![]() |
بأيِّ عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهادًا .. وَيحَكم أفيقوا يا شباب ".! وبُلغتُ أن هناك رسالة أعدها: " عبدالمحسن بن حمد العباد البدر " .. تحت عنوان :" بأيِّ عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهادًا .. وَيحَكم أفيقوا يا شباب ". ولم اتمكن من قرأتها ولي إن شاء الله تعالى لها عودة! : " فنحن في أشد الحاجة ودائماً ابداً إلى التزود من فقه النبوة في الدعوة إلى الله، ليحوز عملنا - بإذن الله - شَرْطَيِ القبول وهما: أ . ) الِإخلاص لله، و : ب . ) الصواب بموافقة الكتاب الكريم والسنة المطهرة. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٢١] ... |
171 الأعمال المادية في المرحلة المكية!؟ 171 الأعمال المادية في المرحلة المكية!؟ بدايةً قبل الحديث عن قيام نبي الرحمة بأعمال مادية بعد هجرته الميمونة من مسقط رأسه الشريف مكة المكرمة وهي نقطة الإبتداء لـ دعوة الإسلام الحنيف هادي الأنام : الرسالة الخاتمة لبعثة السماء للبشرية جمعاء.. ثم بناء الكيان الإسلامي الأول في المدينة المنورة المصطفوية وقيام الدولة وتأسيس أعمدتها وتوطيد أركانها بناءً على الجزء الأول من قاعدة الإسلام المتينة.: « „ أن لا إله إلا الله “ » أي لا حاكم في أمور الناس ولا مشرع لأفعالهم الصحيحة ولا ناه عما يضرهم إلا خالقهم ورازقهم ؛ وبناءً على الجزء الثاني المكمل لــ قاعدة التوحيد وأساس التشريع : أي : « „ المُبلغ “ » لهذه الأحكام الآلهية وأوامر الوحي ونواهيه : الرسل والأنبياء.. وخاتمهم ومصطفاهم هو محمد بن عبدالله العدناني القرشي المطلبي ؛ والصحيح أنه لم يثبت أن الرسول عليه السلام قام بعمل مادي في العهد المكي ؛ وهي تلك المرحلة التي استغرقت من عُمر الدعوةِ النبوية والرسالة المحمدية الخاتمة ثلاث عشرة عاما ؛ أي قبل هجرته المباركة إلى [يثرب] المدينة المنورة.. فإثناء العهد المكي تعرّض المسلمون الأوائل للظلم والتعذيب الشّديدين والإهانة والتوبيخ لثنيهم عن التوحيد كما أمر خالقنا والإيمان كما بينه رسول الهدى ونبي المرحمة ونبذ عبادة الاصنام والنهي عن التقرب زلفى إلى الازلام ؛ وصحّ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه مرّ على آل ياسر وهم يعذّبون وهو لا يملك أن يقدّم لهم أيّ شيءٍ ، فكانت مواساته لهم بقوله: « „ صبراً آل ياسرٍ ، فإنَّ موعدَكم الجنةُ “ » .. وحين كان في شعب أبي طالب إثناء المقاطعة لم يحرك أحدا للقيام بعمل مادي.. فـ ينشأ « „ تنظيماً سرياً لــ« „ جماعته “( * ) “ » أو تحت مسمى „ التنظيم الخاص( * ) لـ فرقته “ يقوم افراد هذا التنظيم بـ إغتيال مَن كَتب بنود وثيقة المقاطعة أو ينفذ افراده عملية قتل مَن علقها على استار الكعبة المشرفة أو إرسال فريق كوماندوز لـ يمزقها ؛ لم يفعل عليه السلام أي فعل مِن هذا ؛ بل صبر هو وأوائل صحابته ؛ كما وأنه لم يَعُد „ خلايا نائمة “( * ) ؛ تنفذ ما يطلب منها في وقت موعود وزمن بعينه أو „ ذئاب منفردة “( * ) ؛ تتلقى تعليمات في حينها فتبادر بتنفيذ «غزوة نيويورك» ولم يقم صحابة الرسول رضوان الله عليهم أجمعين .. المسلمون الاوائل لم يقوموا بأعمال مادية إثناء تواجدهم في مكة.. ولم يستحدث فكرة زائفة ساذجة فحواها تصدير „ الثورة للخارج “( * ) ؛ وايضا لم يقم بتشكيل أذرع له خارج نطاقه أو ما يطلق عليه „ حرب الآخر بـ الوكالة “( * ) والواقع ومنذ حين أنه كلما ابتعد المسلمون بطائفتهما : السنة والشيعة عن السيرة المحمدية النبوية وإهمال فهمها الدقيق والتقيد بخطواته قيد الأنملة سواء في العهد المكي أو المدني والوعي بـ فهم صحيح وادراك طريقته عليه السلام إدراكا سليما والإلتزام بمنهجه والتمسك بسنته الصحيحة والتقييد بشريعته وفق الكتاب العزيز والسنة النبوية الرسولية وإنزال الآيات الكريمات والأحاديث الصحاح بفهم سليم ووعي فقهي وسياسي على الحدث .. أقول : حين ابتعدوا عن صحيح الفهم .. ابتعدوا عن تحقيق الهدف الأسمى وفقا لـ مفهوم الآية الكريمة ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ ثم بيّن سبحانه الغرض ﴿ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ ﴾ ثم يُظهر حقيقة مفهوم الخلافة ودور الخليفة فنطق القرآن الحكيم يقول : ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَاب﴾ [ص:26] أعود لاوضح مثال في العهد المكي: فقد قتلت أول شهيدة في الاسلام ؛ امرأة كبيرة السن عجوز ضعيف „ سُمَيَّة بنت الخياط “ [**]: فـ أول شهيد استشهد في الإسلام في مكة : أم عمَّار بن ياسر ، طعنها أبو جهل: كُنية : أبو الحكم عمرو بن هشام المخزومي بــ حربةٍ في قُبُلِها. وقد توفيت سنة ست 6 من النبوة.. فقد ؛ عُذِّب آل ياسر لإسلامهم وصبروا على الأذى، بالأبطح فى رمضاء مكة ؛ فعن عمَّار أن مشركي بني مخزوم عذَّبوه عذابًا شديدًا فاضطُرَّ عمَّار إلى إخفاء إيمانه عن المشركين وإظهار الكفر ، وقد أنزلت آية بهذا الشأن: ﴿ مَنْ كفَرَ بالله مِنْ بَعْدِ إيمانِهِ إلَّا مَنْ أُكْرِهَ وقَلبُه مُطْمَئِنٌّ بالإيمان ﴾ . وعندما أتى رسولَ الله قال: « „ ما وراءك؟ “ » ؛ قال عمّار : „ شرٌّ يا رسولَ الله! ما تُركتُ حتى نِلتُ منكَ وذكَرتُ آلهتَهم بخير! “ ؛ قال: « „ كيف تجِدُ قلبَك؟ “ » قال: „ مُطمَئِنًّا بالإيمان “ . قال: « „ فإنْ عادُوا لكَ فعُد لهم “ ». واستعين بحدث وسبب نزول آية 53 من سورة الإسراء تعالج هذا الحدث فنطق القرآن المجيد بـ قَوْله تَعَالَى: ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ ﴾ : وَالْآيَةُ نَزَلَتْ فِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَذَلِكَ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ شَتَمَهُ ، وَسَبَّهُ عُمَرُ وَهَمَّ بِقَتْلِهِ ، فَكَادَتْ تُثِيرُ فِتْنَةً فَأَنْزَلَ اللَّهُ - تَعَالَى - فِيهِ ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ ﴾ :.. وَقِيلَ : نَزَلَتْ لَمَّا قَالَ الْمُسْلِمُونَ : إِيذَنْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي قِتَالِهِمْ فَقَدْ طَالَ إِيذَاؤُهُمْ إِيَّانَا ، فَقَالَ : لَمْ أُومَرْ بَعْدُ بِالْقِتَالِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ - تَعَالَى - : ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ ﴾ .؛ قَالَهُ الْكَلْبِيُّ. وَقِيلَ : الْمَعْنَى قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ اعْتَرَفُوا بِأَنِّي خَالِقُهُمْ وَهُمْ يَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ ، يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ مِنْ كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ وَالْإِقْرَارِ بِالنُّبُوَّةِ .. " وَهَذَا قَبْلَ أَنْ أُمِرُوا بِالْجِهَادِ وتأكيدا لهذا المعنى اي ما يتعلق بالمرحلة المكية ونحن الان اقرب ما نكون إليها :" عن علي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: « „ إن في الجنة غرفا ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها “ » ؛ فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: « „ لمن أطاب الكلام “ » ؛ والحديث له بقية اكتفيت بموضع الاستدلال .. هذا مثال ؛ وأما الآخر فـ حين أخذ عليه السلام النصرة والمنعة والحماية من وفد يثرب في ليلة العقبة وارادوا إعمال السيوف أي القيام بعمل مادي استحضر الحادثة : فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ قاله بعد البيعة : „ وَاَللَّهِ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ : إنْ شِئْتَ لَنَمِيلَنَّ عَلَى أَهْلِ مِنًى غَدًا بِأَسْيَافِنَا ؟ “ » ؛ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « „ لَمْ نُؤْمَرْ . بِذَلِكَ “ » ؛ يتبار إلى الذهن سؤال : " هل حطم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأصنام في الفترة المكية!؟.. جاء في :" مسند الإمام أحمد " : حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ عَنْ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : „ انْطَلَقْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَيْنَا الْكَعْبَةَ ؛ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ« „ اجْلِسْ “ » ؛ وَصَعِدَ عَلَى مَنْكِبَيَّ فَذَهَبْتُ لِأَنْهَضَ بِهِ فَرَأَى مِنِّي ضَعْفًا فَنَزَلَ وَجَلَسَ لِي نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ وَقَالَ : « „ اصْعَدْ عَلَى مَنْكِبَيَّ “ » ؛ قَالَ فَصَعِدْتُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ قَالَ فَنَهَضَ بِي قَالَ فَإِنَّهُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنِّي لَوْ شِئْتُ لَنِلْتُ أُفُقَ السَّمَاءِ حَتَّى صَعِدْتُ عَلَى الْبَيْتِ وَعَلَيْهِ تِمْثَالُ صُفْرٍ أَوْ نُحَاسٍ فَجَعَلْتُ أُزَاوِلُهُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ حَتَّى إِذَا اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « „ اقْذِفْ بِهِ “ » فَـ قَذَفْتُ بِهِ فَتَكَسَّرَ كَمَا تَتَكَسَّرُ الْقَوَارِيرُ ثُمَّ نَزَلْتُ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْتَبِقُ حَتَّى تَوَارَيْنَا بِالْبُيُوتِ خَشْيَةَ أَنْ يَلْقَانَا أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ “ » التحقيق : لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم حطم الأصنام في الفترة المكية [( زمن الإستضعاف) ] قبل الهجرة إلى المدينة. وقد ورد في هذا خبر؛ لكنه ضعيف.. قال الذهبي: " المتن منكر " انتهى. والحديث في إسناده أبو مريم ؛ وقد اختلف فيه: فقيل: هو مجهول، كما في "تقريب التهذيب" (ص 672). بل قال فيه الإمام الدارقطني: " أبو مريم الثقفي عن عمار: مجهول، متروك " انتهى، من "سؤالات البرقاني" (76). ونعيم بن حكيم، قد تفرد به، ولم يتابعه أحد فيما أعلم . فيتوقف فيما يتفرد به . وهو مختلف فيه أيضا. وقال الأزدي: أحاديثه مناكير. وقال النسائي: ليس بالقوي " انتهى من "ميزان الاعتدال" (4 / 267). وقد ضعف هذا الحديث: محققو "مسند أحمد"، قال : شعيب الأرناؤوط : " إسناده ضعيف ".. قال الحويني في ((النافلة)) حديث منكر. . ورواه ايضا الطبري في تهذيب الاثار (3\ 326) وقال الْقَوْلُ فِي عِلَلِ هَذَا الْخَبَرِ وَهَذَا خَبَرٌ عِنْدَنَا صَحِيحٌ سَنَدُهُ، وَقَدْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَلَى مَذْهَبِ الْآخَرِينَ سَقِيمًا غَيْرَ صَحِيحٍ، لِعِلَلٍ: - إِحْدَاهَا: أَنَّهُ خَبَرٌ لَا يُعْرَفُ لَهُ مَخْرَجٌ يَصِحُّ عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَالْخَبَرُ إِذَا انْفَرَدَ بِهِ، عِنْدَهُمْ مُنْفَرِدٌ، وَجَبَ التَّثَبُّتُ فِيهِ. وَ : - الثَّانِيَةُ: أَنَّ رَاوِيَهُ عَنْ عَلِيٍّ أَبُو مَرْيَمَ، وَأَبُو مَرْيَمَ غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي نَقَلَةِ الْآثَارِ، وَغَيْرُ جَائِزٍ الِاحْتِجَاجُ بِمِثْلِهِ فِي الدِّينِ عِنْدَهُمْ. وَ: - الثَّالِثَةُ: أَنَّهُ خَبَرٌ لَا يُعْلَمُ أَحَدٌ حَدَّثَ بِهِ عَنْ أَبِي مَرْيَمَ غَيْرُ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ، وَذَلِكَ أَيْضًا مِمَّا يُوجِبُ التَّوَقُّفُ فِيهِ. اهــ . قال شيخ الإسلام ابن تيميه في (منهاج السنة)( 3/ 7) : „ وهذا الحديث - إن صح - فليس فيه شيء من خصائص الأئمة ، ولا خصائص علي “.. والطبري قد أكفانا معونة مزيد البحث بقوله كما ذكره والخلاصة فيما اظن: والصواب فيه أنه حديثٌ ضعيفٌ جداً لا يصح ولا يثبت. فهذا حديث لا يحتج به في المسائل الشرعية والاحكام العملية إنما بجانب الاخبار فقط والسير وهو حديث ضعيف؛ لجهالة الرواة وايضا لتفردهم. فهذه علل قادحة جدا في سلامة الاسناد وناهيك عما في المتن من نكارة ايضا. قال عبد الرحمن بن مهدي: إذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والاحكام شددنا في الاسانيد وانتقدنا في الرجال ؛ واذا روينا في الفضائل والثواب والعقاب سهلنا في الاسانيد وفي الرجال. اهــ فتح المغيث (1\ 284). وفيه _ أقصد الخبر _ أيضا مخالفة لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من أحداث رويت لنا بأخبار صحيحة والله تعالى أعلم اهــ . وبالمناسبة قرأت في السيرة الحلبية أن منهم من جعلها يوم فتح مكة والله أعلم هذا خطأ ايضا اطلت النفس ـ عمداـ في هذه المسألة بسبب الفوضى في العمل الميداني في بلاد المسلمين وقتل الأبرياء او التصفية الجسدية لبعض الشخصيات العامة ـ وان اُختلف معهم في الرأي او الفكرـ او الزعماء فالتصفية الجسدية لرئيس جمهورية مِصر وقتله لم يغير الواقع في شئ ؛ وسفك دماء الابرياء في بلاد الغرب لم يحقق ما يرجى وان كانت محاولات خاطئة للتنفيس عن جزء من مشاعر الغضب واحاسيس الهوان .. هذا بخلاف ما في الصحيح : عنْ أَبي الأعْوَر سعيدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرو بنِ نُفَيْلٍ، أَحدِ العشَرةِ المشْهُودِ لَهمْ بالجنَّةِ، قَالَ: سمِعت رسُول اللَّهِ ﷺ يقولُ: « „ منْ قُتِل دُونَ مالِهِ فهُو شَهيدٌ، ومنْ قُتلَ دُونَ دمِهِ فهُو شهيدٌ، وَمَنْ قُتِل دُونَ دِينِهِ فَهو شهيدٌ، ومنْ قُتِل دُونَ أهْلِهِ فهُو شهيدٌ “ ». رواه أَبو داود، والترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ . - وعنْ أَبي هُريرة، قالَ: جاء رجُلٌ إِلَى رَسُول اللَّه ﷺ فَقَال: „ يَا رسولَ اللَّه أَرأَيت إنْ جاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ “ ؛ قَالَ: « „ فَلا تُعْطِهِ مالكَ “ » قَالَ: „ أَرأَيْتَ إنْ قَاتلني؟ “ قَالَ:« „ قَاتِلْهُ “ » قَالَ: „ أَرأَيت إنْ قَتلَني؟ “ قَالَ: « „ فَأنْت شَهيدٌ “ » قَالَ: „ أَرأَيْتَ إنْ قَتَلْتُهُ؟ “ »قَالَ: « „ هُوَ فِي النَّارِ “ » رواهُ مسلمٌ.: . وهذه المسائل تحتاج لشرح وتفصيل تجدها عند العلماء النجباء.. والله تعالى اعلم. لذا : " فإلى آخر لحظة من العهد المكي كان الصبر على الأذى هو كل ما يستطيعه المسلم ، وكان شعار المرحلة المكية باكملها :الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والقول الحسن ، وعدم الرد على الطغاة إلا بالصبر وعدم المواجهة المادية ، وسيرة اوائل الصحابة تبين : كيف : ١ .] : ضُرب أبو بكر وكذلك : ٢ .] : عمر و : ٣ .] : أبو ذر و : ٤ .] : عبدالله بن مسعود، و : ٥ .] : صبر بلال وآل ياسر على الأذى، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتألم عندما يراهم يعذبون، فلا يزيد على تقوية عزائمهم بالصبر: « صبرًا آل ياسر؛ فإن موعدكم الجنة »، لكن لما غيَّرت قريش سياستها وطريقة تعاملها مع الدين الجديد من عملية الإيذاء والتنكيل أو المقاطعة والتصفية المعنوية إلى سياسة القتل: والتصفية الجسدية والاجتثاث، وظهر هذا فيما خططت له في دار الندوة من القضاء على صاحب الدعوة.. بـ قتل النبي صلى الله عليه وسلم – وتصفية الرسول جسديا ., كان لا بد من ردة فعل للمسلمين مناسبة لهذا الإجراء ؛ صونًا للنفس من الإفناء ، وللدِّين من المحو والزوال ، والعقيدة من الانطماس والهوية الإسلامية من الذوبان او الاندماج وبالمقابل سيادة الكفر وطغيانه، وعودة الأرض إلى حالك الظلام، وحكمة الله تقضي بإضاءتها بالمؤمنين؛ فأنزل الله الإذن بالقتال : في العهد المدتي وفي ظرف تحسنت فيه وتغيرت أحوال المسلمين، ووضعوا أقدامهم على أرضية صُلبة، في دار غير دار قريش ـ مكة ـ التي كانت تسيطر عليها، فكانت أرضهم المدينة، الكيان الإسلامي بكامل دعائمه وصار للمهاجرين أعوانا لهم : الأنصار الذين بايعوا المصطفى على النصرة والعون والجهاد ، وفي هذه الحالة ـ العهد المدني ـ لم يكن المسلمون مطوقين أو محاصرين أو خاضعين للعدو من حيث سيطرة المتنفذين على القرار سياسيًّا واقتصاديًّا ، وأصبح الوضع الجديد : مدينة الإسلام أمام مدينة الظلام والاصنام والكفر ، وقوة الإيمان والتوحيد أمام قوة عبادة الاصنام والاوثان والازلام ، والمسافة بين الفريقين بعيدة تحتاج - عند نية القتال .. الجهاد لإعلاء كلمة التوحيد وتثبيت الإيمان في قلوب الناس - إلى الإعداد والتجهيز والمسير، وفي هذه الحالة يتأهب الفريق الآخر للمقاومة واتخاذ ما يلزم للحرب، كما حصل في بدر وأُحُد والخندق .. قال ابن إسحاق: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - قبل بيعة العقبة - لم يؤذَن له في الحرب، ولم تحلل له الدماء، إنما كان يؤمر بالدعاء إلى الله والصبر على الأذى، والصفح عن الجاهل : ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾ [الروم: 60] ، ﴿ وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [لقمان: 23] ، ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [الأحقاف: 35] .. فهذه الآيات وأمثالها كانت تعليماتِ المرحلة المكية والخطوط العريضة في العهد المكي طوال مدة ثلاث عشرة سنةً من بَدْء الدعوة وانطلاق الرسالة من الصبر والتحمل. وكانت قريش قد اضطهدت مَن اتبعه عليه السلام من قومه من المهاجرين رضوان الله عليهم حتى فتنوا بعضهم عن دينهم، ونفوا عددًا منهم من بلادهم ؛ فهم بين مَنفيٍّ عن وطنه تارك اهله وماله ، أو مفتون في دينه منبوذ منعشيرته ، أو معذب في أيديهم مهان.. فلما عتت قريش على الله عز وجل ، وردوا عليه ما أرادهم به من الكرامة - دخولهم في الإسلام - وكذبوا نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، واساؤا إليه.. وعذبوا ونفَوا مَن عبَدَ الله ووحَّده واخلص في التوحيد له وصدق نبيه واعتصم بدينه - أَذن الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم بعد التمكين في الارض.. أَذن في مقارعة أهل الضلال واصحاب الظغيان أَذن في القتال والجهاد والامتناع والانتصار ممن ظلمهم وبغى عليهم ، فكانت أول آية نزلت في إذنه سبحانه وتعالى شأنه له عليه السلام في الحرب ، وإحلاله الدماء والقتال لمن بغى عليهم .. فيما بلغنا عن عروة بن الزبير وغيره من العلماء قول الله تبارك وتعالى: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِـ أَنَّهُمْ [ ١ ] ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ [ ٢ ] أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِـ [ ٣ ] غَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ [ ٤ ] يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ [ مَكَّنَّاهُمْ ] فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 39 - 41]، والتمكين في الأرض يفسح المجال للاستقرار فيها والطمأنينة والهدوء والسكينة وإقامة شرع الله وتنفيذ وتطبيق منهجه وفق المطلوب بما لأُنزل من الوحي : قرآنا وسنة، فلا يكدر صفوه كافر حاقد، او ملحد معاند ولا منافق مندس، فينتظم أداء الصلوات في المساجد وتجمع الزكاة وتوزع على مستحقيها، ويؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فلا يسمع إلا صوت الحق ونداء الحق، ويجد المسلم في جو التمكين الظفَر في تطبيق الشريعة، وأعوانًا على الحق وأنصارًا. " . ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ( * ) „ مصطلحات حديثة “.. أولها بدء منذ عام 1940م.. جرّت على الأمة الاسلامية [عربها وعجمها] ما نحن فيه الان؛ ومن فطنة الكيان الصهيوني المغتصب لارض الاسراء والمعراج أنه قضى أولا على أذرع جمهورية إيران في الخارج : اقربهم إليها موقعا وجغرافيا ( حزب الله الشيعي اللبناني ) ثم البعيد النائي ( الحوثيون في بلاد اليمن السعيد والذي صار بافعال اهله التعيس ) وبدأت تمرح بطائراتها امريكية الصنع في كل من سماء العراق وسوريا [**] تراجع : الإيذاء على يد سفهاء المشركين >> الإيذاء البدني لصاحب الدعوة !>> الْأَذِيَّةُ لِآحَادِ الْمُسْلِمِينَ الأوائل>> المستضعفون>> أَبَو يَحْيَىٰ؛ صُهَيْبٌ بن سنان >> عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَة>> أَبُو فُكَيْهَةَ >> جَارِيَةٌ مِنْ بَنِي الْمُؤَمَّلِ >> صحابِيَّةٌ رُومِيَّةٌ ﴿ زِنِّيرَةُ[(1)] ﴾ ِ >>. .. (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) الأربعاء، 14 محرم، 1447هــ ~ ، 09 يوليو، 2025 م |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي