] لما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] أربع سنوات، أتاه ملكان فشقَّا صدره وغسلا قلبه، ثم أعاداه [1] . [ ٢. ] ولما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] ست سنوات، ماتت أمه بالأبواء بين مكة والمدينة، فكفله جدُّه عبدالمطلب [2]. [ ٣. ] ولما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] ثماني سنوات، توفِّي جده عبدالمطلب، وكفله عمه أبو طالب. [ ٤. ] ولما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] الثانية عشرة، خرج به عمه أبو طالب إلى الشام، فلما بلغوا بصرى، رآه بحيرى الراهب، فتحقق فيه صفات النبوة، فأمر عمَّه بردِّه، فرجع [3]. [ ٥. ] ولما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] الخامسة عشرة، كانت حرب الفِجَار بين قريش وهوازن [4]. [ ٦. ] ثم شهد [صلى الله عليه وآله وسلم] حِلفَ الفضول لنصرة المظلوم [5]. [ ٧. ] ولما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] الخامسة والعشرين، تزوَّج السيدة الجليلة خديجةَ بنت خويلد - رضي الله عنها- [6] . (ولكاتب هذه السطور بحث كامل عن هذه السيدة الجليلة) [ ٨. ] ولما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] الخامسة والثلاثين، اختلفتْ قريش فيمن يضع الحجرَ الأسود مكانه، فحكم بينهم [7]. [ ٩. ] ولما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] الثامنة والثلاثين، ترادفت عليه علامات نبوته، وتحدَّثَ بها الرهبان والكهان [8]. [ ١٠. ] ولما بلغ [صلى الله عليه وآله وسلم] التاسعة والثلاثين، حُبِّب إليه الخلوة، فكان يخلو بغار حراء شهرَ رمضان يتحنث فيه [9]. [ ١١. ] وقبل مبعثه [صلى الله عليه وآله وسلم] بستة أشهر كان وحيه منامًا، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءتْ مثل فلق الصبح [10]. *--------------------------* نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَيُوَفِّقَنَا لِلسَّدَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية |
أول لقاء مع « السعدية حليمة.. مرضعته» [٢٣. ] القسم الثالث والعشرون: مدخل إلى أول لقاء مع «السعدية حليمة..مرضعته » [ ٥٢ ق. هـ ~ ٥٧١ م] يبدء تواجد الرضيع السعيد في ديار « بني سعد »مع مرضعته « السعدية حليمة » من العام [٥۲] ما قبل الهجرة الشريفة المنيفة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام والتي توافق العام [٥٧١] من الميلاد العجيب المعجز للسيد الجليل كلمةالله وروح منه «عيسى ابن مريم» عليهما السلام.. إذ أن فترة الرضاعة لصاحبة السعادة في الدارين -كما اراد الله جل وعلا-« السعدية » السيدة « حليمة » بدأت من العام [٥۲] قبل الهجرة المصطفوية الشريفة المنيفة المقابل للعام [٥٧١] مِن ميلاد السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام. |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية |
«الرضاعةالسعدية للرضيع محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب.. ابن آمنة بنت وهب» [١٢ربيع الأول ٥۲ ق. هـ - ۲٦ نيسان=أبريل ٥٧١ م] وبالتقريب تبدء «الرضاعةالسعدية للرضيع محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب.. ابن آمنة بنت وهب» في هذا التوقيت.. " :" في "ـــــــــ ديار بني سعد؛ عند أمه من الرضاعة : السعدية «حليمة» قَالَ السُّهَيْلِيّ: وذكر غير [11] ابن إسحق فِي حَدِيثِ الرَّضَاعِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لا يُقْبِلُ إِلَّا عَلَى ثَدْيِهَا الْوَاحِدِ، وَتَعْرِضُ عَلَيْهِ الآخَرَ فَيَأْبَاهُ، كَأَنَّهُ قَدْ أَشْعَرَ أَنَّ مَعَهُ شَرِيكًا فِي لِبَانِهَا،وَكَانَ مَفْطُورًا عَلَى الْعَدْلِ، مَجْبُولا عَلَى جَمِيلِ الْمُشَارَكَةِ وَالْفَضْلِ - صلى الله عليه وآله وسلم -. [12]. وهنا نثبت ملاحظات؛ فلاحظ أيها القارئ الكريم :" [ 1. ] في عام مولده الشريف؛ أقصد عام هلاك أصحاب الفيل :" لما ولد عليه الصلاة والسلام في عام الفيل حدثت المعركة العظيمة بين جنود الله -عز وجل- [مع فارق التشبيه والتمثيل] وبين أبرهة، وانهزم جيشه وولوا الأدبار، وتسامعت العرب في كل أنحاء شبة الجزيرة بل وخارجها بالكارثة العظيمة السماوية التي أصابت أبرهة ولحقت بجيشه، وحجارة تنزل من السماء.. لا شك أنه شيء مستغرب للغاية وعجيب، فاتجهت أنظار العالم إلى المكان الذي حدثت فيه هذه القارعة، وهو مكة، وصارت الأضواء متجهة إلى «مكة» و «الكعبة» و "قريش" في زمن واحد.. أي في عام الفيل، فالله -عز وجل- جعل أنظار الناس تتجه إلى مكة في عام الفيل؛ لأن هناك حدثاً آخر سيتم في هذا العام وهو ولادة النبي عليه الصلاة والسلام. فصارت ولادته في عام الفيل الذي اتجهت أنظار العالم كله إلى مكة بسبب حادثة أبرهة؛ لأن حادثة أبرهة كانت شيئاً فوق الوصف، كانت شيئاً عجيباً، طيرٌ تحملُ حجارةً ترجم أفيالاً عظاماً وتهلك الأفيال ومَن عليها، ولذلك كان شيئاً قضاه الله –تعالى ذكره- لتأتي الأضواء والناس يعظمون الكعبة، وتصبح لقريش مكانة؛ لأن من قريش سيبعث النبي الذي سيدعو قريشاً ويدعو العرب وفي مكة، ولذلك كانت بداية توجيه الأنظار توطئةً لحادثة الفيل لكي يولد النبي -عليه الصلاة والسلام- في ذلك العام، ويحفظ الناس ذلك العام جيداً وكل أحداث العام، وفيه الولادة النبوية، ثم بعد ذلك تأتي حليمة لتأخذه، وتأتي هذه الخيرات والبركات، ويصبح أمره عليه الصلاة والسلام منتشراً منذ صغره، هكذا يسير الله -سبحانه وتعالى- الأحداث لكي تتركز الأذهان، والأنظار تتجه إلى الأحداث المتعلقة بهذا النبي الكريم وتاريخ النبي الكريم منذ ولادته."[13]. وعليه فإن [ 2. ] ولادته عليه الصلاة والسلام ملفتة للنظر، و [ 3 . ] طفولته ملفتة للنظر، فالله -عز وجل- يقيض من الأحداث ما يسلط به الضوء على النبي القادم عليه الصلاة والسلام منذ طفولته كأن هذا الغلام سيكون منقذ البشرية ". ثم ملاحظة : [ 4. ]حال غنم السعدية حليمة وسائر الأغنام في ديار بني سعد . تقول حليمة: لما جئنا بالمولود كان رعاة بني سعد يذهبون كلهم ويرجعون جياعاً، ما وجدوا خيراً ولا كلأ ولا شيئاً، وأغنامي ترجع شباعاً بطاناً حفلاً، أي: شبعانة سمينة، الثدي محمل باللبن. فنحتلب ونشرب، فيقولون: ما شأن غنم الحارث بن عبدالعزى ؟ -وهو زوج حليمة - وغنم حليمة تروح شباعاً حفلاً وتروح غنمكم جياعاً، ويلكم اسرحوا حيث تسرح غنم رعائهم، اجعلوا غنمكم تذهب مع المكان الذي تسرح فيه غنمهم، ربما يصير لكم مثلما حصل لهم، فيسرحون معهم فما تروح إلا جياعاً كما كانت وترجع غنمي كما كانت حفلاً سمانا.".[14]. |
نمو الطفل اليتيم * [ ٥٤ ق. هـ ~ ٥٧٣ م ] " نمو الطفل اليتيم " عامه الثاني : مَضَتْ سَنَتَاهُ وَفَصَلْتُهُ.. فتقول -مرضعته- السعدية حليمة: " وَكَانَ -صلى الله عليه وآله وسلم- يَشِبُّ شَبَابًا لا يَشِبُّهُ الْغِلْمَانُ، يشب في اليوم شباب الغلام في الشهر". فَلَمْ يَبْلُغْ سَنَتَيْهِ حَتَّى كَانَ غُلامًا جَفْرًا "[15]. يعني: ينمو ويزيد في اليوم ما ينموه الغلام العادي في شهر-، ويشب في الشهر شباب السنة".[16]... تكمل السعدية .القول ... ..:" فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ وَنَحْنُ أَحْرَصُ شَيْءٍ عَلَى مُكْثِهِ عِنْدَنَا لِمَا كُنَّا نَرَى مِنْ بَرَكَتِهِ، فَكَلَّمْنَا أُمَّهُ فِي تَرْكِهِ عِنْدَنَا، فَـ أَجَابَتْ . قَالَتْ : فَرَجَعْنَا بِهِ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ بَعْدَ مَقْدِمِنَا بِهِ بِأَشْهُرٍ مَرَّ مَعَ أَخِيهِ فِي بُهْمٍ لَنَا خَلْفَ بُيُوتِنَا. إذاً مكث الطفل محمد في ديار بني سعد ما يقرب من خمس سنوات؛ فـ في مبدأ الخامسة من عمره عادت به السعدية حليمة إلى والدته آمنة في مكة لتكمل رعايته وعنايتها به[17] . ونكمل بعد ذلك بحث حادثة شق الصدر الشريف: ** نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَيُوَفِّقَنَا لِلسَّدَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . Dr. MUHAMMAD ELRAMADY ٧ محرم ١٤٤٠ ~ ١٧ سبتمبر ٢٠١٨ [يتبع بإذنه تعالى ذكره] |
[٢٤. ] حادثة شق الصدر [٢٤. ] القسم الرابع والعشرون: :"حادثة شق الصدر.. هي من أهم أحداث مرحلة طفولته -صلى الله عليه وآله وسلم-: سنتعرض لـ أهم أحداث طفولة محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب.. ابن الزُهرية آمنة بنت وهب.. لما يهمنا من الإستفادة لكيفية تربية وإنشاء جيل يتحمل صعاب الحياة ليكون نافعاً لأمته ومن ثم للبشرية جمعاء.. إذ أننا نفتقد - في هذاالزمان - لمثال صالح يحتذى به وقدوة حسنة.. ومِن أهم تلك الأحداث : [ ١. ]حادث شق الصدر: " ٤٩ ق .هـ ~ ٥٧٥ م" . تمهيد : عند تلقي أو سماع خبر ما؛ توجد طرق مختلفة في التعامل معه من حيث التصديق أو التكذيب أو الإنكار؛ أو قبول جزء أو أجزاء منه؛ أو نشره بقدر المستطاع؛ خاصة حين تتنوع وتزايد وسائل الإعلام والنشر.. وبروز منصات التواصل الإجتماعي، والتي مكنت الكثير من الكتابة.. وهناك مَن يصدق على الفور ما ينشر دون إعمال عقل أو تدبر؛ أو تحقيق وتدقيق ومراجعة علمية ومِن ثم يعمل على نشره وإن كان نص الموضوع فاسد أو باطل.. كــ حديث عائشة والإبرة ونوروجه الرسول.. ويوجد فريق آخر يمحصه ويفكر في متنه ويدقق في سنده ويحقق في مَن رواه؛ ويبحث عن مَن نقله أو تحدث به؛ وهناك فريق يشكك في الخبر على الفور والتو؛ وهناك فريق ينفي وقوع الخبر: إما عناداً وإما إنكاراً.. وإما مكابرة.. والأفكار المسبقة عن الآخر والصورة النمطية عن الغير وفق إيديولوجية متبناه مِن قَبل؛ كما يلاحظ عند البعض تلعب الدور الرئيس في القبول أو الرفض من حيث التعامل مع الخبر الوارد.. وهذا يظهر بوضوح عند الحديث من حيث القبول أو الرفض لـ حادثة شق صدر محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب صلى الله عليه وآله وسلم سواء حدثت في - طفولته المبكرة أو في - صباه أو - عند تبليغه الوحي ونزول عليه الرسالة.. أو - قبيل معراجه. ** |
مدخل لمسألة شق الصدر الشريف! مدخل للمسألة : محمدفخرالدين بن إبراهيم الرماديأصل حادث شق الصدر - دون الزيادات والإضافات والتوضيحات والتفريعات - تجده ثابت في : - صحيح البخاري.. حين خرَّج أحاديث الإسراء بعد تكليفه بالنبوة مقتربا من عامه الخمسين - إذ يوجد ستة أقوال في تحديد ليلة الإسراء؛ سنبحثها في موضعها - و تجد أصل الحادثة في : - صحيح مسلم .. حين خرَّج أحاديث متعلقة بطفولته؛ كما تجد ذلك في: - المسند المستخرج على صحيح مسلم لأبي نعيم الأصبهاني؛ و - عند النووي في شرحه على متن صحيح مسلم؛ وفي : - صحيح ابن حبان؛ وأخبرنا به : - ابن إسحاق في السيرة النبوية؛ ومِن بعده : - ابن هشام؛ ثم - شرح الحادثة السُهيلي في الروض الأُنف.. وعند : - مسند أحمد بن حنبل و - البحر الزخار بمسند البزار.. وتجده في : - الشريعة للآجري.. وعند : - أبي يعلى الموصلي؛ وأيضا عند : - البيهقي في دلائل النبوة؛ وفي : - مستخرج أبي عوانة؛ وفى : - حديث شداد بن أوس عن رجل من بنى عامر، و تجد الحديث هذا عند : - أبى نعيم و - ابن عساكر؛ وقد خرَّج الحديث : - البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة .. وهذا الحديث إسناده ضعيف. ودار " الإفتاء المصرية " كتبت تقول: " لقد شاءت إرادة الله تعالى أن يُشق صدر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم مرتين: - أولاهما وهو صغير دون الخامسة في بادية بني سعد - وهي مسألة البحث هنا -، و - الثانية ليلة الإسراء والمعراج[1] - و هذه ستأتي في موضعها في البحوث إن شاء الله تعالى -... و الإفتاء المصرية أكتفت بذكر مرتين لحادث شق صدره دون التعرض للباقي. **------------------------------------** 08 محرم 1440 هـ ~ 18 سبتمبر 2018م يتبع بإذنه تعالى |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية المشككون: ورغم كل هذا التخريج فقد شكك المستشرقون ومن سار خلفهم من المضبوعين بالثقافة الغربية مِن المسلمين - شككوا - في صحة هذا الخبر.. وتعدى البعض حدوده فوصمه عليه السلام بأنه كانت تنتابه نوبة من الصرع - معاذ الله تعالى وحاشا لله -.. هذا مِن جانب؛ [وبإذنه تعالى سأرد على مثل هذه الخزعبلات في فصل متعلق بالشبهات] و من جانب آخر ومِن السادة أتباع الشيعة مَن وصف هذه الروايات بأنها خرافة: تقرأ ذلك في " أضواء على الصحيحين "؛ لــ محمد صادق النجمي؛ ص: 236 فقال:"... وهذا الحديث هو من الأحاديث الغريبة؛ مع إقرار صاحب"الأضواء" بأن الحادث قد أخرجه البخاري ومسلم(!) في كتابيهما، وتبعهما أكثر المؤرخين". ثم يكمل و "المفسرون اعتمدوا على أحاديث الصحيحين(!)اعتمادا كبيرا، فذكروا هذه الأسطورة في تفاسيرهم ".. ثم يقول النجمي:"القصة تعد من قضايا التاريخ الإسلامي!؟.. ولو فرضنا أنهم -يقصد: أهل البيت -تطرقوا إليها.. فلِمَ لَمْ نر لها أثرا في أحاديثهم الصحيحة التي وصلتنا!؟ ". ثم أكمل النجمي:" وزد على كل ما ذكرناه، ما أقر به العلامة المجلسي - من علماء السادة الشيعة - مِن أن القصة لم تصلنا بسند موثوق ومعتبر. وهذه.. لا أصل ولا حقيقة لها[2] ". أنتهى كلام النجمي.. قلتُ (الرمادي)" سأبحث هذه المسألة في: باب الـ „شبهات”حول السيرة و „مغالطات” حول السنة.. وكذا مسألة التي تكلم البعض عنها؛ أي :"هل الشق كان حسيا أم معنويا!!؟".. وهذا ملحق خاص سأجعله - بمشيئته وعونه - في نهاية البحوث. |
حادث شق الصدر والحادثة - شق صدره [بطنه] صلى الله عليه وآله وسلم حدثت في طفولته المبكرة: [ ١. ١. ]: ــــ حادث شق الصدرــــ مِن أهم أحداث مرحلة طفولة محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب المبكرة: وتقع ضمن إرهاصات النبوة؛ ومقدمات الرسالة الخاتمة مِن مَن رفع السموات بغير عمد نراها – سبحانه في علاه وتعالى ذكره - إلى أهل الأرض ومَن عليها: حادث شق صدره صلى الله عليه وآله وسلم؛ وقد وردت بتعبيرات عدة؛ في زمنها وحاله.. وكيفيتها ومن نزل للقيام بفعل الشق.. منها: شق «الصدر».. وجاء في صحيح البخاري :" فَفَرَجَ صَدْرِي[3]".. وهذا في حديث الإسراء.. و في البحر الزخار بمسند البزار.. وأيضا رواية مسلم "فَأَخَذَهُ، فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ صَدْرَهُ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ ". وجاء بتعبير شق «البطن[4]».. " فَشَقَّا بَطْنَهُ " . فـ عند الحاكم في المستدرك على الصحيحين : اقبل" .. طَيْرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ ... فَشَقَّا بَطْنِي، ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي فَشَقَّاهُ ". وعند دلائل النبوة للبيهقي:" عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّهُ قَدْ شُقَّ بَطْنُهُ ".. ثم يحدد موضع الشق وطوله :" مِنْ عِنْدِ صَدْرِهِ إِلَى أَسْفَلِ بَطْنِهِ.." وهذه رواية عن قتادة وليس ثابت البناني. أو شق [غسل] «القلب».. في صحيح ابن حبان:" فَشَقَّ قَلْبَهُ "، وقال شارح صحيح البخاري: العسقلاني[5]:" قَوْلُهُ : (فَفَرَجَ صَدْرِي ) أَيْ شَقَّهُ، وَرَجَّحَ عِيَاضٌ في الشفا :" أَنَّ شَقَّ الصَّدْرِ كَانَ وَهُوَ صَغِيرٌ عِنْدَ مُرْضِعَتِهِ حَلِيمَةَ"، وَتَعَقَّبَهُ السُّهَيْلِيُّ بِأَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ مَرَّتَيْنِ وَهُوَ الصَّوَابُ[6] "... قلتُ (الرمادي) :" وهذا ما قالت به دار الإفتاء المصرية؛ كما أسلفت.. |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية وعن حال حدوثها: جاء في صحيح ابن حبان[7]:"أتاه جبريل- وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ[8]". أما وعن كيفيتها:" فقد جاء في صحيح ابن حبان:"فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ.."؛ وعند الحاكم في المستدرك على الصحيحين :" فَأَضْجَعَاهُ.."، فيقول : 1 . ] أقبل" طَيْرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ ... فَأَقْبَلَا : 2 . ] يَبْتَدِرَانِي 3 . ] فَأَخَذَانِي 4 . ] فَبَطَحَانِي لِلْقَفَاءِ 5 . ] فَشَقَّا بَطْنِي، ثُمَّ 6 . ] اسْتَخْرَجَا قَلْبِي 7 . ] فَشَقَّاهُ 8 . ] فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ ".. وهذا عن حديث عتبة بن عبدٍ السلمي أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: كيف كان أول شأنك يا رسول الله؟.. فأجابه... ولهذا الحديث شواهد الصحة والحسن. وعن ما استخرج من العضو: جاء في صحيح ابن حبان؛ وايضاً رواية مسلم:" فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَقَالَ -المَلك- :" هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ. أما رواية الحاكم النيسابوري :" في المستدرك على الصحيحين:" فَشَقَّا بَطْنِي، ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي فَشَقَّاهُ فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ". وعن ما وضع بدلا من تلك العلقة: ١ . ] جاء عند البيهقي في دلائل النبوة:" ثُمَّ مُلِئَ إِيمَانًا وَحِكْمَةً".. ٢ . ]وجاء عند مجمع الزوائد[9]:" وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ -:" أَنَّ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَخْرَجَ حَشْوَةً فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَغَسَلَهَا ثُمَّ كَبَسَهَاحِكْمَةً وَنُورًا وَحِكْمَةً وَعِلْمًا" وعن المواد المستخدمة في حادث الشق جاء عند رواية مسلم: ١. ] بِـ " مَاءِ زَمْزَمَ " ، ثُمَّ "لأَمَهُ"، ثُمَّ "أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ". ٢. ] وايضاً رواية مسلم: "ثُمَّ غَسَلَهُ فِي " طَسْتٍ " مِنْ " ذَهَبٍ" .. وفي رواية أبي نعيم عند ابن كثير :" فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: ائْتِنِي بِــ ٣ . ] مَاءٍ ثَلْجٍ فَغَسَلَا بِهِ جَوْفِي، ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِـــ ٤ . ] مَاءٍ بَرَدٍ فَغَسَلَا بِهِ قَلْبِي". |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية السيرة النبوية والإعجاز العلمي:" **واللافت للإنتباه أنه توجد في العصر الحديث ومع التقدم العلمي الهائل بحوث جراحية طبية عن هذه المسألة سنضعها في مكانها بإذنه سبحانه وتعالى. ومؤخراً.. ومن الناحية العلمية قام علماء جراحون بإجراء عملية فتح صدر دون تخدير بالطريقة القديمة التي كانت متبعة بواسطة وضع المريض في حوض من الثلج.. وسأبحثه في موضعه.. إن شاء سبحانه وتعالى. |
فاعل الشق.. [ ١ . ٢. ]: « مدخل لمسألة فاعل الشق في صدر محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب »: يتكلم الدميري[10] فيقول تحت عنوان:" فائدة: ذكر السهيلي في الروض الأُنف عن رواية ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في بني سعد، نزل عليه: [ ١. ٢. ١ .] كركيان فشق أحدهما بمنقاره جوفه، ومج الآخر في فيه بمنقاره ثلجاً، أو برداً أو نحو هذا. -وذكر الدميري ما علق به السهيلي[11]- في شرحه عن رواية أوردها ابن إسحاق بالقول:" هي « رواية غريبة[12]»". يكمل الدميري فيقول: وفي أوائل المجالسة للدينوري، أنه "أقبل عليه صلى الله عليه وسلم – ولعل هذا وصف لمَن نزل-" [ ١. ٢. ٢ . ] طَيرَان أبيضان، كأنهما نسران. وفي المستدرك للحاكم النيسابوري[13]:" ذِكْرُ شَقِّ صَدْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : " كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ شَأْنِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ "؛ قَالَ :" كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ فَانْطَلَقْتُ أَنَا، وَابْنٌ لَهَا فِي بَهْمٍ لَنَا، وَلَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَادًا. فَـ قُلْتُ: يَا أَخِي اذْهَبْ فَأْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أُمِّنَا .. فَانْطَلَقَ أَخِي، وَ كُنْتُ عِنْدَ الْبَهْمِ، فَـ أَقْبَلَ طَيْرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ، فَـ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَهُوَ .. هُوَ ؟، قَالَ: نَعَمْ، فَـ أَقْبَلَا يَبْتَدِرَانِي فَــ أَخَذَانِي فَــ بَطَحَانِي لِلْقَفَاءِ فَــ شَقَّا بَطْنِي، ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي فَــ شَقَّاهُ فَــ أَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ.. فَـ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: حِصْهُ - يَعْنِي خِطْهُ وَاخْتَتِمْ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَــ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اجْعَلْهُ فِي كِفَّةٍ وَاجْعَلْ أَلْفًا [ 1000] مِنْ أُمَّتِهِ فِي كِفَّةٍ .. فَــ إِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْأَلْفِ فَوْقِي أُشْفِقُ أَنْ يَخِرُّوا عَلَيَّ، فَــ قَالَا: لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لِمَالَ بِهِمْ. ثُمَّ انْطَلَقَا وَ تَرَكَانِي وَ فَرِقْتُ فَرَقًا شَدِيدًا " . وذكر الحديث بطوله. وروى ابن أبي الدنيا وغيره، بإسناد يرفعه إلى أبي ذر رضي الله عنه، قال: قلت: " يا رسول الله(!) كيف علمت أنك نبي؛ و بم علمت حتى استيقنت؟". . قال صلى الله عليه وآله وسلم: " يا أبا ذر أتاني : [ ١. ٢. ٣ .] مَلَكَان فــ وقع أحدهما بالأرض، وكان الآخر بين السماء والأرض... ثم قال أحدهما لصاحبه: شق بطنه. فـ شق بطني، فـ أخرج قلبي، فـ أخرج منه مغمز الشيطان وعلق الدم، ثم قال أحدهما لصاحبه: اغسل بطنه غسل الإناء، و اغسل قلبه غسل الملاء، ثم قال أحدهما لصاحبه: خط بطنه،فخاط بطني، و جعل الخاتم بين كتفي كما هو الآن، و ولياً عني فكأني أعاين الأمر معاينة " [ ١. ٢. ٣ .١. ] وفي صحيح ابن حبان: "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ .صلى الله عليه وآله وسلم أَتَاهُ جِبْرِيلُ : و أيضاً رواية مسلم في صحيحه". [ ١. ٢ . ٤ .] وجاءت رواية: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَ لَا أَحْسَبُهُ إلَّا عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ الْكُلَاعِيِّ: جَاءَهُ " رَجُلَانِ[14] " عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ " [ابو يعلى الموصلي؛ وأيضا عند : مسند عبد بن حميد]. |
أُبِهِمَ الفاعل.. [ ١. ٢. ٥ . ] وفي رواية أُبِهِمَ الفاعل: فــعَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: " بَيْنَمَا هُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ إِذْ أَتَاهُ آتٍ فَصَرَعَهُ فَشَقَّ عَنْ بَطْنِهِ ".[15] بحث مسألة حادثة شق الصدر: [ ١. ٣ . ] ابن هشام[16] يمهد ويقدم لحادثة شق الصدر بـ قوله عن السعديةحليمة؛ وأيضا تجد رواية اثبتها المجلسي في كتابه الأنوار[17]:".. حَتَّى مَضَتْ سَنَتَاهُ وَفَصَلْتُهُ، وَكَانَ يَشِبُّ شَبَابًا لَا يَشِبُّهُ الْغِلْمَانُ، فَلَمْ يَبْلُغْ سَنَتَيْهِ حَتَّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا. قَالَتْ : فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ وَنَحْنُ أَحْرَصُ شَيْءٍ عَلَى مُكْثِهِ فِينَا، لِمَا كُنَّا نَرَى مِنْ بَرَكَتِهِ. فَـ كَلَّمْنَا أُمَّهُ.. وَ قُلْتُ [أي: السعدية : حليمة] لَهَا [أي: أمه : آمنة بنت وهب ]: لَوْ تَرَكْتُ بُنَيَّ [تقصد: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ] عِنْدِي حَتَّى يَغْلُظَ، فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ وَبَأَ مَكَّةَ، قَالَتْ : فَلَمْ نَزَلْ بِهَا حَتَّى رَدَّتْهُ مَعَنَا [18] ". ثم يخبرنا ابن هشام عن " حَدِيثِ الْمَلَكَيْنِ اللَّذَيْنِ شَقَّا بَطْنَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ" .. قَالَتْ [ السعدية : حليمة.] : فَرَجَعْنَا بِهِ، فَـ وَاَللَّهِ إنَّهُ بَعْدَ مَقْدِمِنَا ( بِهِ ) بِأَشْهُرِ :"- يحدد الذهبي المدة بالقول:" فَمَكَثَ عِنْدَنَا شَهْرَيْنِ". إذاً حادثة شق الصدر وقعت للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهوفي بادية بني سعد كما جاء صريحاً في رواية أبي نعيم عند ابن كثير في بدايته[19] :" و نصها :".. قَالَ [صلى الله عليه وآله وسلم] : كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَابْنٌ لَهَا فِي بَهْمٍ[20] لَنَا، وَ لَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَادًا فَـ قُلْتُ: يَا أَخِي[21] اذْهَبْ فَـ ائْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أُمِّنَا[22] فَـ انْطَلَقَ أَخِي؛ وَمَكَثْتُ عِنْدَ الْبَهْمِ، فَـ أَقْبَلَ طَائِرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ فَـ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَهْوَ .. هُوَ؟؛ فَــ قَالَ: نَعَمْ.. فَــ أَقْبَلَا يَبْتَدِرَانِي؛ فَـ أَخَذَانِي؛ فَــ بَطَحَانِي لِلْقَفَا؛ فَـ شَقَّا بَطْنِي، ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي فَـ شَقَّاهُ فَـ أَخْرَجَامِنْهُ عَلْقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ فَـ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: ائْتِنِي بِمَاءٍ ثَلْجٍ فَـ غَسَلَا بِهِ جَوْفِي، ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِمَاءٍ بَرَدٍ فَـ غَسَلَا بِهِ قَلْبِي، ثُمَّ [ رواية ابي نعيم عند ابن كثير في البداية] : قَالَ: ائْتِنِي بِالسَّكِينَةِ فَـ ذَرَّهَا فِي قَلْبِي، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: حُصْهُ[23] فَحَاصَهُ، وَ خَتَمَ عَلَى قَلْبِي بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَـ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اجْعَلْهُ فِي كِفَّةٍ، وَ اجْعَلْ أَلْفًا [1000] مِنْ أُمَّتِهِ فِي كِفَّةٍ فَــ إِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْأَلْفِ فَوْقِي أُشْفِقُ أَنْ يَخِرَّ عَلَيِّ بَعْضُهُمْ .. فَــ قَالَ: لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لَمَالَ بِهِمْ ، ثُمَّ انْطَلَقَا فَــ تَرَكَانِي، وَ فَرِقْتُ فَرَقًا شَدِيدًا، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي فَــ أَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَقِيتُ فَــ أَشْفَقَتْ أَنْ يَكُونَ قَدِ الْتُبِسَ بِي... فَــ قَالَتْ: أُعِيذُكَ بِاللَّهِ فَــ رَحَّلَتْ بَعِيرًا لَهَا، وَ حَمَلَتْنِي عَلَى الرَّحْلِ، وَ رَكِبَتْ خَلَفِي حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى أُمِّي .. فَــ قَالَتْ :" أَدَّيْتُ أَمَانَتِي وَذِمَّتِي، وَ حَدَّثَتْهَا بِالَّذِي لَقِيتْ فَــ لَمْ يَرُعْهَا، وَ قَالَتْ : إِنِّي رَأَيْتُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ..." قال ابن كثير:" وَرَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ بِهِ.[24]"..[25]. يصف الذهبي[26] حال الطفل محمد مع أخيه من الرضاعة فيقول : " فَبَيْنَا هُوَ يَلْعَبُ وَأَخُوهُ خَلْفَ الْبُيُوتِ – و في روايةٍ خَلْفَ بُيُوتِنَا - يَرْعَيَانِ بُهْمًا لَنَا ".. ثم تلتقط خيط الرواية السعدية؛ حليمة فــ تقول:" إذْ أَتَانَا أَخُوهُ يَشْتَدُّ، فَـ قَالَ لِي وَ لِأَبِيهِ: ذَاكَ أَخِي الْقُرَشِيُّ قَدْ أَخَذَهُ رَجُلَانِ؛ فَــ قَالَ : أَدْرِكَا أَخِي قَدْ جَاءَهُ رَجُلَانِ فَــ شَقَّا بَطْنَهُ، فَــــــــ خَرَجْنَا نَشْتَدُّ، فَــ أَتَيْنَاهُ وَهُوَ قَائِمٌ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، فَــ اعْتَنَقَهُ أَبُوهُ وَأَنَا، ثُمَّ قَالَ: مَالَكَ يَا بُنَيَّ؟؛ قَالَ : أَتَانِي رَجُلَانِ فَــ أَضْجَعَانِي ثُمَّ شَقَّا بَطْنِي .. فَــ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا صَنَعَا، فَــ رَجَعْنَا بِهِ. قَالَتْ: يَقُولُ أَبُوهُ: يَا حَلِيمَةُ مَا أَرَى هَذَا الْغُلَامَ إِلَّا قَدْ أُصِيبَ، فَــ انْطَلِقِي فَــ لْنَرُدَّهُ إِلَى أَهْلِهِ. فَــ رَجَعْنَا بِهِ إِلَيْهَا، فَــ قَالَتْ [أمه] : مَا رَدَّكُمَا بِهِ؟؛ فَقُلْتُ: كَفَلْنَاهُ وَأَدَّيْنَا الْحَقَّ، ثُمَّ تَخَوَّفْنَا عَلَيْهِ الْأَحْدَاثَ. فَــ قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا ذَاكَ بِكُمَا، فَــ أَخْبِرَانِي خَبَرَكُمَا، فَــ مَا زَالَتْ بِنَا حَتَّى أَخْبَرْنَاهَا... قَالَتْ: فَتَخَوَّفْتُمَا عَلَيْهِ!!؟؛ كَلَّا وَاللَّهِ... إِنَّ لِابْنِي هَذَاشَأْنًا، إِنِّي حَمَلْتُ بِهِ فَــ لَمْ أَحْمِلْ حَمْلًا قَطُّ كَانَ أَخَفَّ مِنْهُ وَلَا أَعْظَمَ بَرَكَةً، ثُمَّ رَأَيْتُ نُورًا كَأَنَّهُ شِهَابٌ خَرَجَ مِنِّي حِينَ وَضَعْتُهُ أَضَاءَتْ لِي أَعْنَاقُ الْإِبِلِ بِبُصْرَى، ثُمَّ وَضَعْتُهُ فَمَا وَقَعَ كَمَا يَقَعُ الصِّبْيَانُ، وَقَعَ وَاضِعًا يَدَيْهِ بِالْأَرْضِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، دَعَاهُ، وَالْحَقَا شَأْنَكُمَا. [هَذَاحَدِيثٌ جَيِّدُ الْإِسْنَادِ] . [27] ". |
حاله ..بعد شق الصدر.. [ ١ . ٤ .] حاله بعد شق الصدر : جاء عند ابن حبان في صحيحه وعند مسلم في رواية: " وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ، و عند رواية مسلم: " يَعْنِي : ظِئْرَهُ- مرضعته] فَــ قَالُوا : [ ١. ٤. ١. ] إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ ".] قَالَتْ: فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُوهُ نَحْوَهُ ،فَـ [ ١. ٤. ٢. ] وَجَدْنَاهُ قَائِمًا مُنْتَقَعَا وَجْهُهُ [ابن حبان في صحيحه وعند رواية مسلم:": [ ١ . ٤. ٣. ]:" فَاسْتَقْبَلُوهُ مُنْتَقِعَ اللَّوْنِ ".]. قَالَتْ : فَالْتَزَمْتُهُ وَالْتَزَمَهُ أَبُوهُ ، فَـ قُلْنَا لَهُ : مَا لَكَ يَا بُنَيَّ ، قَالَ : جَاءَنِي رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ ، فَــ أَضْجَعَانِي وَشَقَّا بَطْنِي ، فَــ الْتَمِسَا ( فِيهِ ) شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هُوَ . قَالَتْ : فَرَجَعْنَا ( بِهِ ) إلَى خِبَائِنَا . " [السيرة النبوية لابن هشام؛ ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاعته]. أما رواية الطبري في تاريخه يذكر حديثاً مرفوعاً (٣٧٩)؛ تختلف بعض مفرداته عن الحديث السابق نثبته.. فــ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ الْكَلاعِيِّ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، قَالُوا: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسِكَ؟؛ قَالَ: نَعَمْ ، ... ثم قال: وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهَا قُصُورَ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ.. ؛ ثم قال :" وَاسْتُرْضِعْتُ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَبَيْنَا أَنَا مَعَ أَخٍ لِي خَلْفَ بُيُوتِنَا نَرْعَى بَهْمًا لَنَا، أَتَانِي رَجُلانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ ثَلْجًا، فَــ أَخَذَانِي، فَــ شَقَّا بَطْنِي، ثُمَّ اسْتَخْرَجَا مِنْهُ قَلْبِي، فَــ شَقَّاهُ فَــ اسْتَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَةً سَوْدَاءَ فَــ طَرَحَاهَا، ثُمَّ غَسَلا بَطْنِي وَقَلْبِي بِذَلِكَ الثَّلْجِ حَتَّى أَنْقَيَاهُ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: زِنْهُ بِعَشَرَةٍ [10] مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنَنِي بِهِمْ فَوَزَنْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنْهُ بِمِائَةٍ [ 100] مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنَنِي بِهِمْ فَوَزَنْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنْهُ بِأَلْفٍ [1000] مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنَنِي بِهِمْ فَوَزَنْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ : دَعْهُ عَنْكَ، فَلَوْ وَزَنْتَهُ بِأُمَّتِهِ لَوَزَنَهَا.". ** |
أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ!! [ 1. 5 . ] أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ : عند ابن حبان في صحيحه وعند رواية مسلم: قَالَ أَنَسٌ : " قَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- ".[28] |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية [ ١. ٦. ] تصرف السعدية حليمة بعد وصولها لموضع الطفل محمد؛ كما جاء عند مستدرك الحاكم النيسابوري: ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي فَــ أَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي رَأَيْتُ فَــ أَشْفَقَتْ أَنْ يَكُونَ قَدِ الْتَبَسَ بِي فَــ قَالَتْ :" أُعِيذُكَ بِاللَّهِ .." فَــ رَحَلَتْ بَعِيرًا لَهَا فَــ جَعَلَتْنِي عَلَى الرَّحْلِ، وَ رَكَبَتْ خَلْفِي حَتَّى بَلَغْنَا أُمِّي.. فَـ قَالَتْ :" أَدَّيْتُ أَمَانَتِي .. وَذِمَّتِي .. وَحَدَّثَتْهَا بِالَّذِي لَقِيتُ" |
رد: بُحُوثُ السيرة النبوية [ ١. ٧. ] مقولة آمنة بنت وهب للسعدية حليمة: فَلَمْ يَرُعْهَا ذَلِكَ .. فَــ قَالَتْ : إِنِّي رَأَيْتُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ. وقال الحاكم صاحب المستدرك: " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ". |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي