ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   المناسبات (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=121739)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 08 / 12 / 2020 50 : 01 PM

اليوم هو الثامن مِن ديسمبر!
 
تمهيد للمسألة :
الجهل بالآخر يتولد عنه كراهية .. تقام عليهما عداوة تتأتي منهم حالة تطرف .. فيصل بنا الأمر إلى إرهاب هذا الآخر وتعنيفه!
فــ
الثلاثية الأولى : [1.] الجهل + [2.] الكراهية + [3.] العداوة يقام عليها [4.] تطرف وإبعاد... فينشأ مِن هذه الرباعية [5.]إرهاب بصور مختلفة و [6.] عنف -سواء لفظي أو جسدي؛ معنوي أو حسي- ..
و
هذه الثلاثية تتغذى في البيت.. الأسرة.. الشارع.. المدرسة.. البيئة.. المجتمع.. القرية.. المدينة.. الكنيسة.. المعبد.. دار العبادة.. الدولة.. أجهزة دولة.. وسائل إعلام .. أفلام العنف .. ألعاب العنف.. منصات تواصل إجتماعي.. تتغذى عند مَن يؤمن بشئ خلاف ما يؤمن به الآخر..


-***-







اليوم -الثلاثاء- الثامن مِن ديسمبر يومٌ تعطله الدول ذات التوجه الكاثولكي الروماني مِن حيث المذهب والكنيسة لأنه اليوم (!) الذي تم فيه «الحبل بلا دنس ».. للعذراء البتول -الزهراء- مريم بنت عمران.. ..



المسلم العادي لا يفرق عنده قليلا أو كثيراً.. العامة مِن الناس لا يفرق عندهم كثيراً أو قليلاً.. الدهماء مِن الشعوب والأمم لا تفرق عندهم قليلًا أو كثيراً .. لكن تناقل الأفكار بسرعة البرق بين بقاع الأرض يجعل أفكار ما -لن اصفها- تدخل كدخول الهواء إلى مجتمعاتنا وخاصة النشأ!
لكن لما يسمى بـــ

« الغزو الفكري الثقافي ».. وجب هنا التنبية!


دكتور محمد فخر الدين الرمادي 13 / 12 / 2020 05 : 04 PM

„يجب أن نفكر فيما هو في الرأس؛ وليس فيما هو علىٰ الرأس ‟
 
يجب أن نفكر فيما هو في الرأس؛ وليس فيما هو علىٰ الرأس

الرئيس النمساويAlexander Van der Bellen


دولة القانون

انتصرت قيم الجمهورية النمساوية الثانية، وانتصر دستور الــ" عالم الشرقي" أو " الدولة الشرقية(*)" نسبة لجارتها إلمانيا.. وانتصرت مبادئ دولة تحترم مَن يقيم على أراضيها ورفع لشأن دولة القانون.. وتحصيل أصيل دستوري لمواطن وحق متجذر في القانون الأساسي لدولة القانون.. حقوق لمَن يعيش علىٰ أرض النمسا : سواء مواطن أصلي.. أو متجنس بعد تنازله عن جنسيته الأصلية وإلقاؤها خلف ظهره ليبدءُ حياةً جديدة.. أو يحمل أوراق ثبوتية رسمية.. ويقابل هذه الحقوق الأصلية أو المكتسبة واجبات؛ وانتصرت قيم الجمهورية النمساوية الثانية وانتصر دستور دولة :" ostern" بمعنى الشرقية في آحدىٰ بنوده فنزل قرار المحكمة الدستورية كــ صاعقة دستورية وصفعة قانونية لأربع جهات :

- الحزبين المؤتلفين -الشعب والحرية-.. و
- المجلس الوطني.. و
- وزيرة دولة مِن الحزب الإشتراكي..
فقد رفعت المحكمةُ الدستورية العليا:

Der Oesterreichische

Verfassungsgerichtshof (Abkürzung )VfGH).

ظهر يوم الجمعة الماضي [11 ديسمبر2020م]؛ والغت الحظرَ المفروض علىٰ ارتداء الحجاب في المدارس الابتدائية



(ما يسمىٰ بحظر الحجاب)


باعتباره مخالفاً للدستور..أي باعتباره غير دستوري، وقد برر القضاة الدستوريون قرارهم بأن اللائحة تخص ديناً معيناً، وهو الإسلام؛ دون ذكر مبرر آخر. وكان المجلس الوطني النمساوي قد أقر القانون المثير للجدل في منتصف مايو 2019م أثناء حكومة حزب الشعب المسيحي (OVP) مع حزب الحرية اليميني الشعبوي (OFP).

وهذا الحكم نافذ علىٰ الفور مما يُلزم المستشار النمساوي بتعميمه علىٰ الوزارات المعنية ويطبق فيسمح للفتيات المسلمات بإرداء غطاء الرأس..

ورأى -آنذاك- العديد مِن مسلمي النمسا قرار تحالف حزب الشعب مع الحرية غير متناسب مع الحرية والتنشئة الدينية، وانتهاك لمبدأ المساواة لأن غطاء الرأس كان ممنوعاً للمسلمين فقط. دون غطاء الرأس لطوائف عدة تعيش على أرض النمسا مما دعا المسلمون بالاختصام أمام المحكمة الدستورية لتناقض هذا الحظر مع دستور البلاد..

وعلىٰ الجانب الآخر مِن مجرىٰ الدانوب الأزرق ووفقًا لاستطلاع الرأي الذي قام به مركز الدراسات الاجتماعية كانت نتيجته أنه يرفض 64% من المجتمع -النمساوي- الحجاب، أما مَن يعتقدون أن الإسلام هو سبب رفضهم للحجاب فنسبتهم 31%. وطبقًا لاستطلاع الرأي [جرى في عام 2011م] يوجد 42% من النمساويين لا يشكلون عائقًا في سبيل تَقَبُّل المجتمع للمسلمين بشكل حقيقي، أما 20% ممن أجروا هذا الاستطلاع فيرون أن الحجاب لا يشكل أية مشكلة، أما نسبة مَن يرون أن الإسلاميين "الراديكاليين"(!) يشكلون خطرًا علىٰ الدولة فزادت بنسبة 16 نقطة عن العام 2010م، لتصل إلىٰ 40%" ...

وبعد مرور ما يقرب مِن 10 سنوات.. وفي يوم الإثنين الأسود قبل الإغلاق العام الأول في نوفمبر مِن هذا العام [ 16/11/2020م ] بسبب جائحة كورونا اعتدىٰ متطرف جاهل يحمل كراهية بين ضلوعه وعداء للاخر وعنف وإرهاب اعتدى علىٰ أبرياء -لا يعرفهم ولا يعرفونه- فأزهق أربعة ارواح مسالمة تحتفل على طريقتها بقرب أعيادهم.. فقتل (4) وأصاب (21) شخصاً.. و
يوم الثلاثاء: 17 نوفمبر الماضي قامت قوات الأمن تجاورها وتساندها فرق أمنية آخرى بالقبض على منظمات راديكالية [الاخوان وحماس] ويجرى التحقيق معهم..
ثم في بداية هذا الاسبوع تقدمت سيدة من اصول تركية فبعثرت بحر شموع الحزن.. باقدامها..
ثم أعلن أول أمس وزيرة الأمن النمساوي -الداخلية- أن المجتمع النمساوي يرزح تحت تطرف أناس ينتمون لما يطلق عليه بالإسلام السياسي(!) -مصطلح ابتدعه الغرب وبلعه وهضمه وصدقه بعض المسلمين- وتحت تطرف آخر مسلح يطلق عليه :


"ويسمى Neonazismus النازية الجديدة (القومية الجديدة)".

.. إذاً صدر الحكم.. فــ أوضح رئيس المحكمة الدستورية العليا في النمسا: "كريستوف غرابنوارتر"؛ في بيانه يوم الجمعة الماضي [11/12/2020]: أن “مبدأ المساواة فيما يتعلق بالحق في حرية الفكر والاعتقاد والدين يجب أن يترافق مع حياد الدولة الديني والأيديولوجي”.

-**-

الجدير بالذكر والتنبيه لترتيب الأوراق:

- أنه في مطلع عام 2017م:" قال سباستيان كورتس -وقت أن كان وزيراً لخارجية بلاده، ومسئولاً عن ملف الاندماج- إنه يريد منع الموظفات في المؤسسات المدنية بمَن في ذلك المُدَرِسات مِن ارتداء الحجاب.

- ويعمل كورتس -الذي ينتمي لحزب الشعب النمساوي المسيحي المحافظ - علىٰ إعداد مشروع قانون بهذا الشأن
- تسانده منى دزدار وهي وزيرة دولة -وقتذاك- مِن الحزب الديمقراطي الاجتماعي النمساوي شريك حزب كورتس في الائتلاف وهي مسلمة(!) ذات أصول فلسطينية.

وآتي للتنبيه الثاني:

- كلُ من ينتمي لحزب ما يعتقد في صحة مبادئه وافكاره؛ ويؤمن بالأساس الأيديولوجي لهذا الحزب والذي قام عليه ويعمل بمقتضاه في الحياة السياسية ويمثل مَن خلفه من ناخبيه في برلمان الدولة والمجلس التشريعي والجهاز التنفيذي؛ ينضم إليه وينشط من خلاله.. ومن السذاجة السياسية عند البعض أن يظن أن مَن ينضم لحزب ما أنه يحمل وجهتين نظر متعارضتين في رعاية شؤون؛ لذا فإطلاق أن فلان مِن اصول عربية يمثل العرب في حزب في بلاد الغرب تحتاج لإعادة نظر.. نعم قد تُقدم بعض الخدمات.. التي يقرها القانون العام والدستور الأساسي مثل مقابر خاصة.. وهذا يستلزم مِن قنوات أعلامية بعينها غير محسوبة على تيار سياسي أو سياستها موافقة لتجمع عربي(ما)/إسلامي(ما) أن تقوم بعملية التوعية السياسية والثقافية والعلمية..

نكمل التنبيه الأول :

- ونسترجع ما قبل مايو 2019م .. إذ أن قادم الأيام حُبلى.. ففي حالة موافقة البرلمان علىٰ هذا القانون سيكون الحظر في النمسا أكثر تشدداً مِن القوانين السارية في فرنسا التي لا تحظر إلا النقاب، ثم جرى هذا الاسبوع عرض مسودة قانون من 54 بنداً ينظم تحرك المسلمون في أماكن عبادتهم ومجال انشطتهم.. كالمدرسة الإسلامية(!). وألمانيا قيدت أعلىٰ محكمة فيها من مساحة التحرك المتاحة للمشرعين لحظر ارتداء المدرسات للحجاب.

ونقل متحدث عن كورتس [2019م] قوله "لأن هناك (في المدارس) الأمر يتعلق بتأثير القدوة علىٰ الصغار، النمسا دولة متسامحة مع الأديان لكنها أيضا دولة علمانية."

وقال كورتس إن ارتداء الصليب -وهو أمر شائع في النمسا المتمسكة بالكاثوليكية- يجب أن يسمح به في الفصول معللا ذلك "بالثقافة الراسخة تاريخياً" في البلاد.

وكان مستشار لمحكمة العدل الأوروبية قد قال في مارس 2016م إن الشركات يجب أن يسمح لها بمنع الموظفات من ارتداء الحجاب، لكن فقط في إطار حظر عام على الرموز الدينية والسياسية.

وقالت متحدثة باسم الهيئة الإسلامية في النمسا، وهي مؤسسة -الأصل فيها- رعاية شئوون المسلمين [تعدى مجموعهم أكثر من : (800,000)]؛ وليس فقط إصدار بيانات:" إن التفرقة في أماكن العمل علىٰ أسس دينية مخالفة للقانون النمساوي".

وقالت دزدار لرويترز إنه يجب ألا يكون المرء عرضة للتمييز في مكان العمل على أساس ديانته، وإنها تريد انتظار الحكم النهائي من محكمة العدل الأوروبية قبل إرسال مشروع القانون للبرلمان.

وقبل ذلك وفي بداية عام 2008م أكد كبير أساقفة النمساChristoph Maria Graf von Schönborn(**). أكد حقَ المسلمين في بناء مساجد لهم لأداء شعائرهم الدينية، منتقدًا بشدة الدعوات التي اطلقتها بعض الأحزاب المتطرفة لاعتماد تشريع يحظر بناء المساجد في عموم النمسا.

وهذا هو الخط العريض الموجود في الغرب بحرية التدين وحرية العبادة بشرط أن لا يكون له تأثير على الحياة العامة..

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون النمساوي عن الكاردينالSchoenborn الذي كان مِن بين المرشحين لمنصب البابوية قوله: "إن السماح بأداء الشعائر الدينية الإسلامية يجب ألا يقتصر على الممارسات الشخصية المحدودة وإنما يجب أن يسمح لأداء الشعائر في الأماكن العامة "، مشددًا على أن بناء المساجد هو أمر يجب ألا يشكِّل أية مشكلة ".

كما أكد الكاردينال Schoenborn على ضرورة الاحترام الكامل لحق المسلمة في تغطية رأسها، أو ارتداء الحجاب، سواء طبقًا للتقاليد الإسلامية على النطاق الشخصي أو في الأماكن العامة، باستثناء الدوائر الرسمية..

وهذا بعينه ما ذهب إليه وزير خارجية البلاد والمستشار الحالي.

يُذكر أن حزب الاحرار اليميني المتطرف مازال يشن حملة مُركَّزة ضد الاسلام والمسلمين، وطالب الحكومة بمنع بناء المساجد، ووضع حد لما أطلقوا عليه "أسلمة النمسا".

ومسألة أسلمة النمسا إذا قصد بها المظهر العام في الشارع النمساوي؛ وما يظهر بوضوح مِن محلات البقالة واللحوم والخضروات ,بيع المصوغات من ذهب وفضة وقطع غيار أجهزة النقال والكمبيوتر.. فهذا أمر ميسور.. إذ أن الدستور الأساسي والقانون المعمول به يسمح بذلك..

لكن حقيقة الأشكال يكمن في ارتفاع نسبة المواليد من اصول غير أوروبية بعد فتح الباب والشباك لموجات من المهاجرين من اصول أفريقية وأسيوية؛ وقلة بل ندرة التوالد مِن المرأة الغربية.. وهذه مسألة تحتاج بالفعل إلى إعادة نظر ورسم خريطة(!)

وفي يناير لهذا العام 2020م صرح الرئيس النمساوي بأن الضجة حول حجاب الأطفال (***) مفتعلة؛ فقد دافع الرئيس النمساوي Alexander Van der Bellen عن حق ارتداء الحجاب للمسلمات في المجتمع النمساوي، مشيراً الىٰ أن الخلافات الحالية حول حظر الحجاب بين الأحزاب السياسية مبالغ فيها. و

قال الرئيس النمساوي، في تصريح له يجب أن نفكر فيما هو في الرأس ؛ وليس فيما هو على الرأس


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

(*)Die Bezeichnung Oesterreich ist in ihrer althochdeutschen Form Ostarrichi erstmals aus dem Jahr 996 überliefert. Zudem war die lateinische Form Austria in Verwendung.

- في اللغة الألمانية تسمىٰ "Oesterreich" وتعني الأراضي الشرقية نسبة لموقعها شرق ألمانيا. ومنها اشتق اسم البلاد في باقي اللغات مثل اللغة الإنجليزية وتسمى "Austria"، و


قد سألَ فكري أباظة عملاقَ الفكر العربي عباس العقاد عن أصل تسمية "النمسا" فأجاب العقاد في مجلة الأخبار بتاريخ 12/9/1962: " إن البلاد التي نسميها الآن "النمسا" لم تشتهر باسم "اوستريا" قبل أوائل القرن العاشر، وهو الزمن الذي استقلت فيه بحكم نفسها علىٰ عهد أمراء يابنبرج (سنة 976). ويرجح أن الاسم مأخوذ مِن كلمة ألمانية "ostern" بمعنى "الشرقية"..

(**) كريستوف ماريا مايكل هوغو دايمان بيتر أدلبرت غراف فون شونبورن

Christoph Maria Michael Hugo Damian Peter Adalbert Graf von Schoenborn

وهو راهب دومينيكاني؛ ولاهوتي نمساوي؛ وكاردينال في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية؛ وهو مطران فيينا؛ ورئيس مطارنة النمسا، ولد كريستوف في يوم 22 يناير1945م في بلدة ليميرتز في السوديت في ألمانيا النازية في بوهيميا.

(***) لا يعتبر الشخص مكلفاً إلا بعد البلوغ، أما قبل البلوغ فلا تكليف عليه، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : « رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ :

- عَنْ الصَّبِيِّ حَتَّىٰ يَبْلُغَ، وَ

- عَنْ النَّائِمِ حَتَّىٰ يَسْتَيْقِظَ، وَ

- عَنْ الْمَعْتُوهِ حَتَّىٰ يَبْرَأَ. »

[رواه أبو داود (4402)]، و

علىٰ هذا فيجب علىٰ الفتاة أن ترتدي الحجاب الكامل إذا بلغت، وللبلوغ ثلاث علامات مشتركة بين الذكر والأنثىٰ :

1.] الاحتلام .

2.] نبات الشعر الخشن(!) حول العانة .

3.] بلوغ خمس عشرة سنة(!) .

وتزيد الأنثىٰ بأمرٍ رابع وهو :

4.] الحيض .

فإذا حصل للفتاة إحدىٰ علامات البلوغ هذه وجب عليها الإتيان بجميع الواجبات واجتناب جميع المحرمات، ومن الواجبات ارتداء الحجاب .

وقد تلقت دار الإفتاء المِصرية، سؤالًا [ديسمبر 2018م] حول :

- متىٰ ترتدي ابنتي الحجاب؟.. و
- حكم الشرع في ارتداء البنت الحجاب قبل البلوغ؟.

قال الدكتور أحمد ممدوح ؛ أمين الفتوىٰ، في فتواه:" وجوب الحجاب مرتبط بالبلوغ ، فقبل البلوغ .. الفتاة غير مكلفة ، فالله-عزوجل-لا يحاسبها على ٰصيام أو صلاة أو حجاب، فوقت البلوغ ليس له سن معين ، فقد تأتي [مبلغ النساء وأحكامهن] وهي تبلغ مِن العمر 9 سنوات في بعض الدول الحارة ، وقد لا تأتي إلا في وقت متأخر ، فلو تمت 15 سنة هجري ولم تأتِ لها الدورة الشهرية [الحيض] تصبح بالغة ويكون لديها خلل عضوي أو هرموني".

وأضاف:" البلوغ يكون بالحيض أو السن ، فالحيض أقله 9 سنوات ، وأكثره 15 سنة" ، مؤكدًا يجب علىٰ أولياء الأمور حث الأبناء علىٰ طاعة الله مِن السن المبكر ، وألا ينتظر سن المراهقة حتى ٰيكون قادر علىٰ تطويعهم ". انتهى.


:" وينبغي لولي أمر الفتاة أن يُعوِّدها علىٰ الالتزام بالواجبات واجتناب المحرمات قبل البلوغ، حتىٰ تنشأ علىٰ ذلك، فلا يشق عليها الالتزام بها بعد البلوغ، وهذا مِن الأصول التربوية المقررة في الشريعة .

فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم(!) عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع. »

[رواه أبو داود (495) وأحمد (2/187) مِن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده] .

وجاء هذا المعنىٰ من حديث سبرة بن معبد عند أبي داود (494) والترمذي (407) وقال : حسن صحيح. والحديث صححه الألباني في "الإرواء" (247) .

وروىٰ البخاري (1960) ومسلم (1136) في " صحيحيهما " من حديث الرُّبيع بنت معوذ في ذكر صيام عاشوراء عندما فرض صيامه على المسلمين، وفيه : فكنا بعد ذلك نصومه - يعني عاشوراء - ونُصوِّم صبياننا الصغار منهم، إن شاء الله، ونذهب إلىٰ المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن - وهو الصوف -، فإذا بكىٰ أحدهم علىٰ الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار .

وفي رواية لمسلم : فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتىٰ يتموا صومهم .

قال النووي في "شرح صحيح مسلم" (8/14) :في هذا الحديث تمرين الصبيان علىٰ الطاعات وتعويدهم العبادات، ولكنهم ليسوا مكلفين. ا. هـ

وقال ابن القيم في "تحفة المودود بأحكام المولود" (ص :162) : والصبي وإن لم يكن مكلفا فوليه مكلف، لا يحل له تمكينه من المحرم، فإنه يعتاده ويعسر فطامه عنه. ا. هـ

وإذا قاربت الفتاة البلوغ فإنه يُخشىٰ أن يكون عدم ارتدائها الحجاب سبباً لفتنة الشباب بها، وفتنتها بهم .

ولذلك ينبغي لوليها في هذه الحال أن يلزمها بالحجاب، سداً للذريعة ومنعاً للمفسدة.

والله تعالى أعلم.".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

(الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

28 ربيع الثاني 1442 هــ ~ 13 ديسمبر 2020م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 25 / 01 / 2021 03 : 07 PM

فئران الظلام
 
فئران الظلام *
( ما فتئت فئران الظلام .. تتشمم مواضع ضعف الأمة الإسلامية.. وتتلمس أماكن غفلتها.. وتبحث عن زمن قيلولة بعض رجالها -أهل العلم وأصحاب الفقه ورجال القلم- .. فتبث فئران الجهل و الظلام عبر الشبكة العنكبوتية -النت- ما يحلو لها ظانة بذلك أنها تحسن صنعاً..


فقد اقترب هلال شهر رجب من البزوغ.. فاليوم (‏الإثنين‏: 12‏ جمادىٰ الثانية‏، 1442 هــ ) فأصدر البعض تهنئة بشهر رجب، ونصها :„ مَن يبارك الأحباب بهذا الشهر ... يحرم عليه النار” ..
ولعل القائل/المرسل سكت دون أن يفضح جهله؛ بل تجرأ وكذب على رسول الله -تعالى- -عليه السلام- ونسب إليه ما لم يتكلم به أو يقوله.. وهذا خطأ جسيم وذنب عظيم .. بل تم تداول التهنئة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى وخاصة “فيس بوك”، فنسب القول لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- .. باعتباره أنه حديث نبوي شريف..



فـــ
أكدت دار الإفتاء المِصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”: ( أنه لم يقل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ذلك).



فــ
لينتبه المسلمون ويوقفون هذا السيل مِن الجهل [رسالة ترسل من جاهل فيعممها آخر على البقية].. خاصة والفضاء الإلكتروني مفتوح وأضف لهذه الفوضى الفكرية أو الفقهية أن الأيام القادمات [ أيام شهر رجب .. شعبان .. رمضان ].. أيام مواسم لبعض تجار الدين.. وجهلة منصات التواصل الإجتماعي!
مع
التنبيه أيضا على أن أيام الله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- ساعات طيبة خيرّة.. جعل سبحانه وتعالى العبادة له وحده على مدار الساعة [ماعدا ساعة النوم] ونهتم بما خصّه -سبحانه وتعالى- أو خصّه نبيه الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- بنص صحيح!



والله تعالى من وراء القصد؛ فارجو منه التوفيق والسداد والهداية والاقتراب من الصواب أو إصابة عين الصواب وأتوب إليه واستغفره واستهديه واستعينه وأتوكل عليه.. فهو -عز وجل- نعم المولى ونعم النصير.

وأعتذر مِن كل ظن أنني اقصده بسوء لفظةٍ أو تجريح كلام..
فــ
المسألة ليست شخصية بل البحث عن قال الله -تعالى- في محكم التنزيل وقال رسوله الكريم في صحيح الوحي المنزل عليه بواسطة أمين السماء جبريل!
و
الحمد لله أولا وأخرا وفي كل حين !
‏الإثنين‏: 12‏ جمادىٰ الثانية‏، 1442 هــ ~ 25 يناير 2021م
(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 09 / 02 / 2021 37 : 11 PM

: ﴿ [ ٧ ] ﴾ رجب:
 
(" بسم الله الرحمن الرحيم" )

: ﴿ [ ٧ ] رجب:


فلكياً سيبدء شهر رجب يوم السبت 13 مِن فبراير الحالي (2021م). :



-**-


١ . :" رجب : وهو مِن الأشهر الحرم:
- سُمِّي رجبًا لأنه مِن الأشهر الحرم؛ و
- كانت العرب ترجب رماحها. فيه ..

أي:تنزع النصل من الرمح وتكف الناس عن القتال.
و

قيل: رجب أي:التوقف عن القتال.:

:٢ . :" فضل التهنئة بشهر رجب:

يرددُ جهلةُ منصات التواصل الإجتماعي ما نصه :

«.مَن يُبارك الأحباب بهذا الشهر [أي: رجب] يحرم عليه النار.»
[حديث باطل؛ غير صحيح][(1)]. .

٣ . : ما يقال عند دخول الشهر:

[ الـدعـاء ]

" وكان صلىٰ الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ:«.اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ.»

تخريج الحديث :

٣ . ١ . :" حديث ضعيف، حديث غير صحيح.. ولا حجة فيه، ولا حجة في تخصيصه بشيء ". [(2)].



٤ . :" قال المناوي في : [فيض القدير (5/131)] : قال ابن رجب [الحنبلي] :" فيه دليل ندب الدعاء بالبقاء إلىٰ الأزمان الفاضلة لإدراك الأعمال الصالحة فيها؛ فإن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيرا .[ا.هـ].

و

قال أحمد البنا في : [بلوغ الأماني (9/231)] :" دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بالبركة في هذه الأشهر الثلاثة يدل علىٰ فضلها. وفي تخصيص رمضان بالدعاء منفرداً؛ وعدم عطفه علىٰ رجب وشعبان دلالة علىٰ زيادة فضله. [ ا.هـ.][(3)] .



٤ . ١ .:" أقول: ولعل ما نقله المناوي عن ابن رجب الحنبلي؛ وايضا ما قاله أحمد البنا جعل دار الافتاء المِصرية تقول :" ... إلا أنه لا مانع شرعًا مِن التهنئة بمناسبة حلول شهر رجب من غير نسبة هذا الكلام : أي :«. .مَن يُبارك الأحباب بهذا الشهر [رجب] يحرم عليه النار ‟. » إلىٰ حضرة سيدنا النبي -صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ-، فقد كان -صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ: «. اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ. »".

أقول: لعل هذا من باب :" الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال!؟.".

.

‏الثلاثاء: 09‏ فبراير‏، 2021 ~ ‏الثلاثاء‏، 27‏ جمادى الثانية‏، 1442 هــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

المصادر والمراجع:

[(1)] دار الإفتاء المِصرية عبر صفحتها الرسمية علىٰ موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”.

[(2)] تخريج الحديث للشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز.

ثم بمراجعة المصادر وجدتُ:

كلام أهل العلم على الحديث؛ فقد :

[1. ] قال البيهقي في شعب الإيمان (3/375) : تفرد به زياد النميري وعنه زائدة بن أبي الرقاد؛ قال البخاري :" زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري : منكر الحديث" .

[2. ] وقال النووي في الأذكار ( ص 274) :" وروينا في حلية الأولياء بإسناد فيه ضعف" .

[3. ] وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (3/96) عند ترجمة زائدة وذكر الحديث : أيضا ضعيف .

[4. ] وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/165) : رواه البزار وفيه زائدة بن أبي الرقاد؛ قال البخاري:" منكر الحديث وجهله جماعة".

[5. ] وقال أيضا (3/140) : "رواه البزار والطبراني في الأسط ، وفيه زائدة بن أبي الرقاد وفيه كلام وقد وثق" .

[6. ] وقال ابن علان في الفتوحات الربانية (4/335) نقلا عن الحافظ ابن حجر : قال الحافظ : "حديث غريب أخرجه البزار وأخرجه أبو نعيم".

[7. ] وقال أحمد البنا في بلوغ الأماني (9/231) : " وفي حديث الباب زياد النميري أيضا ضعيف " ، وأورده السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر ، وأشار إلى ضعفه ، وله طرق أخرى يقوي بعضها بعضا .

والغريب : أنه ... لم يذكر ما هي هذه الطرق ؟؟؟

والحديث ليس له إلا طريق زائدة فقط .

[8. ] وقال أحمد شاكر في تخريجه للمسند (4/100-101 ح 2346) :" إسناده ضعيف".

[9. ] وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريجه لمسند الإمام أحمد (4/180 ح 2346) :" إسناده ضعيف".

[10. ] وقال ناصرالدين الألباني في تخريجه للمشكاة (1/432 ح 1369) : وعزاه في الجامع الصغير للبيهقي في " الشعب " ، وتعقبه المناوي بقوله : " وظاهر صنيع المصنف أن مخرجه رواه وأقره ، وليس كذلك ، بل عقبه البيهقي بما نصه :" ... ونقل كلام البيهقي الذي ذكرناه آنفا" .

[12. ] وقال الدكتور عامر حسن صبري في زوائد عبدالله بن أحمد بن حنبل في المسند(ص198) :" إسناده ضعيف" .

[(3)] بحث للشيخ / عبدالله زقيل.


**


. (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)


دكتور محمد فخر الدين الرمادي 22 / 02 / 2021 54 : 01 AM

«تَارِيخُ الْإِسْرَاءِ»
 
سلسلة بحوث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة





» سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء «


تحت عنوان
اسم البحث
«تَارِيخُ الْإِسْرَاءِ»


كل مَنْ لديه اطلاع وفهم للسيرة النبوية العطرة وللتاريخ الإسلامي لا يستطع أن يحدد تاريخ الإسراء؛ لا بسنتِه ولا بشهرِه ولا بيومه؛ قولاً واحداً؛ فلم يثبت عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ- أنه احتفل بيوم إسرائه ومعراجه؟!؛ حتى يتسنى لنا معرفة التاريخ؛ كما ولم يحتفل بذلك الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم جميعاً- أو التابعون لهم بإحسان؟!.



ونتحدى أن يأتي أحدٌ بشيءٍ في ذلك .

وما دام أنه لم يثبت منها شيء فنحن لا نثبت أي شيء منها.

بل قال بعض المتأخرين كما ذكر ذلك "الشهاب الخفاجي" في" نسيم الرياض في شرح الشفا للقاضي عياض"؛ إذ يقول : قال بعض العلماء المتأخرين : " وأما ما هو منتشر اليوم في بعض الديار المِصرية من الاحتفال بـ ليلة سبع وعشرين [٢٧]، ودعوى أنها ليلة الإسراء والمعراج، فذلك بدعة وهذا متأخر ".

ثم أضيف بقولي :

" هل يترتب على معرفة التاريخ بدقة حكم شرعي ؟ "؛
بمعنى أنه وجب أو ندب علينا صيام النهار أو قيام الليل!!؟.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رَحِمَهُ اللَّهُ[1] :" الأقوال في ذلك أكثر من عشرة [١٠] أقوال، حتى أن منها :

[أ] أن ذلك قبل البعثة ،

ومنها :

[ب] بعد الهجرة ،

وقيل : [١] قبلها بخمس ،

وقيل : [٢] قبلها بست ،

وقيل : [٣] قبلها بسنة وشهرين؛ كما قال ابن عبدالبر .

تأصيل مسألة تحديد تأريخ حادثة الإسراء !

أذكر الأقوال التي قيلت في التاريخ :

قبل الهجرة دون تحديد زمن:

فـقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: " أُسْرِيَ بِهِ مِنَ الْمَسْجِد ِالْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِد ِالْأَقْصَى وَهُوَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ، وَقَدْ فَشَا الْإِسْلَام ُبِمَكَّةَ فِي الْقَبَائِلِ".

[١] القول الأول : أُسْرِيَ بِالنبي- عليه السلام- إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَةٍ؛

فقَالَ قَتَادَةُ وَمُقَاتِلٌ: " قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِعَامٍ" .
و

عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ : أُسَرِي بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ - قَبْلَ خُرُوجِه ِإِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَةٍ .

قَالَ : وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ. و
عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ أَنَّهُ قَالَ : فُرِض َعَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْخَمْسُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ لَيْلَةَ أُسَرِيَ بِهِ، قَبْلَ مُهَاجَرِهِ بِسِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا .

فَـ

عَلَى قَوْلِ السَّدِّي يَكُونُ الْإِسْرَاءُ فِي شَهْرِ ذِي الْقِعْدَةِ، وَ

عَلَى قَوْلِ الزُّهْرِيِّ وَعُرْوَةَ يَكُونُ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ .

[٢] القول الثاني :" فِي سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَبِيعِ الْأَوَّل ِوَالرَّسُولُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ابْنُ إِحْدَى وَخَمْسِينَ سَنَةً وَتِسْعَةِ أَشْهُرٍ وَثَمَانِيَةٍ وَعِشْرِينَ يَوْمًا " . ورحجه النووي.

[٣] القول الثالث :" قَالَ الْحَرْبِيُّ : أُسْرِيَ بِهِ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ ".

[٤] القول الرابع :" وَقَالَ أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخِهِ : أُسْرِيَ بِه ِمِنْ مَكَّةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَعُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ بَعْدَ مَبْعَثِهِ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا .

وجاء بصيغة آخرى :" وَقَالَ أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِم ِالرُّعَيْنِيُّ فِي تَارِيخِهِ : أُسْرِيَ بِهِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَعُرِجَ بِه ِإِلَى السَّمَاءِ قَبْلَ مَبْعَثِهِ بِثَمَانِيَةَ عَشَر َشَهْرًا " .

تعليق ابوعمر على ما قاله الذهبي :

قَالَ أَبُوعُمَرَ: " لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَهْل ِالسِّيَر ِقَالَ مَا حَكَاهُ الذَّهَبِيُّ، وَلَمْ يُسْنِدْ قَوْلَهُ إِلَى أَحَدٍ مِمَّنْ يُضَافُ إِلَيْهِ هَذَا الْعِلْمُ مِنْهُمْ، وَلَا رَفَعَهُ إِلَى مَنْ يُحْتَجُّ بِهِ عَلَيْهِمْ" .

[٥] القول الخامس :" قَالَتْ أمنا عَائِشَةُ؛ أم المؤمنين: " بِـ عَامٍ وَنِصْفٍ فِي رَجَبٍ" .

[٦] القول السادس : وَرُوِيَ عَنِ الْوَقَّاصِيِّ قَالَ : أُسْرِيَ بِهِ بَعْدَ مَبْعَثِه ِبِخَمْسِ سِنِينَ .

[٧] القول السابع : قَال َابْنُ شِهَابٍ: وَذَلِكَ بَعْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه ِوَسَلَّمَ- بِسَبْعَةِ أَعْوَامٍ .

[٨] القول الثامن : في تاريخ حادثة الإسراء : ذكر اثيرالدين الأندلسي في تفسيره :" وهو قولضعيف : " وَوَقَعَ لِشَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ ذَلِكَ كَان َقَبْل َأَنْ يُوحَى إِلَيْه ِ ، وَلَا خِلَافَ بَيْنَ الْمُحَدِّثِينَ أَنَّ ذَلِكَ وَهْمٌ مِنْ شَرِيكٍ .

وَ
حَكَى الزَّمَخْشَرِيُّ عَنْ أَنَسٍ وَالْحَسَنِ أَنَّه ُكَان َقَبْلَ الْمَبْعَثِ .

[٩] القول التاسع : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ الْإِسْرَاءَ كَانَ أَوَّلَ لَيْلَةِ جُمْعَةٍ مِنْ شَهْرِ رَجَبٍ ، وَهِيَ لَيْلَةُ الرَّغَائِبِ الَّتِي أُحْدِثَتْ فِيهَا الصَّلَاةُ الْمَشْهُورَةُ ، وَلَا أَصْلَ لِذَلِكَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَيَنْشُدُ بَعْضُهُمْ فِي ذَلِكَ :



لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ عُرِّجَ بِالنَّبِيِّ * لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَوَّلَ رَجَبِ

وَهَذَا الشِّعْرُ عَلَيْهِ رَكَاكَةٌ ، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهُ اسْتِشْهَادًا لِمَنْ يَقُولُ بِهِ .

وعَنْ جَابِرٍ
وَابْنِ عَبَّاسٍ قَالَا : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَامَ الْفِيلِ ، يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، وَفِيهِ بُعِثَ ، وَفِيهِ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، وَفِيهِ هَاجَرَ وَفِيهِ مَاتَ . فِيهِانْقِطَاعٌ . وَ
قَدِ اخْتَارَهُ الْحَافِظُ عَبْدُالْغَنِيِّ بْنُ سُرُورٍ الْمَقْدِسِيُّ فِي " سِيرَتِهِ " ، وَقَدْ أَوْرَدَ حَدِيثًا لَا يَصِحُّ سَنَدُهُ ، وَ
يُقَالُ : كَانَ فِي رَجَبٍ . أي أَنَّ الْإِسْرَاءَ كَانَ لَيْلَةَ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ [٢٧] مِنْ رَجَبٍ .

[١٠] القول العاشر : وَقِيلَ : كَانَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ .

وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَالْمُتَحَقِّقُ:

أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بَعْدَ شَقِّ الصَّحِيفَةِ وَقَبْلَ بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ ،

خلاصة البحث :

أما ثبوت تعيين تاريخ الإسراء والمعراج فلم يثبت عَلَى الإطلاق أي دليل صحيح صريح في تحديد وقت الإسراء والمعراج.





القول الراجح :

كل ما نعرفه من خلال السيرة هو أن الإسراء والمعراج كَانَ قبل الهجرة، هذا هو القول الراجح، والمشهور والمستفيض أن الإسراء والمعراج كَانَ

بعد [أ] موت أبي طالب عم النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، و

بعد [ب] موت أمنا خديجة الكبرىٰ، و

بعد أن [ج] ذهب النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الطائف ورده أهلها، وهو العام الذي يُسمى عام الحزن، لأن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لقي فيه الأذى الشديد والألم والتعب،



فــ

[أ] مَنَّ الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عليه بهذه الآيات العظيمة، وهذه المشاهد وهذا المقام الرفيع الذي لم يصل إليه بشر،

[ب] تسلية للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ-، وكانت آيات عظيمة قال الله -تعالى في سماه وتقدست اسماؤه- :" لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ"[النجم:18] فأراه الله -عَزَّ وَجَلَّ - آياتٍ عظيمة ففُرج عنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الهمَّ وسُرِّي عنه ، وعاد وقد استيقن بربه وبلقائه ، وأن ما يوحى إليه هو الحق أكثر من ذي قبل، وعاد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد شد العزم عَلَى أن يبلغ دعوة ربه ، وأن لا يبالي بالنَّاس مهما صدوه ، بعدما رأى ما رأى من الأَنْبِيَاء ومن الكرامة التي نالها .

و

يترجح ويظهر من عموم الأدلة أنه كَانَ قبل الهجرة، وأنه كَانَ بعد أو في عام الحزن .

ولي-الرمادي- ختم البحث بــ أن نقول:

١.) ثبتت حادثة الإسراء بنص قرآني قطعي الثبوت قطعي الدلالة بقوله -تعالى في سماه وتقدست اسماه-
:" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً " [الاسراء:1]

٢.) قال الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ :" ثَبَتَ الْإِسْرَاءُ فِي جَمِيعِ مُصَنَّفَاتِ الْحَدِيثِ، وَرُوِيَ عَنِ الصَّحَابَةِ فِي كُلِّ أَقْطَارِ الْإِسْلَامِ، فَهُوَ مُتَوَاتِرٌ بِهَذَا الْوَجْهِ. وَذَكَرَ النَّقَّاشُ مِمَّنْ رَوَاهُ عِشْرِينَ صَحَابِيًّا.

ثم

تتبعتُ -الرمادي- فوجدتُ قَدْ تَوَاتَرَتِ الرِّوَايَاتُ فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ عَنْ :

[١] عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَ
[٢] عَلِيٍّ، وَ
[٣] ابْنِ مَسْعُودٍ، وَ
[٤] أَبِي ذَرٍّ، وَ
[٥] مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَ
[٦] أَبِي هُرَيْرَةَ، وَ
[٧] أَبِي سَعِيدٍ، وَ
[٨] ابْنِ عَبَّاسٍ، وَ
[٩] شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، وَ
[١٠] أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَ
[١١] عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ قُرْطٍ، وَ
[١٢] أَبِي حَبَّةَ؛ وَ
[١٣] أَبِي لَيْلَى الْأَنْصَارِيَّيْنِ؛ وَ
[١٤] عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَ
[١٥] جَابِرٍ، وَ
[١٦] حُذَيْفَةَ، وَ
[١٧] بُرَيْدَةَ، وَ
[١٨] أَبِي أَيُّوبَ، وَ
[١٩] أَبِي أُمَامَةَ، وَ
[٢٠] سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَ
[٢١] أَبِي الْحَمْرَاءِ، وَ
[٢٢] صُهَيْبٍ الرُّومِيِّ، وَ
[٢٣] أُمِّ هَانِئٍ؛ هند بنت أبي طالب، وَ
[٢٤] عَائِشَةَ، وَ [٢٥] أَسْمَاءَ ابْنَتَيْ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ-.

وأزيد :

مِنْهُمْ مَنْ سَاقَهُ بِطُولِهِ، وَمِنْهُمْ مَنِ اخْتَصَرَهُ عَلَى مَا وَقَعَ فِي الْمَسَانِيدِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ رِوَايَةُ بَعْضِهِمْ عَلَى شَرْطِ الصِّحَّةِ " فَحَدِيثُ الْإِسْرَاءِ أَجْمَعَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ، وَأَعْرَضَ عَنْهُ الزَّنَادِقَةُ وَالْمُلْحِدُونَ؛"
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " [آية 8؛ سورة الصف:61].

روايات حديث الإسراء والمعراج جمعها الحافظ ابن كثير الدمشقي -رحمه الله تعالى- في كتاب التفسير عند أول الآية من سورة الإسراء
:" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً "[الاسراء:1] حيث جمع الروايات في الإسراء والمعراج من المسند ومن الصحيحين ومن المسانيد الأخرى كـ أبي يعلى وروايات البيهقي و عبدالله بن أحمد بن حنبل كما في زياداته عَلَى مسند آبيه وابن جرير؛ أبوجعفر الطبري رَحِمَهُ اللَّهُ ذكر روايات كثيرة لكنها بسنده هو، والحافظ ابن كثيررَحِمَهُ اللَّهُ ذكر روايات المسند والصحيحين ثُمَّ ما في السنن والمسانيد الأخرى.























































مُحَمَّدٌ الرَّمَادِيُ مِنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

Dr.MUHAMMADELRAMADY

الخميس : 10 رجب 1441 هـ ~ 21 فبراير 2021م



ــــــــــــــــــ



المراجع والهوامش:


[1] العسقلاني؛ أحمد بن علي بن حجر؛ فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ الجزء السابع؛ ص:203؛ دار الريان للتراث؛ 1407هـ / 1986م .


‏الأحد‏، 10‏ رجب‏، 1442 هــ




~ 19 فبراير2021م


(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)


(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 25 / 02 / 2021 26 : 02 PM

صلاة أم داود في نصف رجب!
 
ومن البدع والمستحدثات في دين الله تعالى ، وخاصة في العبادات ، مع أنها توقيفية تلك التي يفعلها بعض الناس:


* . ]:" صلاة أم داود في نصف رجب،

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 25 / 02 / 2021 45 : 05 PM

صلاة النصف من رجب !
 
بعضٌ مِن البدع والمستحدثات في عبادات أهل التوحيد ومَن ألتزم بوحي رافع السماوات بغير عمد أو سنّادات وهدي خير العباد المبين لنا أصح العبادات:






تمهيد :





حين يضعف المؤمن لضعفه الشديد الذي طرأ عليه وعلى أمته في فهم وإدراك واستيعاب الإسلام ثم يتخلف في عدة مواقع في الحياة الدنيا العامة المعاشة كمجال الطب والمعالجة أو الصيدلة والتداوي أو الهندسة والعمران أو الزراعة والإنماء.. حين يضعف في حياته اليومية التي يعيشها فلا يفيد نفسه أو يقدم فائدة أو إنجاز للآخرين.. فيخبو وهج ضوء الإيمان في قلبه ويقل نور العقيدة في إدراكه وعقله وتغرب عنه شمس البيان فتضعف عنده مهمات تبليغ رسالة الإيمان وتتلاشى رويدا رويدا واجبات بعثة خير الأنام فيهبط درجة بل درجات ويكتفي بوصفه أنه مِن الناس.. يحسن إن أحسنوا ويسئ إن اساؤوا ثم يكتفي -كمسلم- بمواسم تعبدية كهنوتية في عمره كصوم رمضان مِن عام لعام أو حج بيت حرام أو عمرة ربيعية موليدية في مناسبة شهر المولد ربيع أول أو عمرة في رمضان أو عمرة رجبية وينتظر موسم بعد موسم ومناسبة بعد مناسبة فيأخذ بقشور الإسلام ويتمسك بمظاهر تعبدية ثم يزيد من عنده مناسبات ومواسم كي يشبع قدرا ما من فطرته بعد أن مسخت وعدلت.. فــ يتراجع عن موقعه الصحيح بين الشعوب والأمم ويتخلف عن ركب الحضارة والمدنية فتسبقه أمم وشعوب وتتجاوزه حتى يصبح رهينة بين ايديهم وسجين ما يقدمونه من منتجات علمية وبضاعة إستهلاكية.. وجائحة :"كورونا" خير مثال وأوضح دليل.. وكي يعوض نقصه هذا يبدع في عبادات ويستحدثها ظناً منه -المسكين- أنها تقربه من درجات الغفران وتلبسه مسوح الرهبان وتدنيه من العزيز الرحمان.. ومن تلك الخروجات عن وحي السماء والبعد عن هدي خاتم المرسلين وآخر الأنبياء ومتمم المبتعثين :



صلاة النصف من رجب :

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 02 / 2021 54 : 12 AM

رد: المناسبات
 
حديث موضوع:


" مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدُ مَرَّةً وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عشرين (1) مرة وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ثلاث مَرَّاتٍ وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ عَشْرِ مَرَّاتٍ ثُمَّ يُسَبِّحُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيُكَبِّرُهُ وَيُهَلِّلُهُ ثَلاثِينَ مَرَّةً. بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ أَلْفَ مَلَكٍ _ .... إلخ".
رَوَاهُ الْجَوْزَقَانِيُّ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا وهو موضوع ورواته مجاهيل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ


(1) كذا في الأصلين ووقع في اللآلىء(" وقل هو الله أحد" : أحد عشر) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






حديث موضوع : "مَنْ صَامَ يَوْمًا مِنْ رَجَبٍ وَصَلَّى فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِائَةً مَرَّة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مقعده من الْجَنَّةِ أَوْ يُرَى لَهُ ".
هُوَ موضوع وأكثر رواته مجاهيل.












ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ




قلتُ (الرمادي مِن الإسكندرية) قراءة ومراجعة تحت عنوان :"صلوات مقيدة بأيام الشهور وبليال منها".. انظر : الإمام الشوكاني؛ في موسوعته" الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" !









دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 02 / 2021 06 : 01 AM

رد: المناسبات
 
حديث موضوع:
((مَن صام مِن رجبٍ وصلى فيه أربع ركعات.... لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يُرى له)) ...
حديث موضوع: يراجع:
1.] الموضوعات: لابن الجوزي (2/124) ،
2.] تبيين العجب ص (21) ، و
3.] الفوائد المجموعة ص (47) [ذكرته من قبل] . حديث رقم (145) .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر : عبدالله التويجري؛ البدع الحولية: ج: ( 1 ) ؛ ص: ( 216) .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 02 / 2021 24 : 01 AM

صلاة ليلة النصف من رجب !
 
صلاة ليلة النصف من رجب:
- قيل فيها ما لم يثبت.
أخرج الجوزقانى عن محمد بن يحيى عن أبيه عن أنس مرفوعا: " من صلى ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة، يقرأ فى كل ركعة الحمد مرة، وقل هو الله أحد إحدى عشرة مرة، وقل أعوذ برب الفلق ثلاث مرات، وقل أعوذ برب الناس ثلاث مرات ... فإذا فرغ من صلاته صلى علىَّ عشر مرات. ثم يسبح الله بحمده ويكبره ويهلله ثلاثين مرة، بَعثَ الله تعالى إليه ألف ملك يكتبون له الحسنات، ويغرسون له الأشجار فى الفردوس.... وذكر أنواعاً من العطاء ما أنزل الله بها من سلطان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التخريج :
(قال) الإمام السيوطى: موضوع رواته مجاهيل: ص: ( 30 ) ؛ ج: ( 2 ) - اللالئ و ص: ( 50 ) الفوائد.. وفيه: وقل هو الله أحد، عشرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
راجع : الدين الخالص .. أو .. إرشاد الخلق إلى دين الحق ؛ السبكي،محمود خطاب.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 02 / 2021 36 : 01 AM

رد: المناسبات
 
صَلَاة لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ
حَدِيثُ مَوْضُوع:
" مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَقل هُوَ الله أحد أحد عشرَة مرّة وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يُسَبِّحُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيُكَبِّرُهُ وَيُهَلِّلُهُ ثَلاثِينَ مَرَّةً بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ أَلْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَغْرِسُونَ لَهُ الأَشْجَارَ فِي الْفِرْدَوْسِ وَمُحِيَ عَنْهُ كُلُّ ذَنْبٍ أَصَابَهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَلَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْقَابِلِ وَيُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ قَرَأَهُ فِي هَذِه الصَّلَاة سَبْعمِائة حَسَنَةٍ وَتُبْنَى بِكُلِّ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ عشرَة قُصُورٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَر وَأعْطِي بِكُل رَكْعَة عشر مَدَائِنَ فِي الْجَنَّةِ كُلُّ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَيَأْتِيهِ مَلَكٌ فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَيَقُولُ : اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ.".
أخرجه : الجوزقاني وَقَالَ :
1.] ابْن الْجَوْزِيّ .. و
2.] السيوطي .. وَ
3.] ابْن عراق ..
4.] وَغَيرهم : مَوْضُوع وَ رُوَاته مَجَاهِيل.".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر : الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ؛ اللكنوي، أبو الحسنات.


دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 02 / 2021 59 : 01 AM

صَلَاة لليلة النّصْف من رَجَب !
 
صَلَاة لليلة النّصْف من رَجَب
أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزَجِيُّ .. أَنْبَأَنَا الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم.. أَنبأَنَا أبوعلمس ابْن الْحَسَنِ بْنِ نَصْرٍ الأَدِيبُ ............ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ.. حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ.. حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ .. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن .. حَدثنَا عبدالله بْنُ عَبْدِالْعَزِيزِ.. حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ.. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِشَامِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلانَ...........
قَالُوا : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" من صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كل رَكْعَة الْحَمد مرّة، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عِشْرِينَ مَرَّةً، وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ عَشْرَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يُسَبِّحُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيُكَبِّرُهُ وَيُهَلِّلُهُ ثَلاثِينَ مَرَّةً، بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ أَلْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَغْرِسُونَ لَهُ الاشجار فِي الفردوس، ومحى عَنْهُ كُلَّ ذَنْبٍ أَصَابَهُ إِلَى تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَلَمْ يَكْتُبْ عَلَيْهِ خَطِيَّةً إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْقَابِلِ، وَيَكْتُبُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ قَرَأَ فِي هَذِه الصَّلَاة سَبْعمِائة حَسَنَةٍ، وَبَنَى لَهُ بِكُلِّ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ عَشْرَةَ قُصُورٍ فِي الْجَنَّةِ من زبر جد أَخْضَرَ، وَأُعْطِيَ بِكُلِّ رَكْعَةٍ عَشْرَ مَدَائِنَ فِي الْجَنَّةِ، كُلُّ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ"...
حَمْرَاءَ، وَيَأْتِيهِ مَلَكٌ فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَيَقُولُ: اسْتَأْنَفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ ".
وَهَذَا مَوْضُوع وَرُوَاته مَجْهُولُونَ، وَلا يخفى تركيب إِسْنَاده وجهالة رِجَاله، وَالظَّاهِر أَنَّهُ من عمل الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم. ] .
انظر : الموضوعات لابن الجوزي .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 02 / 2021 03 : 02 AM

رد: المناسبات
 
... فما تقدم جزء يسير من الأحاديث الموضوعة في فضل شهر رجب والقصد الإشارة والتنبيه على عدم خصوصية شهر رجب بصوم أو صلاة ونحو ذلك من العبارات، وما ذكر فيه الكفاية، وما لم يذكر فليراجع في الكتب التي ذكرت فيها الأحاديث الموضوعة، والله الهادي إلى سواء السبيل............-
والله أعلم -.




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
راجع ما قاله : عبدالله التويجري..



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
الخميس : 14 رجب 1442 هـ ~ 25 فبراير 2021م..



دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 02 / 2021 21 : 02 AM

رد: المناسبات
 
إِحْيَاءُ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ:
[ ترقيم داخلي : 17 ]
- ذَهَبَ بَعْضُ الْحَنَابِلَةِ إِلَى اسْتِحْبَابِ إِحْيَاءِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ.
[ انظر : الفروع : ( 1 / 438، 440) .
[ الموسوعة الفقهية الكويتية: ج: (2) ؛ ص: (237)]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 06 / 03 / 2021 36 : 11 PM

ذكرى .. مناسبة .. الإسراء والمعراج!!!..
 
الإسراء والمعراج(!)

ذكرى .. أم مناسبة .. أم إعجاز لرسول الهدى والرحمة .. مع التنبيه أن ليس في القضية تحدي للبشر.. أم نصوص قرآنية رحمانية تتلى وتقرأ وتفهم فتطبق .. ونصوص نبوية سنية تثبت قضية الإسراء والتي بأحداثها تبين بوضوح إمامة سيد المرسلين .. وخاتم الأنبياء .. ومتمم المبتعثين .. وتثبت قضية المعراج فــ بعروجه نتبين القدرة الآلهية ليكرم نبيه ثم يكرم أتباعه حين تم تبليغه بصلوات في اليوم والليلة !!--







لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــكــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن..






عند مراقبة أحوال المسلمين ؛ ودراسة شؤونهم ؛ ومعرفة ما آلت إليه أمة تعدادها يزيد عن مليار و 700 مليون إنسان على وجه المعمورة .. ونحن في بداية النصف الثاني من العام الهجري ١٤٤٢ وقرب إنتهاء الربع الأول من عام 2021 الميلادي .. لا يتبقى أمام افرادها إلا :

- المناسبات و
- المواسم .. و
- الذكريات و
- العودة إلى ماض ولى ومضى لسنا لنا في أي دور سوى اجتراره .. و
- انتظار موسم يليه مناسبة .. و
- ذكرى تعقبها ذكرى ..
ثم ونحن إثناء جائحة فيروس أذلت العالم أجمع .. مر شهر الصيام في العام المنصرم ومرت مناسك الحج والعمرة كما تعلمون جيداً ..

.. ولعل رمضان لهذا العام سيكون شبيه بأخيه اليتيم السابق .. و
.. لعل مناسك الحج والعمرة ستكون أشبه بمناسك عام الحزن الفائت ..

... وبعد ثلاثة ايام ستهل على أمة ضاعت هويتها وفقدت أنتمائها .. وقامت تقلد غيرها من الأمم والشعوب..
اقول ستهل مناسبة .. ذكرى الإسراء والمعراج .. فيسارع البعض في أحياء ذكرها كأننا نسيناها أو تناسيناها !..



-*-*-*-*-




(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)




-*-*-*-*
محمدفخرالدين الرمادي
من
الإسكندرية
23 رجب 1442 هــ~ 06 مارس 2021م


دكتور محمد فخر الدين الرمادي 08 / 03 / 2021 05 : 12 AM

إسراء ومعراج ١٤٤٢ !
 
إسراء و معراج ١٤٤٢

أذِّكرىٰ يصلح تذكرها(!؟) ..
أم مناسبة يصح الاحتفاء بها(!؟)..
أم إعجاز لرسول الهدى والرحمة..
مع التنبيه أن ليس في القضية مِن خلال أحداثها تحدي للبشر..
أم نصوص قرآنية رحمانية تتلىٰ وتقرأ فتفهم فتطبق..
ونصوص نبوية سنية تُثبت قضية الإسراء والتي بأحداثها تبين بوضوح إمامة سيد المرسلين.. وخاتم الأنبياء.. ومتمم المبتعثين لجميع السادة المرسلين على مر الأزمان والسنين..
وتُثبت قضية المعراج؛ فــ بعروجه نتبين القدرة الآلهية حين اراد سبحانه أن يكرم نبيه ثم يكرم أتباعه حين تم تبليغه بصلوات خمسين في اليوم والليلة في بداية التشريع وقبل النسخ إلىٰ خمس!!

لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــكــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن..

عند مراقبة أحوال المسلمين -اليوم- ودراسة شؤونهم وتصرفاتهم وأعمالهم فيما بينهم أو مع مَن ليسوا منهم؛ ومعرفة ما آلت إليه أمة تعدادها يزيد عن مليار و 700 مليون إنسان علىٰ وجه المعمورة .. ونحن في بداية النصف الثاني من العام الهجري ١٤٤٢وقرب إنتهاء الربع الأول من عام 2021 الميلادي..



أقول : عند مراقبة ودراسة ومعرفة أحوالهم كأمةٍ نجد أنها فقدت تعريف الأمة وتلاشىٰ مفهوم الكيان الواحد فصارت أمم متفرقة وشيّع ومذاهب يحارب بعضها بعضا؛ فيقتل اليمني اليمني .. ويذبح السوري السوري .. ويذهب مرتزق تحت شارة تركية ليفجر ليبي؛
بل إن صاحب القضية تحولوا إلى أصحاب منافع كحال القضية الفلسطينية..
وهكذا..
وإن بقى الكل -اسماً- تحت خيمة الإسلام كمسمى وفسطاطه..
ثم..
لا يتبقىٰ أمام افراد هذه الأمة ممزقة الأشلاء إلا :
- المناسبات الدينية و
- المواسم الكهنوتية و
- ذِكريات السلف الصالح و
- التغني بأمجادهم و
- العودة إلىٰ ماض ولىٰ ومضىٰ لسنا لنا فيه أي دور سلبي أو إيجابي سوىٰ اجتراره.. وانتظار موسم جديد يهل علينا يليه مناسبة.. أو ذِّكرىٰ تعقبها ذِّكرىٰ..


وياليتنا تمثلنا بالآية الكريمة التي تقول :"
- فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴿ق: ٤٥﴾؛
- فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ ﴿الأعلى: ٩﴾؛
- فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ﴿الغاشية: ٢١﴾"..
ثم
ونحن إثناء جائحة فيروس -وما زالت جاثمة علىٰ الصدور والعقول- أذلت العالم أجمع.. مر شهر الصيام في العام المنصرم ومرت مناسك الحج والعمرة كما تعلمون جيداً وترون..
ويوشك أن يكون رمضان لهذا العام [١٤٤٢] شبيه بأخيه اليتيم السابق..
ولعل مناسك الحج والعمرة ستكون أشبه بمناسك عام الحزن الفائت..


ولا يشك عاقل أو يتردد فاهم لما يجري علىٰ الساحة التي كانت تسمىٰ « عربية » فصارت منطقة الشرق الأوسط أو الساحة التي كانت تسمىٰ « إسلامية » مِن منطلق مفهوم الكيان التنفيذي لمجموعة المبادئ وكتلة القيم وحزمة المقاييس والقناعات الإسلامية فتحولت إلىٰ كيانات كرتونية لا تملك لـ أمرها نفعاً ولا ضراً...

..



بعد ثلاثة ايام ستهل علىٰ أمة ضاعت هويتها وفقدت أنتمائها .. وقامت تقلد غيرها من الأمم والشعوب..

.. اقول : ستهل مناسبة..
ذِّكرىٰ الإسراء والمعراج [عند البعض!؟]..
فيسارع البعض في أحياء تذكرها كأننا نسيناها أو تناسيناها !..

-*-*-*-*



التَّذكِيرُ الحَثِيث
بأنَّه
لا يصِحُّ
في
تحديد تاريخ حادِثة الإسْراء والمِعراج
أثرٌ
ولا حديث[*]

-*-*-*-*-*

حقيقةً فقد شاع عند كثير مِن المسلمين ــ جمعهم الله -تعالىٰ- علىٰ كلمة التوحيد والعمل بمقتضاها؛ وسدَّدهم -سبحانه- إلىٰ مراضيه ونوال غفرانه ــ: « أنَّ حادثة “الإسْراء والمِعراج” كانت في السابع والعشرين مِن شهر رجب »..

وهذا الاعتقاد(!) :
- لا يُثبِته حديث نبويٌّ صحيح، و
- لا يُقوِّيه أثرٌ عن أحدٍ مِن أصحاب النَّبي [] -رضي الله عنهم أجمعين-، و
- لا اتَّفق عليه أهل التأريخ والسِّيَر -يرحمهم الله-، و
- لا ذهب إليه أكثرهم.

فما حقيقة الإسراء والمعراج!

لم يَثبت في تحديد زمَن وقوع حادثة “ الإسراء والمعراج ” حديث عن النبي [].

[1.] اعتاد بعض الناس أن يحتفلوا بموسم يأتي مرةً في العام؛ كبقية المواسم والمناسبات والذِّكريات؛ وهذا في نهار يوم السابع والعشرين من رجب وليلته، وذلك احتفاء بإسرائه ومعراجه []، جاعلين ذلك مناسبةً لإقامة حفلات الذِكر والدعاء في كل عام مع صنع الأطعمة المختلفة لهذه الذِّكرىٰ.

[2.] ثبتت قضية بشقيها : الإسراء والمعراج وشهرتها في محكم الكتاب الكريم والذِّكر الحكيم والفرقان المبين وشرحت في نصوص السنَّة النبوية المحمدية.. وهذا جانب أساسي في القضية إلا أن هناك جانب آخر منها وهو تحديد وقت واقعة الإسراء وحادثة المعراج باليوم أو الشهر أو السَنَة، هذا الجزء مِن القضية مما اختلف فيه أهل العلم والسِّيَر!..

الكلام عن هذه الحادثة العظيمة، والمعجزة الباهرة، في ثلاثة مباحِث:

المَبْحَث الأوَّل / عن زمَن وقوع حادثة “الإسْراء والمِعراج”، وأنَّه لم يَثبت فيه حديث نبويّ!.

بعض كلام أهل العلم في تأكيد عدم ثبوت ذلك.

1 . ] قال الإمام أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية الحرَّاني الدمشقي المولود سَنة (661هـ) ــ رحمه الله ــ كما في كتاب “زاد المعاد” (1/ 54): « لم يَقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يُقطع به».اهـ

2 . ] قال العلامة الشريف محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني المولود سَنة (1099هـ) ــ رحمه الله ــ في كتابه “التنوير شرح الجامع الصغير” (9/ 303 ــ رقم:7710): « هي ليلة مُعيَّنة، لم يَرد بتعيينها سُنَّة صحيحة».اهـ

3 . ] قال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز النَّجدي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (1330هـ) كما في “مجموع فتاويه” (1/ 183): « وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب، ولا غيره، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي [] عند أهل العلم بالحديث».اهـ



فـ هل حدث الإسراء والمعراج قبل مبعثه []، أم بعده؟

وكمدخل للإجابة نجد أنه قد اختلف العلماء ــ رحمهم الله ــ في تحديد زمَن وقوعها اختلافـًا كثيرًا.

فــ

قيل:

[ 1 . ] قبل المبعث وهو شاذ [(1)].

وذهب الأكثر إلى أنه

[ 2. ] بعد المبعث،
ثم
اختلفوا في وقته. فقيل:

[ 2 . 1. ] قبل الهجرة بسنة، وكان [ أ . ] ليلة السابع والعشرين من شهر ربيع الأول، وبه قال النووي [(2)].

[ 2. 2 . ] قال مقاتل: كانت ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ويقال كان [ ب . ] في رجب، وقيل [ ج . ] كان في رمضان [(3)].

[ 2 . 3 . ] قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً، وكان [ ج . ] في السابع عشر من رمضان [(4)].

[ 2 . 4 . ] قبل الهجرة بسنة وثلاثة أشهر [(5)].


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[(1)] فتح الباري (7/203) .

[(2)] شرح صحيح مسلم؛ للنووي (2/209) ، وتفسير ابن كثير (3/22).

[(3)] تفسير البغوي (3/92) .

[(4)] الطبقات الكبرى لابن سعد (1/213) ، وعيون الأثر لابن سيد الناس (1/147) .

[(5)] أوجز السيّر لخير البشر لابن فارس (5) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ


[ 2. 5 . ] قبلها بستة أشهر.

[ 2. 6 . ] قبلها بسنة وشهرين أي [هـ .] في المحرم.

[ 2. 7 . ] قبلها بثمانية أشهر.

[ 2. 8 . ] قبلها بسنة وخمس أشهر، فعلى هذا يكون في [د .] شوال أو في [ ج . ] رمضان على إلغاء الكسرين منه ومن [ أ .] ربيع الأول 1.

[ 2. 9 . ] ومن الناس من يزعم أن الإسراء والمعراج كان أول جمعة من [ ب . ] رجب ليلة الرغائب التي أحدث فيها الصلاة المشهورة ولا أصل لذلك [(2)].

وبناءً على ما تقدم من أقوال العلماء فليلة الإسراء والمعراج لم تكن معلومة ولا دليل لمن قال بتحديدها.



أقول (الرمادي): بتتبع الشهور نجد أن القول الأول أنها كانت في شهر :

[ أ .] ربيع الأول؛ وأقسمه إلىٰ ثلاثة أقوال..

الأول منهم:

أنَّها كانت في الثاني عشر مِن شهر ربيع الأوَّل.

حيث قال الحافظ ابن كثير الدمشقي الشافعي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (701 هـ) في كتابه “”البداية والنهاية” (3/ 108): وقال أبوبكر بن أبي شيبة:« حدثنا عثمان، عن سعيد بن مِيناء، عن جابر وابن عباس، قالا: « وُلد رسول الله [] عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر مِن ربيع الأول، وفيه بُعث، وفيه عُرج به إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات ». فيه انقطاع ».اهـ .

والمُنقطع مِن أنواع الحديث الضعيف.

وقال ــ رحمه الله ــ في موضع آخَر (2/ 242):« ورواه ابن أبي شيبة في “مصنفه” عن عفان، عن سعيد بن مِيناء، عن جابر وابن عباس أنَّهما قالا: « ولد رسول الله [] عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر مِن شهر ربيع الأول، وفيه بُعث، وفيه عُرج به إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات ».اهـ

وبالبحث لم تجد هذا الأثر في عِدَّة نُسخ مِن “مصنف ابن أبي شيبة”، ولا تجده في “مسنده”. وقد جاء في الإسناد الأوَّل: “عن عثمان”. وفي الإسناد الثاني: “عن عفان”. وهو الصواب.

وهذا الإسناد مُنقطع كما ذكر الحافظ ابن كثير ــ رحمه الله ــ عقبه؛ لأنَّ عفَّان بن مسلم لم يُدرك التابعي سعيد بن مِيناء.

وقال الحافظ الجوزقاني ــ رحمه الله ــ في كتابه “الأباطيل والمناكير والصِّحاح والمشاهير” (1/ 126-127ــ رقم:122):« أخبرنا أبوالفضل محمد بن طاهر بن علي الحافظ، أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد قال: حدثنا عيسى بن علي بن علي بن عيسى إملاء قال: حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البغوي قال: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عفان، عن سَليم بن حيَّان، عن سعيد بن مِيناء عن جابر بن عبدالله الأنصاري وعبدالله بن عباس أنَّهما قالا: « ولد رسول الله [] يوم الفيل، يوم الاثنين الثاني عشر مِن شهر ربيع الأوَّل، وفيه بُعث، وفيه عُرج إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات [] ».



الثاني منهم:

في ليلة سبع وعشرين مِن شهر ربيع الأوَّل.

وبه قال الإمام المُحدِّث الفقيه اللُّغوي المؤرخ أبو إسحاق الحربي، وأبو الخطَّاب ابن دحية مِن المالكية، والنَّووي مِن الشافعية في أحد أقواله الثلاثة، والقاضي زين الدين ابن المنير الإسكندري المالكي.

فقال أبو الخطَّاب الأندلسي المالكي الشهير بابن دحية الكلبي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (546هـ) في كتابه “الابتهاج في أحاديث المعراج” (ص: 6-7):« وكان الإسراء برسول الله [] ليلة سبع وعشرين مِن شهر ربيع الأوَّل، قاله الإمام العالم أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي ».اهـ

أما الثالث من القول الأول: أنَّها كانت في ليلة سبع عشرة مِن شهر ربيع الأوَّل.

ونَسب ابن سيَّد الناس اليَعمري الأندلسي الشافعي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (671هـ) في كتابه “عيون الأثر” (1/ 148) هذا القول إلى: عائشة، وأمِّ سلمة، وعبدالله بن عمرو بن العاص، وابن عباس، مِن الصحابة.

ثُمَّ قال: وهذا هو المشهور.اهـ

وقال شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السَّخاوي المِصري الشافعي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (831هـ) كما في كتاب “الأجوبة المرْضية فيما سُئل السَّخاوي عنه مِن الأحاديث النبوية” (2/ 445 ــ سؤال رقم:112):« قد اختُلِف في ليلة الإسراء، فقيل: لسبع عشرة خلت مِن ربيع الأوَّل قبل الهجرة بسَنة، وقيل: ليلة سبع وعشرين مِن ربيع الآخِر، وقيل: ليلة السبت لسبع عشرة خلَت مِن رمضان قبل الهجرة بسَنة ونصف، وقيل غير ذلك، والأوَّل هو المشهور، فقد رُوي عن عائشة، وأمِّ سلمة، وأمِّ هانئ، وابن عمر، وابن عباس ــ رضي الله عنهم ــ.

وقال الحافظ ابن سعد ــ رحمه الله ــ في كتابه “الطبقات الكبرىٰ” (1/ 166):« أخبرنا محمد بن عمرو الأسلمي، قال: حدثني أسامة بن زيد الليثي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه. قال: وحدثني موسى بن يعقوب الزَّمْعِيّ، عن أبيه، عن جدِّه عن أمِّ سلمة. قال موسى: وحدثني أبو الأسود، عن عائشة. قال محمد بن عمر: وحدثني إسحاق بن حازم، عن وهْب بن كَيْسان، عن أبي مُرَّة مولى عَقيل، عن أمِّ هانىء ابنة أبي طالب. وحدثني عبدالله بن جعفر، عن زكريا بن عمرو، عن ابن أبي مُليكة، عن ابن عباس. وغيرهم قد حدثني، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قالوا: « أُسْرِي برسول الله [] ليلة سبع عشرة مِن شهر ربيع الأوَّل قبل الهجرة بسَنة، مِن شِعب أبي طالب إلى بيت المقدس… ». وإسناده ضعيف جدًا؛ لأنَّه مِن طريق محمد بن عمر بن واقد الواقدي.

وقد قال عنه علي ابن المَدِيني والبخاري ومسلم والنسائي: « متروك الحديث ».

وقال أحمد بن حنبل:« كذاب».

وقال الذهبي:« مجمعٌ على تركه».



ويضاف لهذا القول بــ : أنَّها كانت في شهر ربيع الآخِر.

وبه قال القاضي عياض مِن المالكية، والنَّووي مِن الشافعية في أحد أقواله الثلاثة.



وقول آخر أنها في شهر :

[ ب. ] رجب ؛ ونُسِب هذا القول إلىٰ بعض القُصاص، وبه قال ابن الجوزي؛ وعبدالغني المقدسي مِن الحنابلة، والنَّووي مِن الشافعية في أحد أقواله الثلاثة، وابن خلكان.

وقد ردَّ أو نفى صحة حديث فيه غير واحد من أهل العلم.

ومِمَّن تكلم عنه هؤلاء:

أولًا ــ الفقيه المُحدِّث أبو الخطَّاب الأندلسي المالكي الشهير بابن دحية الكلبي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (546هـ) في كتابه “أداء ما وجب مِن بيان وضْع الوضَّاعِين في رجب” (ص:110) إذ قال: « وذَكَر بعض القُصَّاص أنَّ الإسراء كان في رجب، وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب».اهـ

وقال في كتابه “الابتهاج في أحاديث المعراج” (ص:9): « وقيل: كان الإسراء في رجب، وفي إسناده رجال معروفون بالكذب». اهـ

وقد نَقل كلامه أيضًا: شهاب الدين أبو شامة المقدسي الشافعي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (599هـ) في كتابه “الباعث على إنكار البدع والحوادث” (ص:232)، وابن حجر العسقلاني الشافعي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (773هـ) في كتابه “تبيين العَجب بما ورد في شهر رجب” (ص:23).

ولم يتعقَّبانه بشيء.

ثانيًا ــ الفقيه علي بن إبراهيم ابن العطَّار الشافعي الدمشقي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (654هـ) في كتابه “حكم صوم رجب وشعبان وما الصواب فيه عند أهل العلم والعِرفان وما أُحدِث فيهما وما يلزمه مِن البدع التي يتعيَّن إزالتها على أهل الإيمان” (ص:34) إذ قال: « وقد ذكر بعضهم أنَّ المِعراج والإسراء كان فيه، ولم يَثبت ذلك».اهـ

ثالثًا ــ الحافظ أبو الفداء إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي الشافعي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (701 هـ) في كتابه “البداية والنهاية” (3/ 108) إذ قال: « وقد أورَد حديثًا لا يصح سَنده، ذكرناه في”فضائل شهر رجب” أنَّ الإسراء كان ليلة السابع والعشرين مِن رجب، والله أعلم ».

ومِن الناس مَن يزعم أنَّ الإسراء كان أول ليلة جمعة مِن شهر رجب، وهى ليلة الرغائب التي أُحدِثت فيها الصلاة المشهورة، ولا أصل لذلك.اهـ

رابعًا ــ الحافظ أبو الفرج زين الدين عبدالرحمن ابن رجب الحنبلي البغدادي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (737هـ) في كتابه “لطائف المعارف” (ص:177) إذ قال:« ورُوي بإسنادٍ لا يصحّ عن القاسم بن محمد أنَّ الإسراء بالنبي []كان في سابع وعشرين مِن رجب، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي، وغيره ».اهـ

خامسًا ــ عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز النَّجدي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (1330هـ) كما في “مجموع فتاويه” (4/ 282) إذ قال:« أمَّا ليلة الإسراء والمعراج فالصحيح مِن أقوال أهل العلم أنَّها لا تُعرف، وما ورد في تعيينها مِن الأحاديث فكلها أحاديث ضعيفة لا تصح عن النبي []، ومَن قال:" إنَّها ليلة سبع وعشرين مِن رجب " فقد غلط، لأنَّه ليس معه حُجَّة شرعية تؤيد ذلك».اهـ

وقال أيضًا (1/ 192):« الصحيح مِن أقوال العلماء أنَّها لا تُعرف، وقول مِن قال:" أنَّها ليلة سبع وعشرين مِن رجب"، قولٌ باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة ».اهـ

وقال أيضًا (1/ 183):« وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمِعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب، ولا غيره، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي [] عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها ».اهـ

سادسًا ــ محمد بن صالح العثيمين النَّجدي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (1347هـ) كما في “مجموع فتاويه ورسائله” (22/ 280) إذ قال:« يَظن بعض الناس أنَّ الإسراء والمِعراج كان في رجب، في ليلة سبعة وعشرين، وهذا غلط، ولم يصحّ فيه أثَر عن السَّلف أبدًا، حتىٰ إنَّ ابن حزم ــ رحمه الله ــ حكَى الإجماع علىٰ أنَّ الإسراء والمِعراج كان في ربيع الأوَّل، ولكن الخلاف موجود، فلا إجماع، وأهل التاريخ اختلفوا في هذا علىٰ نحو عشرة أقوال، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية ــ رحمه الله ــ: “كلُّ الأحاديث في ذلك ضعيفة منقطعة مختلفة لا يُعوَّل عليها” ».

إذن ليس المِعراج في رجب، وأقرَب ما يكون أنَّه في ربيع.اهـ

وقال أيضًا (20/ 69):« يظنون أنَّها ليلة الإسراء والمِعراج، والواقع أنَّ ذلك لم يَثبت مِن الناحية التاريخية، فلم يَثبت أنَّ النبي [] أُسرِي به في تلك الليلة، بل إنَّ الذي يظهر أنَّ المعراج كان في ربيع الأول ».اهـ

وقال أيضًا (22/ 274):« وأمَّا الإسراء والمِعراج الذي اشتهر عند كثير من الناس أو أكثرهم أنَّه في رجب، وفي ليلة السابع والعشرين مِنه، فهذا لا صِحة له إطلاقًا، وأحسن وأظهر الأقوال أنَّ الإسراء والمِعراج كان في ربيع الأوَّل ».اهـ

وقال أيضًا كما في كتاب “نور علىٰ الدرب” (1/ 576):« ثُمَّ إنَّنا نقول أيضًا: إنَّ ليلة المِعراج لم يَثبت مِن حيث التاريخ في أيِّ ليلة هي، بل إنَّ أقرب الأقوال في ذلك ــ على ما في هذا مِن النَّظر ــ أنَّها في ربيع الأوَّل، وليست في رجب، كما هو مشهور عند الناس اليوم، فإذن لم تصحّ ليلة المِعراج التي يزعُم الناس أنَّها ليلة المعراج، وهي ليلة السابع والعشرين مِن شهر رجب، لم تصحّ تاريخيًّا، كما أنَّها لم تصحّ شرعًا ».اهـ



وقول ثالث أنها في شهر :

[ ج. ] رمضان ؛ أنَّها كانت في ليلة السبت لسبع عشرة خلت مِن شهر رمضان.

حيث قال الحافظ ابن سعد ــ رحمه الله ــ في كتابه “الطبقات الكبرى” (1/ 1/ 142-143): أخبرنا محمد بن عمر، عن أبي بكر بن عبد الله بن سَبْرَة وغيره مِن رجاله، قالوا: « كان رسول الله[] يسأل ربه أنْ يُريه الجنة والنار، فلما كان ليلة السبت لسبع عشرة خلت مِن شهر رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرًا ورسول الله[] نائم في بيته ظهرًا أتاه جبريل وميكائيل فقال: انطلق… ».. وإسناده ضعيف جدًا، لأنه مِن طريق محمد بن عمر بن واقد الواقدي. وقد قال عنه علي ابن المَدِيني والبخاري ومسلم والنسائي:« متروك الحديث ».

وقال أحمد بن حنبل:« كذاب ».

وقال الذهبي: « مُجمع على تركه ».



أنَّها كانت في ليلة تسع وعشرين مِن شهر رمضان.

وأشار إليه جمال الدين القاسمي الشّامي ــ رحمه الله ــ في تفسيره “محاسن التأويل” (6/ 431).



وقول رابع أنَّها كانت في شهر :

[د .] شوال. وبه قال المَاوردي مِن الشافعية.



أنَّها كانت في شهر ذِي القَعْدة.

وأشار إليه الحافظ ابن كثير الدمشقي الشافعي ــ رحمه الله ــ في كتابه “البداية والنهاية” (2/ 107).



تنبيه مع استدراك:

تبين لي -والحمد لله تعالى على حسن توفيقه وعنايته وهدايته- بعد التحقيق والتدقيق أن الأقوال المتعلقة بالشهور ليست أربعة بل إن مجموعها تسع:

[ 1 . ] القول الأول: أنَّها كانت في الثاني عشر مِن شهر ربيع الأوَّل.

[ 2 . ] القول الثاني: أنَّها كانت في ليلة سبع عشرة مِن شهر ربيع الأوَّل.

[ 3 . ] القول الثالث: أنَّها كانت في ليلة سبع وعشرين مِن شهر ربيع الأوَّل.

[ 4 . ] القول الرابع: أنَّها كانت في شهر ربيع الآخِر.

[ 5 . ] القول الخامس: أنَّها كانت في شهر رجب.

[ 6 .] القول السادس: أنَّها كانت في ليلة السبت لسبع عشرة خلت مِن شهر رمضان.

[ 7 . ] القول السابع: أنَّها كانت في ليلة تسع وعشرين مِن شهر رمضان.

[ 8 .] القول الثامن: أنَّها كانت في شهر شوال.

[ 9 .] القول التاسع: أنَّها كانت في شهر ذِي القَعْدة.

ثم
تبين لي -اثناء مراجعتي النص عند النشر على موقع :"أهل العلم" - وتذكرت أنني قلت سلفاً أنها كانت أيضا في -وهو القول العاشر
[ 10 . ] المحرم...
- فالحمد لله تعالى على توفيقه وعنايته-


والصحيح أنه لا دليل صحيحاً على التحديد، كما هو مذهب المحققين من العلماء؛ قال ابن كثير :" والحديث الذي جاء فيه أن الإسراء والمعراج كان ليلة السابع والعشرين من [ب . ] رجب لا يصح ".[(3)].

وقال أبو شامة: " ذَكَر القُصَّاص أن الإسراء كان في رجب وذلك عند أهل التعديل والجرح عين الكذب". [(4)].

وإلىٰ ذلك يشير ابن القيم في شأن ليلة الإسراء نقلاً عن شيخِه ابن تيمية:" لا يُعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة علىٰ غيرها، ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها، ولهذا لا يُعرف أي ليلة كانت وإن كان الإسراء مِن أعظم فضائله [] ". ثم قال: "لم يقم دليل معلوم علىٰ شهرها، ولا علىٰ عشرها- أي في العشرة أيام التي وقعت فيها -، ولا علىٰ عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به، ولا شرع للمسلمين تخصيص تلك الليلة بقيام ولا غيره)[(5)].



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[(1)] انظر: البداية والنهاية (3/107) ، والسيرة الحلبية (1/398) ، والرحيق المختوم للمباركفوري (134) .

[(2)] البداية والنهاية (3/107) .

[(3)] المصدر السابق.

[(4)] أبو شامة؛ شهاب الدين أبو شامة المقدسي الشافعي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (599هـ) في كتابه “الباعث على إنكار البدع والحوادث” (ص:232).

[(5)] ابن القيم ؛ زاد المعاد : ج: (1) ؛ ص: (57/58) ، ط. الرسالة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ




المَبْحَث الثاني: صفة الاحتفال بِذِكْرى حادثة “الإسْراء والمِعراج” في شهر رجب أو غيره مِن الشهور.وحكمه:

يكون الاحتفال بالإسراء والمعراج بأحياء ليلة السابع والعشرين من رجب وصوم يومها، كما نصّ علىٰ ذلك الغزالي، وقال:" إن يومها وليلتها مِن الليالي الفاضلة التي يستحب أحياؤها". [(1)].

ومستندهم في ذلك ما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: " مَن :
- صلىٰ ليلة سبع وعشرين مِن رجب اثنتي عشر ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغ مِن صلاته قرأ فاتحة الكتاب سبع مرات وهو جالس، ثم قال:
"سبحان الله"، و
"الحمد لله"، و
"لا إله إلا الله"، و
"الله أكبر"، و
"لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" أربع مرات،
ثم
أصبح صائماً حط الله عنه ذنوبه ستين [60] سنة.

وهذا الأثر موضوع علىٰ ابن عباس كما ذكر ذلك ابن حجر وغيره [(2)].

ومِن صور الاحتفال بها الاجتماع في المساجد وإيقاد المصابيح والشموع فيها علىٰ خلاف العادة واجتماع الناس في داخلها حلقات كل حلقة لها كبير.. ومن مظاهر الاحتفال بهذه الليلة قراءة قصة الإسراء والمعراج المنسوبة إلى ابن عباس رضي الله عنهما والتي كلها أباطيل وأضاليل ولم يصح منها إلا أحرف قليلة، وغير ذلك من القصص المختلقة التي يدعون فيها إلى تفضيل هذه الليلة [(3)]. حتى وصل بالبعض تفضيلها على ليلة القدر [(4)].

كما أن من مظاهر الاحتفال بها أن ترسم صورة البراق على هيئة فرس له جناحان ووجهه وجه امرأة جميلة [(5)].


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
[(1)] إحياء علوم الدين (1/426) ، وانظر مفاهيم يجب أن تصحح لمحمد علوي المالكي (222) .

[(2)] انظر: تبيين العجب لابن حجر (46-47) ، حيث أورده ضمن الأحاديث الموضوعة وعزاه إلىٰ موضوعات ابن الجوزي ولم أجده. وأورد أحاديث أخرىٰ في السابع والعشرين من رجب، وقال: إنها منكرة موضوعة (58-60) ، وقال العراقي في حاشية إحياء علوم الدين (1/426) ، وحديث الصلاة المأثورة في ليلة السابع والعشرين من رجب منكر. وانظر: تنزيه الشريعة للكناني (2/90) .

[(3)] انظر: السنن والمبتدعات للشقيري (143) ، والإبداع ومضار الابتداع لعلي محفوظ (272) ، ومنكرات الأفراح وأثاره السيئة على الفرد والأمة (86) .

[(4)] انظر: الإسراء والمعراج لموسى محمد الأسود (50) .

[(5)] تحذير المسلمين من الابتداع لأحمد بن حجر آل طامي (282) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ


[المطلب الثالث: الأدلة على بدعيتها:]

لا شك أن الإسراء والمعراج من الآيات العظيمة والمعجزات الباهرة الدالة على صدق نبوته [] وعظم منزلته عند ربه جل وعلا، كما أنها من الدلائل علىٰ قدرته عز وجل وعلوه علىٰ خلقه. قال تعالى:
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [(1)].

وقد جاءت الأخبار الصحيحة وتواترت عنه [] أنه عرج به إلى السماء ورأى من آيات ربه ما رأى وهي من أكبر معجزاته [].

ولكن ذلك لا يبرر الاحتفال بالإسراء والمعراج، فقد مكث [] بعد هذه المعجزة ولم يثبت أنه احتفل بها، أو أمر بذلك، ولم يفعلها أحد من صحابته ولا تابعيهم من السلف الصالح الذين هم أحرص الناس على اتباع سنته [] فضلاً على أنه لم يثبت في تخصيص شهر رجب بعبادة خاصة، كما تقدم بيانه.

فالاحتفال بهذه الليلة وجعلها موسماً يقام كل عام بدعة محدثة تضاهي المواسم الشرعية.

وذلك أن اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية من البدع المحدثة التي نهى عنها الرسول [] بقوله: « إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ».


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

[(1)] سورة الإسراء، آية (1) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ


وغير ذلك مِن الأحاديث الواردة في النهي عن البدع والمحدثات في الدين.

فتخصيص يوم السابع والعشرين وليلته بعبادة أو احتفال لا دليل عليه، ولا أفضلية لتلك الليلة على سائرها من الليالي حتى تختص بها.

وأخيراً وليس آخراً.. هذه الحادثة العظيمة، والآية الكبيرة، والمعجزة الظاهرة، والحُجَّة الباهرة، قد جاء إثباتها في القرآن المجيد، وتكاثرت بها نصوص السُّنَّة النَّبوية، واتَّفق العلماء علىٰ حصولها.

ومع هذا كله لم يأتِ في الاحتفال بذكراها خبر ولا أثر، ولا قول ولا فعل، لا عن النبي []، ولا عن أصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، ولا عن أحد مِن التابعين، ولا عن أحد مِن أتباع التابعين، ولا عن أحد مِن أئمة المذاهب الأربعة: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، ولا عن أحد مِن أئمة أهل السُّنَّة والحديث في زمنهم.

وعليه فَعَمَلٌ تَرْكُه وعَدَم فِعْلِه قد وَسِع النبي [] ووَسِع خلفاءه الراشدين المهديين ــ رضي الله عنهم ــ، ووسِع جميع الصحابة، ووسِع التابعين لهم، ووسِع مَن تبعهم، ووسِع أئمة المذاهب الأربعة، ووسِع أئمة أهل السُّنَّة والحديث في زمانهم.

أفلا يسعنا نحن أيضًا ما وَسِعهم، فنتركه كما تركوه، ولا نفعله كما لم يفعلوه.

بلى والله إنَّه ليَسَعنا، وإنَّا لهم لمُحِبُّون، وبِهم إنْ شاء الله مقتدون، وعلى طريقهم سائرون.

وهذا الترك والهجر للاحتفال مِن هؤلاء القوم الأكابر الأجلاء يكفي كل مؤمن بالله، ومُحِبٍّ لرسوله ومُعظِّمٍ ومُوقِّر، في أنْ لا يكون مِن المحتفلين بهذه الذِّكْرَىٰ، ولا مِن الداعين إلى الاحتفال بها، ولا مِن المبارِكين به، ولا مِن الداعِمين بمال وطعام وشراب لأهله.



إذ لو كان هذا الاحتفال مِن الخير والهُدىٰ، والرُّشد والصلاح، والتُّقىٰ والبِرّ، لَـمَا تركه أشدُّ الناس تعظيمًا وانقيادًا ومحبَّة للنبي []، وأرغبَهم في الخير، وأحرَصهم علىٰ الإكثار منه، وأسرَعهم إلىٰ فِعل الطاعات، وأقواهم فيها، ألا وهم أهل القرون الثلاثة الأولىٰ المُفضَّلة، وعلىٰ رأسهم الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ.

ومَن لم يسعه ما وسع النبي [] وأصحابه ومَن بعدهم مِن التَّرْك والهجْر فلا يلومنَّ إلا نفسه، فإنَّه لا يسير إلا علىٰ طريق هلكة، ولا يمشي إلا في سبيل غواية وابتداع، ولا يَجني إلاّ الإثم والمَذمَّة والخُسران، وقد صحَّ عن رسول الله [] أنَّه كان يقول في خُطبه: « أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ». [رواه الإمام مسلم (68)].

وصحَّ عنه [] أنَّه قال: « مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ».[رواه الإمام مسلم (1718)].

ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم: أنَّ من أحدَث في دين الله -تعالىٰ- عبادة أو تقرَّب إلىٰ الله بعمل ليس عليه أمْر الرسول[]، وهو دينه وشرعه وسُنَّته وهديه ومنهجه وطريقته، فإنَّ هذا العمل وهذا الإحداث مردود علىٰ صاحبه، وباطل غير مُعتدٍّ به، ولا مقبول منه.

ولا ريب أنَّ الاحتفال بهذه الذِّكْرىٰ لم يكن عليه أمْر الرسول []، ولم يكن مِن هديه، وإنَّما أُحْدِث بعده بمئات السِّنين، فيكون حكمه بنصِّ الحديث المتقدِّم هو: الذمُّ والردُّ لا المدح والقبول. ".

هذا آخر ما تيسر جمعه، والله سبحانه وتعالى من وراء القصد .. ومنه الهداية وعليه التوكل ونستعين به ونستغفره ونتوب إليه

... اللهم اجعل في قلوبنا نوراً نهتدي به إليك، وتولنا بحسن رعايتك حتىٰ نتوكل عليك، وارزقنا حلاوة ذكرك والتذلل بين يديك،. واغفر لنا ولوالدينا، ولجميع المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين، واللهَ أسألُ أن يجمع هذه الأمة علىٰ كلمةٍ سواء، وأن يبرم لها أمر رُشدٍ يُعَزُّ فيه أهل الطاعة، ويُذَلُّ فيه أهل المعصية، ويُؤْمَرُ فيه بالمعروف، ويُنْهَىٰ فيه عن المنكر، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. وآله وصحبه.


ــــــــــــــــــــــــــــــ

[*] عنوان مقال لــ عبدالقادر بن محمد بن عبدالرحمن الجنيد.

الأحد‏: 24‏ رجب‏، 1442 هــ











-**-

(د . مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 14 / 03 / 2021 39 : 10 PM

اسم الشهر الثامن من شهور السنة الهجرية: شعبان!
 
شهر ﴿ « شعبان » ؛
اسم الشهر الثامن من شهور السنة الهجرية:

1 . ] شعبان : سمي بذلك لأن العرب كانوا



1 . 1 . ] يتشعبون فيه لطلب المياه، و
1 . 2 . ] قيل لتشعبهم في الغارات ، و
1 . 3 . ] قيل لأنه شَعَب أي ظهر بين رجب ورمضان،

02 . ] وهو ليس من الأشهر الحرم ، و
لم يرد في فضل العمل فيه تحديدا إلا :
- الإكثار من الصوم، و
- أما العمل الصالح عموما فإنه شهر تُرفع فيه الأعمال ،

03 . ] عن عائشة - رضي الله عنها- قالت :« ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر إلا رمضان ، و ما رأيته أكثر صياما منه في شعبان» .

[متفق عليه : رواه البخاري ومسلم]

04 . ] وروى مسلم -رحمه الله- عن عائشة : « كَانَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ؛ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا ».

05 . ] قال النووي: قولها : كان يصوم شعبان كلّه؛ كان يصومه إلا قليلا ‟...
الثاني [ أي قولها.. أو فعله -عليه السلام- : كان يصومه إلا قليلا ] تفسيرٌ للأول [أي : يصوم شعبان كلّه ]، وبيان أَنَّ قولها : كُلّهأَيْ غَالِبُهُ.

06 . ] قَالَ الْعُلَمَاء : وَإِنَّمَا لَمْ يَسْتَكْمِلْ غَيْرَ رَمَضَانَ لِئَلَّا يُظَنَّ وجوب صيام الشهر الآخر لو صامه كاملا .

07 . ] قال ابن رجب -رحمه الله- : صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم ، وأفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده.

08 . ] وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، وهي تكملة لنقص الفرائض ، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده ..

09 . ] فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بَعُد عنه" .

[ لطائف المعارف صـ 138].

10 . ] في الحديث:« شعبان شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ».


[رواه النسائي]،

فيه إشارة إلى أن ما يظنه كثير من الناس أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان غير صحيح .

11 . ] تقول عائشة -رضي الله عنها- : كان علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان .

يؤخذ من حرصها على ذلك في شعبان أنه لا يجوز تأخير القضاء حتى يدخل رمضان آخر.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 22 / 03 / 2021 46 : 01 PM

ليلة النصف من شعبان!
 
{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم }
[الفاتحة:1]



{ ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب }
[الحشر:7]



موسوعة المسائل[(1)]: القسم الأول: العبادات، وفيه كتاب الصيام، (الكتاب الثالث)، الباب الأول: في واجباته وسننه وأحكامه (الجائز؛ والمكروه)، الفصل الثالث: في زمان الصوم، الفرع الأول مِن الفصل الثالث: في الأيام المستحب صومها (صيام التطوع)، الفرع الثالث من الفصل الثالث : في الأيام التي يكره صومها



مسألة: صوم شعبان




ليلةُ النصفِ مِن شعبان:

هذا الحديث موضوع[(15)] السند:

- روي عن علي -كرم الله وجهه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها .. وصوموا يومها .. فإن الله -تبارك وتعالى- ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول : الا من مستغفر فأغفر له .. ألا من مسترزق فارزقه .. ألا من مبتلى فأعافيه .. ألا من كذا.. ألا من كذا حتى يطلع الفجر "[(16)].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

[(15)] تخريج الألباني في الضعيفة رقم [(2132) ، ج: (5) ؛ ص: ( ص154)] .

[(16)] رواه ابن ماجه، وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات، وذكره المنذري [(14 ترغيب، المنذري 2 119)].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
[(1)] اعداد: د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 25 / 03 / 2021 42 : 03 PM

ليلةُ البراءةِ!؟..
 
: ليلةُ البراءةِ مِنْ شعبان !؟ .
*-*-*-*
ليلةُ البراءةِ !؟..
- مَا هِي!؟..
- ومَن يعتقد أو يؤمن بها !؟.. كيف سيتصرف حيالها !!؟..
وهل تدخل ضمن اركان الإيمان!!؟.. و متطلبات العقيدة!؟

- وهل ورد فيها/عنها نص قطعي الثبوت.. قطعي الدلالة!؟..
- أو نص ظني الثبوت ظني الدلالة !؟؟..
قطعي الثبوت.. ظني الدلالة !؟؟..
ظني الثبوت .. قطعي الدلالة!؟؟..
- ومن حيث السنة النبوية -القولية أو الفعلية أو التقريرية- العطرة صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ، أَزْكَىٰ صَلَوَاتِهِ، وَأَفْضَلَ سَلَامِهِ، وَأَتَمَّ تَحِيَّاتِهِ“ ..
و
- هل قال عنها نصاً ..أو فعل فعلاً.. و
الأصل عندنا : . { .... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب }
[الحشر:7]
- أو قامت صحابته الكرام -رضوان الله تعالى عليهم أجمعين- فعلاً فسكت عنه فأقرهم على ما فعلوا!؟..
أو
سكت عما قالوا!؟؟.. فهذا تقرير معتبر شرعاً!
- وهل مِن بعد إنتقاله إلى الرفيق الأعلى قامت صحابته في خير القرون بفعل نستشهد به أو نتمسك به متعلق بهذه الليلة .

-**-


(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12 شعبان 1442 هــ ~ 25 مارس 2021 م

(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 03 / 2021 16 : 11 PM

أحاديث لا تصح في شهر شعبان!
 
أحاديث لا تصح، وهي ما بين باطل، وموضوع، وضعيف في شهر شعبان:

حديث: (( فضل شهر شعبان كفضلي على سائر الأنبياء )).

وحديث: (( إذا كانت ليلةُ النصف من شعبان، فقوموا ليلها، وصوموا نهارها )).

وحديث: (( خمس ليالٍ لا تُردُّ فيهن الدعوة: أوَّل ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة الفِطر، وليلة النحر )).

وحديث: (( أتاني جبريل -عليه السلام-، فقال لي: هذه ليلة النِّصف من شعبان، ولله فيها عُتقاءُ من النار بعدد شَعر غنم كلب )).

وحديث: (( يا عليُّ، مَن صلى ليلة النصف من شعبان مئة ركعة بألف قل هو الله أحد، قضى الله له كلَّ حاجة طلبها تلك الليلة )).

وحديث: (( مَن قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة قل هو الله أحد، بعث الله إليه مئة ألف ملك يبشِّرونه )).

وحديث: (( من صلى ليلة النصف من شعبان ثلاثمئة ركعة - في لفظ ثنتي عشرة ركعة - يقرأ في كل ركعة ثلاثين مرة قل هو الله أحد، شُفع في عشرة قد استوجبوا النار )).

وحديث: (( شعبان شهري )).

وحديث: ( ( مَن أحيا ليلتَي العيد، وليلةَ النصف من شعبان، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب )).

وحديث: (( من أحيا الليالي الخمس، وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفِطر، وليلة النصف من شعبان )).

الدرجة: كلها لا تصح، وهي ما بين باطل، وموضوع، وضعيف

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 03 / 2021 26 : 11 PM

الآجالُ !
 
الآجالُ

1. ] :" تُقْطَعُ الآجالُ مِن شعبانَ إلى شعبانَ حتَّى إنَّ الرَّجلَ لِينكِحُ ويُولَدُ لهُ وقد أُخرِجَ اسمُه في المَوْتَى ".
: نسبت روايته إلى :
1.] عثمان بن محمد بن المغيرة
وإلى:
2. ] أبي هريرة؛
التخريج:
1. ] ابن كثير في تفسيره : [7 /232]؛ وقال الحديث: مرسل .
2.] ابن رجب في لطائف المعارف : [256]؛الحديث: مرسل
3. ] الشوكاني في فتح القدير : [4 /801]؛الحديث: غير صحيح
4. ] أخرجه الديلمي كما في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" للألباني [14 /256]
5. ] الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة – [6607]؛الحديث: منكر
وجاء برواية :
2. ] :" ينسخُ اللهُ في أربعِ ليالٍ الآجالَ والأرزاقَ : في ليلةِ النصفِ من شعبانَ، والأضحى، والفطرِ، وليلةِ عرفةَ ".
روته :

عائشة أم المؤمنين؛ انظر الدارقطني - في لسان الميزان [ 1 /582]؛ الحديث: لا يصح".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 27 / 03 / 2021 15 : 01 AM

ليلة النصف من شعبان !
 
ليلة النصف من شعبان


يستلزم الحديث عن ليلة النصف من شعبان تقديمه بمقدمتين؛

1.] الأولىٰ منهما : تتحدث عن أيام الله -تعالىٰ في سماه وتقدست اسماؤه-، و

2.] الثانية : تتحدث عن الأخذ بالحديث الضعيف واعتماده في فضائل الأعمال .

المقدمة الأولىٰ :

1.] ورد أثر رواه : محمد بن مسلمة:

« إنَّ لِربِّكم - عزَّ وجلَّ - في أيَّامِ دهرِكم نَفَحاتٍ فتعرَّضوا لها؛ لعَلَّ أحَدَكم أنْ تُصيبَه منها نَفحةٌ لا يشقىٰ بعدَها أبدًا ».

انظر:

1.) الطبراني في المعجم الأوسط: [3 /180]؛ الحديث: لا يروىٰ هذا الحديث عن محمد بن مسلمة إلا بهذا الإسناد تفرد به أحمد بن عبدة.

2.) وعنده في المعجم الأوسط: [6 /221]؛

3.) وعند الهيثمي في مجمع الزوائد: [10 /234]؛ وقال الحديث: فيه مَن لم أعرفهم ومن عرفتهم وثقوا.‏‏

4.) والألباني في ضعيف الجامع : [ 1917]؛ حكم علىٰ الحديث بـ الضعيف.

وجاء برواية أبي هريرة :« إنَّ لربِّكُمْ في أيامِ دهرِكُمْ نفحاتٌ ألا فتعرَّضوا لها ».

انظر:

العراقي في : تخريج الإحياء : [1 /251] ؛ الحديث: إسناده مختلف فيه .

بيد أن الحديث جاء بصيغة آخرىٰ مع إضافة؛ و

الراوي هو مَن نال شرف خدمة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين -صلى الله عليه وآله وسلم- أنس بن مالك؛ وايضاً أبو هريرة "

1.] « اطلُبُوا الخيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ، وتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رحمةِ اللهِ، فإِنَّ للهِ نفحاتٍ مِنْ رحمتِهِ، يُصيبُ بِها مَنْ يشاءُ مِنْ عبادِهِ »... و

الإضافة « وسلُوا اللهَ تَعَالَىٰ أنْ يستُرَ عوْراتِكُم، و أنْ يُؤَمِّنَ رَوْعاتِكُم ».

انظر :

1.) البغوي في شرح السنة: [ 3 /155]؛ والحديث: غريب؛

2.) ابن عساكر في تاريخ دمشق: [ 24 /123]؛ والحديث: له متابعة؛

3. ) السيوطي في الجامع الصغير: [ 1103]؛ والحديث: ضعيف؛

4.) الألباني في ضعيف الجامع: [ 902]؛ وعنده في السلسلة الضعيفة: [2798]؛ وفي كليهما الحديث: ضعيف ".

والحديث السابق جاءت بدايته بلفظة :

« افعلوا... »
بدلا من « اطلُبُوا... ».

و رواه: أنس بن مالك

انظر :

1.) الهيثمي في مجمع الزوائد: [ 10 /234]؛ والحديث: إسناده رجاله رجال الصحيح غير عيسىٰ بن موسى بن إياس بن البكير وهو ثقة‏‏ "

2.) الألباني في السلسلة الصحيحة: [1890]؛ والحديث: حسن.

كم جاء بلفظة ثالثة :« تعلَّموا .. »

انظر :

أبو نعيم في حلية الأولياء : [3 /190]؛ والحديث: غريب من حديث صفوان تفرد به عمرو عن يحيىٰ.

فإذا اعتمدتُ ما حسنه الألباني في سلسلته الصحيحة فـأقول وأفعل بما رواه خادم خاتم الأنبياء رضوان الله تعالى عليه عن نبي المرحمة -صلى الله عليه وآله وسلم- « افْعَلوا الخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وتَعَرَّضُوا لِنَفَحاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فإنَّ للهِ نَفَحاتٍ من رحمتِهِ، يُصِيبُ بِها مَنْ يَشَاءُ من عبادِهِ، وسَلوا اللهَ أنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وأنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ ».

نفعل الخير كما يرضي ربنا تعالىٰ في سماه وتقدست اسماؤه طوال حياتنا... هذه هي المقدمة الأولىٰ .([1])

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
13 شعبان 1442 هــ ~ 26 /03 /2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 27 / 03 / 2021 20 : 01 AM

فائدة!
 
فائدة :
يجب أن ننتبه إلىٰ أن الإمام مسلم النيسابوري خرَّج حديثا عن عبدالله بن جابر : [1224] - وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : " إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً ، لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ ، يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ". [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].



-**-
فالساعة مبهمة .. لم تحدد! وهذا يعود لنشاط قائم الليل!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 27 / 03 / 2021 43 : 01 AM

المقدمة الثانية!
 
أما المقدمة الثانية فاتحدث فيها عن :" الْحَدِيثِ الضَّعِيفِ يُتَسَامَحُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ ".
1. ) كتب ابن تيمية ما قاله:
أَحْمَدبْنِ حَنْبَلٍ:« إذَا جَاءَالْحَلَالُ وَالْحَرَامُ شَدَّدْنَا فِي الْأَسَانِيدِ؛ وَإِذَا جَاءَالتَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الْأَسَانِيدِ؛ وَكَذَلِكَ مَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ مِنْ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ ».
2.) وكتب النووي الشافعي يقول:": وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْحَدِيثَ :
" ١. " الْمُرْسَلَ وَ
" ٢. " الضَّعِيفَ وَ
" ٣. " الْمَوْقُوفَ يُتَسَامَحُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ وَيُعْمَلُ بِمُقْتَضَاهُ ".
3. ) وقال السيوطي الشافعي " الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ يُتَسَامَحُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ"
4. ) وقال صاحب المرقاة ؛ القاري (ملا علي: واظنه حنفي) :" أَنَّ الْقَاعِدَةَ الْمُقَرَّرَةَ فِي مَذْهَبِ
الشَّافِعِيِّ أَنَّ الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ لَا يُعْمَلُ بِهِ إِلَّا فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ " .
5. ) وقال محمد بن محمد بن عبدالرحمن الرعيني (الحطاب) ؛ المالكي :" وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا فَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ " .
5. 1. ) وقال ابن عابدين (الحنفي) :"

[فَائِدَةٌ ]
شَرْطُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ
﴿[ أ .]**عَدَمُ شِدَّةِ ضَعْفِهِ ، وَأَنْ
﴿[ ب . ]**يَدْخُلَ تَحْتَ أَصْلٍ عَامٍّ ، وَأَنْ
﴿[ ج . ]**لَا يُعْتَقَدَ سُنِّيَّةُ ذَلِكَ الْحَدِيثِ .








-*-*-*-
قلت
( الرمادي) : وأظن قال بذلك -أيضا- محمد بن صالح العُثيمين (وهو حنبلي).




-*-*-*-

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 04 / 04 / 2021 20 : 12 AM

صيام هذا العام الهجري (١٤٤٢)
 
[ كِتَابُ الصَّوْمِ ] .

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم

[الفاتحة:1]

اللَّهُمَّ يَسِّرْ عَلَيَّ أَمْرَي هَذا؛ وَسَهِّلْ عَلَيَّ مَا بَعْدَهُ من بُحوثٍ؛ فأنتَ يا الله -سبحانك- خير مسؤول... فادعوك -تعالىٰ- وارجوك -عز وجل- أن توفقني لما تحبه وترضاه وترزقني الفهم ؛ والقدرة على الإدراك والاستيعاب ؛ ثم إحسان التعبير والكتابة .. فأنتَ -تعالى ذكرك- بالإجابة قدير!





-**-
المقدمة والتهيئة

(1) مقدمة الصِّيَامُ

رسالة " أحكام الصيام "

-*/-*/


« " المقدمة والتهيئة " »

-*/-*/

كِتَابُ الصَّوْمِ

شهر الصيام لعام 1442 هــ

﴿ أحكام الصيام: الفرض منه والتطوع؛ وما يتعلق بهذه الأحكام من مسائل؛ وايضاح البدع والمستحدثات

الكتاب الثامن الصيام
﴿ موسوعةالمسائل: القسم الأول: العبادات، وفيه الكتاب الثامن: الصيام، الباب الأول: في فروضه وواجباته وسننه وأحكامه جائزاً ومكروهاً

ويتوقع أن يكون صيام هذا العام الهجري (١٤٤٢) مقارب لأخيه السابق شهر رمضان (١٤٤١)متميزا ومختلفا عن بقية الأعوام السابقة؛ مما يلزمنا التهيئة والإعداد

ـــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله الذي خلقنا مِن نسل مَن سجدت له الملآئكة، تكريما لخلقه بيده -سبحانه-؛ وتفضيلا لعقله -عليه السلام-، وتبجيلاً لعلمه، فالحمد لله الذي أكرمنا بالخلق والإيجاد والتنشأة والتكوين، فالحمدُ لله الذي أكرمنا بالخلق من عدم؛ والإيجاد مِن لا شئ، والتنشأة من صلب رجل كريم والتكوين في رحم طاهر وأم عطوف حنون؛ ثم الحمد لله الذي أكرمنا بالعقل والإدراك والفهم والاستيعاب، ثم الحمد لله الذي أكرم الإنسان بالإسلام والإيمان، ثم الحمد لله الذي جعلنا مِن المسلمين المؤمنين؛ ونشهد أنه الخالق الرازق، الغفور الودود، حقٌ أن يعبد كما أمر، قال -سبحانه وتعالى-

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُكَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [(1)]

وقال مَن تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه ﴿ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍۚ [(2)]

تخفيفا علينا وتسهيلاً .. ثم نكمل القراءة في كتابه الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين فنسمعه -سبحانه وتعالى- يقول : ﴿ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون َ[(2)]. ونسمعه -سبحانه- يقول : ﴿ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُۖ .[(3)]

بعد أن قال : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِۚ .[(3)]

وأَشْهَدُ أَنَّه ارسل فينا الرحمة المهداة والنعمة المسداه سيدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِنْ خلقِهِ وحبيبُهُ، ونشهد بأن الذي قال « صُومُوا لِرُؤيَتِه، وأفطِرُوا لِرُؤيَتِه »[(4)] هو النبي الأمي محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء وآخر المرسلين وتمم المبتعثين، فنصلي ونسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته وسار على طريقته إلى يوم الدين.

ونرجو من الله -سبحانه وتعالى- أن يسهل علينا صوم هذا العام ١٤٤٢ هــ ..

أخــ(ــتــ)ــي الكريمــ(ــة) المُقدمــ(ــة) على آداء فرض الله تعالى صيام عام ١٤٤٢ هــ/ إبريل~مايو 2021م!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!

مِن القواعد التي ينبغي أن تأصل :

[ 1 . ] القاعدة الأولىٰ أن :« الْأَحْكَامَ الَّتِي تَحْتَاجُ الْأُمَّةُ إِلَىٰ مَعْرِفَتِهَا لَابُدَّ أَنْ يُبَيِّنَهَا الرَّسُولُ الكريم؛ المصطفىٰ المجتبىٰ المحتبىٰ المرتضىٰ: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بَيَانًا عَامًّا، وَلَابُدَّ أَنْ تَنْقُلَهَا الْأُمَّةُ، فَإِذَا انْتَفَىٰ هَذَا عُلِمَ أَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ دِينِهِ..»[(4)].

مسائل ما قبل الشروع وما قبل العزم على اتخاذ إجراءات الـ أداء .

[١. ] المسألة الأولىٰ :" التهيئة "

وتنقسم مسألة التهيئة إلى ثلاث نقاط رئيسة:

[١. ١. ] التهيئة النفسية، الصحية،

[١. ٢. ] التهيئة الإدراكية والعقلية ،

[١. ٣. ] التهيئة الفقهية / الشرعية.

.. ولعل مِن المسائل الهامة والتي تتعلق بالإعداد والتهيئة مسألة مَن أقترب مِن سن البلوغ مِن الشباب.. ومَن اقتربت مِن الصبايا مِن مبلغ النساء! فلنستعن بالله تعالىٰ أن يوفقني في البحث والقول:

[ 1. [ المبحث الثاني : " البلوغ "

1.] المطلب الأوَّلُ: اشتراطُ البُلوغِ

يُشتَرَطُ لوجوبِ الصَّومِ: البلوغُ .

[ ويَحْصل بُلوغُ الذَّكَرِ بواحدٍ مِن أمورٍ ثلاثةٍ:

1 . ] أحدُها: إِنزالُ المَنيِّ باحتلامٍ أو غيرهِ.

2 .] الثاني: نبَاتُ شَعرِ العَانةِ وهو الشَّعْر الْخشِنُ ينْبُت حولَ الْقُبُلِ.

3 . ] الثالثُ: بلوغُ تمامِ خَمْسَ عَشْرةَ سنةً.

و

يحصل بلوغُ الأُنثىٰ بما يحْصلُ به بلوغُ الذَكَرِ و

زيادةُ أمرٍ رابعٍ:

4 .] وهو الحَيضُ.]

[ انظر : ابنُ عُثيمين ؛ مجالس شهر رمضان؛ (ص: 28) ]

الأدِلَّة:

أوَّلًا: مِن السُّنَّةِ

عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: « رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ:

- عَنِ النَّائِمِ حتىٰ يستيقِظَ، و
- عن الصبيِّ حتىٰ يبلُغَ، و
- عن المجنونِ حتىٰ يعقِلَ» .
[رواه :
- أبو داود (4402)، و
- أحمد (940)، و
- النسائي في السنن الكبرى(7303)، و
- ابن خزيمة (1003)، و
- الحاكم (949).
وقد :
- حسنه البخاري في العلل الكبير (225)، و
- صححه ابن حزم في المحلى (9/206)، و
- الحاكم وقال: على شرط الشيخين، و
- النووي في المجموع (6/253) و
وأخيرا :
- الألباني في صحيح أبي داود (4403).].

تفصيل الحديث وشرحه [-:

« أُتِي عمرُ بمجنونةٍ ، قد زنت.. فاستشار فيها أناسًا ، فأمر بها عمرُ أن تُرجَمَ ، فمرَّ بها علىٰ عليِّ بنِ أبي طالبٍ فــ

قال :ما شأنُ هذه ؟ ،
قالوا :مجنونةُ بني فلانٍ زنت ، فأمر بها عمرُ أن تُرجَمَ .
قال : فقال : ارجِعوا بها ،
ثمَّ أتاه فقال : يا أميرَ المؤمنين ، أما علِمتَ أنَّ : « القلمَ قد رُفِع عن ثلاثةٍ ؛

- عن المجنونِ حتَّىٰ يبرأَ ، و
عن النَّائمِ حتَّىٰ يستيقظَ ، و
- عن الصَّبيِّ حتَّىٰ يعقِلَ ؟» ،
قال : بلَى ،
قال : فما بالُ هذه تُرجَمُ .
قال :لا شيءَ .
قال :فأرسِلْها ،
قال : فأرسِلْها ،
قال : فجعل يُكبِّرُ .
[رواه : عبدالله بن عباس؛ انظر : الألباني في: صحيح أبي داود : 4399؛ الحديث : صحيح . التخريج : أخرجه أبو داود (4399) ].

حثَّ النبيُّ صلَّىٰ الله عليه وسلَّم علىٰ أنْ :

« تُدرأَ الحدودُ بالشُّبهاتِ » ،
وفي هذا الحديثِ يُخبرُ عبدُاللهِ بنُ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما: أنَّه : أُتِيَ عمرُ بمَجنونةٍ قد زَنتْ ، أي: جاءَ الناسُ بها لِيَقضيَ فيها بكتابِ اللهِ تَعالىٰ؛ وذلكَ أنَّه كانَ خليفةَ المسلِمينَ آنذاكَ ووليَّ الأَمرِ،
« فاستَشارَ فيها أُناسًا ، أي: طلبَ المشُورةَ ممَّن حولَه ونَصحَهم في أمرِها؛
فأمرَ بها عُمرُ أن تُرجَمَ ، أي: ثم إنَّه قَضىٰ فيها بعدَ الشُّورى أنَّها تُرجَم، وفي هذا إشارةٌ إلىٰ أنَّها كانتْ : « مُحصنةً» ؛
قيلَ: ولعلَّ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنه أرادَ أن يُقيمَ الحدَّ علىٰ هذِه المرأةِ؛ لأنَّها كانتْ : « تُجَنُّ مرَّةً.. وتُفِيقُ أخرىٰ» ،

فرأىٰ عمرُ رضيَ اللهُ عَنه ألَّا يُسقِطَ عنها الحدَّ لِمَا يُصيبُها من الجنونِ إذ كانَ الزِّنا منها حالَ الإفاقةِ.
قالَ ابنُ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: فمُرَّ بها علىٰ عليِّ بنِ أَبي طالبٍ ، أي: مرَّ الناسُ عليهِ بتلكَ المرأةِ بعدَ أن خَرجوا بها مِن عندِ عُمرَ رضيَ اللهُ عَنه؛

فقالَ عليٌّ رضيَ اللهُ عَنه:ما شأنُ هذهِ؟ ، أي: ما أمرُها؟ وماذا أجرَمَت؟ وما سببُ الحدِّ؟
فأجابوا بِقَولِهم : مَجنونةُ بَني فُلانٍ زَنتْ، فأمرَ بها عُمر أنْ تُرجَم .
قالَ ابنُ عباسٍ: فقالَ، أي: عليٌّ رضيَ الله عنه: ارجِعوا بها، ثم أتاهُ ، أي: إنَّه رضِيَ الله عنه أمرَ الناسَ أن يَرجِعوا بالمرأةِ وألَّا يُقِيموا عليها الحدَّ،

ثم
إنَّه أتَىٰ لعُمرَ بنِ الخطابِ رضيَ اللهُ عَنه، فقالَ : يا أميرَ المؤمِنينَ، أمَا علِمْتَ أنَّ القلمَ قد رُفِعَ عن ثَلاثةٍ » ، أي: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد : « رَفعَ التَّكليفَ والعِقابَ على ثَلاثةٍ من البَشر» :
« عنِ المجنونِ حتىٰ يَبرأَ » ، أي: حتىٰ يُشفَى ويَعقِلَ ،
« وعنِ النائمِ حتىٰ يَستيقِظَ،
وعنِ الصبيِّ حتىٰ يعقِلَ؟ » ، أي: حتىٰ يبلُغَ الحُلُمَ، وهذا مِن بابِ تَذكيرِ عليٍّ عُمرَ رضي الله عَنهما بحديثِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم،
قالَ عمرُ : بَلى ، أي: إنَّه يذكُرُ ذلكَ،
قال عليٌّ : فما بالُ هذِه تُرجَمُ؟ ، أي: إنَّ علِيًّا يَستنكِرُ رَجْمَ تلكَ المرأةِ،
قال عمرُ : لا شَيءَ ، أي: إنَّه ليسَ علَيها شيءٌ الآنَ،
قال عليٌّ :فأرسِلْها ، أي: طلبَ عليٌّ مِن عُمرَ أن يُطلِقَ سراحَها.
قالَ ابنُ عباسٍ : فأرسَلَها ، أي: فأطلَقَ عمرُ سراحَها دُونَ حدٍّ لِمَا بها مِن جُنونٍ ،

فجَعلَ يُكبِّرُ ، أي: فجعلَ عمرُ رضيَ اللهُ عَنه يُكبِّر اللهَ عزَّ وجلَّ فرَحًا بِتَصويبِ عليٍّ لَه ومَنعِه من أنْ يقعَ في مِثلِ هذا الخَطأِ، و
كانَ مِن عَادةِ عُمرَ ودَأبِه رضيَ اللهُ عَنه أنَّه : « رجَّاعٌ إلىٰ الحقِّ » . ]

ثانيًا: من الإجماعِ

نقل الإجماعَ علىٰ ذلك: ابنُ حَزمٍ [قال ابنُ حزم : اتَّفَقوا علىٰ أنَّ صِيامَ نَهارِ رَمَضانَ علىٰ :

« 1» الصَّحيحِ ،

« 2» المُقيمِ ،

« 3» العاقِلِ ،

« 4» البالِغِ الذي

« 5» يعلَمُ أنَّه رمضانُ، وقد بلَغَه

« 6» وجوبُ صِيامِه وهو مُسلمٌ ،

[راجع: مراتب الإجماع (ص 39)، و
لم يتعقبه ابن تيمية في : نقد مراتب الإجماع . و
انظر : المحلىٰ لابن حزم ( 6/160) ]؛ و
قال ابنُ رشد: (وأمَّا علىٰ مَن يجِبُ وجوبًا غير مُخيَّرٍ: فهو:
« 1» البالِغ،
« 2» العاقِلُ،
« 3» الحاضر،
« 4» الصَّحيح،

إذا لم تكُن فيه الصِّفةُ المانعة مِن الصَّوم، وهي : « الحَيضُ للنِّساءِ » ، وهذا لا خِلافَ فيه؛ لِقَولِه تعالىٰ :
﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ [البقرة: 185]).
انظر: بداية المجتهد (2/46).]، و
قال النووي :لا يجِبُ صَومُ رَمَضانَ علىٰ الصبيِّ، ولا يجِبُ عليه قضاءُ ما فات قبل البلوغِ، بلا خلافٍ ،
انظر: المجموع (6/253). ]، و
قال محمدُ ابنُ مُفلحٍ: صومُ رَمَضانَ فرضٌ علىٰ كلِّ
« 1» مسلمٍ
« 2» بالِغٍ،
« 3» عاقلٍ،
« 4» قادرٍ،
« 5» مُقيمٍ

[إجماع]).
راجع : الفروع (4/428).]، و
قال إبراهيمُ ابن مفلح ؛ برهان الدين : ولا يجِبُ الصَّومُ إلَّا علىٰ :
« 1» المسلِم
« 2» البالِغِ،
« 3» العاقِلِ،
« 4» القادِرِ علىٰ الصَّومِ : « إجماعًا».

راجع:المبدع (2/414). ].

ثالثًا:

أنَّ الصَّبيَّ لِضَعفِ بِنيَتِه وقصورِ عَقلِه واشتغالِه باللَّهوِ واللَّعِبِ؛ يشُقُّ عليه تفَهُّمُ الخطابِ، وأداءُ الصَّومِ، فأسقَطَ الشَّرعُ عنه العباداتِ.
[راجع : بدائع الصنائع ؛ للكاساني (2/87).]

2. ] المطلب الثاني: قضاءُ البالِغِ لِمَا فاتَه قَبلَ البُلوغِ

لا يجبُ على البالِغِ قضاءُ ما فات قَبل البُلوغ.

الأدلة:

أولًا: من الإجماع

نقَل الإجماعَ على ذلك:

- النوويُّ [ فــ قال : فلا يجبُ صومُ رمضانَ علىٰ الصبيِّ، ولا يجب عليه قضاءُ ما فات قبل البلوغِ، بلا خلافٍ ،
أنظر: المجموع (6/253).
و

قال الطحطاوي: قوله : لا ما مضى ، أي: اتِّفاقًا؛ لعدم شرْطِ الوجوبِ فيما مضىٰ، وهو :
« 1» الإسلامُ

و
« 2» البلوغ،

راجع: حاشية الطحطاوي (ص: 421).

لكن ذَهب :

- الأوزاعيُّ ، و
*- عبدُالملك بن الماجشون إلىٰ أنَّ :
الغُلامَ إذا بلغ أثناءَ رَمَضانَ، فإنَّه يصومُ ما مضىٰ من أوَّلِ الشَّهرِ.
ينظر : الاستذكارلابن عبدالبر (3/352). و
مسألةُ بلوغِ الصبيِّ أثناءَ شَهرِ رَمضانَ سيأتي ذِكرُها. ]

ثانيًا:

أنَّ زَمَن الصِّبا ليس زمَنَ تكليفْ؛ للحديث : « رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ...» ، ولو وجب عليه القَضاءُ لوجب عليه أداؤُه في حالِ الصِّغَرِ .
[ينظر : المجموعللنووي (6/253). ]

3. ] المطلب الثالث: أمرُ الصَّبيِّ بالصَّومِ

إذا كان الصبيُّ يُطيقُ الصِّيامَ دون وقوعِ ضَرَرٍ عليه، فعلىٰ وليِّهِ أن يأمُرَه بالصَّومِ؛ لــ : « يتمَرَّنَ » عليه و : « يتعوَّدَه » ، وهو مَذهَبُ الجُمهورِ:

﴿ أالحَنَفيَّة [راجع : تبيين الحقائقللزيلعي (1/339) ، مجمع الأنهرلشيخي زاده (1/373).]، و

﴿ بالشَّافِعيَّة [فـ قال النووي: (قال المُصَنِّفُ والأصحاب: وإذا أطاق الصَّومَ وَجَبَ علىٰ الوليِّ أن يأمُرَه به لسبعِ: ﴿ « ٧» سِنينَ، بشَرطِ أن يكون مُمَيِّزًا، ويضرِبَه على ترَكِه لعشرٍ ﴿ « ١٠» ؛ لِمَا ذكره المُصنِّفُ، والصَّبِيَّةُ كالصبيِّ في هذا كلِّه بلا خلافٍ؛ انظر: المجموع (6/253). ]و

﴿ جالحَنابِلة [ وهذا علىٰ اختلافٍ بينهم في تحديدِ السِّنِّ التي يُؤمَرُ فيها الصَّبيُّ.

راجع : الإنصافللمرداوي (3/199)، و
ينظر : الشرح الكبيرلشمس الدين ابن قدامة (3/14). ]، وهو قولٌ عند المالكيَّة [ راجع : الذخيرةللقرافي (2/533). ]، وبه قالت طائفةٌ مِنَ السَّلَفِ [قال ابنُ قدامةَ :ومِمَّن ذهب إلىٰ أنَّه يُؤمَرُ بالصِّيامِ إذا أطاقه: عطاءٌ والحسَنُ وابنُ سيرين والزُّهري وقتادة والشَّافعي
أنظر: المغني(3/ 161). ].

الدليلُ منَ السُّنَّة:

عن الرُّبيِّع بنتِ مُعَوِّذٍ رَضِيَ الله عنها قالت : « أرسَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غداةَ عاشُوراءَ إلىٰ قُرىٰ الأنصارِ: من أصبَحَ مُفطِرًا فلْيُتِمَّ بقيَّةَ يَومِه، ومن أصبَحَ صائمًا فلْيَصُمْ، قالت: فكُنَّا نصومُه بعدُ، ونُصَوِّم صِبيانَنا، ونجعَلُ لهم اللُّعبةَ مِنَ العِهنِ»

[الحديث رواه البخاري (1960) ومسلم (1136). ].

وفي لفظ: « ... ونصنَعُ لهم اللُّعبةَ مِنَ العِهنِ، فنذهَبُ به معنا، فإذا سألونا الطَّعامَ أعطيناهم اللُّعبةَ تُلهِيهم حتى يُتِمُّوا صَومَهم»

[رواه مسلم (1136). ].

فقد [ « أَرْسَلَ النَّبيُّ صَلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلىٰ قُرَىٰ الأنْصَارِ: مَن أصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَومِهِ، ومَن أصْبَحَ صَائِمًا، فَليَصُمْ. قالَتْ: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، ونُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، ونَجْعَلُ لهمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أحَدُهُمْ علَى الطَّعَامِ، أعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حتَّىٰ يَكونَ عِنْدَ الإفْطَارِ» .

روته : الرُبيع بنت معوذ بن عفراء؛
انظر : صحيح البخاري : (1960)؛ الحديث : صحيح.
التخريج : أخرجه البخاري (1960)، ومسلم (1136) .

يومُ عاشوراءَ مِن أيَّامِ اللهِ المُبارَكةِ؛ نَجَّىٰ اللهُ عزَّ وجلَّ فيه نَبيَّه مُوسىٰ مِن فِرعونَ وجُندِه، وعظَّمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا اليومَ، وحرَصَ علىٰ صِيامِه، وحَثَّ المسلِمينَ علىٰ ذلك؛ شُكرًا للهِ.

وفي هذا الحَديثِ تَحكي الرُّبَيِّعُ بِنتُ مُعوِّذٍ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ أرسَلَ صَباحَ يومِ عاشوراءَ -وهو الموافقُ ليومِ العاشِرِ مِن مُحرَّمٍ- رُسلًا إلى قُرى الأنصارِ الَّتي حَولَ المدينةِ؛ يُنادُون فيهم: مَن أصبَحَ مُفطِرًا فلْيُمسِكْ عن الطَّعامِ ويَبْقى صائمًا، ومَن أصبَحَ صائمًا فلْيَستمِرَّ على صَومِه بَقيَّةِ يَومِه. ثمَّ أخبَرَت أنَّهم كانوا يَصومون يومَ عاشوراءَ بعْدَ ذلك، ويَجعَلون صِغارَهم يَصومونَه ويَجعَلون لهم ما يَلعَبون به مِن العِهْنِ، وهو الصُّوفُ المَصبوغُ، فإذا بَكَى أحدُهم على الطَّعامِ أعْطَوه تلك اللُّعَبِ؛ لِيَتلهَّى بها، حتَّى يَأتيَ وَقْتُ الإفطارِ، تَشجيعًا وتَدريبًا للأطفالِ على العِبادةِ.

وقد وَرَدَ في الصَّحيحَينِ أنَّ النَّبيَّ صلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ جَعَلَ صِيامَه علىٰ الخِيارِ بعْدَ أنْ فَرَضَ اللهُ رَمَضانَ؛ فعنِ ابنِ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه صلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ قال: « كان يَومًا يَصومُه أهلُ الجاهِليَّةِ، فمَن أحبَّ منكم أنْ يَصومَه فَلْيَصُمْه، ومَن كَرِه فَلْيَدَعْه »؛ فأبْقىٰ النَّبيُّ صلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ على صَومِه تَطوُّعًا. وقدْ جاء في فَضْلِ صِيامِه أنَّه يُكفِّرُ ذُنوبَ سَنةٍ قَبْلَه، كما في صَحيحِ مُسلِمٍ مِن حَديثِ أبي قَتادةَ رَضيَ اللهُ عنه.

وفي الحديثِ: تَمرينُ الصِّبيانِ علىٰ الصِّيامِ.

وفيه: أنَّ الصَّحابيَّ إذا قال: « فعَلْنا كذا في عهْدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ » كان حُكمُه الرَّفعَ؛ لأنَّ سُكوتَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ذلك يدُلُّ علىٰ إقرارِهم عليه؛ إذْ لو لم يكُنْ راضيًا بذلك لَأنكَرَ عليهم.]

4.] المطلب الرابع: حُكمُ قضاءِ ما سبَقَ إذا بلغ الصبيُّ أثناءَ شَهرِ رَمضانَ

إذا بلغَ الصَّبيُّ أثناءَ شَهرِ رَمَضانَ؛ فإنَّه يصومُ بقيَّةَ الشَّهرِ ولا يلزَمُه قضاءُ ما سبَقَ، سواءٌ كان قد صامَه أم أفطَرَه، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ:

﴿أالحنفيَّة [راجع : حاشية الطحطاوي(ص: 421)، وينظر : بدائع الصنائع للكاساني (2/87). ، و

﴿ بالمالكيَّة [راجع : مواهب الجليلللحطاب (3/328)، (وانظر: شرح الزرقاني على مختصر خليل(2/349). ]، و

﴿ج الشَّافعيَّة [راجع: المجموعللنووي (6/253)، وانظر: نهاية المحتاجللرملي (3/187). ]، و

﴿ د الحَنابِلة [راجع: المبدع لابن مفلح (2/415)، وايضا: كشاف القناع للبهوتي (2/309)، وينظر : المغنيلابن قدامة (3/162) ، و الشرح الكبيرلشمس الدين ابن قدامة (3/15). ]، وهو قولُ عامَّةِ أهلِ العِلمِ [يراجع : المغنيلابن قدامة (3/162). ]، وحُكِيَ فيه الإجماعُ [ قال النَّووي : لا يجِبُ صَومُ رَمَضانَ علىٰ الصبيِّ، ولا يجِبُ عليه قضاءُ ما فات قبلَ البلوغ بلا خلافٍ يراجع: المجموعللنووي (6/ 253). وقال الطحطاوي: (قوله "لا ما مضى" أي اتِّفاقًا؛ لعَدَمِ شَرطِ الوجوبِ فيما مضى، وهو الإسلامُ والبلوغُ) ، حاشية الطحطاوي(ص: 421). ].

وذلك للآتي:

أوَّلًا: أنَّه لا يُوجَّهُ إليه الأمرُ بالصَّومِ حينذاك؛ لأنَّه ليس مِن أهلِ وُجوبِ الصَّومِ؛ وعليه فلا يلزَمُه قضاؤُه [أنظر: مجموع فتاوى ورسائل العُثيمين(19/97). ]

ثانيًا: أنَّه زمنٌ مضىٰ في حالِ صِباه، فلم يلزَمْه قضاءُ الصَّومِ فيه، كما لو بلَغَ بعد انسلاخِ رمضانَ [يراجع: المغنيلابن قدامة (3/162). ].

5.] المطلب الخامس: حُكمُ القَضاءِ والإمساكِ إذا بلغَ الصَّبيُّ أثناءَ نهارِ رَمَضانَ وهو مُفطِرٌ

إذا بلغ الصبيُّ أثناءَ نهارِ رَمَضانَ وهو مُفطِرٌ؛ فإنَّه يلزَمُه أن يُمسِكَ بقِيَّةَ يَومِه، ولا قضاءَ عليه، وهو مذهَبُ الحَنَفيَّة [يراجع: البحر الرائقلابن نجيم (2/310)، وينظر : مجمع الأنهر لشيخي زاده (1/373)، و :فتح القديرللكمال ابن الهمام (2/363)، ]، وروايةٌ عن أحمَدَ [راجع: المغنيلابن قدامة (3/ 162)، و : الشرح الكبيرلشمس الدين ابن قدامة (3/15)، و : الإنصافللمرداوي (3/200). ]، اختارها ابنُ تيميَّةَ [يراجع: مجموع الفتاوىلابن تيمية (25/109)، وايضاً: الإنصافللمرداوي (3/200). ]، وابنُ عُثيمين [يراجع : الشرح الممتعلابن عُثيمين (6/334). ]؛ وذلك لأنَّه صار مِن أهلِ الوُجوبِ حين بُلوغِه؛ فيُمسِكُ تشبُّهًا بالصَّائِمين، وقضاءً لِحَقِّ الوَقتِ [ينظر : البحر الرائقلابن نجيم (2/313). ]، ولا تلزَمُه الإعادةُ؛ لأنَّه أتىٰ بما أُمِرَ به [يراجع: الشرح الممتعلابن عُثيمين (6/334). ].

-**-

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

ــــــــــــــ

الهوامش والمراجع :

[(1)] سورة البقرة؛ وترتيبها: (2)، آية رقم : ١٨٣﴾
[(2)] سورة البقرة؛ وترتيبها: (2)، آية رقم : ١٨٤
[(3)] سورة البقرة؛ وترتيبها: (2)، آية رقم : ١٨٥
[(4)] رواه البخاري (1909)، ومسلم (1081).ونص الحديث:« صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ».رواه :أبو هريرة، انظر :صحيح البخاري: (1909)، الحديث : [صحيح].

التخريج : أخرجه البخاري (1909)، ومسلم (1081). جعَلَ اللهُ الأهِلَّةَ لحِسابِ الشُّهورِ والسِّنينَ؛ فبِرُؤْيةِ الهِلالِ يَبدَأُ شَهْرٌ ويَنْتَهي آخَرُ، وعلى تلك الرُّؤْيةِ تَتَحدَّدُ فَرائضُ كَثيرةٌ، كالصِّيامِ، والحَجِّ. وفي هذا الحديثِ يَأمُرُنا النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنْ نَصومَ رمَضانَ عندَ رُؤيةِ الهلالِ بعْدَ غُروبِ شَمسِ اليومِ التَّاسعِ والعِشرينَ [29] مِن شَعبانَ، ونُفطِرَ عندَ رُؤيةِ هِلالِ شوَّالٍ بعْدَ غُروبِ شَمسِ اليومِ التَّاسعِ والعِشرينَ [29] مِن رَمضانَ؛ فالشَّهرُ يكونُ أحيانًا تِسعةً وعشرينَ [29] يَومًا، وأحيانًا ثلاثينَ [30]، والكلُّ جائزٌ وواقعٌ، والاعتمادُ في الصِّيامِ والإفطارِ على رُؤيةِ الهلالِ. فإنْ خَفِيَ علينا هِلالُ رَمضانَ لأيِّ سَببٍ مِن الأسبابِ، كغَيمٍ ونحْوِه، فلْنُكمِلْ عِدَّةَ شَهرِ شَعبانَ ثلاثينَ [30] يَومًا، وكذلك إنْ خَفِيَ هِلالُ شَوَّالٍ نُكمِلْ رمَضانَ ثَلاثينَ [30] يَومًا.
[05)] الشيخ مُحَمَّدٌ رَشِيدٌ رِضًا؛ تلميذ الإمام : محمدعبده -رحمهما الله تعالى- كتابه : تَّفْسِيرالْمَنَار -والذي لم يتمه- ، الهيئة المصرية للكتاب ، دون ذكر سنة النشر.



أقول (الرمادي) : إني أَسْأَلُك اللَّهُمَّ بِجَلَالِ وَجْهِك ؛ وَبَاهِرِ قُدْرَتِك وَوَاسِعِ جُودِك وَكَرْمِك؛ أَنْ تَنْفَعَ بِهَذَا الشَّرْحِ الْمُسْلِمِينَ مَنْفَعَةً عَامَّةً، وَأَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِالْإِخْلَاصِ فِيهِ؛ لِيَكُونَ ذَخِيرَةً لِي إذَا جَاءَتْ الطَّامَّةُ، وَأَنْ لَا تُعَاقِبَنِي فِيهِ، وَلَا فِي غَيْرِهِ مِنْ سَائِرِ آثَارِي بِقَبِيحِ مَا جَنَيْت مِنْ الذُّنُوبِ وَعَظِيمِ مَا اقْتَرَفْت مِنْ الْعُيُوبِ؛ إنَّك أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَأَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ..
اللهم اجعل، هذه الرسالة " أحكام الصيام " لوجهك الكريم وتقبلها مني بعفوك عني وكرمك يا الله

ونقِّ قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء . . .
آمين يارب العالمين.

.. دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخَرُ دَعْوَاهُمْ أَنَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..

أعد هذا الملف :

مُحَمَّدٌ الرَّمَادِيُ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

** ***

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)


**

سلسلة بحوث

﴿ سنن الأنبياء ؛ وسبل العلماء ؛ وبساتين البلغاء ؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء

الكتاب الثامن

أحكام الصيام

اعداد : مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِـ مِصْرَالْمَحْمِيَّةِ

-حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى -

Dr. MUHAMMAD ELRAMADY

المراجعة الأولىٰ

حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٤٢ من الْهِجْرِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ : ‏السبت ٢١ شعبان ~ ٣ أبريل ٢٠٢١ مِن سنة الميلاد العجيب

~



























































































































































































































































































































(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 05 / 04 / 2021 04 : 11 PM

ما حكم صوم يوم الشك؟
 
ما حكم صوم يوم الشك؟
الأصل في المسلم قبل القيام بالفعل أو التصرف أو القول..


الأصل:
عليه أن يعلم الحكم الشرعي المستنبط من كتاب رب العالمين
أو
كيف وضحته وبينته السنة المحمدية العطرة-على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام - في حكم المسألة التي سيقوم بها أو يفعلها أو يتصرف حيالها أو القول (من باب العقود-مثلا-).
وليس حين يهم بالفعل أو يتلبس به!
23 شعبان 1442 هــ ~ 05/04/2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 06 / 04 / 2021 46 : 01 PM

النهي عن صوم يوم الشك!
 
{ ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ...}
[الحشر:7]

القسم الثاني:
العبادات،
كتاب الصيام،
الفرع الثاني مِن الفصل الثالث في الأيام التي يحرم صومها، و
هي نوعان،
النوع الثاني:

النهي عن صوم يوم الشك!


دكتور محمد فخر الدين الرمادي 10 / 04 / 2021 01 : 12 AM

رد: المناسبات
 
يوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان، إذا لم يُرَ الهلال بسبب الغيم أو نحوه ، وسُمِّي يوم شك لأنه يحتمل أن يكون:
- يوم الثلاثين من شعبان ، ويحتمل أن يكون :
- اليوم الأول من رمضان .

فيحرم صيامه إلا لمن وافق عادة صيامه .


27 شعبان 1442 هــ ~ 09 / 04 /2021 م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 10 / 04 / 2021 21 : 12 AM

رد: المناسبات
 
أدلة المسألة :
" لَا يَجُوزُ صَوْمُ يَوْمِ الشَّكِّ ؛ لِمَا رُوِيَ عَنْ عَمَّارٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ :مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَإِنْ صَامَ يَوْمَ الشَّكِّ عَنْ رَمَضَانَ لَمْ يَصِحَّ ، لِــ
قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « وَلَا تَسْتَقْبِلُوا الشَّهْرَ اسْتِقْبَالاً » .


ــــــــــــــــــــــــــــــ
27 شعبان 1442 هــ.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 10 / 04 / 2021 05 : 01 AM

متىٰ نبدأ في القيام لصلاة التراويح!؟
 
متىٰ نبدأ في القيام لصلاة التراويح!؟

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 12 / 04 / 2021 57 : 11 AM

دعاء قدوم شهر الصيام والقيام!
 
في حال بُشِّر المسلم بقدوم شهر رمضان -المبارك-؛ شهر الصيام والقيام.. فإنه يدعو إلى الله -تعالى في سمائه وسما في عليائه- ويتقرب إليه -سبحانه وتعالى- لأنّه مقبل على أيام مباركات، و
يصلح الدعاء التّالي :
اللهم أهلّه علينا باليمن واليسر والبركات وبالإسلام والإيمان والسلام والأمان، اللهم أنتَ ربنا لا إله إلا أنت، ارزقنا صيامه.. واعنا على قيامه صبرًا واحتسابًا، وأعذنا فيه من النعاس والكسل والخمول والفتور، وبلغنا يا الله فيه ليلة القدر، وأعنا على قيامها على الوجه الذي يرضيك عنا، اللهم ارزقنا في أوله الرحمة وفي أوسطه المغفرة وفي آخره العتق من النار.. واحفظنا جميعاً من الوباء وابعد عنا البلاء؛ فأنتَ يا الله على كل قدير وبالإجابة جدير
... اللهم صلِّ وسلم وبارك وانعم وزد وكرم هذا النبي الإبراهيمي العدناني القرشي المكي ثم المدني.. وآله واصحابه واتباعه ومن التزم هديه وسار على طريقته وآخر الدعاء أن الحمد لله رب العالمين!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 12 / 04 / 2021 16 : 12 PM

شَهْرُ رَمَضَانَ ١٤٤٢
 
شَهْرُرَمَضَانَ ١٤٤٢








{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون}
[البقرة:185]




{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}
[البقرة:183]






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ


Ich wünsche der gesamten islamischen Gemeinde Oesterreichs und allen Muslimen in der ganzen Welt eine gesegnete Fastenzeit, ein wunderschoenes Ramadanfest und viel Gesundheit in dieser herausfordernden Zeit der Pandemie.


Wenn wir uns alle an die Lockdown-Regel halten, bekaempfen wir gemeinsam das Virus.


Gemeinsam sind wir stark!


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ


بفرح المؤمنين واستبشار الموقنين ورضا مِن رب العالمين أرفع اسمىٰ آيات التهنئة القلبية بقدوم شهر الخير .. شهر رمضان لعام ١٤٤٢ لمسلمي جمهورية النمسا ولمسلمي العالم أجمع؛ متمنياً صياماً ميسوراً وقياماً مأجوراً وذنباً مغفوراً؛ وعيداً مسروراً ..


راجياً الخالق القادر -عز وجل- أن يرفع عنا البلاء ويحفظنا جميعاً من الوباء


والله -سبحانه وتعالىٰ- خير حافظ وهو ارحم الراحمين!.



(1)



يوم السبت ٢٨ شعبان 1442 هــ ~ 10 ابريل 2021 م




دكتور محمد فخر الدين الرمادي 13 / 04 / 2021 25 : 08 PM

: { رمضان 1442 }
 
: { شهر رمضان الكريم : عام 1442 }




مراجعات رمضانية مِن القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين.. والسنة المحمدية النبوية الشريفة العطرة!

[ ١ .] :" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله تعالى عنه- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "

« أَظَلَّكُمْ شَهْرُكُمْ هَذَا - يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ - بِـــ
- مَحْلُوفِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا مَرَّ عَلَىٰ الْمُسْلِمِينَ شَهْرٌ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْهُ، وَلَا يَأْتِي عَلَىٰ الْمُنَافِقِينَ شَهَرٌ شَرٌّ لَهُمْ مِنْهُ، بِــــ
- مَحْلُوفِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ اللَّهَ -تعالىٰ- [لــ] يَكْتُبُ أَجْرَهُ وَثَوَابَهُ [ونوافله] مِنْ قَبْلِ أَنْ يَدْخُلَـ[ــه]، وَيَكْتُبُ وِزْرَهُ [إصره] وَشَقَاءَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَــ[ــه]، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُعِدُّ فِيهِ [*] النَّفَقَةَ لِلْقُوَّةِ فِي الْعِبَادَةِ، وَيُعِدُّ فِيهِ الْمُنَافِقُ [**] اغْتِيَابَ الْمُؤْمِنِينَ وَاتِّبَاعَ عَوْرَاتِهِمْ، فَهُوَ غُنْمٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَغُرْمٌ عَلَى الْفَاجِرِ » . .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[*] جاء نص براوية :" القوة من النفقة للعبادة ".. فاثبتها ،

[**] وجاء نص برواية:" ويعد فيه المنافق اتباع غفلات المؤمنين واتباع عوراتهم، فغنم يغنمه المؤمن" .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

التخريج :

رواه الإمام أحمد في مسنده (2/ 524).

[انظر: الدر المنثور، جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي، تفسير القرآن؛ مركز هجر، سنة النشر: 2003م – 1424هـ،الطبعة الأولى. عند تفسيره لقوله تعالى : " شهر رمضان"... ] .

[ و أَخْرَجَه ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَرواه أبوبكر ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "صَحِيحِهِ" [(3/ 188 - 189 رقم 1884).]"، وَالْبَيْهَقِيُّ، وَالْأَصْبَهَانِيُّ فِي "التَّرْغِيبِ".
قال الحافظ أبو عبدالله: الحديث من رواية كثير بن زيد، تكلم فيه يحيى بن معين [ قال في رواية ابن أبي خيثمة عنه: ليس بذاك القوي. انظر: الجرح والتعديل (7/ 151 رقم 841) ؛ وانظر التهذيب (24/ 115).]، ووثقه في رواية [ قال في رواية المفضل الغلابي؛ ومعاوية بن صالح عنه: :"صالح". وقال في رواية عبدالله ابن أحمد الدورقي عنه: ليس به بأس. التهذيب (24/ 115).]، وقال أبو زرعة الرازي: لين [ انظر: الجرح والتعديل (7/ 151 رقم 841) ونصه: هو صدوق فيه لين.]. وجاء في : كتاب الضعفاء والمتروكين (206 رقم 530).): أنه ضعيف.

والله تعالى أعلم!

الثلاثاء : 01 رمضان الكريم 1442 هــ ~ 13 ابريل 2021 م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 14 / 04 / 2021 12 : 04 PM

فَضْلُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَصَوْمِه!
 
[ ٢ . ] :" فَضْلُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ صَوْمِه "






1 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:« أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فِي أَوَّلِ : « ١ . » لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِـــ سِتٍّ : « ٦ . » مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ : « ٣ ١ . » خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ : « ٤ ٢ . » خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ».

التخريج: (مسند أحمد؛ 16984) ،
قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: " إسناده ضعيف.".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 14 / 04 / 2021 25 : 05 PM

بقية التخريج لحديث .. وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ!
 
.. قلت(الرمادي) : وهذا ما ذهب إلى الشيخ شعيب؛ وبمراجعة ما بحثه الألباني وجدتُ أنه :" في " السلسلة الصحيحة " (1575)". قد حسّن الحديث الذي "رواه الإمام أحمد في "المسند" (4 /107)".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 14 / 04 / 2021 12 : 06 PM

رد: المناسبات
 
جعل الله -تعالى- هذا الشهر الكريم -شهر رمضان-من أفضل شهور الناس والأمم والشعوب لقوله -تعالى- :"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ...". فجعله محلاً وزماناً وظرفاً لأكرم نِعَمِهِ على خلقه؛ اي نزول الهدى للناس كافة وبينات لكيفية تسيير مسائل معاشهم لقوله :" ... .. أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ... ". فحديث الله تعالى في محكم كتابه أنه الإكمال للدين المقبول عنده -سبحانه- والإتمام لنعمه عليهم جميعاً والرضا لنا بهذا الدين ؛ وهو إسلام كل الأنبياء وجميع المرسلين؛ ومصدره الأول مع خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين هو القرآن العظيم .. فكما أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين في شهر رمضان جعل الله -تعالى- هذا الزمان أيضاً -أعني شهر رمضان- محلاً وظرفاً ووقتاً وزمناً لإنزال هذه النعمة على الأمم السابقة إذ أن كل كتاب سماوي قبل القرآن الكريم نزل في شهر رمضان العظيم.
وقد ثبت هذا عن نبينا الأمين عليه صلوات الله وسلامه فقد أخرج الإمام أحمد في المسند والطبراني في معجمه الكبير والأوسط والحديث رواه البيهقي في شعب الإيمان والإمام ابن عساكر في تاريخ الشام والحديث لا ينزل عن درجة الحسن.. عن واثلة بن الأصقع رضي الله عنه وأرضاه قال سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول:" أنزلت صحف إبراهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليمأنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة خلت من شهر رمضان وأنزلت التوراة في ستٍ خلت منه – وأنزل الإنجيل في ثلاث عشرة خلت منه – وأنزل الزبور في ثمان عشرة خلت منه وأنزل القرآن في أربع منه أي من شهر رمضان " ... فالكتب السماوية العظيمة وهي أعظم ما منَّ الله به على عباده أنزلت في هذا الشهر الكريم في شهر رمضان (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
02 رمضان 1442 هــ ~ 14 ابريل 2021 م


دكتور محمد فخر الدين الرمادي 19 / 04 / 2021 51 : 12 PM

فَضْلِ الصَّوْمِ
 
بَاب فَضْلِ الصَّوْمِ :


حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
« ١ » . الصِّيَامُ جُنَّةٌ
فَــ

« ٢ » . لَا يَرْفُثْ
« ٣ » . وَلَا يَجْهَلْ
« ٤ » . وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ
أَوْ

« ٥ » . شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ (مَرَّتَيْنِ)
« ٦ » . وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ -تَعَالَى- مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ
« ٧ » . يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي
« ٨ » . الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ

وَ
« ٩ » . الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا
".
[صحيح البخاري؛ كتاب الصوم؛ باب فضل الصوم ] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
‏الإثنين‏، 07 رمضان‏، 1442هــ ~ 19 أبريل 2021م.




دكتور محمد فخر الدين الرمادي 24 / 04 / 2021 10 : 02 PM

حديث منكر !
 
حديث منكر :
" شهر رمضان أوَّله رحمة، وأوسَطه مغفرة، وآخِره عتق من النار".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 24 / 04 / 2021 18 : 02 PM

رد: المناسبات
 
أخرجه :
- ابن خزيمة في صحيحه (1887)،
و
- البيهقي في الشعب (3608)،

و
- البغوي في تفسيره (1/198) من حديث سلمان -رضي الله عنه-،

و
- قال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب
: (منكر)
(انظر: ج 1 / ص 148- 589).

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 24 / 04 / 2021 52 : 02 PM

تمام التخريج كما تكلم فيه السادة العلماء!
 
" هل هذا الحديث صحيح:" أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار ؟ "
" فهذه قطعة من الحديث المشهور عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أخرجه عنه جماعة منهم :

- ابن خزيمة في صحيحه، و
- ابن شاهين في فضائل رمضان، و
- البيهقي في الشعب؛ وفي فضائل الأوقات.
وبوب له ابن خزيمة بقوله: (بَابُ فَضَائِلِ شَهْرِ رَمَضَانَ، إِنَّ صَحَّ الْخَبَرُ.) و

لفظه عنده: عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا. مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ. وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يَزْدَادُ فِيهِ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ، وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ ". قَالُوا: لَيْسَ كُلُّنَا نَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ. فَقَالَ:" يُعْطِي اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى تَمْرَةٍ، أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ، أَوْ مَذْقَةِ لَبَنٍ. وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ. مَنْ خَفَّفَ عَنْ مَمْلُوكِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ. وَاسْتَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: خَصْلَتَيْنِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ، وَخَصْلَتَيْنِ لَا غِنًى بِكُمْ عَنْهُمَا. فَأَمَّا الْخَصْلَتَانِ اللَّتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ: فَشَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَتَسْتَغْفِرُونَهُ. وَأَمَّا اللَّتَانِ لَا غِنًى بِكُمْ عَنْهُمَا: فَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَتَعُوذُونَ بِهِ مِنَ النَّارِ. وَمَنْ أَشْبَعَ فِيهِ صَائِمًا، سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ." .
فقول ابن خزيمة في تبويبه للحديث:"إن صح الخبر، يفهم منه أنه لم يجزم بصحته.



[ ملحوظة:
هذا الحديث رواه ابن خزيمة بلفظه في صحيحه3 /191 رقم (1887) وقال : إن صح الخبر ، وسقطت (إن) من بعض المراجع مثل (الترغيب والترهيب) للمنذري (2 /95) فظنوا أن ابن خزيمة قال : صح الخبر ، وهو لم يجزم بذلك .]
وقال الحافظ ضياء الدين المقدسي في (السنن والأحكام): هو من رواية علي بن زيد بن جدعان. وعلي بن زيد، فقد تكلم فيه جماعة من العلماء: فقال الإمام أحمد ويحيى بن معين: ليس بشيء. وقال (البخاري): لا يُحتج به. انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة: حَدِيثٌ خز (صحيح ابن خزيمة هب ) يعني شعب الإيمان للبيهقي): " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ ... " الْحَدِيثَ. خز: فِي الصِّيَامِ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، ثنا يُوسُفُ بْن ُزِيَادٍ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْهُ، بِهِ. وَقَالَ: إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي (الشُّعَبِ) مِنْ طُرُقٍ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَ



مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى: عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ بَكْرٍ السَّهْمِيِّ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِالْغَفَّارِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ. وَالأَوَّلُ أَتَمُّ، وَمَدَارُهُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَأَمَّا يُوسُفُ بْنُ زِيَادٍ فَضَعِيفٌ جِدًّا. وَ
أَمَّا إِيَاسُ بْنُ عَبْدِالْغَفَّارِ فَمَا عَرَفْتُهُ. انتهى.
وقال العيني في عمدة القاري: وَلَا يَصح إِسْنَاده، وَفِي سَنَده إِيَاس. قَالَ شَيخنَا: الظَّاهِر أَنه ابْن أبي إِيَاس. قَالَ صَاحب (الْمِيزَان) إِيَاس بن أبي إِيَاس عَن سعيد بن الْمسيب لَا يعرف، وَالْخَبَر مُنكر. اهـ. " .
وضعف الحديث الألباني في السلسة الضعيفة، وقال: منكر." .
وهذا الجزء من الحديث أخرجه أيضًا

- ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان، و
- الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق، و
- ابن عساكر في تاريخ دمشق، و
- العقيلي في الضعفاء الكبير من حديث أبي هريرة بلفظ: أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.
وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، وقال عنه في السلسة الضعيفة: منكر. و
رواه :

- المحاملي في أماليه (293) و
- البيهقي في شعب الإيمان (7/216) و
+ في فضائل الأوقات ص 146 رقم 37 و
- أبو الشيخ ابن حبان في كتاب ( الثواب ) عزاه له الساعاتي في ( الفتح الرباني ) (9 /233) و
- ذكره السيوطي في (الدر المنثور ) وقال : أخرجه العقيلي وضعفه ) و
- الأصبهاني في الترغيب ، و
- ذكره المنقي في ( كنز العمال ) 8 /477 ، كلهم عن طريق سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي ، و
الحديث ضعيف الإسناد لعلتين هما :
1 - فيه انقطاع حيث لم يسمع سعيد بن المسيب من سلمان الفارسي رضي الله عنه .
2 - في سنده " علي بن زيد بن جدعان " قال فيه ابن سعد: فيه ضعف ولا يحتج به ، وضعفه أحمد وابن معين والنسائي وابن خزيمة والجوزجاني وغيرهم كما في ( سير أعلام النبلاء ) (5 /207)
و

حكم أبو حاتم الرازي على الحديث بأنه منكر ، وكذا قال
- العيني في ( عمدة القاري ) 9 /20 ومثله قال
- الألباني في ( سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ) ج2 /262 رقم (871) فــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبين ضعف إسناد هذا الحديث ومتابعته كلها ضعيفة ، و
حكم المحدثين عليه بالنكارة ،
إضافة إلى اشتماله على عبارات في ثبوتها نظر ، مثل :
تقسيم الشهر قسمة ثلاثية :
- العشر الأولى عشر الرحمة
ثم
- المغفرة
ثم
- العتق من النار ..
وهذه لا دليل عليها ، بل فضل الله واسع ، ورمضان كله رحمة ومغفرة ، ولله عتقاء في كل ليلة ، وعند الفطر كما ثبتت بذلك الأحاديث .
وأيضاً :
في الحديث ( من تقرب فيه بخصلة من الخير كمن أدى فريضة ) وهذا لا دليل عليه بل النافلة نافلة.. والفريضة فريضة في رمضان وغيره ، و
في الحديث أيضاً : ( من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ) وفي هذا التحديد نظر ، إذ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف في رمضان وغيره ، ولا يخص من ذلك إلا الصيام فإن أجره عظيم دون تحديد بمقدار ، للحديث القدسي :

( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) [متفق عليه] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
فـــــــــــــــــــــــــــــ

ينبغي الحذر من الأحاديث الضعيفة ، والتثبت من درجتها قبل التحديث بها ، والحرص على انتقاء الأحاديث الصحيحة في فضل رمضان ، وفق الله الجميع وتقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال .
والله أعلم.

ملف من اعداد :
محمدفخرالدين الرمادي


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط