مشاهدة النسخة كاملة : فتوتان سلفيتان لفضح مذهب الصوفية و دكِّ أصوله البدعية (مهم)
soheyb
07 / 02 / 2008, 49 : 01 PM
الفتوى الأولى :
الرد على الصوفية في زعمهم أنهم لا يعبدون الله خوفًا من ناره ولا شوقًا إلى جنته و إنما يعبدونه محبة فقط!!
السؤال : فضيلة الشيخ / ـ حفظه الله ـ آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : وصلني سؤال من أحد الشباب مضمونة : يقول أهل العلم إنه يجب الإخلاص في الحب لله وعدم حب ما سواه و إنه ينبغي أن يعبد الله لا خوفا من ناره ولا شوقا لجنته فهل حب الإنسان للجنة والحور العين و البساتين يجعله ناقص الحب لله وهل يلام على ذلك . أي هل يتعارض حب الإنسان للجنة و الحور و ما فيهما من النعيم مع الإخلاص في حب الله وكيف يكون حب الله هذا مضمون سؤاله أرجوا الإجابة عليه بالتفصيل ولكم خالص تحياتي ؟
ـ الجواب : الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : هذا الكلام فيه خلط ومزج بين الحق و الباطل فالإخلاص لله في المحبة فرض كغيرها من العبادات امتثالا لقوله تعالى : { قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه } وقوله : { ألا لله الدين الخالص } وقوله : { فادعوا الله مخلصين له الدين } .
أما قوله وعدم حب ما سواه فهذا كلام باطل فإن الله لم يكلف أحدا من عباده بعدم حب ما سواه لأن هذا شيء لا يستطاع والله لا يكلف عباده بما لا يستطعون . و لأن هذا يتنافى مع الشرع . فأما الشرع فإن الله أثبت في كتابه المحبة من بعض العباد لبعضهم ممن يظنون أنهم على دينهم مع إثبات الإيمان لهم .
فقال في وصف المنافقين : { ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله و إذا لقوكم قالوا آمنا و إذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ } ففي هذه الآية إخبار عن المحبة المؤمنين للمنافقين حيث ظنوا أنهم عل دينهم مع أنه أثبت الإيمان لهم بقوله { وتؤمنون بالكتاب كله } .
وفي آية أخرى أثبت المودة بين الزوجين فقال : { وجعل بينكم مودة ورحمة } و أما العقل فإنه لا يعقل أن الإنسان لا يحب ولده ووالده وقرابته فلابد أن الإنسان يحب أولاده ويحب والديه ويحب قرابته و أصدقاءه ولكن مما ينبغي أن نعلم أن الحب ينقسم إلى أقسام :
أولا : حب الله جلا وعلا وهو حب ممزوج بالخوف والتعظيم و الإجلال، فالله يجب أن يحب أكثر من كل محبوب لأنّه هو الخالق الرازق المنعم المتفضل على عباده بجميع النعم ولما له من الكمالات التي تضمنتها أسمائه الحسنى وصفاته العليا التي لا يشبهه فيها أحد ولا يقاربه فيها أحد ويجب أن يخاف منه لأن نفوسنا بيده وقلبنا بين أصابعه وهو الذي يملك حياتنا وموتنا وإسعادنا و إشقاءنا و إغناءنا وفقرنا وتمليكنا وسلبنا ودنيانا و آخرتنا بل يملك الكون كله لذلك فإن محبته يجب أن تكون محبة خشية و إجلال وتعظيم فمن صرف هذه المحبة لغيره فهو مشرك شركا أكبر مخلدا صاحبه في النار ولهذا قال : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله } .
فأخبر في هذه الآية أن المشركين أحبوا أندادهم ومعبودهم كحب الله أي محبة خوف ورجاء وتعظيم بل قد بلغ حب المشركين لأندادهم ومعبودهم أنهم أحبوهم أكثر من حب الله وخوفهم لأندادهم أكثر من خوفهم من الله عز وجل وذلك أن بعضهم إذا اتهم بشيء وطلب منه أن يحلف يمين براءة فإنه يحلف بالله وإن كان فاجرا ويخاف أن يحلف بالولي إذا كان فاجرا .
وهناك قسم ثان من المحبة وهي محبة المحسن فهي تكون محبة إجلال واحترام وتوقير لا خوف فيه و أحق الناس بهذه المحبة بعد الله هو الرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أحسن إلينا بأن دلنا على ما يحب الله ويرضى و أمرنا به وحثنا عليه ونهانا عن كل شيء فيه شر وحذرنا منه و أحق الناس بهذه المحبة بعد الرسول الله صلى الله عليه وسلم الوالدان لما لهما من الإحسان إليك والحرص على ما يصلحك وهذه المحبة من محبة العاطفة التي جبل عليها الإنسان، وكذلك أيضا محبة الولد والزوجة هي محبة عاطفة ومحبة رحمة وحنان ومودة كما قال تعالى عن الزوجين { وجعل بينكم مودة ورحمة } و أخيرًا فإن التعبير بعدم محبة ما سواه تعبير باطل فإن الله لم يحرم محبة ما سواه ولكن حرم أن يحب أحد كمحبة وبالله التوفيق .
و أما قوله و أنه ينبغي أن يعبد الله لا خوفا من ناره ولا شوقا إلى جنته فهذه العبارة من عبارات الصوفية وتنسب هذه العبارة إلى رابعة العدوية و أخذها الصوفية من بعدها بدون تعقل فمن زعم أنه يعبد الله حبا له فقط لا يعبده خوفا من ناره ولا شوقا إلى جنته فقد زعم أنه خير من الأنبياء الذين وصفهم الله بقوله : { إنهم كانوا يدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين } وقال عن إبراهيم خليله عليه السلام .{ واجعلني من ورثة حنة النعيم واغفر لأبي إنه كان من الضالين . ولا تخزني يوم يبعثون . يوم لا ينفع مال ولا بنون . إلا من أتى الله بقلب سليم } , فهذا نبي الله وخليله , و أحد الذين اصطفاهم من خلقه يسأل الله أن يجعله من ورثة جنة النعيم و أن يعيذه من خزي يوم القيامة .
فمن زعم أنه لا يعبد الله طمعا في جنته ولا خوفا من عذابه فقد زعم أنه أفضل من الأنبياء لذلك فهو كاذب في هذا الزعم فما من أحد من الناس إلا وهو يحب الجنة ويخاف من النار , إلا أن يكون لا يؤمن بهما، ولكن الغرور و الادعاءات الباطلة استحوذت عليهم , فمن ذا الذي لا يخاف من النار وهو بشر مخلوق من لحم ودم وجلد وعصب وعظام ؟!
لو عرض على نار الدنيا لخافها فكيف إذا كانت نار جهنم التي ضوعفت حرارتها على نار الدنيا بتسعة وستين ضعفا كلهن مثل حرها , نار وقودها الناس والحجارة !!
فمن ادعى أنه لا يخاف من نار تذيب الصخور فهو إما مجنون أو كاذب أو مكذب .
و أخيرا إنه ليؤسفني أن أفكار الصوفية تنتشر بين الشباب , وما ذلك إلا بسبب اعتناق بعضهم لبعض الدّعوات التي يفتخر أصحابها بالانتماء إلى النحلة الصوفية .
عباد الله إن الصوفية سم زعاف تقدم للشباب في شربة من عسل بدءا بالأناشيد , والأوراد , و الكرامات , ونهاية بوحدة الوجود التي تنتهي إليها كل الصوفية , فاحذروا من قبول شيء من بدعهم فإنها سم قاتل . وبالله التوفيق .
أحمد بن يحيى النجمي
[فتح الرب الودود ج1 ص 3].
soheyb
07 / 02 / 2008, 55 : 01 PM
الفتوى الثانية :
حــكم أذكــار و أوراد الصـــوفية
السؤال : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد : أنا مدرس في المملكة العربية السعودية و عندما وصلت إلى هنا عرفت الكثير عن المنهج السلف الصالح وقد كنت في مصر مع الجماعة الزاوية العلوية وهي جماعة في مصر فكنا نصلي المغرب ونقرأ سورة الواقعة جماعة بصوت واحد ثم نرددها يا من جعلت الصلاة على النبي من القربات نتقرب إليك بكل صلاة صليت عليه من أول النشأة إلى ما نهاية له من الكاملات .
ثم نقرأ سورة الإخلاص ثلاثة مرات ثم نقرأ الورد و هو الاستغفار مائة مرة ثم نصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم مائة مرة وسبحان الله مائة مرة وردا في الصباح و المساء وبعد صلاة العشاء نعمل حلقة ذكر وهو ترديد لفظ الجلالة الله الله الله مع إطفاء زاوية المسجد وبعد انتهاء الذكر نأتي بديوان قصائد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهي مثل يا رسول الإله في كل حين ,لك مني تحية و سلاما يا راحلين إلى منى بقياد ، شوقتهم يوم الرحيل فؤادي ، ثم ينتهي ذلك.
سؤالي هل هذه الأذكار صحيحة وأنا الحمد لله الآن عرفت الحق لكن ماذا علي ذنب وأنا قد أخذ علي عهد على كتاب الله بالاستمرار في هذه الجماعة ولكم جزيل الشكر؟
ـ الجواب : وبالله التوفيق ومنه العون والتسديد : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد اعلم أيها السائل الكريم أن الله عز وجل لا يقبل عملا إلا إذا اجتمع فيه شرطان اثنان :
أولهما: الإخلاص قال الله عز وجل : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } وقال تعالى : { فادعوا الله مخلصين له الدين } وقال تعالى : { ألا لله الدين الخالص } وفي الحديث القدسي : (( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه ))[أخرجه مسلم] . وفي الحديث الصحيح (( إن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة : رجل قرأ القرآن، ورجل قتل في سبيل الله، ورجل أنفق ماله )) .
قال أبو هريرة حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( إن الله إذا كان يوم القيامة نزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمّة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل قتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول للقارئ : ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟
قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما عملت؟
قال كنت أقوم به أناء الليل و أناء النهار.
فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة كذبت , ويقول الله له إنما أردت أن يقال فلان قارئ وقد قيل ذلك؛ ويؤتي بصاحب المال فيقول الله عز وجل ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟
قال بلى يا رب. قال : فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم و أتصدق فيقول الله كذبت، وتقول الملائكة كذبت، ويقول الله إنما أردت أن يقال فلان جواد فقيل ذلك , ثم يؤتي بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله عز وجل في ماذا قتلت ؟فيقول , أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله كذبت وتقول الملائكة كذبت ويقول عز وجل بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول من تسعر بهم النار يوم القيامة .اهـ[ جامع الأصول لابن الأثير 4/538.]
فأنت ترى هؤلاء الثلاثة أول من تسعر بهم النار يوم القيامة مع أنهم عملوا أعمالا في ظاهرها أنها طاعة .
أما الشرط الثاني : فهو شرط المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يكون العمل قد عمله رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أمر به أو أقره قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون واتقوا فتنة لا تصبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب } .
أولا : نأخذ من هذه الآية أن الله عز وجل فرض علينا الاستجابة له ولرسوله إذا دعانا .
ثانيا : نأخذ منها أن رسول الله لا يأمرنا إلا بما فيه حياتنا وصلاحنا وفلاحنا في ديننا ودنيانا .
ثالثا : نأخذ من الآية أن ترك الاستجابة لله وللرسول موجب للفتنة في الدنيا وللعذاب في الآخرة .
رابعا : نأخذ من الآية أن العقوبة تعم الظالم وغيره قال تعالى : { واتقوا فتنة لا تصبن الذين ظلموا منكم خاصة } .
وهناك آيات أخرى تدل على أن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته هي الموجبة لدخول الجنة والنجاة من النار لأنها فرض محتم على كل مسلم قال تعالى : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم }أي ماكان لأحد منهم أن يختار غير ما قضاه الله ورسوله وكقوله تعالى: {و لو ردوه إلى الله والرسول لعلمه الذين يستنبطونه منهم } وكقوله : { قل أطيعوا الله و أطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين } وكقوله تعالى : { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله أن يقولوا سمعنا و أطعنا وأولئك هم المفلحون } وقال تعالى : { ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقيه فأولئك هم الفائزون } وكقوله تعالى : { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } . وكقوله تعالى عمن لم يؤمن ولم يطعه ولم يتبعه { ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون } وكقوله تعالى : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } وكقوله تعالى : { ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا }, إلى غير ذلك من الآيات كثير ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ و إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )) . وكقوله صلى الله عليه وسلم : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) . وفي رواية : (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )) .
و المهم أنه لا يقبل من أي عبد عمل حتى يكون خالصا لله وصوابا على ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الفهم للإسلام هو ما فهمه السلف رحمهم الله للإسلام من الصحابة والتابعين وقد صح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال حين أتى الحجر الأسود (( والله إني لأعلم أنك لحجر لا تضر ولا تنفع , ولو لا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك )) فأشار رضي الله عنه بقوله هذا أن تقبيله للحجر مع أنه يعلم إنه حجر لا يضر ولا ينفع , إنما كان طاعة لله ومتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هنا كان الواجب على المسلمين عموما وعلى من يقرأون القرآن خصوصا العناية بالتفقه في دين الله بمعرفة تفسير القرآن الذي فسر به السلف ومعرفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأسانيد الصحيحة التي دونها أصحاب الحديث وساروا عليها في التصحيح والتضعيف قال تعالى : { وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون }ولكي تعرف العقيدة الصحيحة التي كان عليها سلف الأمّة وخير القرون الذين زكاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله خير القرون قرني ثم الذين يلونه ثم الذين يلونهم، ثم يأتي أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته )) الحديث .
فالمقصود من هذه المقدمة أن نتلقى من الله ومن رسوله وأن تكون أعمالنا خالصة لله وموافقة لما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وبدون ذلك فلنعم أن أعمالنا مردودة غير متقبلة عند الله، ولا مرضية لديه، ولنعتبر بأولئك النفر الذين كانوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وجاءوا إلى بيوته وسألوا أزواجه عن عبادته فلما أخبروا كأنهم تقالوا عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم : أما أنا فإني أصلي ولا أنام , وقال الآخر : أما أنا فإني أصوم ولا أفطر ، وقال الثالث : أما أنا فإني لا أتزوج النساء . فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بمقالتهم فقام في المسجد خطيبا و قال : أما أنا فإني أصلي و أنام، و أصوم وأفطر ،و أتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني . فإذا كان هؤلاء الرهط في زمن النبي صلى الله عليه وسلم سألوا عن عبادته فلما أخبروا بها تقالوها وقالوا : نحن لسنا كهيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وزعموا أنهم بحاجة أن يزيدوا على عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليهم بقوله : أمّا أنا فإني أصلي وأنام و أصوم و أفطر و أتزوج النساء ومن رغب عن سنتي فليس مني . ويتبين من هذا أن متابعة ما شرع الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فرض على كل مسلم قال تعالى : { و أن هذا صراطي مستقيما فتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } بل إنه فرض عليه صلى الله عليه وسلم ليكون قدوة لأمته كما قال تعالى : { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا و إن الظالمين بعضهم أولياء بعض و الله ولي المتقين }.
وبعد هذه المقدمة التي أرجوا أنها قد وضحت الحق وبينت الواجب على كل مسلم و هو أن يعبد الله بما شرع في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أريد منك أن تعرض هذه الأعمال التي ذكرتها على السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فما وجدت له دليلا فاعمل به على الصفة التي أثبتها الدليل بدون زيادة ولا نقصان وما لم تجد له دليلا يجب عليك أن تتركه و أن تتبع الدليل فليس هناك مشرع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا يقبل لنا أذان ولا تقبل منا صلاة ألا أن نشهد لله بالألوهية وله بالرسالة و لا نسأل في قبورنا و لا يوم بعثنا ونشورنا إلا عنه .
ففي القبر يقول لك الملك من ربك وما دينك و من نبيك , ولا يقول من شيخ طريقتك . وأنت تسئل في عرصات القيامة عنه صلى الله عليه وسلم قال تعالى : { فلنسئلن الذين أرسل إليهم و لنسئلن المرسلين، فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين } .
فاتق الله أيها العبد أن تلقى الله و أنت مشرك أو مبتدع فتخسر كل الخسارة وتحق عليك كلمة العذاب وفقني الله وإياك لكل خير , ثم اعلم أن التصوف بدعة محدثة فما عرف الصوفية ولا التصوف أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي , ولا أحد من الصحابة و التابعين , ولا من الأئمة المهتدين , و إنما حدثت هذه البدعة في القرن الثاني الهجري وكان مبدؤها بالزهد ثم غلا أصحاب التصوف فيه حتى وصل بهم إلى القول بوحدة الوجود أو الحلول و الفرق بينهما أن القائلين بوحدة الوجود زعموا أن الله اتحد بمخلوقاته , و أما القائلين بالحلول فقد زعموا أن الله حل في مخلوقاته تعالى الله وتقدس عما يقولون علوا كبيرا .
و قد كان الزهاد في القرن الثاني الهجري و أول الثالث : إبراهيم بن أدهم وشقيق البلخي و أحمد بن أبي الحواري و أبو سليمان الداراني , ومالك بن دينار والفضيل بن عياض وغيرهم . واختلفوا في كلمة صوفي من أي شيئ اشتقت وفي أي قرن ظهرت ذكر الخلاف الدكتور أحمد محمد البناني في كتابه موقف ابن تيمية من التصوف ص 67 وما بعدها وسواء قلنا أن كلمة التصوف أو الصوفية مشتقة من الصفة أو من الصفاء أو من لبس الصوف فإن الصوفية عند المتأخرين إذا ذُكرت إنما يراد بها الشطح والكفر والزندقة، فهم يزعمون أن الله تعالى وتقدس اتحد بمخلوقاته جميعا من حيوانات وجمادات وطيبات وقذارات كل ذلك عين الإله عندهم بل زعموا أنه يظهر في الغانيات المعشوقات وعبروا عنه بليلى وبثينه وغير ذلك فوصلوا في الإساءة إلى الحضيض وكفروا كفرًا لا مزيد عليه ومع ذلك فهم يزعمون أنهم هم الصفوة المختارة و أنهم هم العارفون بالله دون سواهم .
أما الأديان فكلها عندهم حق فالمسجد و الكنيسة والبيعة وبيت النار ومعبد الوثنية كلها عندهم سواء , واسمع إلى الشيخ عبد الرحمن الوكيل رئيس أنصار السنة سابقا في مصر ماذا يقول عن دين الصوفية في كتابه : هذه هي الصوفية الطبعة الثالثة 19 قال : (للصوفية مدد من كل نحلة ودين إلا دين الإسلام ،اللهم إلا حين نظن أن للباطل اللئيم مدد من الحق الكريم و أن للكفر الدنس روحا من الإيمان الطهور , والصوفية نفسها تبرأ إلا من دين طواغيتها مؤمنة بأنه هو الحق الخالص. يقول التلمساني وهو من كهان الصوفية : القرآن كله شرك وإنما التوحيد في كلامنا .
وابن عربي يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه كتاب فصوص الحكم , وهو دين زندقته وقال له اخرج به إلى الناس ينتفعون به على حين يذكر الحق وتأريخه الصادق أن الصوفية تنتسب إلى كل نحلة مارقة وتنتهب منها أخبث ما تدين به فهل من الإسلام أسطورة وحدة الوجود وخرافة وحدة الأديان ؟!
فتلك تزعم أن الله سبحانه هو عين خلقه عينهم في الذات والصفات و الأسماء و الأفعال تزعم أن واهب الحياة وخالق الوجود هو الصخر الأصم و الرمة العفنة .
ووحدة الأديان تزعم أن كفر الكافر وخطيئة الفاجر هي عين إيمان المؤمن وصالحة الناسك وتزعم أن دين الخليل هو دين أبيه آزر و أن إيمان موسى هو عين كفر فرعون , و أن وثنية أبي جهل هي عين توحيد محمد صلى الله عليه وسلم فكلٌ رب الدين ورسوله كُلُّهُ تعين للذات الإلهية غير أنها سميت في تعين بمحمد و في آخر بأبي جهل وهي هي في مظهريها أو اسميها تزعم أن دين إبليس و إيمانه عين دين أمين الوحي وروح إيمانه , بل زادت الخطيئة فجورا فزعمت أن إبليس أعظم معرفة بآداب الحضرة الإلهية من أمين الوحي و أسمى مقامًا أفمن دين الإسلام هذه الخطايا الكافرة ؟!
إلى أن قال: سلوها لمَ انتبذت من المسلمين مكانا قصيا تسمى فيه المُدَنَسّين برجسها صوفيين لا مسلمين و الاسمان متقابلان يعني ( متضادان ) تقابل الظلام الجائر و الضوء الباهر؟! سلوها لم تمقت ما سمى الله به من يعبدونه على بصيرة وتجنح إلى اسم ماله من دلالة إلا على كفر أو مذلة؟! سلوها من هم كهان دينها و أحبار طقوسها ؟! سلوها لمَ تؤثر أحقاد طواغيتها على الكتاب و السنة؟! سلوها لم تفتن الأغرار عن دين الحق فتزعم لهم أن الإسلام شريعة وحقيقة وتعني بالشريعة ما أوحاه الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم و بالأخرى وساوس الأبالسة النافثين لبدع الصوفية ؟! سلوها وسلوها) . انتهى من كتاب هذه هي الصوفية للشيخ عبد الرحمن الوكيل .
وقال في كتاب كشف الصوفية لأول مرة ص 13 : (ولكننا أمام جماعة باطنية لهم عقيدة سرية استهوت عقولا
واستحوذت عليها فلا يهتدون سبيلا إلا سبيلها، وهم يدافعون عنها بكل مالديهم من إمكانيات وبالمراوغات والمغالطات واللف والدوران وجميع الأساليب اللاعلمية و اللاأخلاقية، وكمثل لذلك أنهم يعلمون يقينا وخاصة الواصلون منهم أن الصوفية هي كفر وزندقة بالنسبة للشريعة الإسلامية ومع ذلك فهم يكتمون هذه الحقيقة ويشيعون بين الناس أن الصوفية هي قمة الإسلام والإيمان وهي منتهى التقى و الورع، وهي مقام الإحسان وقد انطلت هذه الخدعة على الناس وصدقوها حتى لو قلت لأحدهم إن الصوفية زندقة لثار عليك واتهمك الاتهامات التي لا تخطر على بال رغم أنه ليس صوفيًا ولكنه اقتنع بالخدعة وانجرت عليه ذيولها وسأنقل لك بعض كلامهم) من نفس المصدر صفحة 20 قال: ( ويقول الحلاج المنكر في دائرة البراني و أنكر حالي حين لم يراني وبالزندقة سماني وبالسوء رماني .
و المقصود بدائرة البراني الذي هو خارج الصوفية ونقل عنه أنه يقول:
كفرت بدين الله والكفر واجب == علي وعند المسلمين قبيح
ومعنى كفرت سترت والكفر واجب أي الستر واجب أي سترت بالإسلام و الستر واجب إذًا فما هو هذا الذي يستره بدين الله , من الممكن أن نعرفه من بعض أقواله وفلتات شعره ويقول :
رأيت ربي بعين قلبي == فقلت من أنت قال أنت
وقال فالحقيقة و الحقيقة خليفة لتكون أنت هو أو هو أنت من حيث الحقيقة، فتأمل قوله لتكون أنت هو أي أنت الله أو هو أنت أو الله أنت، فأي كفر أعظم من هذا الكفر؟!
واسمع ابن الفارض في تائيته :
وهل أنا إلا أنت ذاتا ووحدة == وهل أنت إلا نفس عين هويتي
كأني لم أحجب بها و كأنها == هي احتجبت لي فازدهى الناس عشيقتي
فدنتُ بأمر حَرمَته شرعتي == و أحييت حكمًا قد أماتته سنتي
إلى أن أقال:
يَكِلُ لساني عن صفاتي و إنما == يُعبِّرُ عني أنني ذات وحدتي
ثم يقرر صاحب الكشف عن الصوفية محمد عبد الرؤوف أمورا منها :
أ ـ اعتبار الغزالي أن كشفهم هو الحق و الحقيقة و إليه يجب أن ترجع كل الأمور وحتى القرآن و السنة .
ب ـ نفهم من هذا أنهم لا يرون القرآن حجة لأنهم يؤولون منه ما خالف الكشف .
ج ـ علم المكاشفة عند الغزالي وغيره من الصوفية هو علم الصديقين و المقربين فـأين ذهب القرآن وصحيح السنة .
د ـ يقرر أن ليس في الوجود إلا هو و كل من له ذرة من عقل يعلم أن كل ما في الكون مخلوقات خلقها الله تعالى .
ه ـ يقرر حجة الإسلام أن من يثبت موجودا آخر مع الله فهو مشرك تحقيقا ويلزم من هذا التوحيد عندهم شرك .
و ـ يقرر أن كل ما نراه ونسمعه ونلمسه كله هو الله حقيقة قد حل في ذلك الحجر و الشجر و التراب و الماء و النار و الريح و الطين و الدواب و الجيف والقاذورات .
أما قولك أنكم تقرؤون سورة الواقعة جماعة بصوت واحد فهذا فيه ثلاث بدع:
البدعة الأولى : المحافظة على قراءة الواقعة كل ليلة بدعة لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم و كل ما ورد فيه فهو ضعيف أو موضوع فحديث ابن مسعود أورده ابن كثير في ترجمة عبد الله بن مسعود من البداية و النهاية بصيغة التمريض فقال ويروي أن عثمان رضي الله عنه زار ابن مسعود وهو مريض فقال ما تشتكي قال ذنوبي , قال : فما تشتهي ؟ قال : رحمة ربي , قال ألا آمر لك بطبيب قال الطبيب أمرضني قال ألا آ مر لك بعطائك قال : لا حاجة لي فيه . قال يكون لبناتك من بعدك؟ قال أتخشى على بناتي الفقر وقد أمرتهن أن يقرأن سورة الواقعة كل ليلة، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا ))
وأورد الألباني المرفوع من (( من قرأ سورة الواقعة لم تصبه فاقة أبدا )) وقال ضعيف أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده و ابن السني في عمل اليوم و الليلة رقم 674 وابن لال في حديثه 116/1 وابن بشران في الأمالي ج.2 , 83,1 ،و البيهقي في الشعب وغيرهم من طريق أبي شجاع عن أبي طيبة و عن ابن مسعود مرفوعا ،وقال هذا سند ضعيف.
قال الذهبي أبو شجاع نكرة لا يعرف عن أبي طيبة و من أبو طيبة عن ابن مسعود مرفوعا وقد أشار بهذا الكلام إلا أن أبا طيبة نكرة لا يُعرف، وصرح في ترجمة بأنه مجهول.
ثم إن في سند الحديث اضطرابا من وجوه ثلاثة بينها الحافظ ابن حجر في اللسان في ترجمة أبي شجاع فليراجعه من شاء وفي فيض القدير للمناوي قال الزيلعي تبعًا لجمع هو معلول من وجوه :
أحدها: الانقطاع كما بينه الدارقطني وغيره.
الثاني: نكارة متنه كما ذكره أحمد.
الثالث ضعف رواته كما قال ابن الجوزي .
الرابع: اضطرابه.
ثم قال وقد أجمع أحمد و أبو حاتم وابنه و الدارقطني و البيهقي وغيرهم على ضعفه .
ثم قال ( 290) من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا و من قرأ لا أقسم بيوم القيامة لقي الله يوم القيامة وجهه في صورة القمر ليلة البدر . موضوع :رواه الديلمي من طريق أحمد بن عمر اليماني بسنده إلى ابن عباس رفعه. ذكره السيوطي في ذيل الأحاديث الموضوعة رقم 177 وقال: أحمد اليماني كذاب.
ثم قال ( 291 ) من قرأ سورة الواقعة و تعلمها لم يكتب من الغافلين ولم يفتقر هو وأهل بيته.
موضوع أورده السيوطي في الأحاديث الموضوعة رقم 277 من رواية أبي الشيخ بسند عن عبد القدوس بن حبيب عن الحسن عن أنس رفعه.
وقال السيوطي: عبد القدوس بن ****** متروك.
قال الألباني قلت وقال عبد الرزاق ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله كذاب إلا لعبد القدوس وقد صرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث .انتهى من الأحاديث الضعيفة للألباني [ج1ص304 .305 .306 /]
ومن هذا تعلم أن الأحاديث الواردة في قراءة سورة الواقعة كل ليلة ضعيفة أو موضوعة وقد أطال الحافظ ابن حجر في اللسان ج 7 ، ص 60 ، 61 ، 62 الكلام في بيان اضطرابه.
البدعة الثانية :قراءتكم لها جماعة ولم يؤثر عن السلف أنه فعل ذلك .
البدعة الثالثة : كونكم تقرأونها بصوت واحد وهذا أيضا من البدع لكونه لم يؤثر على أحد من السلف أنه فعل ذلك ولم يؤمر بذلك النبي صلى اله عليه وسلم ولم يفعله وقد قال في حديث الصحيح (من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد) .
وأما قولك ثم تردد :اللهم يا من جعلت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من القربات .....الخ اللهم صلي على نبيك ورسولك محمد وعلى أزواجه وذريته وأهلا بيته كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
وأقول الصلاة على النبي صلى الله عليم وسلم مشروعة ولكن بأحد الألفاظ التي علمنا إياها نبي الهدى صلى الله عليه وسلم حين قال له أصحابه يا رسول الله علمنا كيف نسلم عليك ،فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا ؟
قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد .
أما من اخترع صلاة من عند نفسه زعم أن الصلاة التي علمها من أوتي جوامع الكلم أصحابه شبه ناقصة، و أن الصلاة التي اخترعها هو اكمل و أحسن! بل قد فضل بعض شيوخ الصوفية الصلاة التي اخترعها على قراءة القرآن ستة آلاف مرة كما اشتهر ذلك عن التيجاني عليه من غضب الله ما يستحق.
وعلى هذا فإن الصلاة المخترعة بدل ما تكون قربة تكون معصية , فإذا انضاف إلى ذلك أنهم يرددونها بصوت واحد فقد اقترفوا بدعة على بدعة .
و أما قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات فقد ورد ذلك في ورد الصباح و المساء ولكن هي و المعوذتين تقرأ جميعا ثلاث المرات , و السنّة أن يقرأ كل واحد ورده منفردا؛ فالاجتماع على قراءة الورد جماعة بصورة واحدة ونغمة واحدة بدعة، سواء كان ذلك في آية الكرسي أو قل هو الله أحد و المعوذتين أو التسبيح و التحميد و التكبير و التهليل و الاستغفار، كل ذلك بدعة , والسنة أن يقرأ الواحد ورده وحده، و أن يكون خالصًا لله مخلصًا في أدائه أي لئلا يكون دافعه إلى قراءة الورد هو الارتباط بهذه المجموعة , و من جهة أخرى فقراءة الأوراد المأثورة مستحب وليس بواجب فإن اعتبرها واجبا من أجل أن رئيس الجماعة أوجبها فقد وقع في شرك القصد .
و أمّا الذكر بترديد لفظ الجلالة فهذا الذكر باسم واحد منفرد بدعة لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم و لا أعلمه ورد عن أحد من أصحابه .
وفيه بدعة أخرى وهو أن المجموعة تردد الذكر بصوت واحد، وبدعة ثالثة وهو أنهم ينتقلون من لفظ الجلالة إلى الضمير وحده فيقولون : هو هو، وهذه الأذكار بتقطيع لا إله إلا الله بدعة ابتدعها الصوفية لا أعلم أن أحد سبقهم إليها .
ولا أدري ما هو الغرض من إطفاء زواية المسجد , و لا تفعله الصوفية إلا لغرض سوء . سواء دفعهم إلى ذلك التشبه بالنصارى في بعض أعيادهم أو غير ذلك ومهما يكن فإنه بدعة .
أمّا إنشاد الأشعار و المدائح فهو أمر لم يتعبدنا الله به و المطلوب اتباع شرع النبي صلى الله عليه وسلم وهي طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى ,وتصديق خبره و الصلاة عليه إذا ذكر،أمّا الاشتغال بالمدائح فهو شيء لم يكلّـفنا الله به و إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد سمع قصيدة بانت سعاد , لكنه لم يكلف أصحابه بسماع هذه القصيدة و لا طلب من كعب بن زهير إعادتها كلما جلس .
أمّا العهد الذي أخذ عليك بالاستمرار في هذه الجماعة فهو عهد بالاستمرار في معصية , ومن أخذ عليه عهد بالاستمرار في معصية فإنه لا يجب عليه الوفاء به ولا يجوز , قياسا على النذر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه .
و أفتيك بجواز خروجك من هذه الجماعة بل بوجوب ذلك , ولا تعبأ بالعهد الذي سبرته لهم فإن كنت تريد لنفسك النجاة، فانج من شرك الصوفية وبدعها وضلالها وفق الله الجميع لما يجب ويرضى أ . هـ .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
أحمد بن يحيى النجمي
[فتح الرب الودود ج1 ص 6]
طويلب علم مبتدئ
07 / 02 / 2008, 06 : 05 PM
اخي في الله بارك الله فيك وجزاك الله خيرا فقط تنبيه وهو مثنى الفتوى يكتب هكذا فتوتان واسال الله لنا ولكم التوفيق
عمرو القوصي
01 / 03 / 2008, 35 : 06 PM
بارك الله فيك
محمود أبوالناظر
04 / 03 / 2008, 02 : 05 PM
نسأل الله ان يجعلنا ممن يجمعون لا ممن يفرقون
طاهر الخلد
06 / 03 / 2008, 21 : 12 AM
اللهم اجمعنا على حبك يا رب ووحد المسلمين على قول لا اله الا الله
حماده عبد التواب
06 / 03 / 2008, 02 : 10 PM
بارك الله لك وكتب الله لك الاجر والثواب يوم الحساب
كريم القوصي
27 / 04 / 2008, 24 : 02 AM
جزاك الله خيراً اخي الكريم وبارك الله فيك
محب الشيخ علي جابر
30 / 04 / 2008, 09 : 10 AM
http://i20.servimg.com/u/f20/11/37/80/30/hassen10.gif
http://img101.imageshack.us/img101/2158/32vn1.jpg
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2024, TranZ by Almuhajir